زقاق حطّاب، زقاق دمشقي في منطقة السويقة، الآخذ إلى سوق باب سريجة. تعود تسميته إلى نهاية العهد العثماني نسبة لعائلة حطّاب الدمشقية التي كانت تسكن فيه.
السنة: 2021
-
زقاق حطّاب
-
وحيدة العظمة
وحيدة بنت رفيق العظمة (1924-21 كانون الثاني 2020)، طبيبة سورية من دمشق، كانت أول طبيبة عسكرية في الجيش السوري سنة 1950.
البداية
ولِدت وحيدة العظمة في دمشق وهي سليلة عائلة سياسية معروفة وكان والدها ضباطاً في الجيش العثماني. دَرَست الطب في الجامعة السورية وخدمت في مستشفى يوسف العظمة العسكري في منطقة المزة أثناء حرب فلسطين سنة 1948. تقدمت لمسابقة اختيار ضباط عسكريين وفازت بها والتحقت بالجيش السوري برتبة ملازم أول. أوفدتها وزارة الدفاع السورية إلى فرنسا للتخصص بطب الأطفال في جامعة باريس، وعادت لتعمل في مستشفيات وزارة الدفاع، مديرة لقسم طب الأطفال، وتشارك في تأسيس جمعية تنظيم الأسرة سنة 1974.
الحياة المهنية
انتُخبت عضواً في اللجنة التنفيذية لإقليم العالم العربي في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وتقدمت سنة 2000 بطلب احالتها على التقاعد من فرع دمشق في نقابة أطباء سورية، بعد أن أغلقت عيادتها الخاصة التي استقبلت فيها آلاف الأطفال وعالجت الخُدّج منذ مطلع الخمسينيات.
مؤلفاتها
ترجمت الدكتورة وحيدة العظمة الكثير من الكتب العلمية عن اللغة الفرنسية ووضعت العديد من الأبحاث عن موضوعات صحية تهم الأسرة، إضافة لدراسات عن الانفجار السكاني والتربية السكانية. وألفت الدكتورة العظمة كتباً عدّة حول الأمومة والطفولة وصحة الأسرة، بتكليف من مديرية محو الأمية في وزارة الثقافة السورية.
الوفاة
توفيت الدكتورة وحيدة العظمة عن عمر ناهز 96 عاماً في يوم 21 كانون الثاني 2020.
-
جمال فيصل
جمال بن طاهر فيصل (1915 – 28 أيلول 1995)، ضابط سوري من مدينة حمص وأحد مؤسسي الجيش السوري، خاض حرب فلسطين عام 1948 وعُيّن قائداً للجيش الأول – جيش سورية في الجمهورية العربية المتحدة – من نيسان 1958 ولغاية انقلاب الانفصال في 28 أيلول 1961. أفتتح في عهده متحف دمشق الحربي وكان على رأس القوات السورية مع معركة التوافيق مع إسرائيل في 1 شباط 1960. ويعدّ جمال فيصل من الضباط القلائل الذين لم يشاركوا في أي من الانقلابات العسكرية التي تعاقبت على سورية في السنوات 1949-1954 وكان من أشد المعارضين لانقلاب الانفصال الذي أطاح بجمهورية الوحدة سنة 1961.
البداية
ولِد جمال فيصل في مدينة حمص وكان والده إمام جامع وتاجر بسيط، أما والدته فهي من عائلة الحراكي النافذة في معرة النعمان. دَرَس المرحلة الابتدائية في مدرسة منبع العرفان ونال الشهادة الثانوية من تجهيز حمص الأولى. درس في كلية حمص الحربية وتخرج فيها يوم 1 أيلول 1939، والتحق بعدها بجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي في سورية. تدرّج في المراتب العسكرية وفي سنة 1941 وعُيّن معاوناً لرئيس حامية دير الزور، قبل انشقاقه عن الفرنسيين وانضمامه إلى الثوار يوم قصفت فرنسا العاصمة السورية في 29 أيار 1945. حكمت عليه فرنسا بالإعدام وعند تأسيس الجيش السوري في 1 آب 1945 كان في طليعة ضباطه الأوائل.
حرب فلسطين سنة 1948
عُيّن رئيساً لأركان المنطقة الشرقية ثمّ للشعبة الرابعة في الجيش السوري (شعبة التموين والإمداد)، وفي سنة 1947 أرسلته وزارة الدفاع السورية إلى بريطانيا لإتباع دورة عسكرية مكثفة. وعندما بدأت حرب فلسطين في منتصف شهر أيار من العام 1948، عُيّن المقدم جمال فيصل قائداً لفوج المشاة السادس التابع للواء الثاني على الجبهة الجنوبية. شارك في محاولة فك الحصار عن القوات المصرية في قرية الفالوجا ولكنه منع من التقدم يأمر من غلوب باشا، قائد الجيش الأردني.
في مرحلة الانقلابات العسكرية
لم يُشارك جمال فيصل بأي من الانقلابات العسكرية التي تعاقبت على سورية في السنوات 1949-1954، وعدّ أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون حامية للدولة وألا تتدخل في شؤون السياسة بالمطلق. في نهاية العام 1949 عين مرافقاً عسكرياً لرئيس الجمهورية هاشم الأتاسي، وكان من أشد المعجبين به منذ ترأسه الحركة الوطنية ضد الانتداب الفرنسي. سمّي بعدها رئيساً للشعبة الأولى في رئاسة الأركان (شعبة التنظيم والإدارة) قبل ندبه إلى فرنسا لاتباع دورة أركان حرب. وعند عودته إلى سورية عُيّن مديراً لكلية حمص الحربية سنة 1951. وبعد تولّي أديب الشيشكلي رئاسة الجمهورية في 11 تموز 1953، أصبح جمال فيصل معاوناً لرئيس الأركان شوكت شقير.
القيادة العسكرية المشتركة مع مصر
حكم الشيشكلي لم يستمر طويلاً من بعدها وسقط إبان ثورة عسكرية في شباط 1954. وبعد استقالته وهربه إلى لبنان، عاد هاشم الأتاسي ليُكمال ما تبقى من ولايته الدستورية وبات جمال فبصل رئيساً للشعبة الأولى في الجيش حتى سنة 1955، تاريخ تعيينه قائداً لوحدات الجبهة ورئيساً للجناح السوري في القيادة العسكرية المشتركة مع مصر. أعجب به الرئيس جمال عبد الناصر وفي 1956 نجا فيصل ورفاقه من محاولة اغتيال بعد استهدافهم من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي. وفي سنة 1957 عُيّن مديراً للشؤون الإدارية والمالية في الجيش السوري وقائداً الدرك بالوكالة برتبة زعيم (عميد).
قائداً للجيش الأول (1958-1961)
سارع جمال فيصل لتأييد الوحدة السورية – المصرية عند قيامها ورُفع إلى رتبة “لواء” وعُيّن قائداً للجيش الأول – جيش سورية في الجمهورية العربية المتحدة – ابتداء من 2 نيسان 1958. كلفه الرئيس عبد الناصر بإعادة تنظيم الجيش وتطهيره من الضباط الحزبيين، مع تدعيم من الناحية العسكرية بالمدرعات والمدافع. أدخل أسلحة جديدة على قطعات الجيش كافة، وجعل كل واحدة منها مستقلة قتالياً. وضع برامج عصري لتدريب الجنود وأسس كلية الأركان ومدرسة للمخابرات الحربية، إضافة لتوسيع المطارات والثكنات والمشافي الميدانية. وفي عهده أُسست ألوية احتياط للدفاع عن المدن الكبرى والمراكز الحيوية، ووحدت المصطلحات العسكرية بين سورية ومصر في معجم كبير صدر بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والفرنسية.
