السنة: 2021

  • رياض العابد

    الأستاذ رياض العابد
    الأستاذ رياض العابد

    رياض العابد (1916-2011)، محام سوري من دمشق وأحد مؤسسي الحزب الوطني، ترأس لجنة أسبوع التسلّح في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1956 انتُخب نقيباً لمحامي سورية في مطلع السبعينيات، إضافة لعضوية مجلس الشعب ومجلس الأمة في اتحاد الجمهوريات العربية.

    البداية

    ولِد رياض العابد في حيّ الميدان الدمشقي في 6 أيار 1916، يوم إعدام شهداء ساحة المرجة على يد جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية. وهو سليل عائلة سياسية معروفة وكان جدّه هلال عمّ أحمد عزت باشا العابد، كبير أمناء السلطان عبد الحميد الثاني. دَرَس في الكتّاب وفي مدرسة البحصة أولاً ومن ثمّ في مكتب عنبر وفي الثانوية التجهيز الأولى. أسس في شبابه فرقة كشفية في الميدان وانتخب رئيساً لها عام 1936. نال شهادة في الحقوق من الجامعة السورية سنة 1940، وعمل محام متدرب في مكتب سعيد الغزي (رئيس وزراء سورية في خمسينيات القرن العشرين) قبل أن يستقل بمكتب خاص به. كانت تربطه علاقة متينة مع الأخوين زيد وسلطان باشا الأطرش، وعند قيام الثورة السورية الكبرى أنضم العابد إلى صفوفها سنة 1925.

    العابد والصحافة

    إضافة لعمله في المحاماة كان رياض العابد يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الإنشاء، فيها مزيج بين السياسة والقانون. تجنباً لملاحقة سلطات الانتداب الفرنسي، كان يوقع مقالاته باسم “فتى الميدان” المستعار، ولم يظهر باسمه الصريح إلا بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946. وبعد الإنشاء انتقل للكتابة في جريدة الأيام التي كان يصدرها صديقه نصوح بابيل.

    أسبوع التسلح سنة 1956

    في مطلع عهد الاستقلال، شارك رياض العابد في تأسيس الحزب الوطني مع نبيه العظمة وسعد الله الجابري انتُخب عضواً في مجلسه المركزي. خاض الانتخابات النيابية سنة 1947 ولكنه انسحب منها ومن العمل السياسي إبان الانقلاب العسكري الذي قاده حسني الزعيم ضد رئيس الجمهورية شكري القوتلي في 29 آذار 1949. وعندما عاد القوتلي إلى الحكم في منتصف الخمسينيات كلفه برئاسة المكتب التنفيذي لأسبوع التسلّح الذي دعا إلى جمع التبرعات لصالح الجيش السوري. جال العابد على عدد من العواصم العربية لأجل أسبوع التسلّح وفي مصر حصل على تبرع نقدي من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، بقيمة نصف مليون جني. تحت رعاية وبحضور الرئيس القوتلي، أقيمت فاعلية أسبوع التسلح  على مدرج الجامعة السورية سنة 1956 ونجحت بجمع 25 مليون ليرة سورية، قدمها العابد إلى رئيس أركان الجيش اللواء توفيق نظام الدين.

    سنوات المنفى 1963-1966

    أيد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958 ولكنه سرعان مع تراجع وبارك انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961، احتجاجاً على الدولة البوليسية التي ظهرت في سورية، في عهد المشير عبد الحكيم عامر، ممثل الرئيس عبد الناصر بدمشق. طارده قادة البعث بعد وصولهم إلى الحكم سنة 1963، بجرم تأييد “جريمة الانفصال” فانتقل للعيش في لبنان. وفي منفاه الاختياري عمل العابد في الصناعة وأسس معملاً للكونسروة مع نوري الحكيم وعائلة عزّت الشامي، إضافة لمصنع متخصص بإنتاج السمنة مع رجل الأعمال اللبناني علي غندور.

    رياض العابد مع الرئيس حافظ الأسد
    رياض العابد مع الرئيس حافظ الأسد

    نقيباً للمحامين سنة 1970

    عاد رياض العابد إلى سورية بعد انقلاب 23 شباط 1966 وعمل بالمحاماة مجدداً، بعيداً عن السياسة. أيّد الرئيس حافظ الأسد وفي مطلع عهده انتُخب نقيباً لمحامي سورية وسمّي نائباً في مجلس الشعب وعضواً في مجلس الأمة في اتحاد الجمهوريات العربية. أرسله الرئيس الأسد على رأس وفد رفيع إلى المملكة العربية السعودية طالباً الدعم من الملك فيصل بن عبد العزيز في حرب تشرين سنة 1973. عاد العابد إلى دمشق ومعه تعهد بقيمة مليار دولار أمريكي، دعماً للجيش السوري.

    العائلة

    تزوج رياض العابد من الدكتورة مها العدوي، وله منها ثلاث أولاد: بسمة، وهي أستاذة في جامعة دمشق، ورجل الأعمال محمد العابد والدكتور المهندس زياد العابد.

    الوفاة

    بقي رياض العابد يعمل في المحاماة لغاية العام 2004، عندما أُجبر على التقاعد بسبب تقدمه بالسن قبل وفاته عن عمر ناهز 95 عاماً سنة 2011.

    المناصب

    نقيب محامي دمشق (1970-1971)
    • سبقه في المنصب: الدكتور زهير الميداني
    • خلفه في المنصب: نزار بقدونس
  • صلاح الدين الطرزي

    الدكتور صلاح الدين الطرزي
    الدكتور صلاح الدين الطرزي

    صلاح الدين بن أمين الطرزي (1917-1980)، رجل قانون ودبلوماسي سوري من دمشق، كان مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة في ستينيات القرن العشرين قبل انتخابه عضواً في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا، ممثلاً عن المجموعة الآسيوية سنة 1976. وكان قبلها سفيراً في الاتحاد السوفيتي مرتين، وفي تشيكوسلوفاكيا والصين وتركيا، وفي سنة 1949 شارك في لجنة الهدنة التي شكّلها حسني الزعيم لترسيم الحدود مع إسرائيل في أعقاب حرب فلسطين الأولى.

