الحريقة، منطقة تجارية كانت نعرف بمحلّة سيدي عامود وتحول اسمها إلى “الحريقة” إبان حرقها وتدميرها إبان العدوان الفرنسي على مدينة دمشق في زمن الثورة السورية الكبرى سنة 1925. كانت المنطقة مجاورة لسوق الحميدية وكانت سكنية بامتياز حتى مطلع القرن العشرين وتعدّ من أفخم أحياء دمشق، فيها البيمارستان النوري ودار دار مراد القوتليودار الشاعر خليل مردم بكومنزل الدكتور منير العجلاني. دمّرت هذه المنازل في 18 تشرين الأول 1925 واندلعت النيران في المنطقة والتهمتها، فلم ينج منها بيت أو أثر، بما في ذلك ضريح سيدي الشيخ أحمد عامود من أولياء الله الصالحين. بقي حيّ سيدي عامود مشتعلاً عدة أيام، وكان الحريق هائلاً حتى غلب اسم “الحريقة” على المنطقة وما زال دارجاً حتى اليوم. وقد أنشأ في ساحة الحريقة مقراً جديداً لغرفة تجارة دمشقفي منتصف سبعينيات القرن العشرين.
مبايعة فيصل الأول وتتويجه ملكاً دستورياً على سورية في 8 آذار 1920، هو يوم مفصلي في تاريخ سورية الحديث، فيه أعلن رسمياً استقلال البلاد عن الحكم العثماني، بعد سنتين من انسحاب آخر جندي تركي. عدّ هذا اليوم عيداً وطنياً، تُعطل فيه الدوائر الرسمية والمدارس كافة، ولكن فرض الانتداب الفرنسي على سورية بعد أشهر قليلة وسقوط الحكم الفيصلي، منع السوريين من الاحتفال به. ظلّ الثامن من آذار يوماً وطنياً رمزياً بالنسبة لكثير من السوريين، مخصصاً للخطابات الثورية والمظاهرات المنددة بالانتداب الفرنسي. وعند انسحاب القوات الفرنسية عن سورية سنة 1946 استبدل بالسابع عشر من نيسان عيداً وطنياً لجلاء المستعمر الأجنبي عن سورية.
عاد فيصل إلى سورية محبطاً، وقرر تحدي البريطانيين والفرنسيين بتنصيب نفسه ملكاً دستورياً على البلاد مستمداً شرعيته من مقررات المؤتمر السوري العام. عقد اجتماع في داره الكائن في منطقة العفيف بدمشق يوم 3 آذار 1920، تقرر فيه رفع الأمر إلى المؤتمر السوري، ممثلاً برئاسة هاشم الأتاسي. وبدوره دعا الأتاسي إلى اجتمع أعضاء المؤتمر في 6 آذار وحددوا يوم 8 آذار يوماً لتتويج الأمير فيصل والإعلان رسمياً عن استقلال البلاد عن الحكم العثماني.
التحضيرات
تقرر أن تكون مراسيم التتويج بسيطة للغاية، وألا يكون لها تاج يُضع على رأس الملك أو صولجان، كما هو الحال ملوك أوروبا ومصر وبلاد فارس. وكان ذلك أسوة بالشريف حسين، والد فيصل الأول، الذي نصّب نفسه ملكاً على الحجاز سنة 1916 دون تاج أو أي مراسيم استعراضية. ولكن القائمين على حفل التتويج أرادوا أن يكون لفيصل عرش في سورية، ولكنهم لم يجدوا في كل أرجاء العاصمة كرسيّاً فخماً يليق بهذه المناسبة الوطنية، فقاموا باستئجار كرسي دمشقيّ مرصّع بالصدف والموزاييك من أحد أعضاء مجلس دمشق البلدي من عائلة الفرّا. زيّنت شوارع دمشق ومبانيها الحكومية بالسجّاد العجمي، ورُفعت راية الثورة العربية الكبرى في سماء المدينة، بعد إضافة نجمة في طرفها رمزاً إلى الحكم الهاشمي في سورية.
وإلى يمينهم وقف رجال السلك السياسي، من وزراء ومحافظين، مع رئيس الحكومة السابق الفريق رضا باشا الركابي، وإلى يسارهم مفتي الديار الشامية الشيخ عطا الله الكسم مع بطريرك الروم الأرثوذكس غريغوريوس الرابع حداد وحاخام الطائفة الموسويّة يعقوب الدانون. ووقف إلى الجانب الأيسر من البهو أعضاء المؤتمر السوري العام، يتقدمهم الرئيس هاشم الأتاسي الذي أشرف على مراسيم المبايعة بصفته رئيساً للسلطة التشريعية في سورية. ومن على شرفة بهو دار البلدية تلا أمين سر المؤتمر عزت دروزة قرار المبايعة أمام الجماهير المحتشدة في ساحة المرجة. ولما انتهى من تلاوته تعالت الهتافات بحياة الملك فيصل وحياة “سورية العربية”.
وقام مدير البرق والبريد حسن الحكيم بدمغ وثيقة المُلك بطابع مُذهّب، عليه تاريخ الثامن من آذار 1920. وعند الانتهاء من البيعة، قام موظفو إدارة البرق والبريد بكسر الأختام، معلنين انتهاء مراسم التتويج، وهي عادة متبعة في لندن عند تتويج الملوك. وقد أصبحت الرسائل القليلة التي تمكن الموظفين من توشيحها من أندر الوثائق في تاريخ سورية الحديث، وزّعت على كبار المسؤولين في الدولة السورية، مع صورة تذكارية للملك فيصل، محاطاً برجال عهده الجديد.
حارة النقّاشات، حارة دمشقية قديمة ممتدة من سوق القباقبية، والنقّاشة في اللغة العربية جمع للنقّاش، وهي حرفة من ينقش أصناف الأواني (الطاسات والصواني)، بعد دقّها عند النحّاس. وكانت الحارة قديماً تُعرف بدرب النقّاشة.
حارة المسبك، حارة دمشقية في منطقة باب توما، جاءت تسميتها من “السبك،” أي صهر المعادن وصبّها في قوالب جاهزة. في القرن التاسع عشر كانت مركزاً لمشاغل سكّابي النُحاس، ومنها أتى الاسم. انتقلت هذه الورش بعد سنة 1954 إلى شرقي المدينة وإلى قرية عين ترما في ريف دمشق.
حارة القط، حارة ]دمشقية تقع جنوبي حيّ الأمين بمحاذاة سور دمشق التاريخي، كانت تعرف باسم “بستان القط” حتى مطلع عشرينيات القرن العشرين. ذكرها المؤرخ ابن طولون الصالحي في القرن العاشر الهجري باسم “حارة القط.”
حارة القرماني، حارة دمشقية في سوق ساروجا، سمّيت نسبة إلى مسجد القرماني الموجود فيها، ويعود اسم “قرمان” أو “كرمان” إلى مدينة في أوساط بلاد الترك الآسيوية كانت بعد سقوط السلطة السلجوقية عاصمةً لسلالة قرمان أوغلو.
حارة المفتي، حارة دمشقية في سوق ساروجا، سُمّيت بهذا الاسم نسبة لمنزل مفتي الأحناف من عائلة المرادي الكائن في القرن التاسع عشر، وكانت تُعرف أيضاً باسم “دخلة بني المرادي.”
حارة الورد، حارة دمشقية في سوق ساروجا، تُنسب إلى “حكر الورد” الذي كان في موقعها، والذي كان مُلكاً للأمير ابن صُبح في أيام نائب السلطان المملوكي سيف الدين تنكز. بقيت ذريته تُقيم في هذه المحلّة وهم آل سَبَح من الأسر الدمشقية المعروفة. وكان حكر ابن صبح يقع إلى الشمال من المدرسة الشاميّة البرّانية، وكانت الحارة في زمن المماليك تُعرف باسم “حارة ابن الصبح.” اشتهرت في السنوات الأولى من القرن العشرين لوجود جامع الورد فيها، الذي خطب فيه مفتي دمشق الشيخ أبو الخير عابدين، وجاء من بعده ابنه المفتي الشيخ أبو اليسر عابدين.
حارة العبيد، حارة دمشقية في سوق ساروجا غربي حارة الورد، كانت مقراً للفرق العسكريّة في زمن المماليك، وكان معظمهم من الزنوج الأفارقة. أقيمت بها مساكن للجند، وتحوّل اسم “السودان” إلى “العبيد” وبقي قائماً حتى اليوم.