ومن منجزات جمال فيصل أيضاً كان المتحف الحربي الذي افتتح بحضوره في التكية السليمانية بدمشق وقاد بنفسه أول مناورات شاملة على مستوى كامل قطعات الجيش السوري. رُفّع على أثرها إلى رتبة “فريق أركان حرب” تزامناً مع ثورة 14 تموز 1958 في العراق، التي أطاحت بالنظام الملكي. وفي كانون الثاني 1960، أرسل الفريق فيصل سلاحاً نوعياً إلى ملك المغرب الحسن الثاني، بناء على طلب الرئيس عبد الناصر، وخاص معركة التوافيق في الجولان التي انتصرت فيها قواته على إسرائيل في 1 شباط 1960.
انقلاب الانفصال
عارض جمال فيصل وبشدة الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة يوم 28 أيلول 1961 ورفض الانضمام إلى صفوفه، معلناً ولائه المطلق للوحدة ورئيسها. أصر مهندس الانقلاب عبد الكريم النحلاوي على التعاون مع الفريق فيصل وعرض عليه البقاء في منصبه، شرط القبول بتنحية المشير عبد الحكيم عامر، ممثل عبد الناصر في سورية. وكان جمال فيصل قد بعث بعدة برقيات للمشير، محذراً من غليان الشارع السوري وتذمر العسكريين السوريين من تجاوزات الضباط المصريين. طالب بإجراء إصلاحات واسعة لإنقاذ الوحدة وحمايتها من أي انقلاب محتمل، ولكن عبد الحكيم عامر لم يستجب لنصائحه. ومن جملة الأمور التي دعا إليه فيصل قبل انقلاب الانفصال عدم إقامة الحفل السنوي في ذكرى استشهاد العقيد عدنان المالكي، وحذر من عواقب انتحار أحد المواطنين في سجون المكتب الثاني وتصفية القيادي الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو.
في صباح 28 أيلول 1961 استدعى الفريق فيصل قادة انقلاب الانفصال للتفاوض معهم في مبنى الأركان العامة، وعرض قبول كل مطالبهم إلا ترحيل عبد الحكيم عامر عن دمشق. وافق على تسليم اللواء المصري أنور القاضي (رئيس أركان الجيش الأول) ومعه العقيد أحمد زكي (رئيس شعبة التنظيم والإدارة) والعقيد أحمد علوي رئيس دائرة شؤون الضباط، ولكن كل ذلك لم يرض طموحات عبد الكريم النحلاوي. قرر الأخير تسفير عبد الحكيم عامر إلى مصرفي الساعة الخامسة والربع من عصر يوم 28 أيلول 1961 وطلب جمال فيصل أن يغادر دمشق معه، معلناً عدم استعداده العمل مع عهد الانفصال. وعلى مدرج الطائرة طلب إليه اللواء عبد الكريم زهر الدين، الذي خلفه في قيادة الجيش، أن يبقى سورية فكان جوابه:
يا عبد الكريم لقد أقسمت يمين الولاء للجمهورية العربية المتحدة وسأبرّ بيميني، وإن الرجال تعرف بمواقفها الحاسمة في الفترات الحرجة من حياتها. إن العمل الذي قام به الضباط الانفصاليون سيكون له نتائج سيئة جداً على مستقبل الأمة العربية تفوق نتائج حروب المغول وتحطيم الخلافة العباسية كما تفوق نتائج الحروب الصليبية، وأنكم بعملتكم التي قمتم بها اليوم قد حطمتم الوحدة العربية وقضيتم عليها لفترة طويلة لا يعلم إلا الله مدتها.
وعند وصوله إلى القاهرة، وضع جمال فيصل نفسه تحت تصرف الرئيس عبد الناصر ولكن إقامته فيها لم تستمر طويلاً، وبعد بضعة أشهر قرر العودة إلى دمشق، متقاعداً ومعتزلاً العمل العسكري.
التكريم
حصل جمال فيصل على عدة أوسمة حربية في حياته، منها:
- وسام فلسطين
- وسام الشرف والإخلاص ذو النجمة المذهبة
- وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة
- وشاح أمية الكبير
- وسام جمهورية مصر من الطبقة الثالثة
- وسام الاستحقاق المصري من الطبقة الثالثة
- وسام الشرف والإخلاص من الدرجة الممتازة
- وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة
- وسام جوقة الشرف المغربي من الدرجة الممتازة
- وسام النيلين السوداني
الوفاة
بقي الفريق جمال الفيصل مقيماً بدمشق لغاية إكمال أولاده دراستهم الجامعية، وعاد بعدها إلى مسقط رأسه في حمص وفيها وتوفي يوم 28 أيلول 1995، في الذكرى الرابعة والثلاثين لانقلاب الانفصال الذي ظلّ يؤلمه حتى الممات.
المناصب
قائد الجيش الأول (2 نيسان 1958 – 28 أيلول 1961)
- سبقه في المنصب: اللواء عفيف البزري
- خلفه في المنصب: اللواء عبد الكريم زهر الدين
-
عفيف البزري
عفيف البزري (1914 – 28 كانون الثاني 1994)، ضابط سوري من أصول لبنانية، عاش بدمشق وتولّى رئاسة أركان الجيش السوري من 17 آب 1957 ولغاية إحالته على التقاعد يوم 2 نيسان 1958. خاض حرب فلسطين مع جيش الإنقاذ وشارك في مفاوضات الهدنة السورية – الإسرائيلية سنة 1949. وفي 11 كانون الثاني 1958 ترأس الوفد العسكري الذي سافر إلى القاهرة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر ومطالبته بتحقيق وحدة اندماجية كاملة بين مصر وسورية. اتُهم بالميل نحو المعسكر الشرقي في الحرب الباردة وعدّ من أنصار الحزب الشيوعي في سورية، ما أدى إلى تسريحه من الخدمة فور قيام الجمهورية العربية المتحدة، بقرار من الرئيس عبد الناصر. تفرّغ بعدها للدراسات العسكرية ووضع العديد من الأبحاث لصالح حركة فتح، بطلب من ياسر عرفات مطلع الثمانينيات.
البداية
ولِد عفيف البزري في مدينة صيدا، وكان جدّه لأمه الشّيخ يوسف الأسير أحد رواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر. أما والده فكان قاضياً عمل في المحاكم العثماني وانتقل مع أسرته للعيش بدمشق نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918. درس البزري في مدارس دمشق الحكومية قبل التحاقه بالجامعة اليسوعية في بيروت لدراسة الرياضيات. سجّل أيضاً في كلية الحقوق بالجامعة السورية لكن ظروف والده المادية لم تسمح له من إكمال دراسته فدخل الكلية الحربية في حمص وتخرج فيها ضابطاً – اختصاص مدفعية – وانتسب إلى جيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي في لبنان وسورية.
ضابطاً في جيش الشرق
انشق البزري عن الفرنسيين سنة 1941 وانضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق مع اثنين من رفاقه، وهما جمال الأتاسي وأكرم الحوراني. اعتقلته سلطة الانتداب ونفته إلى مدينة دير الزور حيث بقي سجيناً مدة عام، ليتم إطلاق سراحه يوم انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية في 17 آب 1943. اعتُقل مجدداً مع شقيقه صلاح البزري، الضابط في سلاح الهندسة، يوم 18 أيار 1945 بتهمة تحريض الجنود للقيام بثورة ضد الانتداب. نُقل مخفوراً إلى سجن بيروت العسكري ولكنه تمكن من الهروب إلى دمشق في 3 حزيران من العام نفسه، ليضع نفسه تحت تصرف القيادة السورية. عُيّن في اللجنة المكلفة بتسلّم الثكنات العسكرية من الفرنسيين قبيل جلاء قواتهم عن سورية في 17 نيسان 1946. وفي مطلع عهد الاستقلال، عُيّن أستاذاً لمادة الطبوغرافيا العسكرية في كلية حمص الحربية.
في جيش الإنقاذ
ومع صدور قرار تقسيم فلسطين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وتشكيل جيش الإنقاذ من قبل جامعة الدول العربية، التحق البزري بصفوفه، ضابطاً في سلاح المدفعية. خدم في جيش الإنقاذ لغاية دخول القوات السورية النظامية المعركة إبان إعلان دافيد بين غوريون قيام دولة إسرائيل في 14 أيار 1948 حيث تعرّف على حسني الزعيم، قائد الجيش السوري الذي أحبه وأُعجب بشاعته، وعند قيامه بانقلاب عسكري على الرئيس سكري القوتلي في 29 آذار 1949 طلب إليه العمل معه بدمشق.
مع حسني الزعيم
كلفه حسني الزعيم بعضوية الوفد العسكري الذي شكل برعاية الأمم المتحدة لأجل مفاوضات الهدنة مع إسرائيل. أجريت المفاوضات في خيمة نُصبت على الحدود السورية الفلسطينية، وامتدت من نيسان وحتى تموز عام 1949. خاض البزري 19 اجتماعاً مع الإسرائيليين، تخللتها 500 مذكرة احتجاج منه ومن الجانب السوري على خروقات العدو، قبل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين في 20 تموز 1949.
في عهد الانقلابات العسكرية
بعد سقوط الزعيم ومقتله في 14 آب 1949، سافر البزري إلى فرنسا للدراسة في معهد الجغرافيا بباريس حتى نهاية العام 1953، أي أنه غاب عن كل الانقلابات العسكري التي تعاقبت على سورية. عاد إلى دمشق مع نهاية عهد أديب الشيشكلي وكانت تربطه صداقة متينة مع رئيس أركانه اللواء شوكت شقير، وهو لبناني مثله. طلب إليه اللواء شقير الإشراف على تبيض السجون وإطلاق سراح كل الموقوفين بأمر من الشيشكلي من دون مذكرة قضائية.
المؤامرة العراقية
وفي سنة 1956 أعلنت الدولة السورية عن إحباط محاولة انقلاب فاشلة حاول بعض السياسيين القيام بها بتخطيط وتمويل من المملكة العراقية. عُرفت بالمؤامرة العراقية، وكان هدفها التخلّص من كل الشخصيات المحسوبة على الاتحاد السوفيتي والرئيس المصري جمال عبد الناصر في سورية. صدرت مذكرات توقيف بحق المتهمين، ومنهم الرئيس الأسبق أديب الشيشكلي والوزراء والنواب عدنان الأتاسي ومنير العجلاني وميخائيل إليان. فر إليان إلى تركيا ونجى الشيشكلي من الاعتقال لكونه خارج البلاد مقيماً في أوروبا. أمّا العجلاني والأتاسي وبقية رفاقهم، فتم اعتقالهم وشكلّت محكمة خاصة لمحاكمتهم على مدرج الجامعة السورية، ذهبت رئاستها للعقيد عفيف البزري، بتزكية من عبد الحميد السراج، مدير المكتب الثاني.
كان البزري قد حقق سمعة جيدة في الأوساط العسكرية السورية، والجميع كان يعلم أنه مُقرب من الحزب الشيوعي السوري ومن أشد المؤيدين للرئيس عبد الناصر. افتتحت جلسات المحكمة في 8 كانون الأول 1957 وصدرت عنها أحكام الإعدام بحق قادة “المؤامرة العراقية.” اعترض الرئيس سكري القوتلي على الحكام البزري، نظراً لعلاقته التاريخية مع هاشم الأتاسي والد الوزير والنائب عدنان الأتاسي، وطالب إليه تخفيف الحكم. رضخ البزري لطلب رئيس الجمهورية وعدّل الأحكام إلى السجن المؤبد.
رئيساً للأركان العامة (أب 1957 – نيسان 1958)
تزامنت محاكمات البزري مع حدوث تقارب كبير بين سورية وللاتحاد السوفيتي وفي آب 1957 حصلت حكومة الرئيس صبري العسلي على سلاح نوعي من موسكو بقيمة 570 مليون دولار. ردّت الولايات المتحدة على هذا التقارب بمحاولة انقلاب فاشلة في صيف العام 1957، كانت نتيجتها طرد طاقم السفارة الأمريكية من دمشق وسحب السفير السوري فريد زين الدين من واشنطن. بعدها بأيام قليلة، أُعفي رئيس الأركان توفيق نظام الدين من منصبه واستبدل بعفيف البزري، فيما عدّه البعض إرضاءً للاتحاد السوفيتي. رُفّع البزري استثنائياً إلى رتبة “لواء” ومما لا شك فيه أن ميوله الشيوعية كانت لها اليد العليا في تعيينه رئيساً للأركان. علّقت واشنطن على هذا القرار وقالت إن سورية أصبحت “جمهورية سوفيتية يحكمها ضابط شيوعي.”
الأزمة مع تركيا
تزامن تعيين اللواء البزري في رئاسة الأركان مع حشد قوات تركية على الحدود السورية، وقول حكومة أنقرة إن النظام الحاكم بدمشق بات يهدد أمن وسلامة دول حلف شمال الأطلسي. عرض الاتحاد السوفيتي التدخل العسكري المباشر لصالح سورية وأرسل عبد الناصر قواته إلى مدينة اللاذقية، دعماً للبزري وللجيش السوري. ولكن فتيل الأزمة نُزع قبل حدوث أي مواجهة بفضل وساطة سياسية قام بها الملك السعودي سعود بن عبد العزيز.
سفر الضباط إلى مصر
في 11 كانون الثاني 1958، توجه عفيف البزري إلى القاهرة على رأس وفد مؤلف من 14 ضابطاً ناصرياً، يرافقهم الملحق العسكري المصري عبد المحسن أبو النور. سافروا إلى مصر دون جوازات سفر ودون إعلام رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة ولا حتى وزير الدفاع. طلب البزري إلى نائبه أمين نفوري البقاء في دمشق وإبلاغ القيادة السورية أن الجيش قرر تسلّم زمام المبادرة والتوجه إلى مصر للمطالبة بتحقيق وحدة فورية، دون أي شرط أو قيد.