    البداية

    ولِد صلاح الدين الطرزي في دمشق وكان والده رئيساً للدائرة الشرعية في المدينة مطلع القرن العشرين. دَرَس في مدرسة الفرير ونال شهادة الحقوق من الجامعة اليسوعية في بيروت. سافر إلى فرنسا لدراسة القانون الدولي في جامعة ليون وفور تخرجه عاد إلى دمشق وفتح مكتباً للمحاماة مع شقيقته بوران. وفي سنة 1945، التحق بوزارة المالية السورية، مديراً لشئونها القانونية.

    مفاوضات الهدنة سنة 1949

    وفي سنة 1949 عُيّن الطرزي أميناً عاماً لوزارة الخارجية السورية وعضواً في الوفد المفاوض الذي شكله حسني الزعيم للإشراف على خط وقف إطلاق النار وترسيم حدود الهدنة مع إسرائيل. كان المدني الوحيد في الوفد من العسكريين، ضمّ عفيف البزري وغسان جديد وفوزي سلو ومحمد ناصر. قبل الطرزي المشاركة في المفاوضات، على الرغم من قلّة الود بينه وبين حسني الزعيم، وعد إنه في مشاركته لجم لطموحات الزعيم ومحاولة لمنعه من تقديم أي تنازلات لإسرائيل. وكان ذلك بعد تزايد الكلام عن نية الزعيم الذهاب إلى ما هو أبعد من اتفاقية هدنة والتوقيع على معاهدة سلام شاملة مع إسرائيل.

    سفيراً في موسكو (1956-1957)

    في سنة 1951 عُيّن صلاح الدين الطرزي قائماً بأعمال السفارة السورية في بروكسل، ثم نائباً لمندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة من سنة 1953 ولغاية عام 1956. وأثناء هذه الفترة، انتُخب عضواً في اللجنة الدولية لصياغة نظام محكمة الجنايات الدولية. في سنة 1956، ومع انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية سمّي الطرزي سفيراً في الاتحاد السوفيتي. جاء ذلك في مرحلة حساسة من تاريخ سورية، شهدت تقارباً كبيراً بين دمشق وموسكو على أثر زيارة القوتلي إلى قصر الكرملين وإبرام معاهدة اقتصادية وعسكرية بين البلدين، كانت الأولى من نوعها سنة 1957.

    سفيراً في زمن الوحدة (1958-1961)

    وعند قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958، عُيّن صلاح الدين الطرزي سفيراً في تشيكوسلوفاكيا، الدولة الصديقة والداعمة للرئيس جمال عبد الناصر. وبعد أسابيع على وقوع انقلاب الانفصال الذي أطاح بالجمهورية العربية المتحدة، سمّي الطرزي سفيراً في جمهورية الصين الشعبية يوم 22 تشرين الثاني 1961.

    الدكتور الطرزي في الأمم المتحدة
    الدكتور الطرزي في الأمم المتحدة

    مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة (1962-1964)

    وبعد استعادة مقعد سورية الدائم في الأمم المتحدة، نُقل الدكتور الطرزي من بكين وعُيّن مندوباً دائماً في نيويورك يوم 20 كانون الثاني 1962. وتولّى السفير الطرزي مهمة رفع شكوى رسمية ضد جمهورية مصر، احتجاجاً على تدخلات عبد الناصر المتكررة في شؤون سورية الداخلية.

    العودة إلى موسكو (1965-1970)

    ومع وصول حزب البعث إلى السلطة في 8 آذار 1963، قررت القيادة السورية الجديدة الاحتفاظ به سفيراً في الأمم المتحدة وذلك على الرغم من موقفه الداعم للانفصال.  وفي سنة 1964، عينه الرئيس أمين الحافظ سفيراً في موسكو، وقد بقي في منصبه حتى بعد وقوع  انقلاب 23 شباط 1966.  وكان الطرزي على رأس عمله عند بدء حرب حزيران سنة 1967، والتي وقف فيها الاتحاد السوفيتي مع سورية ومصر ضد إسرائيل.

    سفيراً في تركيا (1970-1974)

    وفي 16 تشرين الثاني 1970 عينه الرئيس حافظ الأسد سفيراً في تركيا في زمن الرئيس جودت صوناي، وقد شهدت فترة عمله في أنقرة نشوب حرب تشرين سنة 1973.

    في محكمة العدل الدولية (1976-1980)

    وفي سنة 1975 ومع بداية الحرب الأهلية اللبنانية كلفة الرئيس الأسد بتمثيل سورية في لجنة الحقوقيين العرب المكلفة بتعديل ميثاق جامعة الدول العربية، التي انتُخب الطرزي رئيساً لها. وفي سنة 1976 انتخب عضواً في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ممثلاً عن المجموعة الآسيوية، وكان أول مواطن سوري يعتلي هذا المنصب الرفيع الذي خلفه فيه صديقه القاضي عبد الله الخاني، زميل الدراسة في مدرسة الفرير.

    الوفاة

    توفي الدكتور صلاح الدين الطرزي في لاهاي سنة 1980، إثر اصطدامه عندما بالترامواي أثناء عودته من العمل، ليفارق الحياة في إحدى المستشفيات الهولندية عن عمر ناهز 63 عاماً.

