محمد بسيم بن توفيق مراد (1911 – 25 كانون الأول 1975)، صحفي سوري من دمشق، أسس جريدة الأخبار اليومية وظلّ يصدرها من سنة 1941 ولغاية انقلاب 8 آذار 1963.
البداية
درس بسيم مراد في مدارس دمشق الحكومية وبدأ حياته المهنية مراسلاً لعدة صحف سورية ولبنانية قبل إطلاق مشروعه الأول، جريدة الخازوق الأسبوعية الهزلية سنة 1928. تبعتها مجلّة “الأسبوع المصوّر” وفي عام 1941 أصدر جريدة يومية باسم الأخبار، تعاون في إصدارها مع زميله نشأت التغلبي.
بستان الرئيس، حي سكني عريق في مدينة دمشق تحت ساحة الجسر الأبيض ويمتد إلى منطقة الطلياني، كان في زمن الحكم العثماني يُعرف بحيّ المحمّديات. تعود ملكية مُعظم أراضيه إلى الوجيه الدمشقي عُثمان باشا مردم بك (جدّ رئيس الوزراء جميل مردم بك) وقد لُقب ببسان “الرئيس” نسبة لمنزل رئيس الجمهورية شكري القوتلي الذي أقام فيه منذ انتخابه سنة 1943 ولغاية انقلاب حسني الزعيم عليه في 29 آذار 1949. وفي كثير من الأحيان تسقط كلمة “بستان” من الاسم ويُشار إلى الحيّ بكلمة “الرئيس” فقط، ومن أشهر سكانه عائلات مردم بك والقوتلي وشخاشيرو والعلبي.
ولِد بديع مؤيد العظم في دمشق وهو سليل أُسرة سياسية عريقة. دَرس في معهد الحقوق العثماني في إسطنبول وعُين في الديوان العام للإدارة المركزية لولاية سورية، ثمّ كاتباً للواردات في شعبة المفوضية العامة، ومديراً سنة 1897. وفي سنة 1905 عُيّن ناظراً للديوان العمومي في ولاية الموصل، وبعدها بست سنوات، نُقل إلى إسطنبول مفتشاً في هيئة الجمارك العثمانية. ترشّح لعضوية مجلس المبعوثان سنة 1914 وفاز بالنيابة عن دمشق. وقد تحالف مع جمعية الاتحاد والترقي الحاكمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918.
في 3 تشرين الأول 1918 بايع بديع مؤيد العظم الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية وعُين عضواً في مجلس الشورى. وشارك في تأسيس الحزب السوري الوطني الذي خاض الانتخابات النيابية سنة 1919.
قسّمت فرنسا البلاد السورية وعينت حقي العظم حاكماً على دولة دمشق، الذي شكّل حكومة جديدة أسندت فيها حقيبة العدل مجدداً إلى بديع مؤيد العظم في 1 كانون الأول 1920. وفي هذه المرة، أشرف على التحقيقات حول محاولة اغتيال المندوب السامي الفرنسي هنري غورو في أثناء زيارته إلى مدينة القنيطرة في 23 حزيران 1922، وقد بقي مؤيد العظم في منصبه لغاية استقالة حكومة العظم في 22 حزيران 1922.
نائباً لرئيس الدول ورئيساً لبرلمان دمشق 1922-1925
وفي 28 حزيران 1922 جُمعت دول دمشق وحلب وجبل العلويين في كيان جديد أطلق عليه اسم اتحاد الدول السورية، ذهبت رئاسته في 11 كانون الأول إلى صبحي بركات، الذي سمّى بديع مؤيد العظم نائباً له ورئيساً للمجلس في دولة دمشق من تشرين الثاني 1923 ولغاية 31 كانون الأول 1924.
رئيساً للحكومة بالوكالة (19 تشرين الأول 1931- 11 حزيران 1932)
غاب بديع مؤيد العظم من بعدها عن أي نشاط سياسي ليعود في 27 تشرين الأول 1930 وزيراً للزراعة في حكومة تاج الدين الحسني الثالثة. استقال رئيس الحكومة في 19 تشرين الثاني 1931، وكُلّف بديع مؤيد العظم برئاسة الحكومة بالوكالة للإشراف على الانتخابات النيابية والرئاسية سنة 1932. وعند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية في 11 حزيران 1932، انتهت مهمته وأعلن عن تقاعده من العمل السياسي.
الوفاة
عاش بديع مؤيد العظم طويلاً من بعدها ولم يتسلّم أي منصب سياسي، وقد توفي في دمشق عن عمر ناهز 95 عاماً سنة 1965.
استقال الأمير شكيب من أسرة التحرير بعد تبني الشرق رواية السلطات العثمانية حول شهداء ساحة المرجة في 6 أيار 1916 التي وصفتهم بالخونة والعملاء لصالح دول أجنبية، وخلفه في إدارة الشرق الأديب محمد كرد علي. وفي 30 أيلول 1916، أعيد ترتيب الجريدة بعد زيادة عدد صفحاتها وإدخال الصور الفوتوغرافية عليها، لتصدر باسم “الشرق المصور.” ظلّت تَصدر حتى نهاية الحكم العثماني في سورية عام 1918 وكان أول قرار للأمير سعيد الجزائري، الذي عين نفسه حاكماً مؤقتاً على دمشق، مداهمة مكاتب الشرق وإنزال صورة السلطان محمد السادس منها، مع تغير اسمها إلى الاستقلال العربي.
محمود بن محمد نسيب حمزة، الشهير بالحمزاوي (1821-1887)، مفتي دمشق في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وأحد أشهر علمائها، لعِب دوراً محورياً مع الأمير عبد القادر الجزائري في حماية المسيحيين سنة 1860 وهو جدّ الشاعر خليل مردم بك وشقيق جدّ الأديبة ألفة الإدلبي.
البداية
ولِد محمود حمزة (الحمزاوي) في أُسرة دينية عريقة تولّى أبناؤها إفتاء دمشق في سنوات القرن الثامن عشر. كان والده فقيهاً لامعاً خَدم في مجلس ولاية دمشق وأصبح مُفتيّاً عام 1846. درس الحمزاوي العلوم الشرعية في مدارس دمشق الدينية، وقرأ على يد والده وعدد من علماء الشّام مثل الشّيخ عبد الرحمن الكزبريوالشّيخ حامد العطار. عُيّن مُدرّساً في حي القيمرية ثمّ قاضياً في محكمة البزورية وفي سنة 1849، انتخب عضواً في مجلس ولاية دمشق وبعدها بعام مديراً لأوقاف دمشق، وهو في التاسعة والعشرين من عمره.
العلاقة مع الأمير عبد القادر
تعرف محمود الحمزاوي على الأمير عبد القادر الجزائري عندما وصل الأخير دمشق سنة 1855، قادماً من السجون الفرنسية. ولدت بينهما صداقة متينة واشترى الأمير عبد القادر داره المعروف من الحمزاوي، في زقاق النقيب خلف الجامع الأموي (نسبة لآل الحمزاوي ومن تولّى منهم نقابة الأشراف في الشّام). تعاون الرجلان في إطفاء نار الفتنة التي اشتعلت بدمشق في تموز 1860، يوم هجم آلاف الناس على منطقة باب توما وبدءوا بإحراق دوره وكنائسه وقتل سكانه المسيحيين. أنقذ الحمزاوي والأمير عبد القادر آلاف العائلات المسيحية يومها، ونقلوهم إما إلى دار آل الجزائري في محلّة العمارة أو إلى قلعة دمشق.
اعتقال الحمزاوي
انتهت الفتنة بمقتل خمسة آلاف شخص وتدمير الحيّ المسيحي بأكمله، وحينها وصل وزير الخارجية العثماني فؤاد باشا إلى دمشق، وأمر باعتقال أكثر من ألف شخص، إما بتهمة المشاركة بعمليات القتل أو عدم اعتراضها. اعتقل الحمزاوي مع من تم اعتقالهم من الأعيان يوم 19 آب 1860، ولكنّ سرعان ما أُطلق سراحه بعد خمسة أيام عند ثبوت براءته التامة من تلك الجريمة. فرض الوزير العثماني أقصى العقوبات على مثيري الفوضى، وأعدم الوالي أحمد عزت باشا، ومعه عدد كبير من أهالي دمشق. في 31 آب 1860، نزل الحمزاوي إلى الجامع الأموي وألقى خطبة الجمعة قائلاً: “ذلك الفعل القبيح، قتل أهل الكتاب، هدم ركن من أركان الدين وفاعله خارج بالكلية عن جمهور الموحدين. وكل من أنكر العقوبة والقصاص على الفاعلين حكمه حكم أولئك الغادرين الباغين.”
مفتياً على دمشق
عُيّن بعدها عضواً في لجنة التحقيق في أحداث 1860 ورئيساً للجنة استعادة المسروقات من الحيّ المسيحي. وفي عام 1861، أُعيد إلى منصبه السابق في مجلس الولاية، قبل تعيينه مفتياً على المدينة سنة 1868. تعاون المفتي الحمزاوي مع الشيخ طاهر الجزائري ووالي دمشق الجديد مدحت باشا سنة 1878 في فتح المدارس الحكومية في المدينة، بدلاً من الكتّاب والزوايا الدينية المنتشرة في حارات الشّام. وقدم دعماً كبيراً للشيخ أبو خليل القباني ومسرحه الغنائي، على الرغم من معارضة المؤسسة الدينية لنشاطه الفني. حاول القباني إقناعهم بالحوار، ولكنهم رفضوا الاستماع إليه، فعرض عليهم مشاركتهم بعائدات شباك التذاكر وحضور عروضه للتأكد أن ليس فيها ما يخل بالآداب العامة. وحده الحمزاوي قبل دعوة القباني وحضر عروضه في خان أسعد باشا في سوق البزورية.
في سنواته الأخيرة، فقد الحمزاوي الكثير من نفوذه وسلطته، ولكنه بقي في منصبه لغاية وفاته في أيلول 1887. اعترض شيخ الإسلام في إسطنبول على تولّي شقيقه أسعد منصب الإفتاء العام بدمشق، وسُمّي الشّيخ محمد المنيني خلفاً للحمزاوي. وفي سنة 2020 صدرت دراسة عن حياته في مجلّة تاريخ دمشق للمؤرخ السوري سامي مروان مبيّض.
قمر بنت محمد سعيد قزعون (1917 – 29 تموز 2013)، سيدة سورية من دمشق وإحدى مؤسسات منظمة الهلال الأحمر العربي السوري سنة 1946. انتخبت رئيساً لفرع دمشق سنة 1965 وكانت نائباً لرئيس المنظمة 1980-2003، ثم رئيساً فخرياً حتى وفاتها عام 2017. هي زوجة الدكتور منير شورى، عميد كلية الطب في الجامعة السورية وأحد أشهر أطباء دمشق في النصف الأول من القرن العشرين.
البداية
ولِدت قمر قزعون بدمشق في زمن الحرب العالمية الأولى وكان والدها من مموّلي الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي. درست في دار المعلمات وحصلت على شهادة في الفلسفة وعلم النفس، وفي سنة 1940 شاركت بتأسيس جمعية الندوة الثقافية النسائية بدمشق وساعدت أهالي مدينتها من المصابين والجرحى في أثناء العدوان الفرنسي يوم 29 أيار 1945. وبعدها عملت مع عادلة بيهم الجزائري على تأمين حاجات آلاف اللاجئات الفلسطينيات إبان احتلال بلادهن سنة 1948.
الهلال الأحمر العربي السوري
أشهر منجزاتها وأهمها كان مشاركتها في تأسيس الهلال الأحمر العربي السوري وانتخابها أميناً للسر ثمّ رئيساً لفرع دمشق سنة 1965. وفي عام 1980 انتُخبت نائباً لرئيس المنظمة لغاية تسميتها رئيساً فخرياً مدى الحياة ابتداءً من العام 2003. قلدتها الدولة السورية وسام الإخلاص ونالت لقب الأم المثالية من الرئيس المصري جمال عبد الناصر إضافة لوسام الفارسة من الملك المغربي الحسن الثاني. لعبت دوراً محورياً في تأمين اللاجئين اللبنانيين الهاربين في سورية إبان الاجتياح الإسرائيلي لمدينة بيروت سنة 1982، ما أدى إلى منحها وسام هنري دونان الرفيع من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف. وفي العام نفسه قلدها الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وسام جوقة الشرف برتبة فارس، وفي سنة 2007، كرمتها السيدة الأولى أسماء الأسد وأطلقت عليها لقب “المرأة السورية المميّزة”.
العائلة
تزوجت قمر قزعون من الطبيب منير شورى في 22 أيلول 1940 ورزقت منه بأربعة أولاد: الدكتور وسيم والمهندسة ميسان الأستاذ دارم والأستاذة رنـا شورى.
الوفاة
توفيت قمر قزعون عن عمر ناهز 96 عاماً يوم 29 تموز 2013.
الأيام، صحيفة يومية أطلقها زعماء الكتلة الوطنية في سورية قبل أن تنتقل ملكيتها إلى نقيب الصحفيين نصوح بابيل، وكانت ومن أنجح وأشهر الصحف السورية وأكثرها رواجاً وسمعة في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. صدر عددها الأول في 10 أيار 1931 والأخير في 8 آذار 1963 ولا علاقة لها بجريدة الأيام التي صدرت في فلسطين بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
تخلت الكتلة الوطنية عن امتياز “الأيام” لصالح الصحفي نصوح بابيل، صاحب المطبعة التي كانت تطبع فيها الصحيفة في سوق العصرونية. تولّى رئاسة التحرير بنفسه أصدر أول عدد من الأيام بتوقيعه في 15 آب 1932، محافظاً على خط “الأيام” الوطني المعروف. وصارت تصدر بعدد خاص من اثني عشرة صفحة في أيام الجمعة ولكنها عطلت سنة 1938 واعتقل صاحبها بسبب اعتراضه على معاهدة عام 1936، التي أبرمتها الكتلة الوطنية في باريس. كان بابيل يومها قد انتقل إلى صفوف المعارضة للكتلة مع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وحول الأيام من صحيفة ناطقة باسمها إلى صحيفة معارضة لها ولحكمها.
ولكنها سرعان ما عادت إلى دعم الكتلة بعد مقتل الشهبندر سنة 1940 وانتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية عام 1943. وقفت “الأيام” مع القوتلي إبان الانقلاب العسكري الذي قاده حسني الزعيم ضده، فعطّلت مجدداً في عهده مدة قصيرة. وفي عهد العقيد أديب الشيشكلي دمجت الصحيفة مع جريدة الإنشاء سنة 1952 وصدرت باسم اليوم حتى 30 كانون الأول 1953. عادت إلى هويتها القديمة واستقلاليتها بعد سقوط حكم الشيشكلي عام 1954 وأيدت قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958. هللت الأيام للوحدة ولم تعارض انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961 ولكنها توقفت وبشكل نهائي مع سائر المطبوعات السورية الخاصة عند صدور المرسوم العسكري رقم 4 لعام 1963، وذلك بعد تولّي حزب البعث الحكم في سورية.
تخرّج من مكاتب “الأيام” عدداً من الصحفيين الكبار أمثال:
الإنشاء، جريدة يومية مسائية أسسها الصحفي وجيه الحفار بالتعاون مع ابن عمه لطفي الحفار وصدر عددها الأول في 18 تشرين الثاني 1936 والأخير في 8 آذار 1963. كانت موالية للكتلة الوطنية في زمن الانتداب الفرنسي واعتمد عليها زعماء الكتلة كثيراً بعد وصولهم إلى الحكم سنة 1936.
مرحلة الانقلابات العسكرية
ظلّت تصدر بأربع صفحات من القطع الكبير حتى 29 آذار 1949، يوم صدر قرار بإغلاقها وإلغاء رخصتها واعتقال صاحبها وجيه الحفار بسبب رفضه الانقلاب العسكري الذي قاده حسني الزعيم ضد رئيس الجمهورية شكري القوتلي. أعيد العمل بجريدة الإنشاء بعد القضاء على حكم الزعيم ومقتله في 14 آب 1949، ليتم دمجها مع جريدة الأيام سنة 1952 في عهد العقيد أديب الشيشكلي. صدرت باسم اليوم لغاية 30 كانون الأول 1953، عندما قرر الشيشكلي التراجع عن قراره السابق والسماح لكل صحيفة باستعادة هويتها القديمة وشكلها القديم.
نهاية الإنشاء
استمرت الإنشاء بالصدور بشكل منتظم لغاية إيقافها مجدداً في زمن الوحدة مع مصر عام 1958. وكانت العودة الثالثة والأخيرة في زمن الانفصال، لتتوقف مجدداً وبشكل نهائي هذه المرة بعد وصول حزب البعث إلى الحكم سنة 1963.
تولّى الصحفي عبد الغني العطري رئاسة تحريرها في الأربعينيات، قبل أن يتفرغ لتأسيس مجلّة الصباح، وخلفه في جريدة الأخبار زميله الصحفي ياسين النويلاتي. توقفت “الأحبار” مع سائر الصحف السورية بقرار من مجلس قيادة الثورة يوم انقلاب 8 آذار 1963.
عدنان بن خليل مردم بك (24 أيلول 1917 – 18 تشرين الأول 1988)، شاعر وكاتب مسرحي سوري من دمشق، ألّف أربعة عشر مسرحية شعرية وكانت أشهرها “رابعة العدوية” التي فازت بالجائزة العالمية من منظمة اليونيسكو.
البداية
ولِد عدنان مردم بك في دمشق وهو سليل عائلة علمية وسياسية عريقة، ووالده شاعر الشّام خليل مردم بك، رئيس مجمع اللغة العربية من سنة 1953 ولغاية وفاته عام 1959. درس عدنان مردم بك في مدرسة مكتب عنبر وفي الكلية العِلمية الوطنية ثمّ بكلية الحقوق بجامعة دمشق. وعند تخرجه سنة 1940 عَمَل مُتدرباً في مكتب سعيد الغزي، الذي أصبح رئيساً لوزراء سورية في مرحلة الاستقلال.
المسيرة المهنية
تتلمذ عدنان مردم بك في مدرسة أبيه الشعرية وبدأ يُنظم الشعر وهو فتى يافع، حيث نَشر أولى قصائده في جريدة البرق البيروتية، لصاحبها بشارة الخوري (الأخطل الصغير). وكان تجاربه الشعرية المبكرة تنشر تحت اسم “فتى النيربين” المستعار. وفي سنة 1956 صدر ديوانه الأول نجوى تلاه بعد خمس سنوات ديوان صفحة ذكرى. أصدر بعدها ديوانين شعريين هما عبير من دمشقونفحات شاميّة وعند وفاة أبيه سنة 1959 تولّى مهمة نشر وتحقيق مخطوطاته ودراساته الشعرية التي لم تصدر في حياته، ومنها مراسلاته عندما كان وزيراً مفوضاً في بغداد ومذكراته التي حملت عنوان “يوميات الخليل”.
المسرحية الشعرية
تعرف عدنان مردم بك على المسرحية الشعرية سنة 1932، بفضل أستاذه الفرنسي في الكلية العِلمية الوطنية، الذي درّسه مسرحية السيد للشاعر الفرنسي بيير كورناي. وأثناء شرحه للمسرحية، قال له الأستاذ: “هذا النوع من الأدب تفتقرون إليه في سورية” مما حفّز مردم بك على التبحر بهذا النمط المسرحي، حيث وجد مسرحيتان في مكتبة والده للشاعر المصري أحمد شوقي، هما مصرع كليوباتراومجنون ليلى. بعد قراءتهم وتحليلهم، بدأ بتنظيم مسرحيته الشعرية الأولى فتح عمورية التي نُشر جزءاً منها في مجلّة “الشّام”.
ونظّم سنة 1934 مسرحية “مصرع الحُسين” وجاء بعدها مسرحية “عبد الرحمن الداخل” ثم مسرحية “جميل بثينة” عام 1936. ثم جاءت مسرحية “الدون كارلوس” ومسرحية “يوسف وزليخة” عام 1943. جمعاً، وضع عدنان مردم بك أربع عشرة مسرحية شعرية، منها “غادة أفاميا” و”العباسية” و”الحلّاج” إضافة إلى “رابعة العدوية” و”فلسطين الثائرة” و”الملكة زنوبيا” وقد فازت مسرحية “رابعة العدوية” بالجائزة العالمية الثالثة من منظمة اليونيسكو في أسبوع الكتاب الصوفي، وتُرجمت إلى عدة لغات. وأسس عام 1933 جمعية أدبية أسماها “الثريا” وكان أعضاؤها يقومون بتدريب الشعراء والكتاب على أساليب الخطابة والفصاحة.
في القضاء السوري
مارس عدنان مردم بك مهنة المحاماة لما يقارب السبع سنوات، انتسب بعدها إلى سلك القضاء وتدرج في عدة مناصب في محكمة البداية ومحكمة الاستئناف، وصولاً لتعيينه مستشاراً في محكمة النقص حتى إحالته على التقاعد سنة 1966.
الوفاة
توفي عدنان مردم بك في دار العائلة بدمشق يوم 18 تشرين الأول 1988 ووري الثرى في مدافن الأسرة المردمية قرب الباب الصغير. وفي سنة 2014 تحوّل داره الكائن في سوق البورص المتفرع عن سوق الحميدية إلى دار للثقافة، بإشراف أبنائه قتيبة ووضاع وبناته حسّانة والدكتورة هند مردم بك.