وكان البزري قد أبرق إلى القاهرة قبل سفره معلناً عن ساعة وصول طائرته، لكيلا تعترضها الدفاعات الجوية المصرية. وعندما تردد بعض الضباط في السفر بهذا الشكل المغامر، خوفاً من عواقب رحلتهم، خاطبهم البزري بحزم وقال: “أمامكم طريقان، الأول يؤدي إلى القاهرة والثاني إلى المزة (سجن المزة)، وعليكم الاختيار بينهما.” حطّت طائرة البزري في مطار ألماظة العسكري ولكن عبد الناصر تأخر في استقباله بسبب انشغاله مع الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو. وعندما حصل اللقاء مساء 13 كانون الثاني 1958 قال إنه لا يعترف بشرعية وفد البزري لأنه مؤلف من عسكريين فقط جاؤوا دون موافقة رئيس جمهوريتهم. ردّ البزري وقال إنهم يمثلون الشارع السوري وهذا يكفي، مُؤكداً للرئيس المصري أن القيادة السورية لا تستطيع رفض طلبهم.
التزم الرئيس المصري بموقفه إلى أن جاءه اتصال هاتفي من الرئيس القوتلي، أكد فيه أن البزري وصحبه مفوضين باسم الدولة السورية لمناقشة موضوع الوحدة. أرسل القوتلي وزير الخارجية صلاح البيطار إلى مصر لدعم موقف البزري وإضفاء شرعية سياسية على مفاوضاته. توجه بعدها القوتلي إلى مصر واتفق مع عبد الناصر على قيام وحدة اندماجية باسم الجمهورية العربية المتحدة، والتي أُعلنت رسمياً من القاهرة في 22 شباط 1958.
بين الوحدة والانفصال
بعد أقل من شهرين من ولادة الجمهورية العربية المتحدة، أمر عبد الناصر بتسريح عفيف البزري وإعفائه من منصبه في 2 نيسان 1958، بعد ترفيعه إلى رتبة “فريق.” كان قرار إعفاؤه صادماً لكونه أحد أشد المتحمسين للوحدة، ويعود بشكل رئيسي إلى سببين، أولهما يكمن في شخصيته المغامرة، حيث عدّ عبد الناصر أن من تمرد على رئيس جمهورية سورية يمكنه وبأي وقت التمرد عليه في المستقبل. أما السبب الثاني فكان ناتجاً من ميول البزري الشيوعية التي أقلقت عبد الناصر كثيراً، وهو الذي عمل جاهداً على تطهير الجيش المصري من الحزبية السياسية وأراد اتخاذ قرار مماثل مع الجيش السوري.
صُدم البزري من قرار تسريحه وقيل إنه قرأه في صحيفة الأهرام. لم يتوقع أن يكون هو أول ضحية نظام الوحدة الذي صنعه بنفسه، وعلى الرغم من تعيينه في هيئة تخطيط الدولة في مصر – وهو منصب شرفي لا سلطة حقيقية له – انتقل البزري سراً إلى صفوف المعارضة وأيد الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة في 28 أيلول 1961. وضع نفسه في مقدمة منتقدي عبد الناصر وفي مطلع عهد الانفصال ألف كتاب الناصرية في جملة الاستعمار الحديث، وفيه شن هجوماً عنيفاً على الرئيس المصري.
الدراسات العسكرية والمناصب الفخرية
تفرغ عفيف البزري من يومها لكتابة الدراسات العسكرية، ومنها “علم الرمي للمدفعية” و”المدفع في الميدان.” وفي مطلع عهد حزب البعث سنة 1963 قدّم مقترح لتأسيس فرع للجغرافيا العسكرية في الجيش السوري، وأثناء حرب حزيران سنة 1967، عُيّنه وزير الدفاع حافظ الأسد رئيساً للجنة الدفاع الوطني في سورية.
مع ياسر عرفات
وفي مطلع الثمانينيات تعاون مع ياسر عرفات وقدّم له مجموعة دراسات عسكرية، كان من ضمنها كفاح العالم الثالث – معركة شقيف عرنون – الأزمة الراهنة للنظام الإمبريالي. وبطلب من عرفات أيضاً ألّف دراسة مفصلة عن المفاعل الذري والقنبلة الذرية، رُفعت للعقيد الليبي معمّر القذافي بناء على طلبه سنة 1985. وفي السنوات 1980-1982، طبعت حركة فتح بعض مؤلفات عفيف البزري العسكرية ووزعتها في مخيمات اللجوء الفلسطينية.
مؤلفاته
ومن مؤلفات عفيف البزري المطبوعة:
- الناصرية في جملة الاستعمار الحديث (بيروت 1962)
- كفاح العالم الثالث (بيروت 1980)
- معركة شقيف عرنون (بيروت 1980)
- المفاعل الذري والقنبلة الذرية (بيروت 1980)
- نشوء الأمة العربية (دمشق 1981)
- الأزمة الراهنة للنظام الإمبريالي (بيروت 1981)
- العسكرية الصهيونية بعد حرب تشرين (بيروت 1981)
- العسكرية الأمريكية سيج العبودية المعاصرة (بيروت 1984)
- إسرائيل والمياه العربية (بيروت 1984)
- الجهاد في الإسلام (دمشق 1984)
- مقدمة كتاب الخبز والبنادق للإقتصادي البريطاني نيجيل هارس (بيروت 1986)
- جهاد العرب وكفاح الإنسان (شعر – بيروت 1987)
- التحرير في قفص المستعمرين (بيروت 1988)
- أمة الحضارات والجهاد (بيروت 1989)
- سورية جزيرة الحرية الخضراء (مذكرات – بيروت 1989)
- وقائع حرب عام 1982 (بيروت 1989)
الوفاة
توفي الفريق عفيف البزري بدمشق عن عمر ناهز 80 عاماً يوم 28 كانون الثاني 1994.
المناصب
رئيساً لأركان الجيش السوري (17 آب 1957 – 2 نيسان 1958)
- سبقه في المنصب: اللواء توفيق نظام الدين
- خلفه في المنصب: الفريق جمال فيصل
-
توفيق نظام الدين
توفيق نظام الدين (1912 – 29 كانون الأول 1998)، ضابط سوري من مدينة القامشلي وأحد مؤسسي الجيش السوري. تسلّم رئيساً لأركان في عهد الرئيس شكري القوتلي من 8 تموز 1956 ولغاية 17 آب 1957، وفي عهده عُقدت أول صفقة سلاح بين سورية والاتحاد السوفيتي.
البداية
ولِد توفيق نظام الدين في مدينة القامشلي ودَرَس في مدارسها وفي كلية الحربية بدمشق قبل نقلها إلى حمص. تخرج في 1 أيلول 1934 والتحق يجيش الشرق التابع لسلطة الانتداب الفرنسي ولكنه انشق عنه وانضم إلى صفوف الثوار بعد العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في 29 أيار 1945. قاد مجموعة من الضباط المنشقين إلى مدينة البوكمال، وكانت نيتهم الزحف نحو العاصمة لتحريرها. حكمت عليه فرنسا بالإعدام وفي 1 آب 1945 كان في طليعة الضباط المنتسبين إلى الجيش السوري عند تأسيسه.
في عهد الاستقلال
سُمّي النقيب توفيق نظام الدين رئيساً للشعبة الثالثة في الجيش ورفّع إلى رتبة “عقيد” يوم 25 حزيران 1949. لم يُشارك بأي من الانقلابات العسكرية التي تعاقبت على سورية وفي شباط 1954، عينه اللواء شوكت شقير نائباً له في هيئة الأركان العامة. وعند تسريح شقير من الخدمة في شهر تموز من العام 1956، رُفّع توفيق نظام الدين إلى رتبة “لواء” وعُيّن رئيساً للأركان ابتداء من 1 آب 1956.
رئيساً للأركان العامة (تموز 1956 – آب 1957)
في عهده حصل تقارب كبير بين سورية والاتحاد السوفيتي وعُقدت اتفاقيات عسكرية واقتصادية منح بموجبها الجيش السوري سلاحاً روسياً بقيمة 700 مليون دولار. ولكنه وعلى الرغم من هذا التقارب، رفض اللواء نظام الدين قرارات الإعدام التي صدرت بحق مجموعة من السياسيين الكبار المعارضين للنفوذ الشيوعي في سورية، ومنهم عدنان الأتاسي ومنير العجلاني وميخائيل إليان. أدينوا بمحاولة انقلاب ضد حلفاء الاتحاد السوفيتي، وطالب نظام الدين بتعديل الأحكام الصادرة بحقهم من الإعدام إلى السجن المؤبد.
عصيان قطنا
عارضه مدير المكتب الثاني عبد الحميد السراج، الذي كان يقود كتلة من الضباط المحسوبين على مصر ورئيسها جمال عبد الناصر. حاول اللواء نظام الدين التخلص منهم، وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية شكري القوتلي أصدر قراراً سنة 1957 بتعيين السراج ملحقاً عسكرياً في الفاهرة، ليكون بعيداً عن مسرح الأحداث وعن قاعدته الشعبية في الجيش. ولكن قراره جُمّد إبان عصيان قطنا الذي قاده المقدم مصطفى حمدون والمقدم عبد الغني قنوت، آمر كتيبة المدرعات في قطنا. هددوا بانقلاب عسكري لو لم يتراجع نظام الدين فما كان أمامه إلا سحب القرار بعد وساطة قام بها وزير الدفاع خالد العظم ورئيس الحكومة صبري العسلي.
التقاعد المبكر
تدخل السراج لدى رئيس الجمهورية وأقنعه بضرورة التخلّص من نظام الدين واستبداله بشخصية أقوى وأقرب من المعسكر الشيوعي في الحرب الباردة. وفي 17 آب 1957، أحيل توفيق نظام الدين على المعاش وهو في الخامسة والأربعين من عمره وبعد سنة واحدة فقط على تسلمه رئاسة الأركان، واستُبدل بالضابط الشيوعي عفيف البزري، القريب من الرئيس جمال عبد الناصر.
الوفاة
غاب توفيق نظام الدين من يومها عن أي نشاط سياسي أو عسكري وعمل في الزراعة حتى وفاته عن عمر ناهز 86 عاماً يوم 29 كانون الأول 1998.
المناصب
رئيساً لأركان الجيش السوري (8 تموز 1956 – 17 آب 1957)
- سبقه في المنصب: اللواء شوكت شقير
- خلفه في المنصب: اللواء عفيف البزري
-
شوكت شقير
شوكت بن فؤاد شقير (21 أيار 1912 – 2 تشرين الثاني 1982)، ضابط لبناني خدم في جيش بلاده أولاً ثم في الجيش السوري وأصبح رئيساً للأركان العامة من 16 تموز 1953 ولغاية 7 تموز 1956. عمل مع أربغ رؤساء جمهورية، وهم حسني الزعيم وأديب الشيشكلي وهاشم الأتاسي وشكري القوتلي، في عهده برئاسة الأركان حصل تقارب كبير بين سورية ومصر وشُكّلت قيادة عسكرية مشتركة سنة 1955. غادر سورية عائداً إلى لبنان بعد تسريحه من الجيش السوري وشارك في ثورة عام 1958 ضد الرئيس اللبناني كميل شمعون، بالتعاون مع صديقه وحليفه كمال جنبلاط.
البداية
ولِد شوكت شقير في قرية قرصون بجبل لبنان وهو ابن عائلة درزية معروفة. درس في المدرسة البطريركية في بيروت ثمّ في المدرسة العلمية الفرنسية، قبل الالتحاق بالمدرسة الحربية التابعة لجيش الشرق الفرنسي في سورية ولبنان. تخرج من الكلية الحربية في أيلول 1930 وانضم إلى الجيش اللبناني.
في جيش الإنقاذ سنة 1947
في مطلع العام 1946 عُيّن المقدم شقير مندوباً عن الجيش اللبناني في اللجنة العسكرية التابعة لجامعة الدول العربية، وبعدها بعام أصبح كان رئيساً لهيئة أركان جيش الإنقاذ في فلسطين الذي كان بقيادة فوزي القاوقجي. أثناء الحرب الفلسطينية، تعرف شقير إلى قادة الجيش السورية، وبعضهم كانوا زملائه في جيش الشرق، وفي مقدمتهم حسني الزعيم وأديب الشيشكلي.
الانتقال إلى سورية
أعجب الزعيم بشجاعة شوكت شقير وعند وصوله إلى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس شكري القوتلي في آذار 1949، ودعاه إلى دمشق وعرض عليه رئاسة المكتب العسكري في القصر الجمهوري. قبل شقير العرض واستقال من الجيش اللبناني لينضم فور وصوله دمشق إلى صفوف الجيش السوري، حيث مُنح الجنسية السورية وعُيّن برتبة “عقيد.” تسلّم مهامه في القصر وعمل مع الزعيم لغاية وقوع انقلاب 14 آب 1949، الذي أدى إلى عزل الزعيم ومقتله. قرر البقاء في سورية ولم يعم إلى لبنان، بعد زواجه من سيدة دمشقية تُدعى قمر وفائي.
رئيساً للأركان العامة في الجيش السوري
أثناء عمله في القصر الجمهوري استعاد شقير صداقته القديمة مع أديب الشيشكلي، وعندما أصبح الأخير رئيساً لأركان الجيش السوري سنة 1951، عينه معاوناً له ثم قائداً للمنطقة الوسطى. وبعد انتخابه رئيساً للجمهورية عيّن الشيشكلي شوكت شقير رئيساً لهيئة أركان الجيش في 16 تموز 1953.
أثار قرار تعيين لبناني في قيادة الجيش السوري حفيظة الكثير من الضباط السوريين، لكونه غير سوري أولاً ودرزي ثانية، وكان العرف في سورية أن تكون رئاسة الأركان من نصيب المسلمين السنة منذ تأسيس الجيش سنة 1945. قالوا للشيشكلي إنه سيكون ضعيفاً ومنبوذاً بين الضباط، وهذا ما عزز تمسك الشيشكلي به لأنه وبهذه الصفات، لن يتمكن من القيام بأي انقلاب ولن يكن له أتباع في المؤسسة العسكرية.
الحملة العسكرية على جبل الدروز سنة 1953
وفي نهاية عهد الشيشكلي أمر بقصف جبل الدروز وشن حملة اعتقالات في قراه، بعد اتهام الأمير حسن الأطرش بمحاولة انقلاب مدعومة من الأردن. استفاد الشيشكلي من وجود شوكت شقير في قيادة الجيش السوري، وكان يقول لمنتقديه أن ضابطاً درزياً يشرف على العمليات العسكرية في الجبل، لكيلا يقال أن مسلماً سنياً من حماة يقوم بقصف قرى وبلدات الطائفة الدرزية، نافياً تهمة الطائفية التي حاول خصومه إلصاقها به.
سقوط الشيشكلي
كانت أحداث جبل الدروز مقدمة للثورة العسكرية التي اندلعت ضد الشيشكلي في حمص وحلب، والتي كانت نتيجتها استقالته من رئاسة الجمهورية وذهابه إلى لبنان في 25 شباط 1954. تمرد ضباط شوكت شقير ضده وضد الشيشكلي، ومنهم رئيس أركان المنطقة الشمالية العقيد فيصل الأتاسي، وقائد المنطقة الوسطى العميد محمود شوكت وقائد المنطقة الشرقية العميد أمين أبو عسّاف، وهو ضابط درزي من عائلة مرموقة.
اختطاف رئيس الأركان
وفور إذاعة نبأ استقالة الشيشكلي، تسلم شوكت شقير زمام الأمور في سورية وأصدر بياناً موجهاً إلى الشعب السوري، يدعو فيه إلى الهدوء وتجنب الشغب وإثارة الفتن. ثم طلب إلى رئيس المجلس النيابي مأمون الكزبري تسلّم رئاسة الجمهورية بالوكالة، تماشياً مع مواد الدستور. وعلى الفور، حصل عصيان ضد شقير والكزبري، بقيادة النقيب عبد الحق شحادة، آمر الشرطة العسكرية، والنقيب حسين حدّة، آمر المدرعات في منطقة القابون. رفضوا تسلّم الكزبري رئاسة الجمهورية وتمردوا على اللواء شقير وأصدروا بياناً مزوراً باسمه، يدعون فيه الشعب السوري إلى التمسك بشرعية حكم الشيشكلي. أذيع بيانهم المزور عبر إذاعة دمشق صباح يوم 26 شباط 1954، مستغلين ذهاب رئيس الأركان إلى حمص للقاء الرئيس الأسبق هاشم الأتاسي ودعوته للعودة إلى دمشق وإكمال ما تبقى من ولايته الدستورية التي قطعت إبان انقلاب الشيشكلي الثاني سنة 1951. أشيع يومها أنهم خطفوا شقير واقتادوه إلى مكان مجهول، وقال آخرون أنهم بيانهم جاء بحضوره تحت تهديد السلاح. وعند عودته من حمص أمر بتسريح عبد الحق شحادة وحسين حدّة من مناصبهم وإلحاقهم بـسفارات سورية في لندن وباريس.
عودة الشرعية الدستورية
عاد هاشم الأتاسي إلى دمشق في 1 آذار 1954 وكان شوكت شقير في استقباله ورافقه إلى عتبة القصر الجمهوري في منطقة المهاجرين. أعاد الأتاسي العمل بالدستور القديم والمجلس النيابي المنحل منذ عام 1951، وأبطل معظم القرارات الصادرة في عهد الشيشكلي، باستثناء قرار تعيين شوكت شقير في رئاسة الأركان العامة.
وفي عهد الرئيس الأتاسي، اندفع شقير نحو القومية العربية وعارض بشدة حلف بغداد الذي طرح من قبل العراق وبريطانيا وتركيا وغيرها من الدول، للوقوف أمام المد الشيوعي في المنطقة. عدّه شقير مشروعاً غربياً مشبوهاً يجب مقاومته بكل السبل المتاحة، ما أثار انتباه وإعجاب الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي قاد الحملة العربية المناهضة لخلف بغداد. علاقة شوكت شقير بعبد الناصر تعود إلى عملهم المشترك في حرب فلسطين، وتحولت مع مرور الوقت إلى تحالف متين واستراتيجي. في شباط 1955 أرسل عبد الناصر مدير المخابرات المصرية الصاغ صلاح سالم إلى دمشق ليلتقي بشوكت شقير بمكتبه بدمشق. تقرر يومها إنشاء قيادة عسكرية مشتركة بين سورية ومصر، قبل ثلاث سنوات من توحيد البلدين في الجمهورية العربية المتحدة.
اغتيال العقيد عدنان المالكي
في 22 شباط 1955 اغتيل العقيد عدنان المالكي، معاون شوكت شقير في رئاسة أركان ورئيس الشعبة الثالثة في الجيش السوري. كان المالكي ضابطاً نشطاً ومعروفاً، له أتباع كثر داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، وهو سليل عائلة دمشقية معروفة، وكان شقير يعتمد عليه في المهام الصعبة، ويكن له الكثير من الاحترام بسبب نزعته العروبية. أصابه مقتل المالكي في الصميم، وعيّن عبد الحميد السراج مديراً للمكتبة الثاني (الاستخبارات العسكرية) للتحقيق في الجريمة وتعقب الجناة، وتبيع سريعاً أنهم منتمين إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. بدعم مطلق من شوكت شقير ضرب السراج بيد من حديد، وقام باعتقال رئيس الحزب عصام المحايري وأمينته الأولى جوليت المير، أرملة أنطون سعادة. عاد الجيش – بقيادة شوكت شقير – إلى صدارة المشهد في سورية، بعد أشهر من التهميش الممنهج الذي تعرض له منذ سقوط الشيشكلي.
الانتخابات الرئاسية سنة 1955
تنامى سريعاً دور شوكت شقير في سورية، وبات له رأي في معظم القضايا السياسية الكبرى. في سنة 1955 تدخل في انتخابات رئاسة الجمهورية ووضع ثقله خلف رئيس الوزراء الأسبق خالد العظم، ولكنه لم يتمكن من إيصاله إلى الرئاسة وفاز عليه الرئيس الأسبق شكري القوتلي. وفي مذكراته، يقول العظم أنه تعرض لخديعة كبيرة من شوكت شقير الذي ادعى أنه لا يريد عودة القوتلي إلى السلطة ولكنّه ضمنياً كان مؤيداً له بسبب علاقة القوتلي المتينة بالرئيس جمال عبد الناصر. ويضيف العظم أن شقير أراد إفشال مساعيه الرئاسية بسبب موقفه الرافض لتدخلات الجيش في السياسة منذ سنة 1949.
العودة إلى لبنان والثورة على الرئيس شمعون
في 7 تموز 1956، أحيل شوكت شقير على التقاعد المبكر وهو في الرابعة والأربعين من عمره، وعُيّن في رئاسة الأركان نائبه توفيق نظام الدين. عاد فوراً إلى لبنان ومارس السياسة في الحزب التقدمي الاشتراكي وكان مقرباً من زعيمه كمال جنبلاط. تعاون شقير مع جنبلاط في الثورة الشعبية ضد رئيس الجمهورية كميل شمعون، المحسوب على الغرب والمعارض لسياسات عبد الناصر في الوطن العربي.
دوره في عهد الانفصال
أيد الوحدة السوري المصرية عند قيانها سنة 1958 وزار دمشق برفقة كمال جنبلاط لتهنئة عبد الناصر، وفيها استقبل استقبالاً رسمي بصفته قائداً سابقاً للجيش السوري. عارض الانقلاب العسكري الذي أطاح بجمهورية الوحدة سنة 1961 وفي عهد الانفصال، تعاون مع جنبلاط والمخابرات المصرية على تهريب عبد الحميد السراج من سجن المزة، مستغلاً علاقته القديمة مع الضباط الناصريين في سورية. جاء شقير إلى السجن وقام بتهريب السراج بنفسه إلى بيروت حيث كانت سفينة بانتظاره لنقله إلى مصر.
الوفاة
توفي اللواء شوكت شقير في بيروت عن عمر ناهز 70 عاماً يوم 4 تشرين الثاني 1982. كان ذلك في زمن الحرب الأهلية اللبنانية وبعد أشهر من غزو بيروت من قبل الجيش الإسرائيلي. نظراً لشدة المعارك في جبل لبنان دُفن في بيروت حتى تشرين الثاني 1984، تاريخ نقل رفاته إلى قريته قرصون في جبل لبنان. حضر حفل التأبين عدد من الشخصيات اللبنانية والسورية وفي مقدمتها وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس ووليد جنبلاط، وريث كمال جنبلاط في زعامة الدروز والحزب التقدمي الاشتراكي. حافظت عائلة شوكت شقير على علاقتها المتينة بآل جنبلاط، وانتخب ابنه أيمن شقير نائباً في البرلمان اللبناني على قائمة وليد جنبلاط سنة 1991 قبل أن يُصبح وزيراً لشؤون حقوق الإنسان في حكومة سعد الحريري سنة 2016.
المناصب
رئيساً لأركان الجيش السوري (16 تموز 1953 – 7 تموز 1956)
- سبقه في المنصب: اللواء فوزي سلو
- خلفه في المنصب: اللواء توفيق نظام الدين
-
حسن الخرّاط
حسن الخرّاط (1861- 25 كانون الأول 1925)، مجاهد سوري من دمشق، شارك في الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي واستشهد نهاية عام 1925.
البداية
ولِد حسن الخرّاط في حيّ المزار بمنطقة الشاغور وكان رجلاً بسيطاً وأميّاً، عمِل حارساً في بساتين الشاغور قبل انضمامه إلى الحرس الليلي التابع لمديرية شرطة دمشق سنة 1921.
الثورة السورية الكبرى
عند إندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925، انضم الخرّاط إلى صفوفها وقام بتهريب أحد قادتها فوزي باشا البكري من دمشق إلى جبل الدروز، تنفيضاً لأوامر قائدها العام سلطان باشا الأطرش.
وقد أثارت حادثة التهريب شكوك مدير شرطة دمشق خليل رفعت، الذي أمر بإحضار الخرّاط إلى مكتبه للاستجواب، نظراً لقربه من الأخوين نسيب وفوزي البكري. شعر حسن الخرّاط بالخطر وأن مدير الشرطة يريد اعتقاله، فهرب إلى غوطة دمشق في آب 1925 ومن ثمّ إلى جبل الدروز، واضعاً نفسه تحت تصرف سلطان الأطرش والدكتور عبد الرحمن الشهبندر، زعيم الثورة في دمشق.(2) وفي شهر أيلول، طلب منه الشهبندر الاتصال بزعماء الأحياء الدمشقية، وتحديداً مع القبضايات، تمهيداً لنقل الثورة من السويداء إلى وسط العاصمة السورية.(3)
معركة دمشق: 18 تشرين الأول 1925
بدأ حسن الخرّاط تنفيذ المهمة عبر سلسلة هجمات ليلية على المخافر والجنود السنغال التابعين لجيش الشرق الفرنسي. وفي 18 تشرين الأول 1925، دخلت مجموعة مؤلفة من 200 مقاتل، يقودهم حسن الخرّاط بنفسه، إلى مدينة دمشق بهدف مهاجمة قصر العظم وسط سوق البزورية واعتقال، أو تصفية، المندوب السامي الفرنسي الجنرال موريس ساراي.(4) كانت العملية العسكري بتخطيط من الدكتور الشهبندر وبالتنسيق مع القائد العسكري رمضان باشا شلاش، الذي دخل دمشق من محور ثاني، مع مجموعة من ثوار جبل الدروز. (5)
تعرض الخرّاط ورجاله إلى كمين مُحكم، وتبين لهم أن الجنرال ساراي لم يكن في دمشق وأن قصر العظم كان خالياً من أي مسؤول فرنسي. حوصر رجال الخرّاط داخل قصر العظم وفي حارات سوق البزورية، وعندها بدأ الفرنسيون بقصف المنطقة بسلاح المدفعية. وقد اشتد القصف على سوق البزورية وسوق الحميدية وحيّ الجزماتية بمنطقة الميدان، ولكن حسن الخرّاط نجى من الموت وعاد إلى غوطة دمشق، لتنسيق هجوم جديد مع قيادة الثورة. هنا اشتدّ الخلاف بين الخرّاط ورمضان شلاش، عندما اتهمه الأخير بنهب قرى الغوطة، وقال أن هدفه من الثورة كان للحصول على مكاسب شخصية من الشهبندر وليس لأجل استقلال البلاد وتحريرها.
الاستشهاد سنة 1925
استشهد حسن الخرّاط بعد معركة دمشق بشهرين وهو يُقاتل الفرنسيين في بستان الذهبي بالقرب من مقبرة اليهود، ودُفن في بلدة ببيلا يوم 25 كانون الأول 1925. بعد ثمانية وعشرون شهراً من استشهاده قام أهالي الشاغور بنقل رفاته من ببيلا إلى مقبرة الشاغور، وفي عهد الاستقلال بعد جلاء القوات الفرنسية سنة 1946، خصص رئيس الجمهورية شكري القوتلي معاشاً شهرياً لأسرته بقيمة 50 ليرة سورية.(6) كما أطلقت الحكومة السورية اسم حسن الخرّاط على مدرسة للبنين في باب سريجة، وعلى شارع داخل منطقة باب الصغير بدمشق.
العائلة
تزوّج حسن الخرّاط بداية من عادلة الزكي، التي أنجبت له أكبر أولاده فخري، وهو الذي عمل مع أبيه في صفوف الثورة وأُعدم شنقاً وسط ساحة المرجة يوم 28 كانون الأول 1926. وكانت زوجة الخرّاط الثانية تُدعى خديجة سرادار، وهي أم نجله الثاني بشير، الذي توفي وهو في ريعان الشباب.(7)
رأي الشهبندر بحسن الخرّاط
في مذكراته عن الثورة السورية الكبرى، يتحدث الدكتور عبد الرحمن الشهبندر عن حسن الخرَاط قائلاً:
رأيت حسن الخرّاط لأول مرة في هذه الثورة في قرية أم ضبيب من قرى جبل الدروز، في أوائل شهر سبتمبر (أيلول) سنة 1925، فإذا هو رجل ربعة، في نحو الخمسين من العمر، بوجه مستطيل وجبهة بارزة، وعينين شهلاوين تشتعلان ذكاء، ورأس أصلع، وقد خط الشيب شاربيه ورأسه والخفة ظاهرة كل الظهور في حركاته. ولعل ذلك ناشئ من تمرنه على ضرب العصي. وهو يعتم بالعمة الأغباني ويلبس القنباز وفوقه العباءة. كان أمياً، لم يفسد التعليم المدرسي…كما يقول أحد الأدباء…غرائزه الطبيعية.
وقد صرف شطراً من حياته حارساً في الأسواق وناطوراً في البساتين. ولا شك أن الباعث الأكبر الذي بعثه على الالتحاق بالثورة هو الوطنية الصحيحة. وقد حضر معارك متعددة امتاز في جميعها، منها معركة الزور الأولى والثانية. وكان قد كلّف بمهاجمة الشاغور وضرب مخفر الشّيخ حسن. واشتهر عنه أنه لم يقعد في متراس ولا احتمى بشجرة بل كان يحارب الأعداء واقفاً على أبعاد قد لا تتجاوز مئة متر. فقد ذكر لي أحد من رآه في معركة الزور أنه كان يصيح في وجه الأعداء وينادي: لا تفتشوا عني في بيوت الشّام، بل أمام استحكاماتكم. أنا حسن الخرّاط.(8)
-
أبى علي الكلّاوي
حسن الكلّاوي (1887-1994)، المعروف بأبي عليّ الكلّاوي، فارس ومجاهد خيّال من مدينة دمشق، كان أحد أشهر قبضايات باب الجابية، شارك في الثورة السورية الكبرى سنة 1925 وفي حرب فلسطين الأولى سنة 1948.
البداية
ولِد حسن الكلّاوي بحيّ باب الجابية بدمشق وهو سليل أسرة كبيرة يعود نسبها إلى أبي بكر الصدّيق.(1) وكانت عائلة الكلّاوي قد جاءت إلى باب الجابية قادمة من منطقة الميدان، حيث كان رجالها يعملون بتجارة الحبوب مع سهل حوران. عمل أبو عليّ الكلّاوي بتجارة الخيول، وأصبح أحد أشهر فرسان دمشق في زمن الانتداب الفرنسي.(2) كما كان يعمل أيضاً على تدريب الشباب على ركوب الخيل والمشاركة في مسابقات الفروسيّة المحليّة. كان أبو علي الكلّاوي مقرباً من الزعيم الوطني نسيب البكري، وقد التحق به فور إعلان الثورة السورية الكبرى سنة 1925، مجاهداً في سبيل تحرير البلاد من الانتداب الفرنسي المفروض على سورية منذ سنة 1920.(3)
العلاقة مع الكتلة الوطنية
انتسب الكلّاوي في شبابه إلى الكتلة الوطنية المناهضة للانتداب الفرنسي، وعمل مع قادة مكتبها بدمشق على ترتيب المظاهرات والإضرابات، وكان له دور بارز في الإضراب الستيني الشهير سنة 1936، الذي جاء ردّاً على اعتقال نائب دمشق فخري البارودي. وعندما دُعي وفد من الكتلة الوطنية إلى باريس للتفاوض على مستقبل سورية في آذار 1936، رتّب الكلّاوي استعراضاً مهيباً من الخيّالة والفرنسان لوداع رئيس الكتلة هاشم الأتاسي والوفد المرافق له. وعند عودتهم في شهر أيلول أقام الكلّاوي استعراضاً مماثلاً، ما جعل ظهوره على الفرس في شوارع دمشق مرتبطاً في ذهن الناس بالمناسبات الوطنية الكبرى. وعند جلاء القوات الفرنسية عن سورية سنة 1946، شارك الكّلاوي بالاستعراض الكبير الذي أُقيم وسط العاصمة السورية، ممثلاً عن فرسان الثورة السورية الكبرى.
حرب فلسطين
في مطلع عهد الاستقلال شُكّل جيش الإنقاذ من قبل جامعة الدول العربية لمحاربة العصابات الصهيونية في فلسطين، وانضم الكّلاوي إلى صفوفه نهاية عام 1947. توجه إلى فلسطين مع فوزي القاوقجي، حيث قام بمهاجمة ناقلة ركّاب صهيونية وتفجيرها. ويعود له الفضل في تهريب أفراد عائلة سعد الدين الفلسطينية من قبضة الصهاينة ونقلهم إلى داره الكائنة في باب الجابية بدمشق.(4)
مراحل لاحقة من حياته
ظلّ أبى علي الكلّاوي حتى منتصف السبعينيات يُشارك في احتفالات الجلاء السنويّة التي كانت تُقام في شوارع سورية، ليُصبح جزءاً من المشهد التراثي الشعبي بدمشق. وقد وضع مذكّرات لم تُنشر عن ثورة عام 1925، وقدمها إلى البروفيسور فيليب خوري، الذي اعتمد عليها في صياغة فصل كامل من كتابه سورية والانتداب الفرنسي، الصادر عن جامعة برنستون الأمريكية سنة 1987.
الوفاة
توفي حسن الكلّاوي في دمشق عن عمر ناهز 107 سنوات سنة 1994، وقد صلّى عليه أهالي باب الجابية في جامع السنانية، ليُدفن بعدها في مقبرة الباب الصغير.
-
صالح الحيلاني
صالح بن عبد الرحمن الحيلاني (1882-1991)، ناشر سوري من دمشق وصاحب مطبعة الترقي التي صدرت عنها معظم الصحف اليومية في مرحلة الخمسينيات ومؤسس جريدة الإعلانات التجارية المتخصصة في عهد الملك فيصل الأول سنة 1919.
مطبعة الحيلاني
ولد صالح الحيلاني في حي القيمرية الدمشقي وبعد إتمام المرحلة الثانوية أسس مطبعة باسمه في زقاق سيدي عامود (الحريقة اليوم) قبل إطلاق مطبعة الترقي التي أوكل إليها طباعة مجموعة الصحف الدمشقية اليومية، مثل جريدة ألف باء إضافة لمجلة مجمع اللغة العربية. وقد عُرف عنها في زمن الانتداب الفرنسي رفض طباعة أي كتاب باللغة الفرنسية، وإصرار صاحبها على طباعة كتب علمية وأدبية باللغة العربية فقط.
صحيفة الإعلانات
وفي سنة 1919 أطلق صحيفة رائدة باسم الإعلانات، كانت مدعومة من غرفة تجارة دمشق وموجهة إلى الصناعيين والتجار وتتناول الموضوعات المشتركة بينهم وبين المستهلك ولكنّها توقفت مع بداية الانتداب الفرنسي عام 1920.
الوفاة
توفي صالح الحيلاني في دمشق عن عمر ناهز 110 سنوات سنة 1991.
-
جودة الإمام
جودت الإمام (1917-2001)، طبيب سوري من دمشق ومؤسس مديرية الصحة المدرسية في سورية.
البداية
ولد الدكتور جودت الإمام في دمشق وكان والده عبد الرحمن الإمام مفتشاً في وزارة المعارف. دَرَس في مكتب عنبر ثمّ في كلية الطب بالجامعة السورية. وعند تخرجه سنة 1946 أوفدته حكومة سعد الله الجابري إلى بلجيكا للتخصص بأمراض الأنف والأذن والحنجرة.
مسيرته
وبعد عودته إلى دمشق كلّف الدكتور جودت الإمام بتأسيس مديرية الصحة المدرسية في وزارة المعارف سنة 1950، للإشراف على الصحة الجسدية والنفسية لدى الطلاب والأستاذة. وضع كتاباً عن الصحة المدرسية سنة 1952 بالتعاون مع الدكتور سهيل بدورة والدكتور إبراهيم حقي. وبعد تقاعده من الوظيفة الحكومية، عَمِل في عيادته الطبيّة الخاصة حتى وفاته سنة 2001.