سليم بن كامل الزركلي (1903 – 13 آذار 1989)، شاعر وأديب سوري من دمشق، عمل في الإذاعة المحلية التي أطلقتها فرنسا في عهد الانتداب وكان أول مدير لإذاعة دمشق عند تأسيسها في مطلع عهد الاستقلال سنة 1947. وفي أيلول 1954 سمّي معاوناً لمدير معرض دمشق الدولي في دورته الأولى.
شمله العفو الصادر في سورية سنة 1928 فعاد إلى دمشق وعٌيّن أميناً لسر وزارة المعارف في حكومة حقي العظم الثانية عام 1932. وبعدها بعشر سنوات نُقل إلى أمانة سر مجلس الوزراء وعُيّن رئيساً لديوان السراي في عهد رئيس الحكومة جميل مردم بك.
بقي في منصبه أثناء حرب فلسطين وعند وصول حسني الزعيم إلى الحكم سنة 1949 أمر بنقله إلى إدارة مكتب المطبوعات الحكومية. وفي سنة 1953 اختاره وزير الاقتصاد منير دياب ليكون أحد المشرفين على إنشاء معرض دمشق الدولي، وبعد افتتاحه في أيلول 1954 سمي نائباً لرئيسه ونظّم قصيدة عن دمشق جاء في مطلعها: “اليوم عيدك يا شام فهللي وتفتحي عن عالم جنان.”
مؤلفاته
عرف سليم الزركلي بأشعاره التي صدرت بديوان دنيا على الشّام سنة 1968 وقد وصفها الشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين بالقول: “هيمن عليها الحسّ التاريخي والشعور القومي…وفيها غنائية وتدفق ومحاولة توافق بين الإيقاع (البحر الشعري) وامتداد المعنى.” غنى شعره المطرب السوري رفيق شكري ولحّن حليم الرومي قصيدته ومضة على ضفاف النيل التي سجّلت في القدس سنة 1947.
الوفاة
توفي سليم الزركلي عن عمر ناهز 86 عاماً يوم 13 آذار 1989.
أمجد بن حسني الطرابلسي (13 أيار 1916 – 28 كانون الثاني 2001)، عالم لغوي وأُستاذ جامعي سورية من دمشق، كان وزيراً للتربية والتعليم في زمن الوحدة السورية المصرية وعضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق.
شارك أمجد الطرابلسي في تأسيس كلية الآداب في الجامعة السورية سنة 1946 وعُيّن رئيساً لقسم اللغة العربية فيها قبل أن انتخابه عميداً في منتصف الخمسينيات. وفي 7 تشرين الأول 1958 سمّي وزيراً للمعارف في الجمهورية العربية المتحدة، لكونه عروبي الهوى ومُستقل، غير منتم إلى أي حزب من الأحزاب السياسية. عارض حكم الانفصال وغادر سورية متوجها إلى المغرب، حيث عمل مُدرّساً في جامعة الملك محمد الخامس في الرباطوجامعة سيدي محمّد بن عبد الله في فاس. وعند تقاعده من التدريس، تفرّغ للبحث الأكاديمي والكتابة في مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي كان قد أنتُخب عضواً فيه منذ سنة 1960. ولكنه وبسبب عمله في المغرب لم ينضم إلى هيئة المجمع حتى سنة 1971.
المؤلفات
كان الدكتور أمجد طرابلسي مُقلّاً في نتاجه الأدبي، نظراً لتفرغه للتدريس والإشراف على رسائل تخرج طلاب الدراسات العليا في كل من دمشق والرباط. ومن مؤلفاته:
محمد رفيق بن أبى الخير الكزبري (1901-1960)، صناعي سوري، عمل في صناعة الورق وأسس جريدة الجزيرة سنة 1932.
البداية
ولِد رفيق الكزبري في دمشق وكان والده أبو الخير الكزبري من تجّار المدينة المعروفين. دَرَس في مدارس دمشق وعَمل في صناعة الورق وتصديره إلى الدول المجاورة. تعاون مع غرفة تجارة دمشق على تطوير بلدة مضايا وعمِل على تأهيل وتشجير بلدة الزبداني عبر استيراد أشجار مثمرة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ظلّت الجزيرة تصدر بانتظام حتى نقلها إلى العاصمة الأردنية عمّان سنة 1939. وكانت وخلال عمرها القصير في سورية مناصرة للزعيم الوطني عبد الرحمن الشهبندر، صديق رفيق الكزبري وحليف رئيس التحرير منير العجلاني.
عائلة الكزبري
عُرف في عالم الصحافة صهره عزت حصرية، مؤسس جريدة العَلَم الدمشقية، أما ابنه رجل الأعمال نبيل الكزبري فقد خلف أباه في صناعة الورق.
الوفاة
توفي محمد رفيق الكزبري عن عمر ناهز 59 عاماً سنة 1960.
الجزيرة، صحيفة ثقافية أصدرها الصناعي محمد رفيق الكزبري بدمشق وصدر عددها الأول في 10 كانون الأول 1932. صدرت بثماني صفحات من القطع المتوسط وكانت أسبوعية حتى سنة 1938 ثم تحوّلت إلى يومية وكانت أول مطبوعة في سورية تهتم بالفنون الجميلة وتتابع النشاط المحلي والعالمي في الرسم والنحت. سمّي الدكتور منير العجلاني رئيساً للتحرير قبل نقلها إلى الأردن سنة 1938.
عبد الرؤوف بن أبو طوق (1914- 13 آذار 1998)، خطيب وداعية سوري من دمشق، شارك في تأسيس رابطة العلماء وانتخب نائباً في البرلمان السوري سنة 1954، ممثلاً عن جماعة الإخوان المسلمين. وفي زمن الوحدة السورية المصرية كان عضواً في مجلس الأمة لغاية عام 1961.
البداية
ولد عبد الرؤوف أبو طوق في منطقة الكسوة – مسقط رأس أمه – وهو سليل أسرة تعود أصولها إلى الإمام أحمد الرفاعي الحسيني، مؤسس الطريقة الرفاعية. تلقى علومه الشرعية في جامع الكسوة على يد الشيخ محمد الغنيمي ولازم الشيخ علي الدقر في دمشق وأخذ العلوم عن المحدّث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني. ويقول الشيخ أبو طوق: “لا زلت أذكر الشيخ بدر الدين في جامع حران العواميد وهو ينظر إلىّ مبتسماً وأنا أرقى المنبر لأول مرة، وأشعر بإمداده الروحي والقلبي.”
انتسب في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وانتخب نائباً عن الغوطتين في أول مجلس نيابي منتخب بعد سقوط حكم أديب الشيشكلي سنة 1954. لم ينجح من قوائم للإخوان المسلمين في تلك الانتخابات إلا نائبين فقط وهما الشّيخ أبو طوق محمد المبارك. اتخذ من مقعده النيابي منبراً لمحاربة التحرر في المجتمع الدمشقي وأيد الوحدة السورية المصرية عند قيامها سنة 1958. وفي زمن الجمهورية العربية المتحدة انتخب نائباً عن دمشق في مجلس الأمة لغاية وقوع انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول 1961.
الوفاة
توفي الشّيخ عبد الرؤوف أبو طوق عن عمر ناهز 84 عاماً يوم 13 آذار 1998.
ممدوح الشريف (1885-1934)، خطاط دمشقي مختص بالخط الكوفي، له أثار في المكتبة الظاهرية ومسجد البصراوي ومدرسة الإسعاف الخيري والمدرسة اليوسفية بدمشق. أسس مدرسة في الخط العربي ومن أشهر تلامذته الخطاط السوري المعروف بدوي الديراني.
المسيرة المهنية
درس محمود الشريف على يد الخطاط التركي الشهير يوسف رسا، الذي جاء دمشق ضمن لجنة مرسلة من إسطنبول لترميم الجامع الأموي بعد الحريق الذي تعرض له سنة 1893. تعلّم منه قواعد النسخوالثلثوالخط الكوفي وفتح مكتباً للتخطيط في سوق مدحت باشا وصار يُدرّس الخط العربي في مكتب عنبر والمدرسة الكاملية والكلية العلمية الوطنية. تعاقدت معه الحكومة السورية ليكون خبير خطوط في محاكم دمشق وتتلمذ على يده خطاط الشّام الشهير بدوي الديراني الذي لازمه سبع عشرة سنة.
من أشهر أعماله
اللوحات الثلاث لجمعية الإسعاف الخيري بدمشق بخط الثلث.
لوحة “هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” بخط التعليق في مسجد الحسني.
لوحة “يا حافظ” بخط الثلث ضمن تكوين بيضوي وتحمل توقيعه الموضوع في منتصف الجهة اليسرى من اللوحة.
الوفاة
توفي ممدوح الشريف عن عمر ناهز 49 عاماً سنة 1934 ودُفن في مقبرة باب الصغير بجوار الصحابي بلال الحبشي. على قبره شاهدة كتب عليها تلميذه حلمي حباب أبياتاً من الشعر:
جاد الرضا رمساً أودعت أقلامنا مع ملكها روحها فاسترسلت أعيننا بالبكا حزناً وبات القلب مجروحها والفضل نادى آسفا أرّخوا بكت فنون الخط ممدوحها
عصام بن عبد الله المحايري (1918 -14 حزيران 2022)، سياسي سوري من دمشق وأحد القادة التاريخيين للحزب السوري القومي الاجتماعي. انتُخب رئيساً للحزب في فترات متقطعة ما بين 1949-2016 وكان عضواً في الجمعية التأسيسية التي وضعت دستور عام 1950، قبل أن يتم اعتقاله على خلفية اغتيال العقيد عدنان المالكي بدمشق في 22 نيسان 1955. بقي سجيناً لغاية 31 آب 1965 وعاد إلى العمل السياسي في سورية سنة 2005، بعد إدخال حزبه في صفوف الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة منذ عام 1972.
البداية
ولِد عصام المحايري بدمشق وهو سليل أسرة تجارية. دَرَس في القاهرة وفي مدرسة اللاييك بدمشق، ونال شهادة الحقوق من الجامعة السورية سنة 1949. لمع نجمه في سنوات الشباب كلاعب كرة قدم، حيث شارك في تأسيس النادي الأهلي الرياضي وعَمل في بداية حياته موظفاً في المصرف الزراعي قبل أن يتفرغ كلياً للعمل السياسي.
مع أنطون سعادة
تأثر المحايري بفكر أنطون سعادة وفي سنة 1944 انتسب رسمياً إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. وعندما لجأ سعادة إلى دمشق هرباً من الاعتقال في لبنان سنة 1949، توطدت العلاقة بينه وبين المحايري، وتعاونا معاً لأجل إطلاق ثورة شعبية في لبنان، تُطيح بنظام الميثاق الوطني المُبرم بين رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري ورئيس حكومته رياض الصلح. حصل الحزب على دعم سياسي ومالي وعسكري من حسني الزعيم، الذي كان يُريد أيضاً قلب نظام الحكم في لبنان بسبب رفض الرؤساء الخوريوالصلح الاعتراف بشرعية انقلابه في سورية. شُكلت مجموعات مسلحة للدخول إلى الأراضي اللبنانية والقيام بثورة، ولكن حسني الزعيم غدر بهم أولاً ثم بأنطون سعادة وقام بتسليمه إلى السلطات اللبنانية مقابل اعتراف رياض الصلح بشرعية حكمه بدمشق. تمّت محاكمة سعادة صورياً في لبنان وأعدم رمياً بالرصاص بأمر من رياض الصلح في 8 تموز 1949.
المحايري مشرعاً ونائباً (1949-1951)
ثار عصام المحايري غضباً من خيانة الزعيم، وكان أحد أبرز مؤيدي الانقلاب العسكري الذي أطاح به وأدى إلى مقتله في 14 آب 1949. أنتخب المحايري رئيساً لفرع الحزب في سورية وعضواً في مجلسه الأعلى في لبنان، كما فاز بعضوية الجمعية التأسيسية المُكلّفة بوضع دستور جديد للبلاد سنة 1949. وبعد إتمام مهمتها تحوّلت الجمعية إلى مجلس نيابي بصلاحيات تشريعية كاملة، وكان المحايري عضواً فيه. وعندما طُلب من أعضاء المجلس الوقوف دقيقة صمت على روح رياض الصلح، الذي كان قد قُتل على يد السوريين القوميين في عمّان سنة 1951، رفض المحايري الاستجابة وخرج من القاعة غاضباً.
عهد الشيشكلي (1951-1954)
أسس عصام المحايري صحيفة أسبوعية بعنوان الجيل الجديد، كانت ناطقة بلسان حزبه وصدر عددها الأول في 12 أيلول 1950. وكان مقرباً من العقيد أديب الشيشكلي، المنتسب أيضاً إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، والذي وصل إلى سدّة الحكم بعد تنفيذ انقلاب عسكري ضد رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي في تشرين الثاني 1951. حكم الشيشكلي من خلف الستار من سنة 1951 ولغاية انتخابه رئيساً في تموز 1953، حيث كان المحايري بمثابة المستشار السياسي له، دون تكليف رسمي. وفي عهده، صدر قرار بحظر جميع الأحزاب السياسية في البلاد باستثناء حركة التحرير العربي التي كان قد الشيشكلي أطلقها سنة 1952 والحزب السوري القومي الاجتماعي. في عهد الشيشكلي سنة 1952 أطلق صحيفة البناء بالتعاون مع زميله فهمي المحايري وفي 26 كانون الثاني 1954، حولها إلى صحيفة البناء الجديد التي باتت ناطقة بلسان حزبه لغاية عام 1955.
مقتل عدنان المالكي
في 22 نيسان 1955 اغتيل العقيد عدنان المالكي في الملعب البلدي بدمشق ووجهت أصابع الاتهام إلى القوميين السوريين بسبب انتماء القاتل يونس عبد الرحيم إلى حزب المحايري. شنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحزب، طالت عصام المحايري والأمينة الأولى جوليت المير، زوجة أنطون سعادة، كما صدر قرار عن رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي بحظر نشاط الحزب في سورية. نفى المحايري علاقته بقضية المالكي، وكل ما قيل عن تقاضيه أموالاً من الولايات المتحدة الأميركية لتنفيذ الجريمة، ولكنّه بقي معتقلاً في سجن المزة من سنة 1955 ولغاية صدور عفو خاص عنه رئيس الحكومة صلاح الدين البيطار في 31 آب 1965. توجه عندها إلى لبنان حيث كان الحزب لا يزال نشطاً وفعالاً في الحياة السياسية، وتم انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى سنة 1971. وفي عهده حصل انشقاق كبير في صفوف الحزب قاد المحايري أحد الأجنحة، وفي سنة 1987 أنتخب رئيساً لمجلس الطوارئ وحافظ على منصبه حتى عام 1998.
المحايري بعد سنة 2005
بعد غياب طويل، نجح عصام المحايري في استعادة رخصة حزبه في سورية سنة 2005، بعد عقد تحالف مع حزب البعث الحاكم منذ سنة 1963 ودخوله في صفوف الجبهة الوطنية التقدمية. أصبح الحزب ممثلاً في مجلس الشعب وفي الحكومة السورية، وانتخب المحايري رئيساً للمكتب السياسي ثم رئيساً لجناح الحزب في سورية سنة 2012. ساند الرئيس بشار الأسد بعد اندلاع الحرب السورية عام 2011، قبل أن يستقيل بسبب تقدمه في السن عام 2016.
الوفاة
توجه بعدها عصام المحايري إلى دبي لقضاء سنوات التقاعد بعيداً عن السياسة، وفيها توفي عن عمر ناهز 105 سنة يوم 14 حزيران 2022.
زهراء بنت محمد اليوسف (1895-1971)، حرم رئيس الجمهورية محمد علي العابد وسيدة سورية الأولى من سنة 1932 ولغاية عام 1936. على عكس كل من سبقها من زوجات رؤساء الدولة، كانت الأولى في نشاطها المجتمعي قبل رئاسة زوجها وبعد استقالته من المنصب، وذلك عبر ترأسها جمعية نقطة الحليب منذ سنة 1923.
عادت اليوسف إلى دمشق مع تعيين زوجها وزيراً في حكومة رئيس الدولة صبحي بركات، الذي تزوج من ابنتها ليلى العابد سنة 1924. شاركت نخبة من سيدات دمشق بتأسيس جمعية نقطة الحليب، بعد سنتين من فرض الانتداب الفرنسي على سورية، التي هدفت إلى توفير حليب البقر الطازج للأسر المحتاجة في دمشق وريفها. انتُخبت اليوسف رئيسة للجمعية، وفي عامها الأول وزعت ما لا يقل عن ثمانية آلاف علبة حليب في العاصمة السورية وحدها، وكانت تجمع أعضاء مجلس الإدارة إما في قصر زوجها في سوق ساروجا أو في سراي عائلتها القريب منه في الحيّ نفسه. وضمّت الجمعية في عهده ابنة أخيها وجيهة اليوسف (حرم حسين إبيش) وسبع سيدات من آل العظم كانت أبرزهن فائزة العظم، أرملة شقيقها عبد الرحمن اليوسف الذي اغتيل في مطلع عهد الانتداب سنة 1920.
سيدةسوريةالأولى (1932-1936)
عند انتخاب محمد علي العابد رئيساً للجمهورية سنة 1932، نشطت زهراء اليوسف في الحقل العام وانتُخبت رئيسة فخرية لمنظمة الصليب الأحمر الدولية في سورية الذي منحها وسامه المُذهّب، تكريماً لجهودها الإنسانية، لتصبح أول سيدة سورية تحمل وساماً دولياً من هذا النوع. ولها من الرئيس العابد أربع أولاد وهم:
وبعد استقالة محمد علي العابد من الرئاسة نهاية عام 1936 غادر من أسرته إلى مدينة نيس الفرنسية وفيها توفي بعد ثلاث سنوات. عادت زهراء اليوسف إلى دمشق واستأنفت نشاطها في الجمعيات الخيرية لغاية قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958. وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر صودرت أملاكها وأملاك زوجها فغابت اليوسف عن أي نشاط من بعدها لغاية وفاتها بدمشق سنة 1971.
المناصب
سيدة سورية الأولى (11 حزيران 1932 – 21 كانون الأول 1936)
ولِد علاء الدين الدروبي في مدينة حمص وهو سليل عائلة عريقة وكان والده عبد الحميد باشا الدروبي من الأعيان في العهد الحميدي. دَرَس الحقوق والسياسة في المعهد الشاهاني الملكي إسطنبول والتحق بالعمل الحكومي، سفيراً في البلقان ثمّ والياً على البصرة في 27 آذار 1913. وبعد سقوط الحكم العثماني في نهاية شهر أيلول من العام 1918 بايع الشريف فيصلاً حاكماً عربياً على سورية وعُيّن والياً على دمشق ومستشاراً للحاكم العسكري رضا الركابي. وبعد تتويج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8 آذار 1920، سمّي الدروبي رئيساً لمجلس الشورى، خلفاً للرئيس المؤسس عبد القادر مؤيد العظم.
رئيساً للحكومة السورية
وبعد سقوط الحكم الملكي وفرض الانتداب الفرنسي، هرب الملك فيصل إلى فلسطين وقبل مغادرته الأراضي السورية، أصدر فرماناً يوم 26 تموز 1920 بتسمية علاء الدين الدروبي رئيساً للحكومة، مع تكليفه البقاء في دمشق ومفاوضة المفوض السامي الفرنسي هنري غورو. كان الملك فيصل يطمح للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ مع الفرنسيين، يسمح له بالعودة إلى مملكته والبقاء حاكماً. وقد أرسل فيصل كتاب تسمية الدروبي رئيساً دون ذكر أسماء الوزراء، تاركاً له حرية اختيار من يراه مناسباً. وكان لافتاً إلغاء منصب وزير الخارجية في حكومة الدروبي، لرغبة سلطة الانتداب بتولي شؤون سورية الخارجية بنفسها، واكتفى الدروبي بتعيين الشاعر فؤاد الخطيب مستشاراً للشؤون الخارجية في عهده.
“شرعنة” الانتداب الفرنسي
عمل الرئيس الدروبي على إرضاء الفرنسيين في معظم قراراته وتسهيل توليهم زمام الأمور في سورية، مُشرّعاً بذلك سلطة الانتداب وطاعناً بالمهمة الأساسية التي كُلّف بها من قبل الملك فيصل. فرض رقابة صارمة على المراسلات وأمر بجمع السلاح من الأهالي ومنع موظفي الدولة من الانخراط بأي عمل سياسي أو حزبي. وأمر بنفي معظم الموالين لفيصل وعندما أصدر الجنرال غورو حكماً غيابياً بالإعدام بحقهم يوم 8 آب 1920، لم يتدخل الدروبي ولم يعترض. أغلقت حكومة الدروبي النادي العربي، حيث عقد المؤتمر السوري العام جلساته الأخيرة، وأمرت بحلّ اللجنة الوطنية العليا التي كان قد شكلها فيصل في أيامه الأخيرة لجمع السلاح وتنظيم المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين. ومن أشهر ما قام به الدروبي المصادقة على غرامة مادية فرضها هنري غورو على أهالي سورية، عقاباً على دعمهم للملك فيصل في أثناء معركة ميسلون.
التخلي عن فيصل
الضريبة الأشد وقعت على دمشق وحلب، حيث فُرِض على كل واحدة منها أربعون ألف دينار ذهب، وعلى سهل حوران 15 ألف دينار ذهب. ووجّه الدروبي إنذاراً شديد اللهجة إلى أهالي حوران بضرورة دفع المبلغ المطلوب وإلا سيكون عقابهم المثول أمام القضاء ومصادرة أملاكهم وأرزاقهم. وكان الدروبي وعند سماعه لمدى الحفاوة والترحيب التي استُقبل بها فيصل من قبل حوران وهو في طريقه إلى حيفا، أبرق له بالرسالة الآتية:
أفادت السلطة الفرنسية أنها وضعت تحت أمر جلالتكم قطاراً خاصاً للسفر إلى حيفا أو عمّان، حسب اختياركم، دون التوقف في درعا، فأسترحم من جلالتكم، حفظاً لبلاد حوران من المصائب والخراب، تعجيل حركتكم مولاي.
بعدها ألقت الطائرات الحربية الفرنسية مناشير على قرى حوران، تحذر من عواقب بقاء فيصل في المنطقة وأقام الدروبي حفلة عشاء على شرف الجنرال غورو في السراي الكبير وسط ساحة المرجة، خطب فيها وأسقط عن فيصل لقب “جلالة الملك،” مكتفياً بلقب “الشريف.” وعندما سُئل عن هذا الموقف أجاب الدروبي:
اجتنبت إغضاب الجنرال المُحتفى به، الذي لم يعترف لا هو ولا دولته بالملكية التي أعلنتها سورية. وبما أنه ملك في نظرنا نحن العرب اكتفيت بنعته بالشريف، وهو النعت الذي يرافقه في جميع أدوار حياته أكان ملكاً أو أميراً.
ثم قال في كلمته إن فرنسا “تأتي سورية كصديق لا كمستعمر،” ووجّه كلامه إلى غورو قائلاً:
إنكم وعدتم بأن تحترموا استقلال الشعب السوري وحريته وتعوّلوا على المودة والصدق المتبادلين، فمثلتم بذلك فكرة فرنسا، نصيرة الحرية والمدنية.
مع ذلك حاول الدروبي الاحتفاظ ببعض الاستقلالية لنفسه، ووجّه اعتراضاً رسمياً إلى فرنسا بتاريخ 9 آب 1920، احتجاجاً على سلخ أربعة أقضية عن سورية وإلحاقها بدولة لبنان الكبير.
جريمة خربة غزالة
وصلت تقارير عدة إلى العاصمة السورية تُفيد بأن أهالي حوران يحضّرون لعصيان مُسلّح ضد الفرنسيين، نصرةً للملك فيصل ورفضاً لدفع الضريبة المفروضة من قبل الفرنسيين. توجه وفد رفيع إلى المنطقة، برئاسة الدروبي وعضوية رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن باشا اليوسف ووزير الداخلية عطا الأيوبي، يرافقهم خطيب الجامع الأموي الشّيخ عبد القادر الخطيب وعبد الجليل الدرّة، أحد المدرسين القدامى في مدينة درعا.
اجتمع الدروبي بمحافظ حوران أبو الخير الجندي ووعده بأن يضع حداً للاضطرابات في جنوب البلاد، مشيراً إلى صلابة الوفد المرافق له ومكانته وقدرته على التأثير على مشايخ المنطقة. وعند وصولهم إلى محطة خربة غزالة هاجم القطار بعض الشبّان المسلحين، فترجل الدروبي واليوسف محاولين الوصول إلى منزل مدير المحطة لطلب النجدة من دمشق. وفور دخولهم أصيبوا بطلقات نارية، قتلتهم على الفور. وهناك روايةٌ أخرى، رواها نقيب الصحفيين نصوح بابيل، تقول بأن الدروبي اتجه نحو مقصورة الدرجة الثالثة في مؤخرة القطار، حيث عُثر عليه وقُتل بين الركّاب.
ظلّ الطريق بين خربة غزالة ودمشق مقطوعاً لمدة شهر كامل، ما أدى إلى تأخر وصول جثامين الدروبي واليوسف حتى نهاية شهر أيلول 1920. أُرسل جثمان الدروبي إلى حمص حيث أُجريت له جنازة رسمية يوم 20 أيلول 1920، غاب عنها الجنرال غورو وشاركت فيها قطع عسكرية فرنسية ومفرزة درك سورية ناكسة السلاح مع مفرزة من المشاة ومن فرسان الشرطة.
عادل بن عارف العوّا (1921 – 28 كانون الأول 2002) أستاذ جامعي سوري من دمشق وعضو مجمع اللغة العربية، شغل عمادة كلية الآداب في جامعة دمشق من سنة 1965 ولغاية عام 1973.
البداية
ولد عادل العوّا في دمشق ودرس في مدرسة مكتب عنبر أولاً ثم في جامعة السوربون في باريس، حيث نال شهادة الدكتوراة في الآداب والفلسفة سنة 1945. عاد إلى سورية وعمل مُدرّساً في ثانويات دمشق ودار المعلمين قبل المشاركة في تأسيس كلية الآداب في الجامعة السورية سنة 1946 وتعيينه مديراً للجنة التربية والتعليم في وزارة المعارف السورية.
وفي 24 تشرين الثاني 1990، انتخب الدكتور عادل العّوا عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق. وقد نَشِطَ في متابعة أعمال مجلس المجمع وندواته، وكان عضواً في عدة لجان، منها النشاط الثقافي وتنسيق المصطلحات وتوحيدها ولجنة ألفاظ الحضارة ولجنة المخطوطات وإحياء التراث العربي. وفي سنة 2002 حصل على وسام الاستحقاق السوري من الرئيس بشار الأسد.
المؤلفات
وضع الدكتور العوّا عدة مؤلفات في حياته كان أبرزها:
الفكر الانتقادي لجماعة إخوان الصفا (بالفرنسية، بيروت 1948)