    المناصب

    سفير سورية في الاتحاد السوفياتي (1956-1957)
    سفير سورية في الصين (1961 – 1962)
    مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة (1962-1964)
    سفير سورية في الاتحاد السوفياتي (1964-1970)
    عضو محكمة العدل الدولية (1976-1980)

     

     

  • شاكر مصطفى

     

    الاستاذ الدكتور شاكر مصطفى
    الاستاذ الدكتور شاكر مصطفى

    شاكر مصطفى (1921 – 31 آذار 1997)، باحث، مؤرخ، وأستاذ جامعي سوري من دمشق، لُقب بأديب المؤرخين ومؤرخ الأدباء. عمل في الحقل الدبلوماسي ومثّل سورية في عدة دول منها مصر والسودان، وكان وزيراً للإعلام لفترة وجيزة مطلع العام 1966. هو أحد مؤسسي جامعة الكويت وكان عميداً لكلية الآداب فيها ومستشاراً في الديوان الأميري الكويتي. اختير ضمن أبرز كُتّاب سورية في استفتاء أجرته جريدة النُقَّاد سنة 1954، وقد تجاوَز عدد كتبه الأربعين كتاباّ، إلى جانب مئات المقالات والأبحاث.

    البداية

    ولِد شاكر مصطفى في أسرة فقيرة وكان والده يعمل سمّاناً في دمشق. دَرَس في مدارس دمشق الحكومية ونظراً لتفوقه العلمي، أوفدت وزارة المعارف إلى مصر لإكمال دراسته في جامعة الملك فؤاد الأول. برع في قسم التاريخ وكانت إدارة جامعة الملك فؤاد تريد إرساله إلى جامعة أكسفورد للتخصص ولكن الحكومة السورية رفضت وأصرّت على عودته إلى سورية ليكون مُدرّساً في ثانويات درعا جنوب البلاد. التحق بعدها بالتدريس الجامعي وفي منتصف الخمسينيات، عُيّن أميناً للجامعة السورية.

    العمل الدبلوماسي والسياسي

    وفي سنة 1956 عينه الرئيس شكري القوتلي مُلحقاً ثقافياً في مصر ومن ثمّ قائماً بأعمال السفارة السورية في السودان.  وعند قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958 سمّي الدكتور شاكر مصطفى سفيراً في  بوغوتا عاصمة كولومبيا حتى سنة 1961. وفي زمن الانفصال (1961-1963)، عُيّن قنصلاً في البرازيل قبل استدعائه إلى دمشق وتعيينه وزيراً للإعلام في حكومة صلاح البيطار الخامسة والأخيرة في 1 كانون الثاني 1966.

    في الكويت

    عاد شاكر مصطفى بعدها إلى التدريس، ولكن في دولة الكويت هذه المرة وليس بدمشق، حيث دُعي ليكون أحد مؤسسي جامعة الكويت. درّس في الكويت طيلة ثلاثة عقود ونيّف وكان عميداً لكلية الآداب في جامعتها، كما ساهم في إصدار مجلّة الثقافة العالمية في الكويت وكان عضواً في هيئة تحرير سلسلة عالم المعرفة. عُيّن مستشاراً في الديوان الأميري الكويتي واختارته المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أميناً عامّاً للجنة إعداد الخطّة الشاملة للثقافة العربية سنة 1982. وبعد إحالته على التقاعد، عاد إلى دمشق في منتصف التسعينيات وقضى فيها سنواته الأخيرة.

    مؤلفاته

    وضع الدكتور شاكر مصطفى عدداً من المؤلفات التاريخية القيمة، ومنها:

    وله كتاب موسوعي من أربعة أجزاء بعنوان التاريخ العربي والمؤرخون: دراسة في تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام، صدر في بيروت ما بين 1978-1993، وجاءت بعده موسوعة دول العالم الإسلامي التي صدرت في بيروت في مطلع التسعينيات.

    الوفاة

    توفي الدكتور شاكر مصطفى في دمشق عن عمر ناهز 76 عاماً في 31 آذار 1997.

    المناصب

    وزيراً للإعلام (1 كانون الثاني – 23 شباط 1966)

     

  • مكي الكتاني

    الشيخ محمد مكي الكتاني
    الشيخ محمد مكي الكتاني

     

    مكي بن محمد الكتاني الإدريسي الحسني (1894- 10 كانون الأول 1973)، عالم فقيه من أصول مغربية، عاش بدمشق وسمّي مفتياً للمذهب المالكي سنة 1943، قبل مشاركته في تأسيس رابطة العلماء وانتخابه رئيساً لها سنة 1960. وفي حرب تشرين سنة 1973 نُصّب مفتياً للقوات المغربية المشاركة مع الجيش السوري.

    البداية

    ولِد مكي الكتاني في مدينة فاس المغربية وتعود أصول عائلته إلى الحسن بن علي، سبط رسول الله (ص). جدّه جعفر الكتاني كان شيخ الإسلام في المغرب، ووالده المحدّث والمؤرخ المغربي الإمام محمد الكتاني. دَرَس على يد علماء المغرب وفي جامع القرويين، ثم هاجر إلى المدينة المنورة مع عائلته حيث قرأ على يد محدِّث الحرمين عمر حمدان المحرسي والمفتي أحمد إسماعيل البرزنجي.

    الانتقال إلى دمشق

    انتقلوا بعدها إلى دمشق مع نهاية الحرب العالمية الأولى، يوم كان الكتاني في الرابعة والعشرين من عمره. وفي دمشق تلقى العلوم الشرعية على يد المُحدّث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني، كبير فقهاء بلاد الشّام. سافر إلى بغداد والهند، وعاد مدة إلى المغرب قبل أن يستقر بشكل نهائي بدمشق. انطلق من يومها إلى الدعوة، خطيباً في عدة مساجد منها الجامع الأموي وجامع تنكز. ركز في دروسه على عنصر الشباب المسلم وتوجيههم نحو الإسلام الصحيح، وأسَّس لهم عدد من الجمعيات والمنتديات الفكرية بهدف الإصلاح الديني، مثل رابطة شباب دمشق.

    الثورة الفلسطينية سنة 1936

    نشط الكتاني في دعم الثورة السورية الكبرى بالسلاح والمال سنة 1925، وعدّ مناصرتها واجباً شرعياً على المسلمين. وعند اطلاع ثورة عام 1936 في القدس، وضع الكتاني كامل ثقله خلف زعيمها الحاج أمين الحسيني، وشكّل مجموعة من الفدائيين المغاربة والسوريين للمشاركة في أعمالها القتالية، أطلق عليهم اسم “شباب فلسطين.”

    حادثة اغتيال الشهبندر

    في سنة 1940، دخل أحد مُريدي الكتاني على مجلسه وسأله: “ما جزاء الخائن في الإسلام؟” أجابه الكتاني دون تردد “القتل.” اتخذت هذه الفتوى كغطاء شرعي لتصفية الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، زعيم الحركة الوطنية في سورية، بعد تزايد الكلام عن توجهاته العلمانية ومطالباته المتكررة بفصل الدين عن الدولة. وبعد تنفيذ الجريمة واعتقال الجناة، أجريت لهم محاكمة في قاعة المجلس النيابي بدمشق، قالوا فيها زوراً إن أمر القتل جاء من رئيس الحكومة الأسبق جميل مردم بك ورفاقه في الكتلة الوطنية. طلب رئيس الكتلة هاشم الأتاسي إلى الشيخ الكتاني التدخل لإنقاذ زملائه من شهادة الزور، فتوجه الأخير إلى قاعة المحكمة ليقول إنه يتحمل جزءاً من مسؤولية ما حدث، لأنه أفتى بضرورة قتل الخائن، ولكنه لم يكن يقصد عبد الرحمن الشهبندر، صديقه منذ أيام الثورة السورية الكبرى. ثم طلب الشيخ الكتاني إلى زعيم الجناة أحمد عصاصة أن يُعيد شهادته أمام القاضي بعد أن يُقسم على القرآن الكريم بألا يقول إلّا الحق، فانفجر عصاصة بالبكاء واعترف بأنه قتل الشهبندر دون أي توجيه من قادة الكتلة الوطنية، طالباً من شيخه السماح والمغفرة.

    رابطة العلماء

    في سنة 1943 عُيّن الشيخ الكتاني مفتياً للمذهب المالكي في سورية وشارك في تأسيس رابطة العلماء عام 1954، مع الشّيخ أبي الخير الميداني. انتُخب الميداني رئيساً والكتاني نائباً للرئيس حتى سنة 1960، عندما خلفه في رئاسة. لعب دوراً هاماً في تجنيد الشباب للمشاركة في حرب السويس سنة 1956، وكان أحد قادة أسبوع التسلّح الذي أقيم تحت رعاية رئيس الجمهورية شكري القوتلي لجمع التبرعات المادية لصالح الجيش السوري. وعندما دعا القوتلي إلى إقامة معسكرات تدريب في ضواحي دمشق شارك بها الكتاني بصفته نائباً لرئيس رابطة العلماء، وفي سنة 1965، كان أحد مؤسسي رابطة العالم الإسلامي في مكة.

    الكتاني والسياسية

    رفض مكي الكتاني تأييد أي من الانقلابات العسكرية التي تعاقبت على سورية منذ عام 1949 ولكنه بارك الوحدة مع مصر عند قيامها سنة 1958. وعند انهيارها في 28 أيلول 1961 دعا إلى وضع ميثاق وطني جديد لسورية، هدفه “لمّ الشمل وتوحيد الكلمة وترسيخ مبادئ الديمقراطية.” دعا لاجتماع كبير في داره للإعلان عن مبادرته الوطنية، بحضور رئيس الجمهورية السابق شكري القوتلي.

    الشيخ مكي الكتاني مع الرئيس شكري القوتلي سنة 1956.
    الشيخ مكي الكتاني مع الرئيس شكري القوتلي سنة 1956.

    ابتعد الشيخ الكتاني عن أي نشاط سياسي من يعدها ولكنه عاد وظهر في حرب تشرين سنة 1973، مُرشداً لفرقة المغاربة المشاركة في القتال مع الجيش السوري، حيث زار المستشفيات الميدانية والحكومية لرفع عزيمة الجنود ودعمهم معنوياً ومادياً.

    الوفاة

    توفي الشيخ مكي الكتاني في دمشق عن عمر ناهز 79 عاماً بعد عملية جراحية في مستشفى دار الشفاء يوم 10 كانون الأول 1973. صُلي عليه في الجامع الأموي في اليوم التالي، ودفن في مقبرة أسرته بالباب الصغير. وقد وصفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وقال إن مكي الكتاني كان “مجمع الفضائل، وملتقى الأكابر والأماثل، وموئل العلماء في النوائب، ومقصد الفضلاء في درء المصائب، وريحانة الشام وعلمائها، ومرجع الناس في بلائها وضرَّائها، ولما غاب بدره لم يبزغ بعده هلال.”

     

     

  • وصفي زكريا

    وصفي زكريا
    وصفي زكريا

    وصفي زكريا (1889 – 11 نيسان 1964)، كاتب وخبير زراعي في الدولة السورية، وضع مناهج المدارس الزراعية وتولّى مهمة تعريب المصطلحات الزراعية عن اللاتيني قبل تعيينه أميناً عاماً لوزارة الزراعة الأردنية سنة 1941.

    البداية

    ولِد وصفي زكريا في طرابلس الشّام لأب شركسي وأم سورية. كان والده ضابطاً في الجيش العثماني، أرسله إلى المدرسة الزراعية العليا في إسطنبول وعند تخرجه سنة 1910 التحق بنظارة المعارف العثمانية وعُيّن مدرساً ثم مديراً  لمدرسة سلمية الزراعية. سيق إلى الخدمة العسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى ولكن جمال باشا، قائد الجيش الرابع، طلب تسريحه وإرساله إلى دير الزور لمكافحة الجراد في ريفها.

    خبيراً زراعياً

    وعند سقوط الحكم العثماني انضم وصفي زكريا إلى وزارة المعارف في عهد الوزير ساطع الحصري وعُيّن في منصبه القديم مديراً لمدرستها الزراعية. وفي سنة 1923، نُقل إلى دمشق مُفتشاً على أملاك الدولة في زمن الرئيس صبحي بركات. سافر إلى اليمن للعمل مدة سنتين وفي سنة 1940 انتقل إلى بغداد بطلب من حكومتها للتدريس في دار المعلمين الريفية. وفي سنة 1941 طلبه الأمير عبد الله إلى عمّان وعينه أميناً عاماً لوزارة الزراعة الأردنية لغاية تعينه عام 1943. عاد إلى دمشق وعمل مفتشاً في وزارة الزراعة حتى سنة 1950، عندما تفرغ للكتابة والنشر.

    مؤلفاته

    وضع وصفي زكريا مناهج التعليم في المدارس الزراعية السورية وأشرف على تعريب المصطلحات الزراعية من اللاتيني إلى العربي. وله في علم الزراعة عدة مؤلفات منها:

    ومن مؤلفاته التاريخية: “جولة أثرية في بعض البلاد الشاميّة” (دمشق 1934)، عشائر الشّام” (دمشق 1945)، وكتابه الأشهر الريف السوري الصادر سنة 1957.

    الوفاة

    توفي وصفي زكريا في دمشق عن عمر ناهز 75 عاماً يوم 11 نيسان 1964.

    أولاده

    اشتهر نجله الكاتب والصحفي غسان زكريا وأسس مجلّة سوراقيا في لندن، وله عدة مؤلفات منها كتاب السلطان الأحمر عن عديله عبد الحميد السراج، مدير المكتب الثاني في خمسينيات القرن العشرين.

     

     

  • نور الدين حاطوم

     

    الأستاذ الدكتور نور الدين حاطوم
    الأستاذ الدكتور نور الدين حاطوم

    نور الدين حاطوم (1913-2000)، مؤرخ وباحث سوري من دمشق، كان أحد مؤسسي قسم التاريخ في الجامعة السورية وتولّى عمادته ثلاث مرات، وهو أحد مؤسسي قسم التاريخ في الجامعة الأردنية.

    البداية

    ولِد نور الدين حاطوم في حيّ الميدان ودَرَس في مكتب عنبر أولاً ثم في دار المُعلمين. سافر إلى فرنسا سنة 1938 وتخصص في تاريخ العصور الوسطى في أوروبا في جامعة مونبلييه، ثم نال شهادة دكتوراة من جامعة السوربون عام 1945.

    السيرة المهنية

    عاد الدكتور حاطوم إلى سورية وعُيّن مُدرّساً لمادتي التاريخ والجغرافيا في حلب، قبل التحاقه بالجامعة السورية ومشاركته في تأسيس كلية الآداب التي ضمّت قسم التاريخ. عُيّن في لجنة التربية والتعليم التابعة لوزارة المعارف سنة 1947 وبعدها بسبع سنوات، انتُخب رئيساً للقسم التاريخ في الجامعة السورية وأعيد انتخابه سنة 1959 ولمرة ثالثة وأخيرة عام 1965. أصبح أستاذاً زائراً في معهد البحوث العليا في القاهرة من سنة 1958، انتقل بعدها إلى عمّان ودعي للمشاركة في تأسيس قسم التاريخ في الجامعة الأردنية حتى سنة 1969، عندما انضم إلى الهيئة التدريسية في جامعة الكويت، مدرساً لمادة التاريخ الحديث.

    مؤلفاته

    وبعد تقاعده سنة 1983 عاد الدكتور نور الدين حاطوم إلى سورية وتفرغ للتأليف والبحث، وقد ضمت مؤلفاته:

    الوفاة

    توفي الدكتور نور الدين حاطوم عن عمر ناهز 87 عاماً سنة 2000. وقد وصفه علي القيّم، رئيس تحرير مجلّة المعرفة، قائلاً:

    يعد المفكر والمؤرخ الدكتور نور الدين حاطوم أحد أعمدة الفكر والتاريخ في الوطن العربي، فقد اثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات والأبحاث والدراسات المعمقة التي كانت ومازالت مراجع أساسية في تاريخ الحضارة والتاريخ الدبلوماسي وتاريخ أوروبا والمجتمع العربي وفهم أدبيات التاريخ الحديث والمعاصر. ويعتبر بحق من أكثر المؤرخين العرب التصاقاً بالحقيقة وأشدهم تمسكاً بمناهج الدقة والاستيفاء والبحث والتحليل والتركيز على المصادر الأساسية لاستخلاص كل ما تحويه من مادة تاريخية.”

     

  • أنور العطار

    أنور العطار
    أنور العطار

    أنور بن سعيد أنيس العطار (1913- 23 تموز 1972)، شاعر سوري من دمشق، عمل مدرساً في ثانويات العراق وفي جامعة الرياض في السعودية، إضافة ترأسه ديوان الإنشاء في وزارة المعارف السورية. كان من أشهر شعراء سورية المعاصرين في القرن العشرين، وتميز شعره بوصف مدينة دمشق وأزهارها وحدائقها.

    البداية

    ولد أنور العطار في دمشق وليس في بعلبك كما زعمت معظم المصادر التاريخية. دَرس في مكتب عنبر وفي دار المعلمين، وعُيّن في بداية حياته المهنية مُدرّساً في قرية منين بريف دمشق سنة 1929. دخل بعدها الجامعة السورية وتخرج فيها سنة 1935. سافر إلى العراق بطلب من الحكومة العراقية وعَمل مدرساً لمادة اللغة العربية في الثانوية المركزية في بغداد وفي كليّة الشريعة. عمل سنة في الموصل، تكريماً لدوره في نهضة التعليم، أطلقت عليه الحكومة العراقية لقب “مواطن شرف.”

    في ديوان الإنشاء الحكومي

    عاد أنور العطار إلى سورية سنة 1940 وعُيّن مُدرّساً في حلب ثمّ دمشق، قبل تسميته مديراً لديوان الإنشاء وتكليفه بمراجعة كل إصدارات وزارة المعارف من مراسلات وكتب مدرسية. درّس في ثانوية البنين الخامسة حتى سنة 1964، عندما استدعي إلى السعودية للعمل في كليتي الشريعة والأدب العربي في جامعة الرياض.

    مؤلفاته

    أصدر ديوانه الأول ظلال الأيام سنة 1948 الذي قدم طبعته الأولى الأديب معروف الأرناؤوط، والثانية الشيخ علي الطنطاوي، وكان إهدائه فيه إلى رئيس الجمهورية شكري القوتلي.

    ومن مؤلفاته:

    • مسرحية أبو عبد الله الصغير (دمشق 1930)
    • ظلال الأيام (دمشق 1948)
    • مسرحية مصرع أبي فراس الحمداني (دمشق 1961)

    وجمع نجله هاني العطار كل أشعاره في كتاب صدر عن دار الفكر بدمشق سنة 2020.

    الوفاة

    توفي أنور العطار في الكويت عن عمر ناهز 59 عاماً يوم 23 تموز 1972 وأطلقت الدولة السورية اسمه على مدرسة وشارع، وقامت عائلته بإهداء مكتبته الضخمة إلى المكتبة الظاهرية بدمشق سنة 2018.

     

  • جودت الركابي

     

    الدكتور جودت الركابي
    الدكتور جودت الركابي

    جودت الركابي (1913 – 11 أيار 1999)، أستاذ جامعي سوري من دمشق، كان مرجعاً عالمياً في الأدب الأندلسي وعميداً لكلية الآداب في الجامعة السورية سنة 1965. درّس في جامعات دمشق والجزائر وأسس دار ممتاز للطباعة والنشر في سورية، وكان عضو لجنة تحكيم في جائزة الملك فيصل العالمية في السعودية.

    البداية

    ولِد محمد جودت بن عمر شركس في مدينة صيدا وهاجر إلى دمشق مع والدته رئيفة الركابي، حيث أستوطن حيّ الشاغور واتخذ من أسرتها الدمشقية المعروفة نسباً له. دَرس في مكتب عنبر وبدأ حياته بالفن، عندما أسس نادي إيزيس المسرحي بدمشق، (الذي انطلق منه الفنان عبد اللطيف فتحي) قبل تعيينه مُدرّساً في مدينة دير الزور سنة 1935. سافر إلى فرنسا لدراسة الأدب العربي ونال شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون سنة 1947.

    المسيرة المهنية

    عاد بعدها إلى سورية وعُيّن مدرساً ومفتشاً على مادة اللغة العربية في مدارس سورية الثانوية، قبل انضمامه إلى الجامعة السورية سنة 1949 وتعيينه عميداً لكلية الآداب سنة 1965. ظل يدرس في الجامعة السورية لغاية عام 1974، تاريخ سفره إلى الجزائر لتدريس مادتي الأدب الأندلسي والأدب المغربي في جامعة قسنطينة حتى سنة 1987. اختير ليكون أحد حكام جائزة الملك فيصل في مجال الدراسات الأندلسية، وفي دمشق، أسس دار ممتاز للطباعة والنشر.

    مؤلفاته

    وضع الدكتور جودت الركابي عدة مؤلفات في حياته، كان من أبرزها:

    • دار الطراز في عمل الموشحات – ابن سناء الملك (تحقيق، دمشق 1949)
    • الأدب العربي ونصوصه للصف العاشر العلمي (بالمشاركة، دمشق 1953)
    • المطالعة للصف السادس المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1953)
    • المطالعة للصف السابع المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1953)
    • قواعد اللغة العربية للصف السادس المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1953)
    • قواعد اللغة العربية للصف السابع المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1953)
    • النحو والعروض للصف العاشر الأدبي (بالمشاركة، دمشق 1954)
    • النصوص الأدبية المدروسة للصف الثاني عشر الفرع الأدبي (بالمشاركة، دمشق 1955)
    • في الأدب الأندلسي (دمشق 1957)
    • القراءة والنصوص الأدبية للصف السابع المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1958)
    • الطبيعة في الشعر الأندلسي (دمشق 1959)
    • قواعد اللغة العربية والإملاء للصف السابع المتوسط (بالمشاركة، دمشق 1960)
    • القراءة المختارة: الصف الثاني الثانوي (بالمشاركة، دمشق 1963)
    • الإرث الفكري للمصلح الاجتماعي عبد الحميد الزهراوي (تحقيق، دمشق 1963)
    • الوافي في الأدب العربي الحديث (بالمشاركة، دمشق 1964)
    • طرق تدريس اللغة العربية (دمشق 1973)
    • الأدب العربي من الانحدار إلى الازدهار (دمشق 1982)
    • منهج البحث الأدبي في إعداد الرسائل الجامعية (دمشق 1992)
    • الحب هو الأقوى: درامة عصرية في ثلاثة فصول (دمشق 1997)

    الحياة الأسرية

    تزوج الدكتور جودت الركابي من عفاف صبري خلف وله منها ثلاثة أبناء: عمر وندى وهما طبيبان، وبشار.

    الوفاة

    توفي الدكتور جودت الركابي في دمشق عن عمر ناهز 86 عاماً يوم 11 أيار 1999.

     

  • عبد الرحمن الطباع

    عبد الرحمن الطباع
    عبد الرحمن الطباع

    عبد الرحمن الطباع (1908-1981)، مدير أوقاف دمشق في خمسينيات القرن العشرين ووزير أوقاف في حكومة صلاح الدين البيطار سنة 1963. يعود له الفضل في ترميم عدد كبير من مساجد دمشق وفي مرحلة متقدمة من حياته انتُخب رئيساً لجمعية الإسعاف الخيري.

    البداية

    ولِد عبد الرحمن الطباع في دمشق وكان والده شكري الطباع تاجراً وأحد المتطوعين في معركة ميسلون مع وزير الحربية يوسف العظمة. تتلمذ على يد الشيخ علي الدقر ودَرَس في الكليّة العلميّة الوطنية، وعند تخرجه التحق بمديرية الأوقاف سنة 1935، يوم كانت تابعة لرئاسة الحكومة السورية. عينه الرئيس هاشم الأتاسي سنة 1950 مديراً لأوقاف دمشق، حيث عمل على ترميم جامع الورد في سوق ساروجا والجامع المعلّق في الميدان، إضافة لإعادة الرسوم والفسيفساء إلى سقف الجامع الأموي وتجديد محرابه ورصف أرضيته الخارجية بالرخام.

    وزيراً للأوقاف

    سُمّي عبد الرحمن الطباع وزيراً للأوقاف في حكومة الرئيس صلاح البيطار الثانية من 13 أيار ولغاية 4 آب 1963. تفرغ بعدها لجمعية الإسعاف الخيري بدمشق وانتخب رئيساً لها من سنة 1972 ولغاية عام 1981، وفي عهده انتقلت الجمعية إلى مقرها الحالي خلف مبنى البرلمان وأطلقت برنامج التعليم المجاني للأيتام.

    الوفاة

    توفي عبد الرحمن الطباع في دمشق عن عمر ناهز 73 عاماً سنة 1981.

    المناصب

    وزيراً للأوقاف (14 أيار – 4 آب 1963)
    • سبقه في المنصب: درويش العلواني
    • خلفه في المنصب: الدكتور مظهر العنبري
    رئيساً لجمعية الإسعاف الخيري (1972-1981)
    • سبقه في المنصب: بدر الدين الشلاح
    • خلفه في المنصب: شفيق الشلاح
  • حكمت محسن

    حكمت محسن
    حكمت محسن

    حكمت بن مصطفى محسن (1910- 19 تشرين الثاني 1968)، فنان وقاص شعبي سوري من دمشق، وضع أساسات الدراما الإذاعية في سورية وعُرف بشخصية “أبو رشدي” الشعبية. أشهر أعماله كانت مسرحية “صابر أفندي” سنة 1958، من بطولة عبد اللطيف فتحي، ومسرحية “يوم من أيام الثورة السورية” التي عُرضت ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي سنة 1961. شكل ثلاثي فني في إذاعة دمشق مع فهد كعيكاتي وأنور البابا في مرحلة الخمسينيات، وله من التمثيليات الإذاعية ما تم تحويله إلى مسلسلات تلفزيونية بعد بدأ بث التلفزيون السوري سنة 1960.

    البداية

    ولد حكمت محسن في إسطنبول لأم سورية وأب تركي كان عضواً في جمعية الاتحاد والترقي المعارضة لحكم السلطان عبد الحميد الثاني. اعتقل الأب وهربت أسرته إلى دمشق حيث ولد حكمت محسن سنة 1910 بعد قرابة السنة من خلع عبد الحميد الثاني عن العرش. عانت العائلة من ضيق مادي شديد، فأجبر محسن على ترك المدرسة والعمل في مهن مختلفة، في الخياطة والنجارة وتنجيد المفروشات، حتى أنه عمل ماسح أحذية في شوارع دمشق.

    مسيرته الفنية

    زارت فرقة أمين عطا الله دمشق في مطلع العشرينيات وتمكن محسن من جمع مبلغ من المال لحضور إحدى عروضها المسرحية. أبهره عالم المسرح توسّل لدى أمين عطا الله للعمل معه، ولو بأجر رمزي، فقبل الأخير وتعاقد معه كممثل “كومبارس” سافر معه محسن إلى بيروت وبعلبك قبل أن يشد الرحال إلى مصر، حيث شاهد تطور المسرح في القاهرة وتعلم منه الكثير. وعند عودته إلى دمشق، أسس فرقة مسرحية خاصة به مع عدد من الفنانين الهواة. بدأت فرقته بعرض أعمال كوميدية بسيطة في حارات دمشق، معظم قصصها مأخوذة من التراث الشعبي، وبعد سنوات من العمل المجاني، حصل حكمت محسن على فرصة للوقوف على خشبة مسرح العباسية الشهير وسط دمشق، في أول تجربة احترافية له.

    ولكنه تعرض لحملة تشهير ممنهجة من نجوم سورية في حينها، وفي مقدمتهم الفنان توفيق العطري، الذي أقنع أعضاء فرقة حكمت محسن بالتغيب عن عرضهم في أوبرا العباسية يوم 14 تموز 1938، ما أفشل العرض وأضاع فرصة حكمت محسن الذهبية في الوقوف على خشبة إحدى أعرق مسارح دمشق. انهارت الفرقة من بعدها وعاد حكمت محسن إلى مهنة التنجيد، مُكْتَئِباً ومفلساً ومبتعداً عن المسرح بشكل كامل حتى سنة 1947.

    في إذاعة دمشق

    بعد أشهر من جلاء الفرنسيين عن سورية، دعا الشاعر سليم الزركلي، المدير المؤسس لإذاعة دمشق، حكمت محسن لكتابة بعض التمثيليات الفكاهية، بعد أن شاهد عروضه المسرحية الناجحة في حارات الشام. وفي إذاعة دمشق تعرف محسن على الفنان تيسير السعدي وولدت صداقة بينهما استمرت حتى وفاته. عرفه السعدي على إدارة إذاعة الشرق الأدنى البريطانية، التي كانت تبث برامجها من قبرص، وتعاقدت معه لكتابة مسلسل إذاعي مخصصة لشهر رمضان.

    نجح برنامجه الإذاعي الأول وتبعه فوراً بتمثيلية “صندوق دنيا العجايب” التي بثت في دمشق ولاقت استحسان الجمهور السوري. وبعد العودة إلى دمشق استدعي إلى مبنى الإذاعة في شارع النصر لمقابلة مديرها الصحفي أحمد عسة. قال له إنه استمتع ببرنامجه الرمضاني وطلب إليه كتابة عمل مشابه لصالح إذاعة دمشق. ومن يومها، بدأ محسن بكتابة التمثيليات الإذاعية، جميعها مستلهماً من حياة البسطاء، وشارك في معظمهم ممثلاً بشخصية “أبو رشدي” الرجل الدمشقي البسيط الذي ابتكره حكمت محسن وارتبط اسمه به طوال حياته الفنيّة.

    حكمت محسن بشخصية أبو رشدي
    حكمت محسن بشخصية أبو رشدي

    كتب كلمات أغاني المطربة الشهيرة كروان وفي سنة 1954، قدم حكمت محسن سهرة إذاعية بعنوان “يا مستعجل وقف لقلّك” من إخراج وبطولة تيسير السعدي ومعه فهد كعيكاتي بشخصية “أبو فهمي” وأنور البابا بشخصية “أم كامل”. تتالت الأعمال الإذاعية الناجحة، ومنها “الخياطة” و”السندباد” و”ثورة شعب” ومذكّرات حرامي و”مرايا الشّام” التي حرص من خلالها على تعريف المستمعين بعدد من الفنانين المغمورين. ومن أشهر أعماله الإذاعية تمثيلية “نهاية سكير” التي حولت إلى مسلسل تلفزيوني سنة 1968، من إخراج علاء الدين كوكش وبطولة هاني الروماني وعمر حجو. ومن أشهر أعماله أوبريت “يوم من أيام الثورة السورية” التي عرضت على خشبة مسرح معرض دمشق الدولي في أيلول سنة 1961 وكانت من إخراج عبد اللطيف فتحي وقام بدور البطولة فيها رفيق سبيعي ولحن أغانيها الموسيقار صلحي الوادي في بداية مشواره الفني.

    فيلم نور وظلام

    وفي سنة 1948 دُعي محسن للمشاركة في فيلم نور وظلام مع المطرب رفيق شكري، وكانت هذه هي التجربة السينمائية الوحيدة له في مسيرته الفنية الطويلة.

    مسرحية صابر أفندي

    كانت مسرحية “صابر أفندي” من أشهر أعمال حكمت محسن، التي أخرجها ولعب دور البطولة فيها عبد اللطيف فتحي. عُرضت للمرة الأولى على مسرح سينما فريال في حيّ الصالحية (مكان شركة الضمان السورية اليوم) ونظراً لشدة الإقبال وإعجاب الجمهور بها، قام حكمت محسن بطباعتها في كتاب على نفقته الخاصة، صدر عن مطبعة الترقي بدمشق سنة 1958. كتب مقدمة الكتاب بنفسه قائلاً: “إلى كل صابر أفندي في الدنيا تحت كل كوكب وكل شمس، إلى البسطاء الطيبين الذي ترشدنا آلامهم إلى الشعور بأخطائنا أهدي هذا الكتاب”. أُعيد طباعة المسرحية مرتين، كانت الأولى سنة 2008 ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، والثانية سنة 2017 في كتاب عن حياته  للمؤرخ الموسيقي أحمد بوبس.

    ومن أعماله الشهيرة أيضاً مسرحية “شقة للإيجار” التي عُرضت على المسرح الشعبي في سوق ساروجا سنة 1960، وكانت من إخراج تيسير السعدي. تحاكي المسرحية مشكلة السكن في دمشق بعد ارتفاع الإيجارات فيها أيام الوحدة مع مصر، وحولت إلى سهرة تلفزيونية، وفي سنة 1967، قدم مسرحية “الكرسي المخلوع” من إخراج تيسير السعدي، التي جال بها على بيروت والقاهرة والإسكندرية.

    عمل حكمت محسن في إذاعة دمشق من سنة 1954 ولغاية نقله إلى ملاك التلفزيون السوري سنة 1964. ظهر محسن أمام جمهوره بشخصيته الحقيقية، شخصية حكمت محسن الكاتب والإنسان، في ندوة إذاعية أدارها  الدكتور صباح قباني، مدير برامج إذاعة دمشق سنة 1954، بمشاركة تيسير السعدي وأحمد عسة. وكان ظهوره الثاني والأخير في برنامج محكمة الفن على شاشة التلفزيون السوري، يوم شُكّلت لجنة فنية لمحاورته، مؤلفة من النجوم مصطفى هلال ونهاد قلعي وشاكر بريخان.

    حكمت محسن بالطربوش في إذاعة دمشق
    حكمت محسن بالطربوش في إذاعة دمشق

    الوفاة

    في سنواته الأخيرة تعرض حكمت محسن لجلطة دماغية، ألزمته فراش المرض حتى وفاته عن عمر ناهز 58 عاماً يوم 19 تشرين الثاني 1968. تكريماً له ولمسيرته الفنية الحافلة، قام عبد اللطيف فتحي بإعادة عرض مسرحية “صابر أفندي” في دمشق يوم 26 كانون الأول 1968، في الذكرى الأربعين لوفاة حكمت محسن. وفي سنة 1984 شُكّلت فرقة مسرحية باسمه في دمشق بقيادة الفنان رفيق سبيعي. وفي سنة 2017 صدر كتاب مرجعي عن حياته بعناون حكمت محسن: رائد الدراما الإذاعية، للباحث السوري أحمد بوبس.

    الأعمال الإذاعية

    الأعمال التلفزيونية

    الأعمال المسرحية

    الأعمال السينمائية

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !