سيق العقيد أمين لطفي الحافظ إلى الديوان العرفي في مدينة عاليه حيث تمت محاكمته بتهمة التخابر مع دولة أجنبية لقلب نظام الحكم في سورية. حُكِم عليه بالإعدام “شنقاً حتى الموت” وعندما وقف على كرسي الإعدام، تناول الحبل ووضعه بنفسه حول عنقه، ولكن الجلّاد عاجله بركلة الكرسي قبل إحكام ربطها. تعذب كثيراً حتى قضى نحبه في صبيحة 6 أيار 1916 وسط ساحة الشهداءببيروت.
سيق عبد القادر الخرسا مع رفاقه للمثول أمام الديوان الحربي في مدينة عاليه اللبنانية، حيث حُكِم عليه بالإعدام بتهمة التخابر مع دولة أجنبية لقلب نظام الحكم العثماني في سورية، ونُفّذ الحكم شنقاً في ساحة الشهداءببيروت صباح يوم 21 آب 1915.
علي الأرمنازي (1894-1915)، صحفي سوري من مدينة حماة، كان رئيساً لتحرير جريدة نهر العاصي، أُعدم على يد العثمانيين في بيروت يوم 21 آب 1915، وهو شقيق الدبلوماسي والسفير الدكتور نجيب الأرمنازي.
البداية
ولد علي الأرمنازي في مدينة حماة وتلقى علومه في مدارسها الحكومية ثم في إسطنبول. عمل بداية بالقضاء ثم تعاون مع الصحفي عبد الرحمن المصري في إصدار جريدة نهر العاصي وعُيّن رئيساً لتحريرها عام 1913. كانت أسبوعية تصدر صباح كل إثنين باللغتين العربية والتركية. صدر العدد الأول منها يوم 7 آب 1911 وعندما تولّى الأرمنازي رئاسة التحرير قام بإيقاف الصفحة التركية.
ولد الأمير طاهر الجزائري في فلسطين ودرس على يد الشيخ محمد المبارك الحسني الجزائري في دمشق، قبل التحاقه بالمدرسة العازارية بمحلّة باب توما ثم بالمدرسة السلطانية ببيروت. عمل بداية في الزراعة، ونشط في جمعية إيفاد البعثات العلمية إلى أوروبا قبيل الحرب العالمية الأولى.
حُكم على الأمير عمر بالإعدام ونُفّذ الحكم بساحة المرجة بدمشق صبيحة يوم 6 أيار 1916. أمّا الأمير طاهر فقد حُكم عليه بالأشغال الشاقة مدى الحياة، بتهمة ترتيب فرار المناضل عبد الغني العريسي، أحد زعماء بيروت، من قبضة المخابرات العثمانية. قضى الأمير طاهر سنة كاملة في المعتقل قبل قبل إطلاق سراحه، ليعتقل مجدداً بسبب علاقته بزعيم الجولانأحمد مريود. حُكم عليه بالإعدام، ولكن الحكم خفّف إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وقد ظلّ الأمير طاهر معتقلاً حتى أيلول 1918، عندما فتحت أبواب السجون بالتزامن مع سقوط الحكم العثماني في سورية ودخول القوات العربية مدينة دمشق، بقيادة الأمير فيصل، نجل الشريف حسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرىّ.
مع الملك فيصل الأول (1918-1920)
بايع الأمير طاهر الأمير فيصل حاكماً عربياً على سورية وانتخب عضواً في مجلس الشورى سنة 1919. حافظ على منصبه حتى شهر آب من العام 1920، عندما جاء قرار عزله بأمر من المفوض السامي الفرنسي هنري غورو بعد احتلال دمشق وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. وكان الاعتقال الثالث في زمن الفرنسيين في مطلع العشرينيات، بتهمة التخطيط وتمويل محاولة اغتيال مدير الأمن العام الفرنسي المسيو بيجان.
وبعد جدال طويل بين الأمير سعيدوجمال باشا، وعده الأخير بالمحافظة على حياة عمّه الأمير عمر ولو حكم بالإعدام فإنه سيبدّل قرار الديوان العرفي بالسجن المؤبد. لم يبر جمال باشا بوعده، وسيق الأمير عمر إلى الديوان العرفي في مدينة عاليه، حيث حكم عليه بالإعدام “شنقاً حتى الموت.”
تنفيذ قرار الإعدام
وفي الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت 6 أيار 1916 أعدم الأمير عمر الجزائري في ساحة المرجة بدمشق، وصادر الأتراك قصره في منطقة دمر وقاموا بتحويله إلى مستشفى، وقطعوا أشجار حديقته. وقد أنجب الشهيد عمر الجزائري ولداً هو الأمير مظفر، وقد مات وهو في الثالثة عشرة من عمره بعد إعدام والده.
ولد سليم الجزائري في دمشق وتلقى علومه الأولية على يد عمّه العلامة الشيخ طاهر الجزائري، والذي تأثر به كثيراً. درس في المكتب الرشيدي العسكري، مدرسة الهندسة البريّة، وتخرج برتبة ضابط أركان حرب. عين بداية في الدائرة العسكرية بدمشق قبل نقله إلى الخدمة العسكرية في اليمن، حيث وقع أسيراً.
عاد بعدها إلى إسطنبول مدرساً لمادة الجغرافية العسكرية في كليتها الحربية، قبل تسلمه مهام الشؤون العسكرية في دائرة أركان الحرب العليا. نقل بعدها إلى البلقان، قائداً للواء 17 في الجيش العثماني، وبعدها إلى إزمير حتى سنة 1916، تاريخ تعينه قائداً عسكرياً للسواحل السورية.
ألقي القبض عليه بأمر من جمال باشا، قائد الجيش الرابع، وسيق للمثول أمام الديوان الحربي في مدينة عاليه، الذي حكم عليه بالإعدام “شنقاً حتى الموت” بتهمة التخابر من دولة أجنبية لقلب نظام الحكم في سورية. نُفّذ حكم الإعدام في ساحة الشهداء في بيروت يوم 6 أيار 1916، وكان سليم الجزائري مرتدياً كامل لباسه العسكري.
ولد رشدي الشمعة في دمشق وكان والده أحمد رفيق باشا الشمعة من الأعيان المتنفذين في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. كان والده أميناً على الأموال السلطانية في دمشق ورئيس اللجنة المشرفة على إعادة إعمار الجامع الأموي بعد الحريق الذي لحق به عام 1893.
درس رشدي الشمعة الأدب والقانون في إسطنبول وتزوج من ابنة الأميرلاي سليمان بك الميرلاتي سنة 1886. عُيّن في قلم ولاية سورية ثم رقّي إلى منصب كبير الكتّاب، قبل أن يُنتخب نائباً في مجلس المبعوثان نهاية عام 1908.
رشدي الشمعة في مجلس المبعوثان (من أرشيف موقع التاريخ السوري المعاصر)
ياسين باشا الهاشمي (1884 – 21 كانون الثاني 1937)، سياسي عراقي وضابط من بغداد، خدم في الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى وكان عضواً في جمعية العهد وفي الجمعية العربية الفتاة. عُيّن رئيساً للمجلس العسكري بدمشق سنة 1918 ورئيساً لأركان الجيش في عهد الملك فيصل الأول. ساهم في تأسيس الجيش السوري وتعرض لعملية خطف من قبل القوات البريطانية بسبب مواقفه المتشددة تجاه الإنكليز سنة 1919. سافر إلى بغداد بعد تنصيب فيصل الأول ملكاً على العراق سنة 1922 وتسلّم حقائب وزارية عدة، منها المواصلات والأشغال والمالية. شكّل حكومته الأولى في العراق سنة 1924 والثانية عام 1935، وأطيح به إبان انقلاب بكر صدقي في تشرين الأول 1936. نُفي بعدها إلى دمشق، حيث توفي عام 1937.
بعد سقوط الحكم العثماني في سورية في تشرين الأول 1918، توجه ياسين الهاشمي إلى دمشق ووضع نفسه تحت تصرف الأمير فيصل، الذي عيّنه رئيساً للمجلس العسكري ثم سكرتيراً للشؤون الحربية. وفي مطلع العام 1919 صدر قرار بتعيينه رئيساً لأركان الجيش السوري.
اختطاف الهاشمي
اعتُقل الهاشمي بأمر من قائد القوات البريطانية المرابطة في سورية، بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري. قيل إنه كان يسعى لتحويل الحكم الملكي إلى نظام جمهوري، وتبين لاحقاً إن السبب الحقيقي لاعتقاله وهو محاولته تجنيد عشرين ألف مواطن سوري لمحاربة البريطانيين والفرنسيين في سورية. وقد أثارت قضية اعتقال الهاشمي ردوداً عنيفة في سورية، وأدانها كلّ من الملك فيصل ورئيس المؤتمر السوري هاشم الأتاسي. قضى الهاشمي ستة أشهر قيد الإقامة الجبرية في فلسطين، قبل السماح له بالعودة إلى سورية في أيار 1920، بعد تجريده من كل مناصبه وصلاحياته.
عرض عليه الملك فيصل أن يعود إلى رئاسة الأركان ولكنّه رفض فذهب المنصب إلى وزير الحربية يوسف العظمة. كما طُلب إليه قيادة الجبهة السورية في مجدل عنجر في معركة ميسلون يوم 24 تموز 1920 ولكنّه رفض مجدداً. وبعد معركة ميسلون، سقط الحكم الفيصلي في سورية ونفي الملك فيصل خارج البلاد في 1 آب 1920، ليعود ملكاً على العراق سنة 1921 بدعم من الحكومة البريطانية.
المرحلة العراقية
لحقه ياسين الهاشمي فوراً وعند وصوله بغداد، سمّي وزيراً للمواصلات والأشغال في حكومة الرئيس عبد المحسن السعدون سنة 1922. وعيّنه الملك فيصل محافظاً على مدينة الناصرية شرق العراق، وفي 25 كانون الثاني 1924، انتُخب الهاشمي عضواً في المؤتمر التأسيسي المكلّف بوضع دستور العراق.
عاش ياسين الهاشمي أشهره الأخيرة بدمشق وفيها توفي عن عمر ناهز 53 عاماً يوم 21 كانون الثاني 1937. دُفن خلف الجامع الأموي بجوار ضريح صلاح الدين الأيوبي، وقد شارك في جنازته جمع من قادة الحركة الوطنية في سورية، يتقدمهم ممثل عن رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي.
حارة ابن المقدم، حارة دمشقية ممتدة من الجسر الأبيض إلى جادة المدارس في منطقة الصالحية، نُسبت إلى حمام المقدم الموجود فيها. ومن أشهر سكّان الحارة السفير نجيب الأرمنازي، وقد سكن في داره رئيس الجمهورية شكري القوتلي بعد عودته من المنفى سنة 1954.
حارة الأعجم، حارة دمشقية في محلّة العقيبة، كانت مسكناً للألبان والأفغان والأوزبكيين أثناء مرورهم بدمشق في طريق سفرهم إلى الحجاز، وفيها مسجد قديم ومجدد يُعرف بمسجد السمرقندي.