خان الحرير هو أحد أقدم الخانات التاريخية في مدينة دمشق القديمة حيث يعود إلى العهد العثماني، يقع إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي في سوق الحرير، بناه الوالي درويش باشا أثناء ولايته على دمشق في الفترة بين عامي 1571 – 1573.
خان الحرير نموذج للخانات في العالم العربي الإسلامي، وهو يتبع المبادئ العثمانية التقليدية في البناء التي تتضمن الفسحة السماوية والممرات المغطاة بالقباب الصغيرة التقليدية. كان لخان الحرير وظائف متعددة، فهو مكان لاستراحة القادمين إلى بلاد الشام، والذين كانوا مسافرين على طريق الحرير التاريخي، كما كان يتم فيه التبادل التجاري بينهم وبين تجار دمشق، ويخدم كمقر لبيع المنتجات التي يتم تصنيعها في الخان، وبيع المواد الأولية التي تستخدم في عملية التصنيع.
لمحة تاريخية
بني خان الحرير بين عامي 1573 و1574، كوقف لجامع الدرويشية، وقد سمي أولاً قيسارية درويش باشا، ثم أعيدت تسميته بناءً على وظيفته فأصبح خان الحرير، حيث تختص المحلات التي في داخل وحول الخان ببيع العبي والشالات والحطات والجلاليب والأقمشة. وقد كان خان الحرير الخان الأول الكبير الذي يبنى داخل أسوار المدينة القديمة، وكان بناؤه بداية نقلة نوعية في النشاطات التجارية في المنطقة الواقعة جنوب غرب الجامع الأموي.
الطابق الأرضي كان عبارة عن دكاكين ومخازن للبضاعة وإسطبلات للخيل والجمال، أما الطابق العلوي فكان مخصصاً للتجار والمسافرين للنوم فيه، وغرف النوم فيه بشكل دائري يطل المسافر منها على الفسحة من خلال درابزين حديدية مزخرفة، وتنار الغرف بالشموع والقناديل.
معالمه
مسقط المبنى شبه مربع يشغل مساحة حوالي 2500 م2، ويتضمن 27 محلاً مسقوفاً ضمن جدرانه الخارجية، وعدد الغرف الموجودة في الخان حوالي 90 غرفة. يفضي المدخل الرئيس في الجدار الشمالي إلى فسحة سماوية مساحتها حوالي 300 م2، وهي محاطة بصفين من الغرف تتضمن بوقتنا الراهن الورشات والمحلات. بلطت الفسحة السماوية بالحجارة السوداء مع حوض مستطيل الشكل في المركز.
يتبع هذا الخان طراز الخانات الدمشقية، وهو لذلك من طابقين يتم الصعود إلى الطابق العلوي عبر درج على كلا الجانبين خلف المدخل. ويضم الطابق العلوي غرفاً مصفوفة على جانبي الممر عدا الجهة الشرقية التي تصطف فيها الغرف على طول جانب الفسحة فقط، ويشغله حاليًا صانعو الأحذية والجوارب والقباقيب والزنانير والمطرزات. جميع الغرف مسقوفة بقبوات متصالبة أو سريرية، وفوق المدخل هناك ثلاث غرف مسقوفة بقبوات سريرية، منها غرفة الحارس مواجهة للخارج، وغرفة الخانجي (صاحب الخان) مواجهة للفسحة. غطي المبنى بأربع وأربعين قبة تمتد فوق الممر، وتواجه ثلاث من جهات الخان ممرات للمشاة، وتتميز جدرانها بمداميك الأبلق، وهي خاصية تميز العمارة المملوكية العثمانية في دمشق.
محمد رضا بن مهدي مرتضى (1924 – 11 تشرين الأول 2012)، مهندس سوري من دمشق، كان مديراً لمؤسسة مياه عين الفيجة ورئيساً لمجلس إدارتها من سنة 1969 ولغاية عام 1990 ومتولي مقام الست زينب من عام 1975 وحتى وفاته.
عمل في اليمن مدة سنة واحدة لصالح إحدى شركات المقاولة الفرنسية وعاد إلى دمشق عام 1951 ليعمل في مؤسسة عين الفيجة وفي سنة 1969 سمي مديراً عاماً للمؤسسة ورئيساً لمجلس الإدارة حتى سنة 1969. إضافة لعمله في مؤسسة الفيجة، سمّي مديراً للشؤون الفنية بمعرض دمشق الدولي من دورته الأولى سنة 1954 لغاية عام 1966.
مقام السيدة زينب
في سنة 1951 اعتمد المهندس رضا مرتضى بعد وفاة والده بالإضافة إلى خاله السبد محسن مرتضى في لجنة الإشراف والتولية على مقام الست زينب. وبعد تنازل الأخير عن منصبه لصالح ابنه الدكتور هاني مرتضى، تعاونا معاً في إدارة المقام ابتداء من العام سنة 1975. بعد تقاعده من العمل الحكومي سنة 1990 كرس رضا مرتضى كل وقته وجهده لصالح المقام، إضافة لعمله خبيراً في الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي وعضواً في اللجنة الفنية الدولية للمركز الفرنسي لمعالجة قضايا مياه الشرب والصرف الصحي.
مؤلفاته
أعد مؤلفاً حول مشكلات مياه الشرب في سورية وطرق معالجتها، اعتمد من قبل البنك الدولي وترجم إلى اللغة الإنجليزية، وفي سنة 2005 وضع مذكراته بعنوان “ذاكرة العمر وحصاد الأيام.”
الوفاة
توفي المهندس محمد مهدي مرتضى في 11 تشرين الأول 2012.
حلمي حبّاب (1909-2000)، خطاط سوري من دمشق، يعد الأشهر بعد أساتذته ممدوح الشريف وبدوي الديراني. درّس الخط العربي في كلية الفنون الجميلة منذ تأسيسها سنة 1960 ولغاية منتصف التسعينيات وله آثار في مساجد دمشق وفي مدينة قرطبة الإسبانية.
منحه الرئيس حافظ الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى سنة 1989 وأطلقت عليه وزارة الثقافة لقب شيخ الخطاطين في احتفال كبير أقيم بدمشق في 27 كانون الأول 1997.
مسيرته
بدأ مسيرته على يد ممدوح الشريف، خطاط دمشق الأشهر في النصف الأول من القرن العشرين. شارك في معرض دمشق الاقتصادي الأول سنة 1936، الذي أقيم في ثانوية التجهيز الأولى، ومنح فيه الميدالية الذهبية للوحاته الفنية. وفي سنة 1960 دعي للمشاركة في تأسيس كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق وعين أستاذاً لمادة الخط العربي. من أبرز إنجازاته الفنية تخطيطه للآية القرآنية المنقوشة على مدخل مقبرة الشهداء في بلدة نجها وشهادة الدكتوراة الفخرية التي قدمتها جامعة دمشق للرئيس حافظ الأسد نهاية سبعينيات القرن العشرين في عهد رئيسه الدكتور مدني الخيمي. وقام أيضاً بتخطيط بعض الأبيات الشعرية للشاعر ابن زيدون، بتكليف من الحكومة الإسبانية، نقشها بجوار تمثال ابن زيدون في قرطبة.
فؤاد شباط (1906-1988)، محام سوري من دمشق ورجل دولة، تسلّم الأمانة العامة لوزارة الداخلية السورية ووصل إلى مرتبة وزير في حكومة المديرين التي شكلها حسني الزعيم، قائد الانقلاب الأول، من 30 آذار ولغاية 19 نيسان 1949. سمّي عميداً لكلية الحقوق في الجامعة السورية من سنة 1962 ولغاية عام 1964.
عاد إلى دمشق وعُين مهندساً في وزارة الأشغال العامة لغاية تسميته رئيساً لمكتبها الفني عام 1946. وفي سنة 1944 أصبح رئيساً للأشغال العامة في المنطقة الجنوبية، قبل تعيينه مديراً للمواصلات في وزارة الأشغال العامة سنة 1948. كان مقرباً من رئيس الجمهورية شكري القوتلي وفي سنة 1947 وضع كتاب عن منجزاته بعنوان العهد الوطني في ثلاث سنوات 1944-1946. لم يتدخل أنيس شباط في السياسة في حياته، ولم ينتم لأي حزب من الأحزاب وفي سنة 1958 ومع بداية الوحدة السورية المصرية عُيّن أميناً عاماً لوزارة المواصلات في الإقليم الشمالي. بقي في منصبه طيلة سنوات الوحدة وفي مرحلة الانفصال، ليستقيل سنة 1963 وينتقل للعيش في لبنان.
السنوات الأخيرة والوفاة
درّس في الجامعات اللبنانية وعمل مستشاراً في بيروت وكان رئيساً للجنة الدائمة للواصلات في جامعة الدول العربية حتى سنة 1968. أسس الجمعية اللبنانية للوقاية من حوادث الطرق وتوفي عن عمر ناهز 78 عاماً سنة 1986.
صباح بن توفيق قباني (5 حزيران 1928- 1 كانون الثاني 2015) دبلوماسي وإعلامي سوري من دمشق وأول مدير للتلفزيون السوري عند افتتاحه في زمن الوحدة السورية – المصرية سنة 1960. كان قبلها مديراً لبرامج إذاعة دمشق وعُيّن في سبعينيات القرن العشرين سفيراً في الولايات المتحدة الأميركية. له يعود الفضل في تحسين العلاقات السورية – الأميركية بعد قطيعة طويلة، وفنياً يحسب له اكتشاف عدد كبير من المواهب الشابة، وفي مقدمتها الفنان دريد لحام، ومساعدة فنانين عرب على الانتشار في سورية، مثل عبد الحليم حافظوفيروزونجاح سلام.
البداية
ولد صباح قباني في حي مئذنة الشحم وهو سليل عائلة دمشقية معروفة. كان والده توفيق قباني من أشهر صناعيي دمشق وأحد أركان الحركة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي، أما وجده لأمه أبى خليل القباني فكان رائد المسرح الغنائي في سبعينيات القرن التاسع عشر. تأثر بهما قباني كثيراً واختصر نشأته معهم بكلمات قالها له أحد الأصدقاء ذات مرة:
إن هاجس التأسيس يتملككم جميعاً جيلا بعد جيل؛ جدك أبو خليل القباني أسس المسرح الغنائي العربي، ووالدك أسس أول معمل للملبّس والشوكولاته في دمشق، وشقيقك نزار قباني أسس مدرسة شعرية حديثة كانت نسيج وحدها بلغتها وتراكيبها وموضوعاتها، وجئت أنت في نهاية المطاف لتؤسس التلفزيون السوري بعد مرور مئة عام تماماً على تأسيس أبي خليل مسرحه.
درس في الكلية العلمية الوطنية في سوق البزورية، القريبة من معمل أبيه، وكانت رغبت والدته في أن يدرس الطب، لكن هذه الدراسة لم تكن تناسب ميوله، فتدخل شقيقه الأكبر رشيد وسجّله في كلية الحقوق، بعد إقناع والدته والحصول على موافقتها. تخرج صباح قباني من الجامعة السورية سنة 1949 والتحق بجامعة السوربون في باريس ونال منها شهادة الدكتوراه في الحقوق الدولية عام 1952.
المسيرة الإذاعية
أثناء دراسته في الجامعة السورية عمل مذيعاً هاوياً في إذاعة دمشق ابتداء من تشرين الأول 1949، يوم كان إرسالها محدوداً لا يتجاوز مشارف العاصمة السورية. أما مسيرته الإذاعية الفعلية فقد بدأت بعد عودته من فرنسا، يوم طلب إليه مدير الإذاعة أحمد عسة العودة إلى العمل ومساعدته في تحويل إذاعة دمشق إلى مؤسسة ثقافية وفنية، ترعى المواهب الشابة وتستقطب البارزين من أهل الفن والفكر. راق هذا الطموح لصباح قباني وعاد إلى الإذاعة وعُيّن فيها مديراً للبرامج في نيسان 1953.
دعم العديد من المواهب التي أصبحت عنواناً للفن العربي مثل عبد الحليم حافظ،وفيروزوالأخوين الرحباني، ومن أهم منجزاته الاذاعية أنه أوجد برنامج الأحاديث اليومية التي لا تتجاوز مدتها الخمس دقائق، التي تتحدث عن الفن والفكر والفلسفة والقانون، قدمها نخبة من المثقفين الشباب مثل بشير العظمة الذي كان رئيساً للوزراء في مرحلة الانفصال والدكتور أحمد السمّان الذي كان رئيساً لجامعة في زمن الوحدة، والطبيب صبري قباني صاحب مجلة طبيبك.
أنشأ قباني، بالتعاون مع أحمد عسة، مجلّة الإذاعة السورية، ومعها فرقة الإذاعة، وكان يُشدد على تعلّم العازفين قراءة النوتة الموسيقية، بدلاً من الارتجال. وأخيراً عمل على جعل لغة المذيعين سليمة لا تشوهها الأخطاء النحوية. تعاقد مع الشاعر حسن البحيري ليجلس مع كل مذيع ويُراجع معه النشرة الإخبارية كلمة بكلمة، قبل دخول الأستوديو.
المسيرة التلفزيونية
بعد قيام جمهورية الوحدة مع مصر، طُلب إلى صباح قباني أن يكون أول مدير لتلفزيون الإقليم الشمالي (سورية)، وتقرر أن يبدأ البث في دمشق والقاهرة معاً في يوم 23 تموز 1960. كانت مكاتب التلفزيون الجديدة حينذاك في حي سكني بدمشق، ريثما ينتهي العمل على المقر الدائم في ساحة الأمويين، وكانت الاستوديوهات في محطة بث على قمّة جبل قاسيون. سافر قباني إلى الولايات المتحدة مع مجموعة من زملائه وخضعوا لدورة مكثفة في جامعة بوسطن وفي استوديوهات قناة NBC في نيويورك.كان ذلك قبل موعد افتتاح التلفزيون بشهرين، عادوا بعدها إلى دمشق للتحضير لمشروعهم الريادي الذي عانى من مجموعة من التحديات منها صعوبات في البث المباشر، لأن تلفزيون دمشق لم يكن فيه أشرطة “فيديو تيب” للتسجيل، أما التحدي الأكبر كان في مجاراة الفنانين المصريين، الأكثر خبرة من السوريين، حيث وصف قباني مخاوفه بالقول:
كانت حالتنا أنا وزملائي أشبه بفريق من الصبية الصغار الذين يلعبون كرة القدم في الحارات الشعبية ووجدوا أنفسهم فجأة مدعوين ذات يوم ليباروا فريقاً من اللاعبين المحترفين من أمثال الأهلي والزمالك.
اختار مجموعة من أبناء أرقى عائلات الشّام ليكونوا وجوه التلفزيون عند تأسيسه، تواصل بداية مع المحامية نادية الغزي وهي ابنه رئيس وزراء سورية الأسبق سعيد الغزي. طلب إليها أن تكون مقدمة برنامج “البيت السعيد،” فقبلت شرط أن يقبل والدها. قال لسعيد الغزي إنه سيقدم عبر هذه الوسيلة “كل ما من شأنه أن يفيد المواطنين، ويرفع من مستواهم الثقافي، ويجعلهم على صلة بالتقدم العلمي في العالم.” صمت الغزي قليلاً ثم أجاب: إذا كانت هي موافقة فلما لا، دعها تجرّب.” دخلت معها المخرجة غادة مردم بك على عالم التلفزيون، والمذيعة هيام طبّاع والفنانة هالة البيطار والشاعرة مرح بيرقدار. جميع هؤلاء السيدات قبلن العمل في التلفزيون نظراً لاحترامهن الشديد لصباح قباني، وثقة أهاليهن المطلقة به.
أما أهم انجاز تلفزيوني في رصيد صباح قباني كان اكتشاف الثنائي الفني دريد لحامونهاد قلعي، حيث قام بجمعهما معاً للمرة الأولى في برنامج “الإجازة السعيدة” سنة 1960. نهاد قلعي كان ممثلاً محترفاً في المسرح وله شهرة واسعة في دمشق، أمّا دريد لحام فكان أستاذاً محاضراً في قسم الكيمياء بالجامعة السورية، شاهده قباني يُمثل ضمن فرقة المسرح الجامعي، فعرض عليه العمل في التلفزيون. وافق دريد بكثير من الحذر، خوفاً من ردة فعل طلابه، وكان ظهوره الأول بشخصية رجل عجوز، له لحية اصطناعية بيضاء تغطي معالم وجهه. وبعدها ظهر بشخصية عازف غيتار مكسيكي يُدعى “كارلوس،” قبل إطلاق شخصية غوار الطوشة الشهيرة، التي ذاع صيتها محلياً وعربياً. بقي صباح قباني في عمله مديراً للتلفزيون لغاية وقوع انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961، حيث قدم استقالته اعتراضاً على الطريقة التي أسقطت فيها جمهورية الوحدة.
المسيرة الدبلوماسية
ابتدأ بعدها مسيرته الدبلوماسية سنة 1962 وانضم لوزارة الخارجية ليُعين قنصل سورية في نيويورك لمدة أربع سنوات حتى 1966. بعدها شغل منصب وزير مفوض في العاصمة الإندونيسية جاكارتا لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد ليشغل منصب سفير سورية في الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 1974. بقي قباني في السلك الدبلوماسي حتى 1984، ليستقيل من بعدها للتفرغ للكتابة وممارسة هوايته في التصوير الضوئي ورسم الكاريكاتير. وأقام الكثير من المعارض التصويرية، منها معرضا نشيد الأرض ولحظات إندونيسية.
حياته الشخصية
تزوج صباح قباني من مها بنت فؤاد نعامني وهي ابنة أخت سعيد الغزي. له منها ابنتان، كرمة ورنا التي عملت كاتبة وتزوجت من الشاعر الفلسطيني محمود درويش أولاً ثم من الصحفي البريطاني باتريك سيل. أما حفيدته ياسمين سيل، فهي كاتبة ومترجمة محترفة وضعت سنة 2022 ترجمة حديثة باللغة الإنجليزية لكتاب ألف ليلة وليلة.
أعماله الأدبية
كان صباح قباني يكتب باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ومن أهم مؤلفاته:
كراس باللغة الإنكليزية عن الصحفي الأمريكي مايك ولاس الذي وقف إلى جانب سورية ودافع عن قضاياها.
وفاته
توفي صباح قباني في الأول من كانون الثاني عام 2015 في منزله بحي المالكي بالعاصمة السورية دمشق، عن عمر ناهز 87، ودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق إلى جانب شقيقه نزار قباني.
ولد محمد الفاضل في قرية عين الجاش ودرس المرحلة الابتدائية في مدارس اللاذقية والثانوية في حلبوطرابلس. درس القانون في الجامعة السورية وتخرج فيها سنة 1942 ثم سافر إلى فرنسا وحصل على دبلوم من معهد العلوم الجنائية في باريس ودبلوم ثاني من معهد القانون المقارن. انتقل بعدها إلى جنيف لنيل شهادة الدكتوراه في القانون وفي سنة 1952 حصل على منحة من الأمم المتحدة لدراسة النظم العقابية ومحاكم الأحداث في أوروبا الغربية. التحق بعدها بأكاديمية القانون الدولي في لاهاي للمشاركة في أعمال مركز البحوث الدولية.
اغتيل الدكتور محمد الفاضل في مكتبه في الجامعة يوم 22 شباط 1977، على يد عبد الستار الزعيم، قائد تنظيم الطليعة المقتلة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، الذي أفرغ 11 رصاصة في جسده. هذه مع العلم إن الدكتور الفاضل كان صديقاً لمراقب الإخوان في سورية مصطفى السباعي وله كلمة في تأبينه سنة 1964 يوم وصف السباعي وقال إنه “أستاذ جليل وقائد رعيل وباعث نهضة.”
حافظ الجمالي (1917-2003) مفكر وأديب سوري من مدينة حمص، كان من دعاة القومية العربية ومن الجيل المؤسس في حزب البعث العربي الاشتراكي. عُيّن سفيراً في إيطالياوالسودان ثم وزيراً للتعليم العالي سنة 1972 ورئيساً لاتحاد الكتاب العرب من سنة 1975 ولغاية عام 1977.
البداية
ولد حافظ الجمالي في حمص وانتقل مع عائلته إلى دمشق حيث درس في مكتب عنبر. سافر بعدها إلى فرنسا لإكمال تعليمه الجامعي وعاد سنة 1939 للتدريس في ثانويات دمشق مدة ثماني سنوات. عُيّن عضواً في لجنة البحوث التابعة لوزارة المعارف سنة 1947 ونُدب للتدريس في الجامعة السورية. عاد إلى فرنسا لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون عام 1949 وعند تخرجه فيها عاد إلى ملاك الجامعة مدرساً لغاية عام 1965.
نشاطه السياسي
اعتقل حافظ الجمالي سنة 1949 لمعارضته الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس شكري القوتلي، بقيادة حسني الزعيم. وفي سنة 1953 انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي واعتقل مجدداً في عهد الرئيس أديب الشيشكلي. بعد خروجه من السجن، نشط في الكتابة في جريدة النداء اللبنانية وصحيفة البعث السورية. تتلمذ على يده عدد كبير من الشباب البعثيين، منهم محمود الأيوبي الذي عُيّن رئيساً للحكومة السورية في سبعينيات القرن العشرين، وعبد الرؤوف الكسم الذي شكل حكومته الأولى سنة 1980.
جامع الورد الكبير، جامع أثري من مشيدات العهد المملوكي يقع في حارة الورد ضمن حي سوق ساروجا بدمشق إلى الشمال الغربي من سور المدينة القديم، بناه الحاجب الكبير في دمشق الأمير سيف الدين برسباي الناصري أثناء ولايته للشام ودفن بالقرب منه.
تم إنجاز البناء منتصف شهر رمضان من عام 1427، وكان الجامع يجمع بين الطريق المؤدي من بوابة طريق الصالحية وحتى المدرسة الشامية البرانية لست الشام والموجودة حاليا بحي سوق صاروجا. وذكرت بعض المصادر أن الأمير سيف الدين برسباي أقام بناء جامع الورد على أنقاض مسجد مملوكي صغير، وقد ذكر الدكتور قتيبة الشهابي بأن الظن يميل الى أن تسمية ذلك المسجد القديم كانت مسجد السبع قاعات.
التسمية
اختلفت تسميته بحسب المؤرخين فمنهم من يدعوه بجامع الورد الكبير كما هي اللوحة القاشانية المعلقة فوق باب الجامع نسبة إلى حكر الورد الدمشقي التي كانت تسقى من عين الكرش التي تبعد عن الجامع شمالاً حوالي 200م، ومنهم من يدعوه بجامع حمام الورد نسبة إلى حمّام يقع إلى الشمال منه هو حمام الورد الشهير الماثل إلى الآن، ومنهم من يدعوه بجامع برسباي نسبة إلى الأمير سيف الدين برسباي، ومنهم من يدعوه بجامع الحاجب نسبة إلى الحاجب الكبير الأمير برسباي الناصري، ومنهم من يدعوه بجامع السبع قاعات نسبة لاسم الجامع الأقدم منه الذي بني في نفس الموقع سنة 1382.
لمحة تاريخية
يقول العلامة تقي الدين بن قاضي شهبة: أن الأمير سيف الدين برسباي بن عبد الله بن حمزة الناصري كان من مماليك الملك الناصر فرج، ومن خاصكيته، ثم صار من جملة أمراء دمشق، ثم أمسكه الملك المؤيد شيخ وحبسه سنين ثم أطلقه، فدام بطالًا إلى أن أنعم عليه الأتابك ططر بإمرة بدمشق. ثم ولاه الملك الأشرف المملوكي حجوبية الحجاب بدمشق، فدام على الحجوبية سنين طويلة، ونالته السعادة إلى أن نقله الملك الظاهر جقمق نيابة طرابلس بعد الأمير قاني باي الحمزاوي بحكم انتقال الحمزاوي إلى نيابة حلب بعد تولية جلبان على نيابة دمشق بحكم موت آقبغا التمرازي.
ورد ذكر الجامع في كتاب الآثار الإسلامية في مدينة دمشق للبعثة الألمانية العثمانية التي قامت بإجراء مسح ميداني شامل للأبنية الأثرية والإسلامية صفحة 83، وذكر المؤلف أن جامع الورد يرجح أن يكون هو جامع برسباي الكبير، تم بناؤه سنة 1436 حسب ما ورد عند الباحث التاريخي النمساوي ألفريد فون كريمر في كتابه طوبوغرافية دمشق عام 1854. وبحسب ما ذكره المؤرخ الاسكتلندي جيوسيس ليسلي بورتر كتابه خمس سنوات في دمشق عام 1850 فإن التسمية التي أطلقت عليه في كلا المصدرين أنفي الذكر هي جامع القاعات السبع.
معالمه
الجامع هو من نموذج المساجد ذات الحرم البسيط تنتصب في الجنوب مئذنة تطل على الشارع وبجوارها تربة قبتها زائلة، ولم يبق من التربة ألا جدرانها الأربعة ورقبة القبة وكلتاهما من الحجارة النحتية. له بابان الأول جانبي يفتح على حارة المفتي، والثاني يقع على الواجهة الجنوبية للجامع أي عند الجادة الرئيسية ويطل على السوق التجاري وهو الباب الرئيس له.
للجامع واجهة حجرية صغيرة الحجم نسبياً، مشيدة بالحجارة الأبلقية البيضاء والسوداء، وتقع البوابة الرئيسية ضمن قوس مدبب معقود يحيط به تشكيل من الحجارة الأبلقية الشعاعية، وتحتها شريط من الحجارة المدككة ممتدة على طول واجهة المسجد، في الأعلى حشوة مستديرة مدككة، وعلى ما يبدو فقدت حليتها المركزية وتحتها نافذتان منخفضتان تطلان على طريق سوق ساروجا وخلفهما الضريح. وفوق هاتين النافذتين ساكف حجري منقوش بالكتابات يعلوه شريط من المدكك المتداخل والملتحم في الوسط تماماً. وقد كتب على الساكف بخط الثلث ما نصه:
الحمد لله برزت المراسم الشريفة شرفها الله وعظمها بان يعمر جهات وقف المرحوم برسباي وان لا يصرف منه زيادة على ما شرطه الواقف أثابه الله تعالى ومن بدله شيأ ذلك فإنما إثمه على الذين يبدلونه لو كان مخالف لشرط الواقف الذي هو كنص الشارع صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً كثيرا.
ومن هذا الباب يدخل الى الصحن المفروش بالحجارة السوداء والبيضاء، وفيه الميضأة وهي بركة ماء مستطيلة الشكل أخذت شكل دائري، ويحيط بالصحن من جهاته الثلاث أروقة: الرواق الشمالي ذو قناطر حجرية خمس، والرواقان الشرقي والغربي ذوا ثلاث قناطر، وقد جددت دائرة الأوقاف الإسلامية في منتصف ثلاثينات القرن العشرين هذه القناطر مع المنارة.
وأبواب حرم بيت الصلاة من الخشب المنجور الحديث الجميل الصنع ونرى واجهة حرم بيت الصلاة ذات الحجارة المتناوبة الأبلقية البيضاء والسوداء، وباب الحرم، ونافذتي حرم بيت الصلاة، يعلو الباب أقواس متراكبة مدببة الرأس، ومزدانة في وسطها بالمنحور الخشبي المتقن الحفر والصنع ذو رسوم هندسية جميلة. وما زال سقف الحرم الطيني القديم ذو جذوع أشجار الحور والصفصاف قائماً مع صيانته، وقد اعتمد المهندس المعماري نظام الحوامل في الحرم على أربع دعامات تقسم الحرم نفسه إلى قسمين متساويين ومتوازيين، وغالب الظن أنه جدد في الفترة العثمانية، كذلك في ثلاثينات القرن العشرين حين قامت دائرة الأوقاف الإسلامية بتجديد بعض مساجد دمشق إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا.