الشهر: يناير 2023

  • ميشيل عفلق

    ميشيل عفلق
    ميشيل عفلق

     

    ميشيل بن يوسف عفلق، (10 كانون الأول 1910 – 23 حزيران 1989) سياسي ومفكر سوري، ومؤسس حزب البعث في نيسان 1947 مع صديقه وزميله صلاح الدين البيطار.  وضع النظريات الفلسفية والعقائدية للحزب، بينما تولّى البيطار إدارة الشؤون الحزبية اليومية. في عام 1953، اندمج البعث مع الحزب الاشتراكي العربي وبات يُعرف بحزب البعث العربي الاشتراكي.  بقي أميناً عاماً للحزب لغاية عام 1966، يوم عزله ونفيه خارج سورية في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده صلاح جديد على رئيس الدولة أمين الحافظ. استقر في لبنان، ثم انتقل إلى العراق وانتُخب أميناً للقيادة القومية في بغداد حتى وفاته عام 1989. أسس ميشيل عفلق لمنظومة سياسية ظلّت تحكم العراق حتى سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003، وبقيت تحكم سورية حتى سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.

    البداية

    ولد ميشيل عفلق في حيّ الميدان الدمشقي لعائلةٍ مسيحية أرثوذوكسية من الطبقة الوسطى، تعود أصولها إلى راشيا الوادي، وكانت والدته سميّة زيدان من مدينة حمص. درس في مدارس دمشق الفرنسية، وقرأ في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة. أوفدته الحكومة السورية إلى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون عام 1929، وفي باريس تعرف على صلاح الدين البيطار، وهو مسلم، أيضاً من الميدان. كلاهما تأثر بالحضارة الغربية وبالحزب الشيوعي الفرنسي، وخلال دراسته الجامعية، اعتنق عفلق الفكر الاشتراكي، وكان يدعو إلى تحرير العرب من الهيمنة الأوروبية، وبناء مجتمع تسود فيه العدالة الاجتماعية وتزول فيه الفوارق الطبقية.

    النشاط السياسي في زمن الانتداب

    بعد عودته إلى دمشق عام 1934، عمل مدرساً لمادة التاريخ في ثانوية التجهيز الأولى، وبدأ بنشر أفكاره في أوساط الطلاب. نشط في معارضة الانتداب الفرنسي، وأسس مجموعة سياسية مع  صلاح البيطار، أطلق عليها اسم “الإحياء العربي.” أصدرت بيانها الأول في شباط 1941، داعية إلى تحقيق الوحدة العربية ومناصرة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنكليز في العراق. استقال عفلق من التدريس عام 1942 وتفرغ للعمل السياسي، وبمناسبة عيد المولد النبوي، ألقى محاضرة على مدرج الجامعة السورية في 5 نيسان 1943، أشاد فيها بالرسول وبرسالة الإسلام الحضارية. اعتبر أن النبي هو “الاشتراكي الأول” في التاريخ لأنه دعا إلى العدل بين الناس وإزالة الفوارق الطبقية.

    تأسيس البعث (4-7 نيسان 1947)

    اتخذ عفلق والبيطار اسماً جديداً لمجموعتهم “البعث،” المستوحى من المنطلقات الفكرية والقومية التي دعا إليها المفكر زكي الأرسوزي، ما أدى إلى خلاف عقائدي بينهم. اتهمه الأرسوزي بسرقة فكرة “البعث،” وعدم دعوته للمشاركة في مؤتمر تأسيس الحزب في 5-7 نيسان 1947. وبعد وصول البعث إلى السلطة عام 1963، تمّ تغييب اسم الأرسوزي بشكل كامل من قبل عفلق ورفاقه حتى خروجهم من الحكم عام 1966. وبعد وصول حافظ الأسد إلى الرئاسة عام 1971، أعيد الاعتبار للأرسوزي، لكونه من أبناء الطائفة العلوية، وشُطب اسم عفلق من كل أدبيات الحزب.

    ميشيل عفلق مستقبلاً سلطان باشا الأطرس في مقر حزب البعث بدمشق.
    ميشيل عفلق مستقبلاً سلطان باشا الأطرس في مقر حزب البعث بدمشق.

    ضمّ الحزب الجديد عدداً من المدرسين والمفكرين والكتاب، مثل الدكتور مدحت البيطار والدكتور جمال الأتاسي والشاعر سليمان العيسى، وفي جلستهم الأولى انتخبوا عفلق عميداً لحزبهم الجديد، وصلاح البيطار أميناً عاماً، ووضعوا شعار: “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.”  وفي 17 حزيران 1947، وضِع دستور البعث وشارك عفلق في كتابته. بعدها، أطلق صحيفة يومية باسم الحزب، ظلّت تصدر دون انقطاع حتى كانون الأول 2024، وكان عفلق في البدايات رئيساً لتحريرها. انتشر فكر البعث بسرعة في الوطن العربي، وفي عام 1948، افتتح أول فرع له في الأردن، تلاه فرع لبنان (1949)، ثم العراق (1950) وبعدها ليبيا (1954)، فالكويت (1955)، واليمن (1956).

    ميشيل عفلق خلال تطوعه في جيش الإنقاذ سنة 1947.
    ميشيل عفلق خلال تطوعه في جيش الإنقاذ سنة 1947.

    مع حسني الزعيم (29 آذار – 14 آب 1949)

    قاد حزب البعث المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين، وتطوع عفلق مع رفاقه في جيش الإنقاذ نهاية عام 1947. وعندما اشتدت انتقاداته لحكومة جميل مردم بك، صدر أمر باعتقاله في ربيع العام 1948، وتمّ تعطيل صحيفة البعث لمدة ثلاثة أسابيع. أيّد الانقلاب العسكري الأول الذي أطاح بحكم رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 29 آذار 1949، وسعى للتعاون مع حسني الزعيم، الذي نصّب نفسه حاكماً عسكرياً. وعندما لم يتفقا، قام الزعيم باعتقاله في سجن المزة، مع حظر الحزب وتعطيل صحيفة البعث. تعرض عفلق لتعذيب شديد، خلافاً لبقية السياسيين المعارضين لحكم الزعيم، ومن سجنه، أُجبر على توقيع بيان تنصّل من أفكاره الحزبية.

    وزيراً للمعارف (1949)

    بعد سقوط حسني الزعيم وإعدامه في 14 آب 1949، شُكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة هاشم الأتاسي، ضمّت جميع الأحزاب وعُين ميشيل عفلق وزيراً للمعارف. كانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي يتولّى فيها منصباً حكومياً في حياته، وفيها أثار عفلق حفيظة السياسيين القدامى بمعاكسة فخري البارودي، مؤسس معهد الموسيقى في دمشق، الذي قام عفلق بتقليص ميزانيته إلى النصف، انتقاماً من الطبقة السياسية والاجتماعية التي كان يمثلها البارودي. حتى أنه تصادم مع بقية الوزراة، وخالف نهج رئيس الحكومة وتوجهاته الاقتصادية والسياسية قبل أن يستقيل من الوزارة في 19 تشرين الثاني 1949.

    ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني سنة 1953.
    ميشيل عفلق وصلاح البيطار وأكرم الحوراني سنة 1953.

    مرحلة الشيشكلي (1951-1954)

    في 29 تشرين الثاني 1951، أيد عفلق الانقلاب العسكري الذي قام به أديب الشيشكلي على حكومة حزب الشعب، ظنّاً منه أن الأخير، ونظراً لتوجهاته القومية، سيعمل مع البعث نحو وحدة عربية شاملة. لكنّ الشيشكلي قرر عدم التعاون مع كل الأحزاب، وأصدر قراراً بحلّها، تماماً كما فعل حسني الزعيم من قبله، وعندما اشتدت انتقادات البعثيين، أمر الشيشكلي باعتقال ميشيل عفلق وصلاح البيطار، فهربا إلى لبنان.

    في بيروت، تعاونا مع أكرم الحوراني، المنفي أيضاً بسبب معارضته للشيشكلي، وقررا دمج حزبهم مع حزبه، الحزب العربي الاشتراكي، ليصبح حزب البعث العربي الاشتراكي. بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في صيف العام 1953، أصدر الشيشكلي عفواً عن عفلق والبيطار وسمح لهما بالعودة إلى سورية في 27 تشرين الثاني. لكنه عاد واعتقلهما ليلة 27-28 كانون الثاني 1954، بسبب موقفهما الداعم للثورة المشتعلة في البلاد.

    انتخابات عام 1954

    وبعد سقوط الشيشكلي ونفيه خارج سورية في شباط 1954، عقد عفلق مؤتمراً موسعاً للحزب في شهر حزيران من العام نفسه، تقرر فيه استعادة نشاط البعث وخوض الانتخابات النيابية المقبلة. فاز البعث يومها بسبعة عشر مقعداً من أصل 147 مقعداً في المجلس النيابي، ما فاق كل توقعات عفلق، وكان السبب الرئيسي خلف هذا النجاح الشعبية الكبيرة التي كان يتمتع بها أكرم الحوراني في الأرياف وفي أروقة المؤسسة العسكرية.

    كان الحزب حتى ذلك التاريخ محصوراً في الطبقة الدمشقية الوسطى، وتمكن الحوراني من إيصاله إلى القرى النائية والأرياف. نزعم البعث أكبر كتلة نيابية في البرلمان، وانتُخب أكرم أكرم الحوراني رئيساً لمجلس النواب، كما عُين صلاح البيطار وزيراً للخارجية في حكومة صبري العسلي عام 1956، وبات زميلهم خليل الكلاس وزيراً للاقتصاد الوطني.

    الوحدة مع مصر (1958-1961)

    أجمع قادة حزب البعث على تأيّيد جمال عبد الناصر عندما أمر بتأميم قناة السويس في تموز 1956، وقاوم العدوان الثلاثي على مصر في نهاية شهر تشرين الأول. وفي كانون الثاني 1958، توجه وفد من العسكريين إلى القاهرة للمطالبة بتحقيق وحدة فورية، ضمّ عدد من البعثيين. أرسل صلاح البيطار لمؤازرتهم وإضفاء شرعية سياسي على الوفد العسكري، ولم يُمانع – لا هو ولا ميشيل عفلق – اشتراط عبد الناصر حلّ جميع الأحزاب السياسية في سورية قبل قيام الجمهورية العربية المتحدة.

    ميشيل عفلق مع الرئيس جمال عبد الناصر.
    ميشيل عفلق مع الرئيس جمال عبد الناصر.

    احتراماً لرغبة الرئيس المصري، خمد البعث سياسياً خلال سنوات الوحدة، وكوفئ على موقفه بتعيين صلاح البيطار وزيراً للثقافة، وأكرم الحوراني نائباً للرئيس الجمهورية. عقد عفلق اجتماعاً حزبياً في لبنان في آب 1959، تمّت فيه المصادقة رسمياً على قرار حل الحزب، لكنّ علاقة عفلق بعبد الناصر لم تبق على حالها، وفي 24 كانون الأول 1959، استقال وزراء البعث من الحكومة، احتجاجاً على هيمنه الضباط والوزراء المصريين.

    مرحلة الانفصال (1961-1963)

    وعندما وقع انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961، سارع صلاح البيطار وأكرم الحوراني لتأييده، وشاركوا في الاجتماع السياسي الذي أدان الوحدة وعبد الناصر في 2 تشرين الأول. أما ميشيل عفلق، فقد التزم الصمت ورفض تأييد الانفصال، مع اعترافه الضمني أن الوحدة لم تكن قابلة للاسمرار بسبب كثرة التجاوزات والأخطاء من الجانب المصري. في اجتماعاته الحزبية، أكد أنه لا يزال مؤمناً بالوحدة العربية، ويسعى لاستعادتها مع مصر، وفق شروط مدروسة وظروف أفضل من تلك التي كانت القائمة في السنوات 1958-1961. وفي عام 1962، عقد مؤتمراً حزبياً للإعلان عن عودته إلى الحياة السياسية، والمطالبة باستعادة الوحدة مع مصر. وقد تبين أن خلافاً شديداً قد وقع بينه وبين حليف الأمس أكرم الحوراني، الذي لم يُدعَ إلى هذا الاجتماع.

    انقلاب 8 آذار 1963

    في زمن الوحدة، شكلت ومن دون علمه لجنة عسكرية من الضباط البعثيين في القاهرة، هدفها حماية الوحدة من أعدائها. ضمت اللجنة حافظ الأسد، وصلاح جديد، ومحمد عمران وغيرهم من الضباط الذين لم يكونوا على علاقة مباشرة مع عفلق. وفي 8 آذار 1963 نفذ أعضاء اللجنة العسكرية، بالتعاون مع الضباط الناصريين، انقلاباً عسكرياً على رئيس الجمهورية ناظم القدسي ورئيس الحكومة خالد العظم. لم يكن عفلق على علم بالانقلاب، وكان ذلك بعد شهر واحد من نجاح رفاقهم البعثيين في العراق، الذين استولوا على الحكم بعد مقتل عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963. أعلن ضباط البعث في سورية أنهم يريدون استعادة الوحدة مع مصر ونسف كل ما جاء في مرحلة الانفصال، ومدّوا يد التعاون لعفلق والبيطار وبقية القادة المؤسسين، لكونهم الأكبر سناً بين البعثيين وأكثرهم دراية بالشؤون السياسية.

    عُين صلاح البيطار رئيساً للحكومة، وأصبح حليفه أمين الحافظ رئيساً للدولة اعتباراً من تموز 1963. أما ميشيل عفلق، فقد بقي في منصبه الحزبي ولم يتبوأ أي منصب سياسي. في أيلول 1963، عُقد أول مؤتمر قطري منذ وصول البعث إلى الحكم، وتبين فيه أن الآمر الناهي في شؤون الدولة هم أعضاء اللجنة العسكرية. في عهدهم صدرت قرارات العزل المدني بحق معظم السياسيين القدامى، بتهمة شرعنة “جريمة الانفصال”، وتم إلغاء تراخيص سبعة وأربعين مطبوعة، ما بين مجلّة أسبوعية وصحيفة يومية، باستثناء صحيفة البعث.

    ميشيل عفلق جالساً إلى جانب الرئيس أمين الحافظ عام 1964.
    ميشيل عفلق جالساً إلى جانب الرئيس أمين الحافظ عام 1964.

    على غرار المجلس الذي ظهر في مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952، شُكل “مجلس قيادة الثورة” في سورية، وصدر عنه قرار بحلّ جميع الأحزاب السياسية إلا البعث، الذي أصبح حزباً حاكماً للدولة، دون أن يذكر ذلك جهارة في الدستور المؤقت. كما شهد عهد الثلاثي عفلق – البيطار  الحافظ صدور قرارات تأميم طالت أكثر من 200 مؤسسة اقتصادية من مصارف ومصانع وشركات خاصة، كانت أوسع وأشمل من قرارات التأميم الصادرة في عهد عبد الناصر عام 1961.

    انقلاب 23 شباط 1966

    في 21 شباط 1966، أمر وزير الدفاع محمد عمران (حليف عفلق والبيطار)، بنقل بعض ضباط المحسوبين على صلاح جديد إلى مواقع جديدة للحد من نفوذهم، منهم سليم حاطوم وأحمد السويداني. بعدها بيومين، ردّ صلاح جديد بانقلاب عسكري في 23 شباط 1966 واعتقل رئيس الدولة أمين الحافظ. نُفي عفلق والبيطار إلى لبنان، حيث عارضا حكم صلاح جديد، ووقفا في وجه حافظ الأسد عند انقلابه عليه في 16 تشرين الثاني 1970. بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، انتقل عفلق إلى العراق وذهب صلاح البيطار إلى فرنسا، حيث اغتيل في العام 1980. دعا قادة البعث العراقي عفلق لزيارة العراق في 25 أيار 1969، لكنه لم يستقر في بغداد إلا في نهاية تشرين الثاني 1970، بعد وصول أحد مريديه، أحمد حسن البكر إلى الرئاسة العراقية، ووصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم بدمشق.

    ميشيل عفلق وصدام حسين في بغداد.
    ميشيل عفلق وصدام حسين في بغداد.

    المرحلة العراقية (1970-1989)

    كان الرئيس أحمد حسن البكر معجباً شديد الإعجاب بعفلق، وكذلك نائبه صدام حسين، الذي التقى به للمرة الأولى عند هروبه إلى سورية عام 1959، إثر محاولة اغتيال فاشلة ضد عبد الكريم قاسم. بعد وصوله إلى الحكم في تموز 1979، قام صدام حسين بتكريم عفلق، وأعاد له الاعتبار بصفته رئيساً مؤسساً لحزب البعث وعينه أميناً عاماً للقيادة القومية، في وقت كان رفاقه في سورية قد نزعوا عنه هذا اللقب وأصدروا حكماً غيابياً عليه بالإعدام بتهمة “الخيانة العظمى.”

    عندما زار صدام دمشق عام 1972، فاتح الأسد بموضوع عفلق وطلب إليه العودة إلى سورية، فلم يمانع الأخير شرط اعتزال عفلق العمل السياسي. لكنه رفض عودة صلاح البيطار وأمين الحافظ وبقية البعثيين القدامى، وظل هذا الموضوع يطرح في كل اجتماع بين الأسد والبكر وصدام حتى وقوع القطيعة الكبرى بينهم عام 1979.

    الوفاة

    سافر ميشيل عفلق للعلاج في فرنسا، وتوفي في إحدى مستشفيات باريس يوم 23 حزيران 1989، عن عمر ناهز 79 عاماً. نُقل جثمانه إلى بغداد، وأجريت له جنازة رسمية، حضرها صدام حسين وأمر بتشييد تمثال كبير له بالقرب من مقر القيادة القومية وسط العاصمة العراقية وأُطلق اسمه على شارع في رام الله. تمّ إزالة التمثال بعد الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، وفي آذار 2004، أحبط الأردن محاولة تهريب شاهدة قبر عفلق إلى عمّان.

    تمثال ميشيل عفلق في بغداد.
    تمثال ميشيل عفلق في بغداد.

    مسألة إسلامه

    عند وفاته عام 1989، ادّعت الحكومة العراقية أن ميشيل عفلق كان قد اعتنق الإسلام، فأجرت جنازته وفق الشعائر الإسلامية ودفن في مقابر المسلمين في منطقة الحارثية. لم يصدر أي تأكيد أو نفي، لا من عائلته أو من أصدقائه المقربين، وأذيع في بغداد أنه تمّ العثور على رسالة في مصحف، قيل إن ميشيل عفلق كان يقرأ به، وقد أعلن فيها اسلامه وأطلق على نفسه اسم “أحمد ميشيل عفلق.” في وقت لاحق، أكدت عائلته هذه الرواية، وقالت إنه كتب هذه الرسالة وهو على متن طائرة تعرضت لخلل فني في أجواء بغداد عام 1980. مع ذلك، شكك البعض بصحة المقولة، وقالوا إن صدام حسين اخترعها للتخلص من الانتقادات اللاذعة التي كانت تطاله من قبل نظام الخميني في إيران، بأنه حليف “مسيحي ملحد”.

    مؤلفاته

    أبحاث ودراسات عن ميشيل عفلق

    صدرت دراسات عدة عن حياة ميشيل عفلق وفكره السياسي، بعضها وهو على قيد الحياة والكثير منها بعد وفاته:

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي 7 نيسان 1947 – نيسان 1965 أول من تولاه منيف الرزاز
    وزير المعارف 14 آب – 19 تشرين الثاني 1949 خليل مردم بك فيضي الأتاسي
    أمين عام القيادة القومية في العراق 8 شباط 1968 – 23 حزيران 1989 أول من تولاه صدام حسين

     

  • مؤسسة مياه عين الفيجة

    بناء لجنة مياه عين الفيجة

    مؤسسة مياه عين الفيجة، هي مؤسسة حكومية مسؤولة عن تأمين مياه الشرب لسكان محافظة دمشق وريفها، تقع على جانب شارع النصر في قلب العاصمة السورية. وقد أسسها لطفي الحفار، نائب رئيس غرفة تجارة دمشق سنة 1922، بالتعاون مع رئيس الغرفة عارف الحلبوني ورئيس بلدية دمشق يحيى الصواف وسامي باشا مردم بك وفارس الخوري وغيرهم من الأعيان.

    خلفية تاريخية

    كان سكان مدينة دمشق، قبل ثلاثينيات القرن الماضي، يشربون مياه نهر بردى وفروعه الملوثة، ويشكون من أضرارها الصحية، حيث كانت دمشق محرومة من المياه الصالحة للشرب، ما تسبب بالأمراض للأهالي، كالتيفوئيد والزحار والكوليرا، وفق ما ذكره الكاتب السوري وصفي زكريا في كتابه الريف السوري (دمشق 1957) وكان الرومان أول من جر مياه عين الفيجة، بعد اكتشافهم لها، بدليل وجود أقبية أثرية حول النبع وأنفاق شُقت في جبال وادي بردى، وجرت محاولات عدة لمد دمشق بالمياه النظيفة بشكل منتظم وبإشراف مؤسسي.

    مرحلة التأسيس

    قرر تجار الشّام تأسيس شركة مساهمة وطنية، كانت الأولى من نوعها بين القطاع العام والخاص، هدفها “نقل مياه نبع عين الفيجة وتوزيعها على أهالي مدينة دمشق” مقابل مبلغ من المال يدفعونه سنوياً عن كميات المياه التي يطلبون الاشتراك بها، شرط أن تكون مرتبطة بالملك، لا يجوز التنازل عنها أو بيعها إلا مع بيع العقار، وتُسَّجل ملكية المياه في الصحيفة العقارية لجميع دور دمشق. شُكلت لجنة للحصول على الامتياز القانوني باسم “مدينة دمشق” ضمّت الأسماء التالية:

    طلبت اللجنة استشارة فنية من حكومة الرئيس صبحي بركات، فأرسل المهندس المائي رشدي سلحب إلى غرفة التجارة الذي قدّم تقريراً مفصلاً للأعضاء وقدّر أن تكاليف المشروع ستصل إلى 150 ألف ليرة عثمانية ذهبية. قرر لطفي الحفار فتح الاكتتاب العام على هذا الأساس، بعد الحصول على كافة الموافقات القانونية، ليباع المتر الواحد من الماء بالتقسيط لمن يرغب بقيمة 30 ليرة ذهبية.

    كان ذلك في شباط عام 1924، بدأت الأعمال الإنشائية، ولكنها توقفت بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى. تشكلت لجنة جديدة لإعادة تفعيل المشروع بعد انقطاع دام ثلاث سنوات ضمت عدداً من الوجهاء: لويس قشيشو – إكليل مؤيد العظم – وموسى طوطح (مجلس الطائفة اليهودية) – محمد سعيد اليوسف، نجل أمير الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف. وقد أنشأوا جمعية ملّاكي المياه، ذهبت رئاستها لعبد الحميد دياب، التاجر والصناعي الذي ارتبط اسمه لاحقاً بالشركة الخماسية، وطلب الحفار من المؤسسين تأجيل أقساط كل المستثمرين وأصحاب الأسهم الذين تضرروا من تدمير أملاكهم ومتاجرهم خلال العدوان الفرنسي على دمشق. رفع عدد العمال لحفر أربعين نفقاً إضافياً في الجبال بين دمشق ونبع الفيجة، ووضِع خزّان جديد على أعلى قمة من جبل قاسيون، كان أكبر بأربع مرات من خزّان الصالحية الأساسي، لتلبية حاجات سكان دمشق الجدد.

    دُشِّن المشروع في 3 آب 1932 بحضور رئيس الجمهورية محمد علي العابد، الذي خطب وبارك جهود الأهالي والتجار، ثم تلاه فارس الخوري على المنبر وخطب قائلاً:

    أجل إن أمّتنا فقيرة بالمال، ولكنها غنية بالإيمان الوطني، ومتى كان للأمة إيمانها فإنها تكون قادرة على صنع المعجزات.

    كانت هذه المرحلة بحق مرحلة التأسيس في تاريخ توزيع مياه دمشق بشكل فني حديث وقد أحيطت بعناية ورقابة فائقتين حتى أتت غاية في الإتقان بالرغم من أن تقنية شق الأقنية وأعمال البيتون المسلح لم تكن متقدمة في ذلك الحين كما هي عليه الآن.

    وقد ظلّت “لجنة عين الفيجة” كما كانت تسمى تعمل كإدارة مستقلة تشرف عليها الدولة من خلال الأنظمة التي كانت مطبقة، ومجلس الإدارة حتى عام 1958، عندما قامت الوحدة مع مصر وأحدثت وزارة الشؤون البلدية والقروية التي أنيط بها الإشراف على مرافق مياه الشرب، وبالتالي صدر قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم (192) تاريخ 7/4/1958 والذي اعتبرت بموجبه لجنة عين الفيجة مؤسسة عامة.

    بناء المؤسسة

    يطلق على المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها، التي تأخذ من هذا البناء الجميل مقراً لها، إسم “مؤسسة عين الفيجة” لأنه كان المصدر الوحيد لمياه المدينة. تمت إشادة هذا البناء في عام 1937 خلال فترة الانتداب الفرنسي، وقد بني على الطراز الدمشقي القديم.

    صورة حديثة لمبنى مؤسسة الفيجة
    صورة حديثة لمبنى مؤسسة الفيجة

    عُهد إلى المهندس عبد الرزاق ملص وضع مخططات بناء هذه المؤسسة وتنفيذه، وأنيطت أعمال الزخرفة العربية داخلاً وخارجاً إلى الفنان محمد علي الخياط، وكان هذا أول عمل يضع فيه مشروعاً جديداً مستمداً من الفن العربي القديم، ويشرف على تنفيذه. من أجل أن نعرف القيمة الفنية لهذا البناء يحسن بنا أن نستعرض النقاط الآتية:

    العناصر الزخرفية

    يصنف إطار باب القاعة الرئيسية في الطبقة العليا من الفن الكلاسيكي أو البيزنطي، وهو مقتبس من باب قصر الحير الغربي المعاد إنشاؤه في المتحف الوطني بدمشق. درابزين الطبقة العليا يعتمد على الفن العباسي والفاطمي، ثم زيد عليه مستحدثات الفن المملوكي بالتطعيم والترصيع. التعابير  النجمية المستعملة في السقوف والأبواب مقتبسة من الفن العربي في العهد الأيوبي. الخيوط الزخرفية، الألواح الرخامية المجزعة في الواجهة الخارجية مستمدة من فن العهد المملوكي.

    أما البوابة الكبرى الخارجية، فمجموعة النوافذ الثلاث لها أمثالها في الفن الأندلسي والمغربي. الرخام المجزع وصناعة الفسقيات مستمدة من الفن العربي منذ العهد الأيوبي والمملوكي حتى أواخر العهد العثماني، وهو فن عربي أصيل ازدهر خاصة في بلاد الشام.

      توزيع العناصر الزخرفية

    إذا وقفنا أمام البناء على بعد معقول، نشعر لأول وهلة، أننا أمام بناء مهيب، له تقاسيم وملامح البناء العربي الأصيل، الجبهة والقلب والجناحان كل ذلك متكافئ، وهو مختوم في الأعلى بطنف متوج بزخارف مسننة رشيقة. يعتمد توزيع هذه العناصر الزخرفية على التماثل والتناظر والتساوي والتعادل. الألوان متناسبة ومتسقة وتميل إلى الرشاقة والزهو أحياناً.

    إذا دخل المرء إلى الردهة ثم البهو في الطبقة الأرضية ورفع رأسه إلى الأعلى، ناله شعور بالدهشة والإعجاب، سقف وراءه سقف ودرابزونات مشبكة تحصر المنظر إلى سقف عال جداً يستمد النور من نوافذ جانبية، ترسل الضوء متكسرا على الجوانب المزخرفة، متدرجاً إلى الأسفل. تميل ألوان خشب الجوز إلى التجانس والوقار.

    عندما يصعد المرء إلى الطبقة العليا، يقترب من العناصر الزخرفية، فيزيد إعجابا بها، يطوف الدرابزونات الخشبية، فيعجب من دقة صنعها وجمال شكلها، وتلوح له السقوف القريبة وترويسات الأبواب، فيشعر أنها تتكافأ مع الساحات غير المزخرفة. فإذا اتجه جنوباً راعته واجهة القاعة الرئيسية (قاعة لجنة عين الفيجة) بغنى زخارفها ورشاقتها وجمالها.

    ثم يقع بصره على الأرض، فيرى تحفة فنية تعتبر أية في فن الترخيم والتجزيع، وهي فسقية لطيفة، تحيط بها حصيرة من الرخام المجزع قوامها أشكال هندسية ونجوم وخيوط تتشابك فتؤلف لوحة ملونة رائعة.

    أما القاعة الرئيسية فقد كسيت جدرانها بحلقة دمشقية (عجمية)، عليها تاريخ تجديد  من سنة 1211هـ وركب فيها سقف خشبي قديم نقل إليها من دار السقا أميني في دمشق وهو يعود إلى أول القرن 12.

    الأعمال الفنية

    هي متنوعة تنوعاً كبيراً في هذا البناء نلخصها فيما يلي:

    1 ـ نحت الحجر: يبدو ذلك في الواجهة الخارجية، ونميز منه خاصة نحت التعابير النباتية في الأجزاء الزخرفية نحتاً بارزاً مندمج الأطراف حسب الأسلوب الفاطمي.

    2 ـ تقوير وتخريق الزخارف الحجرية: يقص الحجر ويخرق لإحداث ثقوب نافذة،  تبدو بسببها الزخارف واضحة. تعتمد هذه الصنعة في الأغلب على التعابير الهندسية، وتعود للعهد الأموي.

    3 ـ تجزيع الرخام: وهو تقطيع الرخام الملون إلى أجزاء هندسية وتركيبها بدقة. بدأت هذه الصنعة منذ العهد الاتابكي في سورية، ونضجت في العهدين الأيوبي والمملوكي. نرى هذه الصنعة بلوحتين مثبتتين في الواجهة وفي الفسقية وحصيرتها وترخيم الأرض في البهو.

    4 ـ يغلب في هذا البناء نحت الخشب حسب الأسلوب العباسي وحسب الأسلوب الفاطمي، وهذا واضح في واجهة الباب الثاني الدرابزونات وواجهة القاعة الرئيسية في الطبقة العليا.

    5 ـ تخريط الخشب: خرط الخشب لصنع الدرابزين المشبك وتسليح النوافذ العليا في المنور الأعلى فوق البهو، وصنع أعمدة رفيعة ضمنت في بعض تفاريج الدرابزونات.

    6 ـ تخريم الخشب: لإحداث الزخارف النافذة استعملت هذه الصنعة لتسليح زجاج النوافذ في الواجهة. هذه الصنعة معروفة في آثار العهدين الأيوبي والمملوكي. يعتمد في الأغلب على التعابير الهندسية.

    7 ـ تشبيك الخشب وتعشيقه: هذه الصنعة استعملت في صنع السقوف والأبواب الداخلية. وهي معروفة منذ العهد الأيوبي في صنع المنبر والأضرحة الخشبية والأبواب. تعتمد هذه الصنعة على الموضوعات والتعابير الهندسية وخاصة الاطباق النجمية، والمضلعات المتعددة الرؤوس.

    8 ـ التنزيل: وهو تنزيل العظم في الخشب لتجميله، ويكون أما بتنزيل خيوط أو فصوص هندسية في العناصر الزخرفية، عرفت هذه الصنعة جيداً في العهد المملوكي وخاصة في القرن الثامن الهجري ـ الرابع عشر الميلادي.

    9 ـ الترصيع: وهنا يتمثل بتزيين عقد شبك الدرابزونات بأنصاف كرات عظيمة فسيفسائية.

    10 ـ التدهين بالأصباغ الملونة والذهب: هذه الصنعة معروفة على الخشب منذ العهد الأموي. استمرت الصنعة، لكنها نضجت في العهدين الأيوبي والمملوكي ثم العهد العثماني. وقد برعت إيران بهذه الصنعة إلى درجة وسمت الحلقات الخشبية في الدور الشامية بسمتها، فسميت (عجمي). اتجهت هذه الصنعة أخيراً إلى تضمين الحلقات الخشبية والسقوف صوراً ومشاهد ثم أدخلت المرايا ضمن الزخارف.

    11ـ الأعمال الفنية المعدنية: منتحلة من الزخارف في العهدين الأيوبي والمملوكي وخاصة فان طارقتي باب القاعة الرئيسية مقتبستان من ذلك العصر.

    12 ـ الكتابات: منفذة بالخط الثلث والكوفي، وهي من أثر الخطاط بدوي،  أما الكتابة الكوفية المزواة على الخشب فقد اقتبس طريقتها السيد بشير الخياط (نجل المرحوم محمد علي) من بعض الكتب الفنية.

    13 ـ نقل عناصر زخرفية من أبنية قديمة وتركيبها في هذا البناء كسقف القاعة الرئيسية واللوحات الزخرفية في أعلى الجدران من القاعة الرئيسية.

    في المدخل ردهة صغيرة تطالعنا فيها واجهة خشبية ذات بابين، وفي الأعلى لوحة من الخشب الباهت كتب فيها بالخط الكوفي الهندسي المزوى آية قرآنية:

    (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)

    [الواقعة 68-70].

  • حكومة الفريق أمين الحافظ الثانية والأخيرة

    الرئيس أمين الحافظ
    الرئيس أمين الحافظ

    حكومة الفريق أمين الحافظ الثانية والأخيرة، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 3 تشرين الأول 1964 واستمرت بالعمل لغاية 23 أيلول 1965.

    ومن أهم الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الرابعة

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الرابعة، جاءت بتكليف من رئيس المجلس الرئاسة اللواء أمين الحافظ يوم 14 أيار 1964 واستمرت بالعمل لغاية 3 تشرين الأول 1964.

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة اللواء أمين الحافظ الأولى

    الرئيس أمين الحافظ
    الرئيس أمين الحافظ

    حكومة اللواء أمين الحافظ الأولى، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 13 تشرين الأول 1963 واستمرت بالعمل لغاية 4 أيار 1964.

    التشكيلة الوزارية

    من الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    • صدور عفو عام عن الجرائم السياسية المرتكبة منذ 8 آذار 1963.
    • مشاركة الرئيس أمين الحافظ في مؤتمر القمة المنعقد في مصر يوم 13 كانون الثاني 1964.
    • إعادة افتتاح المركز الثقافي السوفياتي بدمشق يوم 2 شباط 1964، المُغلق منذ سنة 1958.
    • حملة اعتقالات واسعة في حمص يوم 22 شباط 1964.
    • انتخاب شبلي العيسمي أميناً عاماً مسعداً لحزب البعث في آذار 1964.
    • الإعلان عن اكتشاف شبكة تجسس ألمانية في دمشق يوم 3 آذار 1964.
    • تأليف لجنة لوضع دستور مؤقت للبلاد في 24 آذار 1964.
    • وقوع مواجهات دامية مع الإخوان المسلمين في حماة يوم 15 نيسان 1964.
    • إعلان الدستور المؤقت في 25 نيسان 1964، المؤلف من 82 مادة.
    • تأسيس مجلس رئاسة من خمسة أشخاص، برئاسة أمين الحافظ.

    معلومات عامة

  • نذير العظمة

    نذير العظمة

    نذير العظمة (1930 – 27 كانون الثاني 2023) ناقد وباحث وأديب من مواليد مدينة دمشق، يعد من أوائل الشعراء الذين كان لهم دور في تطوير القصيدة العربية الحديثة، فزاوج بين الحداثة والأصالة، كما ابتكر القصيدة المدورة الموزونة دون قافية.

    حياته المهنية

    خريج كلية الآداب بجامعة دمشق، وحاصل على الدكتوراه في فلسفة الأدب من الولايات المتحدة عام 1969، وعلى ماجستير في الأدب الإنكليزي من جامعة بورتلاند في الولايات المتحدة الأميركية عام 1965، وهو مجاز باللغة والأدب من الجامعة السورية عام 1950.

    عمل أستاذاً في عدد من الجامعات الأميركية، وأستاذاً لمادة الأدب الحديث في جامعة الملك سعود بالرياض، وشارك في تأسيس مجلة شعر ومجلة الأدب الحديث بالإنكليزية لاتحاد الكتاب العرب.

    عين “العظمة” مستشاراً لوزارة الثقافة بمهرجان أبو العلاء المعري لمدة خمس سنوات، وكان مشاركاً بالإعداد لتكريم بدوي الجبل، وعمر أبو ريشة، ونزار قباني، وشفيق جبري، ومحمد الماغوط، وكان رئيساً لتحرير جريدة البناء، وله العديد من المقالات في الدوريات والصحف العربية.

    شغل “العظمة” منصب عضو مجلس كلية الآداب، وأستاذ زائر لجامعتي هارفارد، وجورج تاون، ورئيس لجنة الملاك والترقية في جامعة بورتلاند الرسمية بأميركا، وسكرتير خازن لجمعية الاستشراق الأميركية من غرب أميركا وكندا، ومديراً لقسم المعلومات في مؤسسة أبي ذر الغفاري بلبنان، وعضو بجمعية الاستشراق الأميركية ويعتبر من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية.

    شارك “العظمة” بمهرجانات أدبية عديدة في العالم منها في إيران وتركيا والهند والاتحاد السوفييتي سابقاً، وألقى من خلال مشاركته محاضرات عدة حول البعد الحضاري والثقافي لسورية المعاصرة والقديمة.

    انتمى إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي في أربعينات القرن الماضي، وتولى مسؤولية رئيس المكتب السياسي للحزب في الشام، ومثّل الحزب في عضوية القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ومُنح رتبة الأمانة، وحاز العديد من الٲوسمة، والتنويهات منها وسامي الواجب، والثبات، حاز على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية لعام 2014.

     مؤلفاته

    برصيد نذير العظمة مؤلفات تتجاوز 55 كتاباً منشوراً منها 15 مجموعة شعرية، و 20 كتاباً نقدياً بحثيا،ً و10 ترجمات، و10 مسرحيات، وروايتان منها “شريف الأندلسي” التي عرضت لفترة من الزمن على مسرح الحمراء، ومن المسرحيات الشعرية التي أخرجت بالإذاعة السورية “ابن الأرض”، وأخرى نثرية كمسرحية “سيزيف الأندلسي” عام 1975 التي عرضت في الرباط بذكرى الألفية ومسرحية “المرايا” عام 1992.

    وفاته

    توفي الراحل في دمشق لأسباب طبيعية عن عمر ناهز 93 عاماً.

  • حكومة صلاح الدين البيطار الثالثة

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الثالثة، جاءت بتكليف من رئيس الدولة أمين الحافظ في 4 آب 1963 واستمرت بالعمل لغاية 12 تشرين الثاني 1963.

    التشكيلة الوزارية

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    • سفر صلاح البيطار إلى بغداد والإعلان عن مشروع لإقامة وحدة اقتصادية كاملة مع العراق في 2 أيلول 1963.
    • زيارة الرئيس العراقي عبد السلام عارف إلى سورية في 18 تشرين الأول 1963 والتوقيع وحدة اقتصادية وعسكرية بين البلدين.
    • عقد المؤتمر القومي السادس في دمشق بين 5-23 تشرين الأول 1963، وظهور تيار يميني وآخر يساري داخل الحزب.
    • تعديل قسم ضباط الجيش في 3 تشرين الثاني 1963 وإدخال نص حول ضرورة العمل لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية.

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الثانية

     

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الثانية، جاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 14 أيار 1963 واستمرت بالعمل لغاية 4 آب 1963.

    التشكيلة الوزارية

    ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة صلاح الدين البيطار الأولى

    الرئيس صلاح الدين البيطار
    الرئيس صلاح الدين البيطار

    حكومة صلاح الدين البيطار الأولى، هي الأولى أيضاً في عهد البعث وجاءت بتكليف من مجلس قيادة الثورة في 9 آذار 1963 واستمرت بالعمل لغاية 11 أيار 1963.

    التشكيلة الوزارية

    وعدت حكومة البيطار باستعادة الوحدة مع مصر ومعاقبة كل من شارك في عهد الانفصال. وفي 14 آذار 1963 توجه البيطار إلى القاهرة للاجتماع مع الرئيس جمال عبد الناصر وطرح العودة إلى الوحدة ضمن شروط جديدة، ولكن الجانب المصري لم يقبل بها.

    ومن الأحداث التي جرت في عهد هذه الحكومة:

    معلومات عامة

  • حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة

    الرئيس خالد العظم
    الرئيس خالد العظم

    حكومة خالد العظم الخامسة والأخيرة، جاءت بتكليف من رئيس الجمهورية ناظم القدسي في 17 أيلول 1962 واستمرت بالعمل لغاية 8 آذار 1963.

    مرض خالد العظم خلال تواجده في رئاسة الحكومة ودخل المستشفى عدة مرات، ما استدعى تكليف أسعد الكوراني برئاسة الوزارة بالوكالة، بعد استقالة نائب الرئيس بشير العظمة. وقد استقال من الحكومة أيضاً وزراء الصحة والمالية التموين والإعلام والتربية والإصلاح الزراعي، ولكن خالد العظم لم يُعين غيرهم وأسند وزاراتهم وكالة إلى آخرين أعضاء في هذه الحكومة. في 16 شباط 1963 تولّى أسعد الكوراني وزارة الإعلام، إضافة لكونه وزيراً للعدل والأوقاف ونائباً لرئيس الحكومة، وبات الدكتور عزت الطرابلسي وزيراً للمالية والاقتصاد، وعُيّن اللواء عزيز عبد الكريم وزيراً للتربية، إضافة لمنصبه الأصلي وزيراً للداخلية.

    ومن أهم الأحداث التي جرت في عهد هذه الحكومة كان الإحصاء الذي أجري في 5 تشرين الأول 1962، والذي نجم عنه فرز أكراد سورية إلى ثلاث فئات: فئة تحمل الجنسية السورية، وفئة مجردة منها مسجلين في القيود الرسمية على أنهم أجانب، وفئة أخيرة من الأكراد المجرّدون من الجنسية غير مقيدين في سجلات الأحوال المدنية، أطلق عليهم وصف “مكتوميّ القيد”

    وفي 8 آذار 1963 وقع انقلاب عسكري في دمشق بقيادة اللواء زياد الحريري مع مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين، أدى إلى اعتقال رئيس الجمهورية، ولجوء رئيس الحكومة إلى مقر السفارة التركية بدمشق، تجنباً للاعتقال.

    ومن الأحداث التي جرت خلال حكم وزارة العظم الخامسة والأخيرة:

    • سحب ترخيص جريدة البعث في 8 تشرين الأول 1962، بسبب انتقاداتها المتكررة للعهد.
    • انطلاق مفاوضات مع الاتحاد السوفيتي في 15 تشرين الأول 1962 لتمويل سد الفرات
    • تأسيس مجلس الإرشاد القومي في 3 تشرين الثاني 1963، برئاسة وزير الإعلام.
    • انعقاد مؤتمر التنمية الاقتصادية في حلب ما بين 7-10 تشرين الثاني 1962، تحت رعاية وبحضور الرئيس العظم.
    • إضراب المعلمين في سورية يوم 8 كانون الأول 1962.
    • مظاهرات دامية في درعا مطالبة بإسقاط حكومة العظم يوم 12 كانون الثاني 1963.
    • إغلاق الحدود مع لبنان لمنع تسلل الناصريين في 13 كانون الثاني 1963.
    • مظاهرات ضد الحكومة في الجامعة السورية يوم 14 كانون الثاني 1963.

    معلومات عامة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !