السنة: 2021

  • لؤي الأتاسي

    الفريق لؤي الأتاسي
    الفريق لؤي الأتاسي

    لؤي بن أحمد سامي الأتاسي (1926 – 24 تشرين الأول 2003)، ضابط سوري من حمص، سمّي رئيساً لمجلس قيادة الثورة بعد انقلاب 8 آذار 1963 وظلّ يشغل هذا المنصب حتى 27 تموز 1963. شُكّل مجلس قيادة الثورة على غرار التجربة المصرية بعد ثورة 23 يونيو 1952، وتسلّم فيه الأتاسي مهام رئيس الجمهورية، ليكون ثاني رئيس يحكم سورية من الأسرة الأتاسية بعد هاشم الأتاسي. قبل توليه الحكم، خاض لؤي الأتاسي حرب فلسطين، وشارك في الانقلاب العسكري ضد الرئيس أديب الشيشكلي عام 1954، كما حاول القيام بانقلاب لاستعادة الوحدة مع مصر في 2 نيسان 1962. نُفي خارج البلاد، وعُين ملحقاً عسكرياً في السفارة السورية في واشنطن ثم عاد إلى دمشق وسُجن بأمر من المحكمة العسكرية، ليُطلق سراحه صبيحة يوم 8 آذار 1963. مع أنه لم يكن عضواً في حزب البعث، إلا أن البعثيين قرروا التعاون معه وجعلوه رئيساً لمجلس قيادة الثورة، قبل أن يستقيل منه في شهر تموز من العام نفسه.

    البداية

    ولد لؤي الأتاسي في مدينة حمص، وهو سليل عائلة سياسية كبيرة ومعروفة. دَرَس في كلية حمص الحربية والتحق فور تخرجه عام 1948 بالجيش السوري. شارك في حرب فلسطين، وأصيب في يده، ليُعين بعدها قائداً للشرطة العسكرية في حلب.

    انقلاب عام 1954

    في شباط 1954 شارك الأتاسي في الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس أديب الشيشكلي، بالتعاون مع أحد أقربائه، العقيد فيصل الأتاسي. هدف انقلاب عام 1954 للإطاحة بحكم الشيشكلي، واستعادة الشرعية الدستورية الممثلة بهاشم الأتاسي، رئيس الجمهورية المستقيل منذ 3 كانون الأول 1951. بعد سقوط الشيشكلي ونفيه إلى لبنان، عاد هاشم الأتاسي إلى دمشق لإكمال ما تبقى من ولايته الدستورية، وعُيّن لؤي الأتاسي مرافقاً عسكرياً له حتى 5 أيلول 1955. غادر هاشم الأتاسي دمشق بعد انتهاء ولايته، وأصبح لؤي الأتاسي مساعداً للملحق العسكري في السفارة السورية في القاهرة. أعجب بالرئيس جمال عبد الناصر، وأيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها في شباط 1958.

    الانفصال (1961-1963)

    سمّي ملحقاً عسكرياً في سفارة الجمهورية العربية المتحدة في موسكو، وفي 28 أيلول 1961، وقع انقلاب عسكري في دمشق، أطاح بجمهورية الوحدة. كان بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي، بمشاركة مجموعة من الضباط الدمشقيين. لم يُعارضهم الأتاسي، فقرر النحلاوي تعيينه قائداً عسكرياً للمنطقة الشرقية. وفي 28 آذار 1962، نفّذ النحلاوي انقلاباً ثانياً ضد رئيس الجمهورية ناظم القدسي، فاعترضت قيادة الجيش وعقدت اجتماعاً في حمص يوم 1 نيسان 1962، تقرر فيه عزل النحلاوي وعودة القدسي إلى القصر الرئاسي. كان لؤي الأتاسي قد بارك انقلاب النحلاوي الثاني في الساعات الأولى من 28 آذار 1962، لكنه سرعان ما غير موقفه وحضر مؤتمر حمص وأثنى على قراراته.

    عصيان حلب (2 نيسان 1962)

    بعد يوم واحد من انتهاء الأزمة، قام لؤي الأتاسي بعصيان عسكري في مدينة حلب، برفقة الضابط الناصري جاسم علوان، وأعلنا عن نيتهما استعادة الوحدة مع مصر. سيطرا على إذاعة حلب، وأصدرا بياناً باسم الجمهورية العربية المتحدة، مع تعيين جاسم علوان قائداً للجيش الأول (وهو اسم الجيش السوري في زمن الوحدة). ردّت القيادة العسكرية بإرسال سرب من الطائرات الحربية لقمع العصيان، فقام الأتاسي بطلب العون من جمال عبد الناصر، قبل أن يستسلم أمام القوة العسكرية الكبيرة القادمة من دمشق.

    ذهب إلى قائد الجيش اللواء عبد الكريم زهر الدين، وقال إنه بريء من الدماء التي سالت في حلب، كما ادعى أنه شارك في العصيان لكبح جماح جاسم علوان، ووصفه بالأرعن والمتهور. استجاب زهر الدين لكلامه، وبدلاً من الاعتقال، عيّنه ملحقاً عسكرياً في واشنطن. بعد أشهر، استُدعي من واشنطن للمثول أمام المحكمة العسكرية في دمشق، التي شُكّلت للنظر في قضية عصيان حلب، وكانت بقيادة العميد صبحي الشربجي. استمع الشربجي لأقواله ثم أمر باعتقاله، مع توجيه ثلاث تهم له:

    1. الانقلاب على مقررات مؤتمر حمص التي كان هو أحد الموقعين عليها.
    2. التوجه إلى حلب دون أخذ موافقة رئاسة الأركان.
    3. المشاركة في عصيان عسكري ضد الدولة السورية.

    رئيساً لمجلس قيادة الثورة

    كان الأتاسي في السجن يوم انقلاب 8 آذار 1963، الذي قامت به مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين. اعتقلوا رئيس الجمهورية، معلنين هدفهم باستعادة الوحدة وإلغاء كل ما صدر من قرارات في مرحلة الانفصال. جميعهم كانوا صغاراً في السن وليست لديهم خبرة سياسية، فقرروا الاستعانة بـلؤي الأتاسي وأخرجوه من السجن. رفّعوه استثنائياً إلى رتبة “فريق،” مع تعيينه رئيساً لمجلس قيادة الثورة في 23 آذار 1963. لم يكن له أي دور في هذا الانقلاب ولم يكن على علم به، ولكنّه حكم سورية باسمه وباسم “الثورة،” من دون دستور أو مجلس نيابي، طيلة أربعة أشهر.

    الرئيس لؤي الأتاسي في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر.
    الرئيس لؤي الأتاسي في ضيافة الرئيس جمال عبد الناصر.

    بقيت قرارات الأتاسي مرهونة باللجنة العسكرية التي كان تضم عدداً من الضباط البعثيين، منهم حافظ الأسد. شكل في عهده “الحرس القومي” في 30 حزيران 1963، وسافر الأتاسي إلى القاهرة مع رئيس الحكومة صلاح البيطار للتفاوض على استعادة الوحدة مع عبد الناصر، لكنهم عادوا إلى دمشق دون تحقيق أي نتيجة نظراً لشكوك الرئيس المصري بحسن نوايا حزب البعث. كما صدرت في عهد الأتاسي مراسيم عدة، كان من ضمنها تأميم المصارف السورية يوم 3 أيار 1963، وتأسيس جريدة الثورة الحكومية في 1 تموز 1963.

    تقاسم البعثيون والناصريون مقاليد الحكم، وكانت رئاسة مجلس قيادة الثورة من حصة الناصريين، ومعها وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش، التي تسلمها اللواء زياد الحريري، مهندس انقلاب 8 آذار.  أما عن حصة البعث، فقد أعطوا رئاسة الحكومة ومناصب حساسة في الجيش، مثل قيادة سلاح الطيران.

    انقلاب جاسم علوان (18 تموز 1963)

    اختلف البعثيون والناصريون على المناصب وتوزيع الأدوار، وفي نهاية نيسان 1963، استغل أعضاء اللجنة العسكرية سفر رئيس الأركان زياد الحريري إلى الجزائر وأصدروا قراراً بإقالته من الجيش، مع عدد من الضباط الناصريين. غضب الناصريون وفي 18 تموز 1963، ردوا بانقلاب عسكري للإطاحة بالبعثيين، وبأعضاء اللجنة العسكرية. كان لؤي الأتاسي في الإسكندرية عندما تحرك جاسم علوان وأمر قواته بتطويق دمشق والسيطرة عليها. اندلعت مواجهات دامية عند مدخل مبنى التلفزيون في ساحة الأمويين، بين جماعة علوان وعناصر الشرطة والجيش. سقط عدد كبير من المدنيين والعسكريين، وقاد وزير الداخلية  أمين الحافظ عملية التصدي للانقلاب. نجح في اعتقال جاسم علوان، ثم أرسل إلى مجلس قيادة الثورة قائمة بأسماء الشخصيات الناصرية المتورطة بالانقلاب، وطُلب إلى الأتاسي التصديق على إعدامهم.

    رفض التوقيع، فتجاوزته اللجنة العسكرية وأعدمت 21 من المتهمين في 18 تموز، وسبعة آخرين في 21 تموز. استقال من منصبه احتجاجاً في 27 تموز 1963، وعُيّن أمين الحافظ خلفاً له في رئاسة مجلس قيادة الثورة، قبل أن يصبح رئيساً للدولة.

    الوفاة

    اعتزل لؤي الأتاسي الحياة السياسية والعسكرية، وعاش سنوات تقاعده الطويلة في حمص حتى وفاته يوم 24 تشرين الثاني 2003، عن عمر ناهز 77 عاماً. أجريت له جنازة رسمية، وجلل نعشه بالعلم السوري كما شارك في تشييعه وزير شؤون رئاسة الجمهورية غسان اللحّام.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    رئيس مجلس قيادة الثورة 23 آذار – 27 تموز 1963 أول من تولاه  أمين الحافظ

     

  • نور الدين الأتاسي

    الرئيس نور الدين الأتاسي.

    أحمد نور الدين بن محمد علي الأتاسي (11 حزيران 1930 – 3 كانون الأول 1992)، سياسي سوري من حمص، عُيّن رئيساً للدولة وأميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي، بقيادتيه القومية والقطرية. تسلّم مهامه من 1 آذار 1966 ولغاية استقالته قبل ثلاثة أيام من الانقلاب عليه واعتقاله بأمر من وزير الدفاع حافظ الأسد في 16 تشرين الثاني 1970. تولى أيضاً رئاسة الحكومة في تشرين الأول 1968، وكان قبلها وزيراً للداخلية في عهد الرئيس أمين الحافظ وعضواً في المجلس الرئاسي. شهدت فترة حكمه محاولة انقلاب فاشلة قام بها الرائد سليم حاطوم عام 1966، وهزيمة الجيش السوري في حرب حزيران عام 1967. يُعد الأتاسي ثاني أطول سجين سياسي في سورية بعد صلاح جديد، حيث بقي في المعتقل من عام 1970 وحتى عام 1992، هو ثالث رئيس من عائلة الأتاسي في سورية، بعد هاشم الأتاسي الذي حكم البلاد في فترات متقطعة ما بين 1936-1955، ولؤي الأتاسي الذي ترأس مجلس الثورة لمدة أشهر عام 1963.

    البداية

    ولد نور الدين الأتاسي في مدينة حمص، وهو سليل عائلة سياسية كبيرة ومرموقة، حيث كان جده لأبيه فؤاد الأتاسي قاضياً، تولّى تربيته بعد وفاة والدته. درس الطب في الجامعة السورية وانتسب إلى حزب البعث في شبابه. تخرج عام 1952 وشارك في الحراك الشعبي المناهض لحكم الرئيس أديب الشيشكلي، مما أدى إلى اعتقاله في تشرين الثاني 1952. بعد سقوط الشيشكلي وخروجه من سجن تدمر، عمل الأتاسي جراحاً في المستشفى الوطني في حمص، ثم تطوع للخدمة الطبية في حرب التحرير الجزائرية مع رفاقه الأطباء البعثيين يوسف زعيّن وإبراهيم ماخوس، كما خدم في الجيش السوري وتطوع للقتال في مصر إبان العدوان الثلاثي عام 1956. كان معجباً بجمال عبد الناصر، وأيّد الوحدة السورية المصرية عند قيامها عام 1958، وعارض الانقلاب العسكري الذي أنهاها في 28 أيلول 1961.

    وزيراً للداخلية (1963-1966)

    بعد أشهر قليلة من استيلاء حزب البعث على السلطة في سورية، عُين نور الدين الأتاسي وزيراً للداخلية في حكومة  صلاح البيطار الثالثة، ثم في وزارة أمين الحافظ الأولى في 13 تشرين الأول 1963. صدر في عهده عفواً عن السياسيين القدامى المعتقلين منذ 8 آذار 1963، كما كُشف عن شبكة تجسس تعمل لصالح المخابرات الألمانية. بعد التحقيق مع أفراد الشبكة، أمر الأتاسي بإعدامهم، ولاحقاً عُيّن نائباً لرئيس الحكومة في وزارة الحافظ الثانية، وعضواً في مجلس الرئاسة الذي كان يضم أمين الحافظ، منصور الأطرش واللواء محمد عمران.

    الرئيس الدكتور نور الدين الأتاسي
    الرئيس الدكتور نور الدين الأتاسي

    رئيساً للدولة (25 شباط 1966 – 16 تشرين الثاني 1970)

    وقف الأتاسي على جانب صلاح جديد عندما قام باعتقال أمين الحافظ والقادة المؤسسين لحزب البعث في 23 شباط 1966. وفي 1 آذار، سمّي رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب بقيادتيه القومية والقطرية، لكن صلاحياته الفعلية ظلت محدودة، حيث كانت السلطة الفعلية بيد صلاح جديد، مهندس انقلاب 23 شباط، الذي اختار لنفسه منصب نائب الأمين العام للحزب. شكّل الدكتور يوسف زعيّن الحكومة (رفيقه في النضال من أجل الجزائر)، وعُيّن صديقهم القديم إبراهيم ماخوس وزيراً للخارجية. ومن هنا ولد ما عرف يومها بثلاثي الأطباء (الأتاسي – زعيّنماخوس) الذي حكم سورية حتى سنة 1970.

    وفي أول خطاب له بعد توليه الحكم في الذكرى الثالثة لثورة آذار، شنّ الأتاسي هجوماً عنيفاً على السعودية ولبنان، واتهمهما بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. لكنه وبالمقابل، اعاد العلاقات الدبلوماسية مع مصر، بعد قطيعة دامت منذ عام 1961. كما شهدت فترة رئاسته، توتراً حاداً مع الأردن، بعدما دعا الأتاسي علناً إلى إسقاط الملك حسين، واصفاً عرشه بعرش “الخيانة.”

    مؤامرة سليم حاطوم (1966)

    باشر العهد الجديد في استبعاد الضباط والسياسيين الدروز، وقي مقدمتهم وزير الدفاع السابق حمد عبيد، الذي تم اعتقاله بأمر من صلاح جديد. أثار هذا الأمر استياء الرائد سليم حاطوم، أحد منفذي انقلاب 23 شباط وقائد كتيبة المغاوير المسؤولة عن حماية القصر الجمهوري في منطقة المهاجرين، ومبنى التلفزيون في ساحة الأمويين. بعد تأجيل خطته الانقلابية من 3 إلى 8 أيلول 1966، اقتحم حاطوم مقر الحزب في السويداء، حيث كان الأتاسي وجديد في زيارة تهدئة للدروز. أخذهما حاطوم رهينة، إلا أن تدخل وزير الدفاع حافظ الأسد أجبره على إطلاق سراح السياسيين، ومن ثم الفرار إلى الأردن. بعد عودته إلى سورية إثر هزيمة عام 1967، أعتقل وأعدم في سجن المزة يوم 26 حزيران 1967، بأمر من صلاح جديد، دون علم الرئيس الأتاسي.

    الرئيس نور الدين الأتاسي في مصر سنة 1968، بين اللواء صلاح جديد والرئيس جمال عبد الناصر.
    الرئيس نور الدين الأتاسي في مصر سنة 1968، بين اللواء صلاح جديد والرئيس جمال عبد الناصر.

    أتبع جديد هذه الأزمة بحملة تطهير في الجيش، طالت 400 ضابط وكانت الأوسع منذ استقلال سورية عن الفرنسيين عام 1946. وفي آب 1968، عُزِل رئيس الأركان اللواء أحمد سويداني من منصبه، الذي اتُّهم أيضاً بمحاولة الانقلاب، وهرب إلى العراق. حل محله اللواء مصطفى طلاس، الموالي لحافظ الأسد.

    حرب حزيران 1967

    قبل وقوع الحرب، توجه الأتاسي إلى موسكو طالباً الدعم السوفيتي لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية. عاد إلى دمشق في 1 حزيران 1967، قبل خمسة أيام من بدء الحرب التي انتهت بهزيمة الجيش السوري واحتلال هضبة الجولان. توجه الأتاسي إلى نيويورك مع وزير الخارجية إبراهيم ماخوس لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 حزيران 1967، ليكون أول وآخر رئيس سوري يخطب في الأمم المتحدة ويزور الولايات المتحدة وهو في سدّة الحكم. وعد باستمرار القتال لتحرير الأراضي السورية المحتلة، ودعم جهود جمال عبد الناصر في حرب استنزاف.

    شهدت حكومة الأتاسي توقيع اتفاق سد الفرات مع الاتحاد السوفيتي، وتأميم المدارس الخاصة والعديد من المنشآت الصناعية. أنشئت في عهده الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، والمصرف العقاري، ومحكمة أمن الدولة، وفي 18 حزيران 1966، أمر الأتاسي بإعدام مواطنين سوريين متهمين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، كان من بينهم قريبه المهندس فرحان الأتاسي.

    الرئيس جمال عبد الناصر مستقبلاً الرئيس نور الدين الأتاسي في القاهرة.
    الرئيس جمال عبد الناصر مستقبلاً الرئيس نور الدين الأتاسي في القاهرة.

    العزل والاعتقال

    تزايد التوتر بعد الحرب، بين ثنائي الأتاسي – جديد من جهة، وثنائي الأسدطلاس، من جهة أخرى، خاصة بعد تدخل سورية في أحداث أيلول الأسود في الأردن مع منظمة التحرير الفلسطينية. آخر ظهور للرئيس الأتاسي كان في مصر للمشاركة في جنازة جمال عبد الناصر في 1 تشرين الأول 1970. كان الأسد قد قاد انقلاباً محدوداً على جديد والأتاسي في شباط 1969، يوم أنزل دباباته لتطويق مباني جريدتي الثورة والبعث، وعند استمرار الخلاف، استقال الأتاسي من جميع مناصبه، داعياً لعقد مؤتمر استثنائي لحزب البعث في 30 تشرين الأول 1970. لكن الأسد تحرك ضده في 16 تشرين الثاني 1970، وقام باعتقاله مع صلاح جديد.  نُقل الأتاسي إلى سجن المزة من دون محاكمة، وعُيّن أحمد الخطيب رئيساً مؤقتاً للدولة اعتباراً من 22 تشرين الثاني 1970، قبل تسلّم الأسد مقاليد الحكم بشكل مباشر في آذار 1971.

    الرئيس نور الدين الأتاسي في أيامه الأخيرة.
    الرئيس نور الدين الأتاسي في أيامه الأخيرة.

    الوفاة

    أمضى الأتاسي عشر سنوات في سجن المزة، ثم نقل للإقامة الجبرية في حي القصور بدمشق عام 1980. رفض عروض الإفراج المشروط التي تقدم بها رئيس المخابرات الجوية محمد الخولي، أن يغادر السجن مقابل إدانة المرحلة التي حكم بها والتعهد بترك العمل السياسي. أفرج عنه لأسباب صحية وسافر لتلقي العلاج في المستشفى الأميركي في باريس من 22 تشرين الثاني 1992 ولغاية وفاته في 3 كانون الأول 1992. كرمته الجزائر بإطلاق اسمه على مستشفى في عاصمتها يوم 18 أيار 1993، بينما ظل مغيباً عن التاريخ الرسمي السوري، حتى بعد وفاة حافظ الأسد وتسلّم ابنه بشار الحكم عام 2000.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير الداخلية 4 آب 1963 – 13 أيار 1964 أمين الحافظ  عبد الكريم الجندي
    نائب رئيس الحكومة 3 تشرين الأول 1964 – 24 أيلول 1965 لا يوجد إبراهيم ماخوس
    رئيس الحكومة 29 تشرين الأول 1968 – 16 تشرين الثاني 1970 يوسف زعيّن حافظ الأسد
    أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي 1 آذار 1966 – 13 تشرين الثاني 1970 منيف الرزاز حافظ الأسد
    رئيس الدولة السورية 1 آذار 1966 – 13 تشرين الأول 1970 أمين الحافظ  

    أحمد الخطيب

     

     

     

  • جامع تنكز (دنكز)

    جامع تنكز في شارع النصر.
    جامع تنكز في شارع النصر.

    جامع تنكز (أو دنكز)، جامع أثري في شارع النصر على نهر بانياس، يعود بنائه إلى العهد المملوكي، سمّي على اسم بانيه الأمير المملوكي سيف الدين تنكز، ولكن العاوم من الدمشقيين حولوا الاسم إلى “دنكز.”

    الجامع عبر العصور

    كانت المحلّة التي شيّد فيها تعرف سابقاً بحكر السمّاق، وقد تحولت إلى منطقة تجارية منذ إقامة الجامع في وسطها خلال العهد المملوكي. عند افتتاح الجامع أقيمت أول صلاة جمعة فيه في العاشر من شعبان، حيث كانت الخطبة يومها للشيخ نجم الدين علي بن داود بن يحيى الحنفي المعروف بالفقجازي، وحضر الصلاة الأمير سيف الدين والقضاة والأعيان والقراء والمنشدين.

    وخلال فترة الحكم المصري في دمشق (1831-1840)، تحول الجامع إلى ثكنة عسكرية بأمر من الحاكم إبراهيم باشا، ابن والي مصر محمد علي باشا. وبعد هزيمة جيش محمد علي وانسحابه عن سورية، أقامت الدولة العثمانية مدرسة حربية في الجامع، قبل أن يُصبح ثكنة عسكرية في زمن الحرب العالمية الأولى. وعند تحرير البلاد من الحكم العثماني سنة 1918، تم إخلاء العسكر من داخله، بطلب من الشيخ بدر الدين الحسني، وبقي جامعاً طوال فترة حكم الملك فيصل الأول وفي زمن الانتداب الفرنسي (1920-1946). استخدمه الرئيس شكري القوتلي لإطلاق حملته الانتخابية سنة 1943، وقد تعرض الجامع لدمار كبير خلال العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 29 أيار 1945.

    قامت الدولة السورية بترميم الجامع ولكنها وفي سنة 1951، قررت هدمه وبناء مسجد جديد مكانه، مع الإبقاء على مأذنته المملوكية ومحرابه القديم وعلى قبر الأمير تنكز المجاور له. وقد أقامت مديرية أوقاف دمشق مدرسة شرعية للبنات في جزء من صحن المسجد القديم.

    وصف الجامع

    لجامع تنكز واجهة حجرية فيها أربعة أبواب، اثنان يؤديان إلى القبلية واثنان إلى الصحن الذي فيه بركة كبيرة تجري بها مياه نهر بانياس، وإلى يمين الداخل من الباب الأول ضريح الواقف وولده. محراب المسجد مصنوع من الحجر كذلك المنبر وفوق موقف الخطيب قبة صغيرة، وفي الجهتين الشرقية والغربية غرف أرضية وعلوية، وفي الجهة الشمالية تقوم المئذنة العالية التي تعد من أروع المآذن اتقاناً وبساطة. وفي الجامع عشرون نافذة وفي وسط صحنه كان يمر نهر بانياس ليتوضأ منه المصليين، وبه ناعورتان يملآن ويفرغان إلى حوضين الأشجار داخل صحن الجامع.

  • فيصل الأتاسي

    العقيد فيصل الأتاسي

    فيصل بن مظهر الأتاسي (1917- 15 آذار 1998)، ضابط سوري من حمص وأحد الآباء المؤسسين للجيش السوري. خاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948 وكان أحد قادة الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس أديب الشيشكلي عام 1954.

    البداية

    ولد فيصل الأتاسي في حمص وهو سليل عائلة سياسية كبيرة. دَرَس في مدارس حمص الحكومية وانتسب إلى الكلية الحربية وتخرج فيها سنة 1938. التحق بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي في سورية وتدرج في المواقع العسكرية لغاية انشقاقه عن الفرنسيين في أعقاب قصفهم للعاصمة دمشق يوم 29 أيار 1945. حمل السلاح مع ثوار آل الدندشي في معركة تلكلخ  وشارك في محاصرة الثكنات الفرنسية ورفع العلم العربي فوق رايتها. حكمت عليه فرنسا بالإعدام، وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945، كان فيصل الأتاسي من أوائل ضباطه.

    مرحلة الانقلابات (1949-1951)

    خاض حرب فلسطين الأولى سنة 1948 ورفض المشاركة في انقلاب حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي يوم 29 آذار 1949. تمسك بشرعية حكم القوتلي وعدّ الزعيم متهوراً وعميلاً، وفي 14 آب 1949 شارك في الانقلاب العسكري الذي أطاح به وأعدمه رمياً بالرصاص. عُيّن آمر لحامية اللاذقية سنة 1950، بعد انتخاب عمّه هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، خلفاً لحسني الزعيم. ولكنّه عاد واصطدم مع رفاقه العسكر عند انقلاب أديب الشيشكلي في 29 تشرين الثاني 1951، والذي استقال بسببه هاشم الأتاسي من رئاسة الجمهورية.

    الانقلاب ضد الشيشكلي

    حكم الشيشكلي البلاد بداية عبر صديقه اللواء فوزي سلو، الذي نُصّب رئيساً للدولة في كانون الأول 1951. وفي تموز 1953، تولى الشيشكلي مقاليد الحكم بشكل مباشر وولدت معارضة منظمة ضده في حمص – مسقط رأس فيصل الأتاسي – خاضها عمّه الرئيس الأسبق هاشم الأتاسي. أوعز الرئيس الأتاسي إلى “الشرفاء من ضباط الجيش” بالتمرد والعصيان لإسقاط حكم الشيشكلي، وعدّ عهد ديكتاتورياً ومخالفاً للشرعية الدستورية. لبّى العقيد فيصل الأتاسي نداء الرئيس هاشم الأتاسي ومن موقعه في قيادة حامية حلب انتفض ضد حكم الشيشكلي ، بالتعاون من قائد المنطقة الشرقية العقيد أمين أبو عساف وآمر منطقة حوران العقيد عمر قباني والنقيب مصطفى حمدون والعقيد كاظم زيتوني، قائد المنطقة الساحلية. استولى قادة الانقلاب على إذاعة حلب ومنها أذاعوا بياناً طالبو فيه جميع القطعات العسكرية شمال البلاد وغربها بالتمرد والعصيان حتى سقوط الشيشكلي. قام الأتاسي باعتقال رئيسه عمر تمر خان، ومحافظ حلب كمال نور الله، ورئيس بلديتها وغيرهم من الموالين لحكم الشيشكلي، وأخذت المدرعات تحت إمرته مراكزها في الشوارع الرئيسية، كما استولت قواته على مباني الحكومة والبريد والإذاعة.

    الاعتزال والوفاة

    وبعد نجاح الانقلاب وهرب الشيشكلي إلى لبنان، عاد هاشم الأتاسي إلى دمشق يوم 1 آذار 1954 لإكمال ما تبقى من ولايته الدستورية. استقال فيصل الأتاسي من الجيش وترشح للانتخابات النيابية سنة 1954 ولكنّه لم ينجح. قرر من يومها اعتزال العمل السياسي والعسكري وتوفي في حمص عن عمر ناهز 81 عاماً يوم 15 آذار 1998.

     

  • فيضي الأتاسي

    فيضي الأتاسي
    فيضي الأتاسي

     

    فيضي بن طاهر الأتاسي (1898 – 25 تشرين الأول 1982)، سياسي سوري من حمص وأحد مؤسسي حزب الشعب عام 1948. نادى بالوحدة مع العراق وتولّى أرفع المناصب الحكومية، فكان وزيراً للمعارف والعدل في زمن الانتداب الفرنسي، ثم وزيراً للاقتصاد والدفاع في عهد الاستقلال، إضافة لتعيينه ثلاث مرات وزيراً للخارجية قبل قيام الوحدة مع مصر عام 1958. عرف بمعارضته للمعسكر الشرقي في الحرب الباردة، يوم كان وزيراً للخارجية.

    البداية

    ولد فيضي الأتاسي في مدينة الكرك، وهو سليل الأسرة الأتاسية الحمصية العريقة. دَرَس في إسطنبول، وعُين رئيساً لبلدية حمص في بداية عهد الانتداب الفرنسي. شهدت رئاسته للبلدية جرّ المياه من المحلّة الجديدة وفتح شارع أبو عوف. في صيف العام 1920، أصبحت مدينة حمص تتبع لدولة دمشق التي أسسها المفوض السامي هنري غورو، انتُخب الأتاسي ممثلاً عنها في مجلس دمشق التمثيلي. مارس نشاطه النيابي حتى إنهاء التجربة الفيدرالية في 1 كانون الثاني 1925، وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى في صيف ذلك العام، أيدها الأتاسي وأبرق إلى عصبة الأمم في جنيف، مطالباً بتدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان الفرنسي.

    مرحلة الانتداب (1923-1946)

    على الرغم من قربه الشديد من عمّه هاشم الأتاسي، إلا أن فيضي الأتاسي لم ينتسب إلى الكتلة الوطنية التي أسسها هاشم الأتاسي مع رفاقه في عام 1927. لكنه أصبح كاتباً في الجمعية التأسيسية المنتخبة لوضع دستور جديد للبلاد عام 1928، والذي كانت للكتلة الوطنية فيها غالبية المقاعد. في منتصف الحرب العالمية الثانية، عُيّن الأتاسي وزيراً للمعارف في حكومة حسن الحكيم الأولى، في 20 أيلول 1941، وكان عليه وضع مناهج موحدة لمدارس جبال العلويين وجبل الدروز، بعد ضمهم إلى سورية. وعند وفاة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني في كانون الثاني 1943، شُكّلت حكومة انتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، عُيّن فيها الأتاسي وزيراً للعدل والمعارف والشؤون الاجتماعية.

    تأسيس حزب الشعب (1948)

    بعد جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946، عمل مع رفاقه على تأسيس حزب الشعب المعارض لحكم رئيس الجمهورية شكري القوتلي، تحديداً بعد تعديل الدستور للسماح للقوتلي بولاية دستورية ثانية. ترأس رشدي الكيخيا وناظم القدسي الحزب الجديد الذي ضم في صفوفه الأمامية فيضي وعدنان الأتاسي، نجل هاشم الأتاسي. جميع قادة الحزب كانوا يسعون إلى إقامة وحدة عربية شاملة، تكون بدايتها بين سورية والعراق، ما أدى إلى اتهامهم بالسعي للإطاحة بنظام سورية الجمهوري.

    الانقلاب الأول (29 آذار – 14 آب 1949)

    في 29 آذار 1949، قاد حسني الزعيم انقلاباً على الرئيس شكري القوتلي وعرض على حزب الشعب التعاون. اختلف الأتاسي ورفاقه في موقفهم من الانقلاب، فرأى أن مشاركتهم بالحكم ستساهم في عودة البلاد إلى النظام البرلماني الصحيح، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، فيما اعتبر رشدي الكيخيا أن مشاركة حزب الشعب ستُعطي شرعية للزعيم، ولعهده “المخالف للدستور.” لكن الكيخيا لم يمانع دخول الأتاسي في أول حكومة شكلها الزعيم في 15 نيسان 1949، إلا أنه استقال منها بعد ثلاثة أيام.

    عودة الحياة النيابية

    بعد الإطاحة بالزعيم وإعدامه في 14 آب 1949، دعا مهندس الانقلاب الجديد سامي الحناوي السياسيين الكبار إلى اجتماع موسّع في مبنى الأركان العامة بدمشق، حضره ناظم القدسي ورشدي الكيخيا وفيضي الأتاسي مع بقية قادة حزب الشعب. في هذا الاجتماع تقرر عودة هاشم الأتاسي إلى الحكم وتأليف حكومة برئاسته، سُمّي فيها القدسي وزيراً للخارجية، والكيخيا وزيراً للداخلية، والأتاسي وزيراً للاقتصاد. لكنه نُقل إلى وزارة المعارف بعد استقالة الوزير ميشيل عفلق في 19 تشرين الثاني 1949، وحلّ خالد العظم مكانه في وزارة الاقتصاد.

    قادة حزب الشعب مع الرئيس صبري العسلي (من اليمين): علي بوظو، فيضي الأتاسي، صبري العسلي، معروف الدواليبي.
    قادة حزب الشعب مع الرئيس صبري العسلي (من اليمين): علي بوظو، فيضي الأتاسي، صبري العسلي، معروف الدواليبي.

    تعاقب الأتاسي من مناصب عدة، منها وزارة العدل والشؤون الاجتماعية، كما عُين وزيراً للخارجية ثلاث مرات: الأولى في 9 آب 1951، الثانية في 1 آذار 1954، والثالثة في 29 تشرين الثاني 1954. عارض حكم أديب الشيشكلي بشدة، ووقف مع عمه الرئيس هاشم الأتاسي، الذي دعا المعارضة إلى اجتماع كبير في داره في حمص. بعد تولّيه الرئاسة في تموز 1953، أمر الشيشكلي باعتقال فيضي الأتاسي مع عدد كبير من قادة حزب الشعب، لكنه أطلق سراحهم قبل مدة قصيرة من سقوطه ونفيه خارج البلاد يوم 25 شباط 1954.

    فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.
    فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.

    الأتاسي وعبد الناصر

    في أول انتخابات أجريت بعد عودة الحياة النيابية إلى سورية سنة 1954، عاد فيضي الأتاسي إلى المجلس النيابي، وفي عام 1958، صوّت لصالح الوحدة السورية – المصرية على الرغم من تحفظاته على الطريقة التي أقيمت بها. أيّد جمال عبد الناصر في بداية الوحدة، لكنه سرعان ما انقلب ضده بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي في أيلول 1958، الذي طال الكثير من أملاك آل الأتاسي. كما عارض قرار التأميم الصادر بحق كبرى المصانع والمصارف في تموز 1961، قبل شهرين من انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول، والذي أطاح بجمهورية الوحدة.

    السنوات الأخيرة والوفاة

    في مرحلة الانفصال، أعيد انتخاب فيضي الأتاسي للمرة الأخيرة نائباً في البرلمان السوري ورئيساً للجنة الشؤون الخارجية. اعتزل العمل السياسي بعد انقلاب البعث إلى السلطة في 8 آذار 1963، مع صدور قرار نهائي بحلّ حزب الشعب. عاش بقية حياته متقاعداً ومتنقلاً بين دمشق وحمص حتى وفاته عام 1982، عن عمر ناهز 84 عاماً.

    المناصب في زمن الانتداب الفرنسي

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير المعارف 20 أيلول 1941 – 17 نيسان 1942 محسن البرازي خليل مردم بك
    وزير المعارف 25 آذار – 17 آب 1943 خليل مردم بك نصوحي البخاري
    وزير العدل 25 آذار – 17 آب 1943 منير العباس عبد الرحمن الكيالي
    وزير الشؤون الاجتماعية 25 آذار – 17 آب 1943 منير العجلاني أُلغي المنصب

    المناصب الرسمية في عهد الاستقلال

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير الصحة والشؤون الاجتماعية 17-14 نيسان 1949 أحمد الرفاعي خليل مردم بك
    وزير المعارف 17-14 نيسان 1949 محسن البرازي خليل مردم بك
    وزير المعارف 14 آب – 14 كانون الأول 1949 ميشيل عفلق هاني السباعي
    وزير الاقتصاد 19 تشرين الثاني – 27 كانون الأول 1949 خالد العظم معروف الدواليبي
    وزير الدفاع 27-24 كانون الأول 1949 عبد الله عطفة أكرم الحوراني
    وزير العدل 27 كانون الأول 1949 – 23 أيار 1950 زكي الخطيب زكي الخطيب
    وزير الخارجية 9 آب – 28 تشرين الثاني 1951 خالد العظم شاكر العاص
    وزير الخارجية 1 آذار – 19 حزيران 1954 خليل مردم بك عزت صقال
    وزير الخارجية 29 تشرين الأول 1954 – 13 شباط 1955 عزت صقال خالد العظم

     

  • عدنان الأتاسي

    الدكتور عدنان الأتاسي
    الدكتور عدنان الأتاسي

     

    عدنان الأتاسي (1904 – 7 أيلول 1969)، سياسي سوري من حمص ونجل زعيم الحركة الوطنية هاشم الأتاسي. كان أحد مؤسسي حزب الشعب عام 1948، وأول وزير مفوض للدولة السورية في باريس قبل انتهاء الانتداب الفرنسي. في منتصف الخمسينيات، عارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي، ووقف في وجه التمدد الناصري والشيوعي في سورية. اتفق مع بعض زملائه على القيام بانقلاب عسكري للإطاحة بالشخصيات السورية المحسوبة على الاتحاد السوفيتي أو الرئيس جمال عبد الناصر، فاعترضهم مدير المكتب الثاني العقيد عبد الحميد السراج، وقام باعتقال الأتاسي. اتهم بالتآمر على مصلحة البلاد ونظامها الجمهوري، أجريت له محاكمة علنية وحُكم عليه بالإعدام، إلا أن وساطة من رئيس الجمهورية شكري القوتلي حولت قرار المحكمة العسكرية من الإعدام إلى السجن المؤبد. بقي الأتاسي في السجن من عام 1956 ولغاية 1960، لينتقل بعدها إلى الإقامة الجبرية في الإسكندرية، ثم إلى بيروت بعد انهيار جمهورية الوحدة عام 1961.

    البداية

    ولِد عدنان الأتاسي في مدينة السلط عندما كان والده قائممقام فيها عام 1904. دَرَس مدرسة التجهيز في حمص وفي مدرسة اللايك في بيروت، قبل الانتقال إلى دمشق عند تحرير سورية من الحكم العثماني وانتخاب والده رئيساً للمؤتمر السوري العام سنة 1919. درس في الجامعة السورية ونال شهادة الدكتوراه بالقانون من جامعة جنيف عام 1929، مع شهادة ثانية من معهد العلوم السياسية العليا في فرنسا. وعند عودته إلى دمشق، عمل مدرساً في الجامعة السورية عام 1932، وانتسب إلى الكتلة الوطنية التي كان والده قد أسسها مع عدد من الأعيان والسياسيين عام 1927.

    العمل الدبلوماسي (1936-1939)

    انتُخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية عام 1936، والتحق عدنان بوزارة الخارجية عند إعادة تفعيلها. كانت وزارة الخارجية ملغاة منذ بدء الانتداب الفرنسي عام 1920، وعينه الوزير سعد الله الجابري نائباً لقنصل سورية في إسطنبول، ثم في القاهرة عام 1939. وفي عام 1944، عينه الرئيس شكري القوتلي وزيراً مفوضاً في باريس، ليكون أول دبلوماسي سوري معتمد في العاصمة الفرنسية منذ بدء الانتداب. شارك في مفاوضات تسلّم “المصالح المشتركة” من الحكومة الفرنسية، كالثكنات العسكرية والجمارك، ولعب دوراً بارزاً في تهريب مفتي القدس الحاج أمين الحسيني من سجنه في فرنسا. كان الحاج أمين صديقاً لوالده ومطلوباً للعدالة الدولية بسبب علاقته المتينة بأدولف هتلر.

    تأسيس حزب الشعب (1948)

    بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946، عُيّن الأتاسي وزيراً للعدل والأشغال العامة في حكومة جميل مردم بك الثالثة . انتقل بعدها إلى صفوف المعارضة، عقب سعي الحزب الوطني لتجديد ولاية الرئيس القوتلي من خلال تعديل الدستور السوري الذي كان هاشم الأتاسي قد أشرف على وضعه عام 1928. تحولت هذه المعارضة النيابية إلى حزب الشعب عام 1948، وكان برئاسة رشدي الكيخيا وناظم القدسي، المنشقان عن الكتلة الوطنية منذ عام 1939. لم تحول معارضته دون إعادة تسميته وزيراً مفوضاً في فرنسا، ووزيراً غير مقيم في وسويسرا وإيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورغ وإسبانيا.

    معارضة الشيشكلي 1951-1954

    بقي الأتاسي مقيماً في أوروبا حتى عام 1952، ولم يشهد الانقلابات العسكرية التي مرت على سورية، ابتداء من انقلاب حسني الزعيم على شكري القوتلي عام 1949. عارض حكم الرئيس أديب الشيشكلي بشدة، بعد انقلاب الأخير على حكومة حزب الشعب في تشرين الثاني 1951، ما أدى إلى استقالة والده من رئاسة الجمهورية في 3 كانون الأول 1951. عاد عدنان الأتاسي إلى صفوف المعارضة التي شُكلت في دار أسرته في حمص، ودعا والده إلى مؤتمر عام لجميع القوى العاملة في البلاد، مطالباً بإسقاط حكم الشيشكلي وعدم الاعتراف بشرعية الانتخابات التي أوصلته للرئاسة في صيف العام 1953. رتب الأتاسي كل تفاصيل هذا المؤتمر، بالنيابة عن أبيه، فقام الشيشكلي باعتقاله وبقي في سجن المزة حتى سقوط حكم الشيشكلي في 25 شباط 1954، وعودة والده إلى الحكم في 1 آذار 1954. أُعيد العمل بالدستور المعطل، وأجريت انتخابات فاز فيها عدنان الأتاسي بالنيابة عن حمص، ممثلاً عن حزب الشعب.

     

    عدنان الأتاسي في مجلس النواب سنة 1950.
    عدنان الأتاسي في مجلس النواب سنة 1950.

    بعد انتهاء ولاية هاشم الأتاسي وإعادة انتخاب شكري القوتلي رئيساً في 18 آب 1955، حصل تقارباً بين سورية والاتحاد السوفيتي، ما أزعج عدنان الأتاسي كثيراً، إذ كان ضد دخول سورية في صراعات الحرب الباردة. كما عارض توجه سورية نحو الرئيس جمال عبد الناصر، وتعيين شخصيات مقربة منه في مناصب قيادية، مثل رئيس البرلمان أكرم الحوراني ومدير المكتب الثاني، عبد الحميد السراج.

    تعاون الأتاسي مع منير العجلاني وعدد من السياسيين، وتواصلوا مع العراق للقيام بانقلاب عسكري يُطيح بالنفوذ السوفيتي والمصري في سورية. دخل معهم عناصر مسلحة من الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان من المفترض أن يدخلوا دمشق بعد تدريبهم في قرية ضهور شوير، ليقوموا بتصفية الحوراني والسراج، ثم يضعون الرئيس القوتلي أمام خيار: إما الابتعاد عن مصر والاتحاد السوفيتي، أو الاستقالة. لكن “المؤامرة العراقية” كُشفت قبل أن تُنفّذ، وتم اعتقال كل من شارك بها، وفي مقدمتهم عدنان الأتاسي ومنير العجلاني.

    المحاكمة

    شكلت محكمة عسكرية خاصة لهم في مدرج الجامعة السورية، ترأسها عفيف البزري المحسوب على الاتحاد السوفيتي، ونقلت جلساتها على الهواء مباشرة. رفض هاشم الأتاسي حضور المحاكمة، مؤكداً على براءة ابنه من كل التهم الموجهة إليه، لكنّه أيضاً رفض التوسط لأجله ولم يزره في السجن. حكمت المحكمة العسكرية على عدنان الأتاسي بالإعدام، ولكن تدخلاً لأجله حصل من قبل الرئيس شكري القوتلي وغيره من الزعماء العرب، أدى إلى تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.

    المنفى الأخير

    بقي في السجن حتى أيلول 1960، حينما أمر عبد الناصر أثناء فترة الوحدة بإطلاق سراحه ووضعه قيد الإقامة الجبرية في الإسكندرية . لم يُسمح له حضور جنازة أبيه، الذي توفي بعد ذلك بشهرين، وبقي الأتاسي في مصر حتى الإطاحة بالجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961. على الرغم من زوال حكم عبد الناصر، إلا أنه لم يتمكن من العودة إلى سورية، وبقي متنقلاً بين لبنان وتركيا حيث كانت تعيش عائلة زوجته التركية.

    مؤلفاته

    ألف عدنان الأتاسي مجموعة من الكتب القانونية والسياسية:

    الوفاة

    توفي عدنان الأتاسي في بيروت يوم 7 أيلول 1969، عن عمر ناهز 65 عاماً، وترتبت له جنازة شبه رسمية، شارك فيها رئيس الحكومة اللبنانية صائب سلام. نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه في حمص ليدفن إلى جوار والده

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير مفوض في فرنسا 1947-1945 أول من تولاه خالد العظم
    وزير الأشغال العامة 28 كانون الأول 1946 – 6 تشرين الأول 1947 ميخائيل إليان أُلغي المنصب
    وزير العدل 7 تشرين الأول 1958 – 24 كانون الأول 1959 خالد العظم أحمد الرفاعي

     

  • عبد الوهاب حومد

    الدكتور عبد الوهاب حومد
    الدكتور عبد الوهاب حومد

     

    عبد الوهاب حومد (1915 – 8 كانون الثاني 2002)، سياسي سوري من حلب ورجل قانون، كان أحد مؤسسي حزب الشعب مع رشدي الكيخيا وناظم القدسي عام 1948. تولى حقائب وزارية عدة في الخمسينيات، وكان عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950. عُين وزيراً للمالية والعدل في زمن الوحدة السورية المصرية، ثم وزيراً للمالية في مطلع عهد البعث عام 1963. بدأ حياته في السعي نحو تحقيق وحدة بين سورية والعراق، ثم أصبح من أشد المتحمسين للوحدة مع مصر، مدافعاً عن الرئيس جمال عبد الناصر ومعارضاً لانقلاب الانفصال الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961. وبناء على رغبته باستعادة الوحدة، وافق على المشاركة في وزارة صلاح الدين البيطار في 9 آذار 1963، إلا أنه استقال منها عندما تبين له أن البعثيين غير جادين في استعادة الوحدة مع مصر. انتقل إلى المغرب للتدريس ثم إلى الكويت، وبعد عودته إلى سورية انتُخب عضواً في مجمع اللغة العربية حتى وفاته عام 2002.

    البداية

    ولد عبد الوهاب حومد في حلب ودَرَس في المكتب السلطاني ودار المعلمين، حيث توطدت علاقته باللغة العربية من خلال أستاذه الشيخ بدر الدين النعساني. نال شهادة في الحقوق من الجامعة السورية عام 1937، وأوفد إلى فرنسا لإكمال دراسته في جامعة السوربون. تخصص بالأدب العربي، وحصل على دبلوم من معهد العلوم الجنائية في باريس، وشهادة الدكتوراه عام 1944. تأخرت عودته إلى سورية بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1946 أصبح مدرساً في دار المعلمين، ثم استاذاً لمادة الجزائيات في الجامعة السورية حتى عام 1959.

    تأسيس حزب الشعب (1948)

    انتُخب نائباً مستقلاً عن حلب في البرلمان السوري، حيث تعاون مع “الكتلة الديمقراطية” في معارضة سعي نواب دمشق لتعديل الدستور والسماح للرئيس شكري القوتلي بولاية دستورية ثانية عام 1947. وعندما لم تنجح مساعيهم، انضم إلى رشدي الكيخيا وناظم القدسي وأطلقوا حزب الشعب المعارض عام 1948.  على الرغم من معارضته للقوتلي، إلا أنه رفض التعاون مع الانقلاب العسكري الذي أطاح به في 29 آذار 1949. اجتمع بحسني الزعيم، وقال له إنّ انقلابه يُعتبر تعدياً على الشرعية الدستورية والأعراف الديمقراطية. بعد سقوط الزعيم وعودة الحياة البرلمانية في 14 آب 1949، فاز حومد بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور جديد لسورية، بدلاً من دستور عام 1928.

    مرحلة الشيشكلي (1953-1954)

    دعا حومد إلى إقامة وحدة فيدرالية مع العراق، تكون نواة لوحدة عربية شاملة، ودخل في حكومة حسن الحكيم لتحقيق هذا الهدف يوم 9 آب 1951. لكن هذا المشروع أجهض من قبل العقيد أديب الشيشكلي الذي قاد انقلاباً على حكومة حزب الشعب في تشرين الثاني 1951. عارض عهد الشيشكلي مع زملائه، وبعد الانقلاب عليه ونفيه خارج سورية في شباط 1954، سمّي وزيراً للمالية في حكومة سعيد الغزي الثانية، ثم وزيراً للمعارف في حكومة صبري العسلي الثالثة في حزيران 1956.

    الوحدة مع مصر (1958-1961)

    بعد تأميم قناة السويس عام 1956، أبدى حومد اعجاباً شديداً بالرئيس جمال عبد الناصر، وكان من أشد الداعمين له ولقيام الوحدة السورية المصرية في شباط 1958. لم يعترض على شروط عبد الناصر، والتي تضمنت نقل العاصمة من دمشق إلى القاهرة وحلّ جميع الأحزاب، بما فيها حزب الشعب، وفي 7 تشرين الأول 1958 عُين وزيراً للعدل في الإقليم الشمالي (سورية)، ثم وزيراً للخزانة، وكان له موقف مشهود في معارضة قرارات التأميم التي صدرت عن رئيس الجمهورية في تموز 1961. جابه عبد الناصر بقوله إن تطبيق السياسة الاشتراكية سيضر كثيراً بالاقتصاد السوري، ويقضي على الاستثمارات العربية والأجنبية.

    مرحلة الانفصال (1961-1963)

    مع ذلك، عارض حومد الانقلاب العسكري الذي أسقط الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961 وظلّ متمسكاً بالوحدة حتى بعد انتخاب زميله وصديقه ناظم القدسي رئيساً للجمهورية في كانون الأول 1961. ترأس تكتل من السياسيين الناصريين في سورية، ورفض تسلّم أي حقيبة وزارية في جمهورية الانفصال، مما أدى إلى محاولة اغتياله عام 1962، يوم استُهدفت سيارته بقنبلة أمام منزله الكائن في منطقة المزرعة بدمشق.

    حكومة البيطار (1963)

    في 8 آذار 1963، وقع انقلاب عسكري ضد الرئيس الرئيس القدسي، قامت به مجموعة من الضباط الناصريين والبعثيين، الذين وعدوا باستعادة الوحدة مع مصر، وفق شروط مدروسة لتفادي الأخطاء السابقة. أيدهم حومد في هذا الطرح، وعُين وزيراً للمالية في أول حكومة شكلها صلاح الدين البيطار، ليكون الوحيد بين السياسيين القدامى الذي لم يشمله قرار العزل المدني الصادر عن مجلس قيادة الثورة. لكنه استقال من منصبه في نهاية شهر نيسان، عندما أدرك عدم قدرة البعث على تحقيق الوحدة، واحتجاجاً على تصفية الضباط الناصريين من الجيش.

    مجمع اللغة العربية

    اعتزل يومها العمل السياسي وعاد إلى التدريس، في جامعة محمد الخامس في الرباط (1964-1968) ثم في جامعة الكويت حتى عام 1984. انتُخب عضواً في مجمع اللغة العربية، خلفاً للدكتور شكري فيصل، وصدر مرسوم تعيينه في 27 أيار 1991.

    مؤلفاته

    الوفاة

    تفرغ عبد الوهاب حومد للعمل في لجان المخطوطات في مجمع اللغة العربية، توفي في دمشق يوم 8 كانون الثاني 2002، عن عمر ناهز 87 عاماً. وفي عام 2013، أصدر المجمع كتاباً عن حياته، تأليف وزير الثقافة محمود السيّد.

    المناصب الرسمية

    المنصب الفترة سبقه خلفه
    وزير المعارف 9 آب – 28 تشرين الثاني 1951 رئيف الملقي هاني السباعي
    وزير المالية 14 أيلول 1955 – 15 حزيران 1956 ليون زمريا صبري العسلي
    وزير المعارف 14 حزيران – 31 كانون الأول 1956 مأمون الكزبري هاني السباعي
    وزير العدل 6 آذار – 7 تشرين الأول 1958 مأمون الكزبري أكرم الحوراني
    وزير المالية 9 آذار – نيسان 1963 خليل الكلاس مصطفى الشماع

     

     

     

  • جامع التوبة

    جامع التوبة، من مساجد دمشق الأيوبية في منطقة العقيبة قرب النهاية الشرقية لسوق ساروجا، شيّده الملك الأشرف موسى بن الملك العادل محمد بن أيوب سنة 1234.

    البداية

    وكانت المحلّة قبل ذلك التاريخ عبارة عن مرتع للقمار تُعرف بخان الزنجاري، مما لم يرضى عنه الملك موسى، فأمر بهدمه وإقامة مسجد في مكانه على طراز الجامع الأموي أطلق عليه اسمة “التوبة” رمزاً للانقطاع عن المعاصي.

    وصف الجامع

    صحن المسجد يتوسطه ميضأة خشبية جميلة تشبه الميضأة التي تتوسط صحن الجامع الأموي، وهي عبارة عن بركة ماء مربعة الشكل متوجة بقبة ذات محاريب في أسفلها ولها رمح صغير بتفاحة وهلال صغير.

    الجامع عبر العصور

    وقد هدم جزء كبير من الجامع خلال غزو تيمورلنك سنة 1401 وقام الأمير شاهين الشجاعي بترميمه وأوقف فيه حلقة لتدريس القرآن عرفت بالحلقة الشاهينية. تضرر ثانية خلال زلزال دمشق وتعرض للقصف خلال العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 29 أيار 1945.

    والداخل إلى الجامع يجد على جداره الشرقي لوحة بأسماء العلماء الذين تولوا مهام الإمامة والخطابة والتدريس من آل البرهاني والطنطاوي والميداني ودبس وزيت والحفار. وكانت آخر عملية ترميم كبيرة شهدها الجامع في سنة 1985.

     

     

  • سوق ساروجا

    سوق ساروجا
    سوق ساروجا

     

    سوق ساروجا، سوق أثري وحيّ سكني يمتد من بوابة الصالحية غرباً إلى شارع الملك فيصل شرقاً، أنشأه الأمير صارم الدين صاروجا في العهد المملوكي. وفي العهد العثماني لقب الحيّ باسم “إسطنبول الصغرى” نسبة إلى الشخصيات السياسية الكبرى التي سكنت فيه، مثل أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني وعبد الرحمن باشا اليوسف، أمير محمل الحج الشامي، ومحمد فوزي باشا العظم، وناظر الأوقاف في الدولة العثمانية.

    يعد سوق ساروجا من أشهر أسواق دمشق التاريخية خارج السور، وفيه حارات معروفة مثل حارة المفتي وحارة الورد وحارة قولي وزقاق الكمّار. تعرض السوق والمنطقة المحيطة به إلى دمار كبير أثناء العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 29 أيار 1945، عندما لجأت الحكومة السورية إلى دار خالد العظم الكائنة في وسطه سوق، هرباً من القصف السراي الكبير في ساحة المرجة.

    أصول التسمية

    يوجد إجماع بين المؤرخين على أن اسم “ساروجا” جاء تخفيفاً لإسم الأمير صارم الدين صاروجا، ولكن هناك قصة متداولة شعبياً أن التسمية جاءت نسبة لأحد أهل الخطوة الذي “سار واجا” من دمشق إلى الحجاز. وأصل التسمية كانت “سويقة صاروجا” ومعنى السويقة عمرانياً: تجمع سكني صغير مستقل فيه جميع مستلزمات الحياة المدنية، من مسجد وحمام وفرن. أسلوب السويقات لم يكن معروفاً في مدينة دمشق القديمة، ولكنه بدأ ينتشر مع إنشاء تجمعات سكنية خارج السور في العهد المملوكي وأصبحت هذه السويقات نواة الضواحي التي ألحقت بالمدينة، مثل سويقة العقيبة وسويقة ساروجا.

    لمحة تاريخية

    وكانت محلّة ساروجا في عهد السلاجقة عبارة عن أرض خالية ليس فيها أي عمار، أقيمت فيها مدافن الجند والعسكر. ازدهرت المنطقة في العهد الأيوبي مع إنشاء المدرسة الشّامية البرّانية وفي العهد العثماني توسعت المنطقة شمالاً نحو عين كرش وبساتين الصالحية، وسكن فيها عدد من المسؤولين الأتراك والعرب.

    معالم الحيّ

    ساروجا في العصر الحديث

    عند شق شارع الثورة في سبعينيات القرن العشرين، قسّم سوق ساروجا إلى قسمين وأزيلت العديد من منازله العربية الفاخرة. ومع تزايد القصف على أحياء باب شرقي وباب توما أثناء الحرب السورية بعد سنة 2012، أغلقت الكثير من مقاهيها فيها وفتحت بدالها مقاه شعبية في سوق ساروجا، ارتداها الطلاب وذوي الدخل المحدود. وفي سنة 2021، بدأت الأمم المتحدة بمشروع لإعادة تأهيل وتجميل منطقة ساروجا، قبل سنتين من نشوب حريق كبير في 16 تموز 2023، التهمت نيرانه قصر عبد الرحمن اليوسف وجزء من قصر خالد العظم.

  • جامع الأفرم

    جامع الأفرم
    جامع الأفرم

    جامع الأفرم، جامع قديم يقع على سفح جبل قاسيون في منطقة المهاجرين، شمال شرق ساحة عدنان المالكي اليوم، سمّي على اسم الأمير المملوكي جمال أقوش الدين الأفرم سنة 1306. وكان جامع الأفرم  في العصر المملوكي واحداً من ستة عشر مسجداً بدمشق وضواحيها سمح أن تقام بها صلاة الجمعة.

    الجامع عبر العصور

    هُدم جزء من الجامع يوم غزو تيمورلنك مدينة دمشق سنة 1401، وتضرر كثيراً إثر زلزال دمشق الشهير سنة 1759، فأمر السلطان عبد الحميد الأول بترميم جزء بسيط منه. وفي سنة 1879، قام الوالي العثماني مدحت باشا باستخدام بعض حجارته لرصف الطريق المؤدي إلى الصالحية.

    وبقي الجامع على هذا الحال حتى سنة 1909، حيث قام أحد الوجهاء، وهو داوود بن عبد الجبار اليسوي بترميمه على نفقته الخاصة. وقد أوصى أن يُدفن فيه عند وفاته سنة 1917.

    أعيد بناء المسجد وفق الطراز المملوكي في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1956 مع الحفاظ على اسمه الأصلي وإدخال عناصر من الحجر الأبيض والإسمنت عليه. وتُعرف الجادة التي يقع فيها بجادة الأفرم.

    وصف الجامع

    يتألف الحرم من غرفة فيها دعامتان حجريتان تحملان سقفاً خشبياً، وفيها محراب من الجبس وثماني نوافذ صغيرة، وفي كل جهة من الجهات الأربع شباكان، وإلى الجانب الأيمن للحرم حديقة صغيرة فيها قبر داوود اليسوي. وللمسجد منارة حجرية حسنة أنشأها الشيخ داوود بمعاونة الوجيه الدمشقي رضا القوتلي، وفي الصحن ثلاث غرف اتخذها أولاد داوود منزلاً ومدرسة يُعلمون فيها الأطفال والأيتام.

    أما بوابة المسجد فقد ظهرت فيها بعض أعمال التزيينات الطفيفة، ولكنها ليست بالقدر الكافي كما هي المساجد التي بنيت في الحقبة نفسها، وأخذت المئذنة شكل المآذن ذات الطراز الشامي بتأثير مملوكي غني بالزخارف، فجذعها مثمن الأضلاع تتخلله أربعة كوى ضيقة ذات شرفة صغيرة مزخرفة، وهي ذات شرفة مثمنة مزخرفة بالمقرنصات الجميلة في أسفلها، وبها الأشرطة التزيينية، يحيط بها درابزين حجري مفرغ بالرسوم الهندسية، وتنتهي المئذنة بجذع بسيط ومنه إلى الذروة البصلية المتوجة بتفاحتين وهلال مغلق.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !