رجال وعلماء دين

البطريرك غريغوريوس الرابع حداد

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس (1906-1928)

البطريرك غريغوريوس الرابع حداد
البطريرك غريغوريوس الرابع حداد

غريغوريوس الرابع حداد (1 تموز 1859 – 12 كانون الأول 1928) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس منذ سنة 1906 ولغاية وفاته عام 1928. هو ثاني بطريرك عربي يعتلي سدة الكرسي البطريركي الأنطاكي بعد تعريبه عام 1899، وشهد عهده المجاعة التي ضربت بلاد الشّام أثناء الحرب العالمية الأولى وسقوط الحكم العثماني وتنصيب الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على البلاد سنة 1920.

البداية

ولد غنطوس ابن جرجس الحداد في الأول من تموز عام 1859 في قرية عبيه قرب عاليه في متصرفية جبل لبنان. دَرَس في المدرسة البروتستانتية الأمريكية في عبية ثم انتقل إلى بيروت عام 1872 وانتسب إلى المدرسة الإكليريكية وتخرج فيها سنة 1875.

توجه إلى الحياة الرهبانية في دير سيدة النورية، متخذاً اسم “غريغوريوس” وسيّم شماساً عام 1879. أثناء وجوده في بيروت أسس غريغوريوس جريدة الهدية عام 1883 وعمل رئيساً لتحريرها حتى عام 1888. سيّم كاهناً في عام 1890، وفي العام نفسه انتدب أسقفاً لطرابلس الشام. شارك غريغوريوس في الجبهة العربية الأنطاكية التي نجحت عام 1899 في انتخاب وتنصيب بطريرك عربي، عوضاً عن يوناني، على سدة الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي لأول مرة منذ عام 1724.

غريغوريوس البطريرك

عقب وفاة البطريرك ملاتيوس الثاني (الدوماني)، انتخب غريغوريوس بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في 6 آب 1906 وتم تنصيبه في الثالث عشر من الشهر نفسه في الكاتدرائية المريمية بدمشق. اعترف كل من بطريركي القسطنطينية والقدس اليونانيين بشرعية غريغوريوس عام 1909، وبذلك انتهت القطيعة بين هاتين الكنيستين والكنيسة الأنطاكية والتي أعقبت تعريب الكرسي الأنطاكي عام 1899.

أسس غريغوريوس العديد من المدارس، أهمها مدرسة دير البلمند في شمال لبنان، كما أنشأ الكلية الأرثوذكسية في حمص عام 1910، وأطلق مجلّة النعمة التي أصبحت النشرة الرسمية لبطريركية أنطاكية. وفي عهده انتُخب أسقف أرثوذكسي لأول مرة في كل من ريو ديجانيرو (ميخائيل شحادة عام 1921) ونيويورك (فيتكتور يعقوب عام 1923) وذلك لخدمة الجالية الأنطاكية في الأمريكيتين.

في عام 1913 زار غريغوريوس الرابع سانت بطرسبرغ، عاصمة الإمبراطورية الروسية، بدعوة من القيصر نيقولا الثاني لحضور احتفالات عائلة رومانوف بالمئوية الثالثة لتوليها حكم روسيا، حيث تم تقليده وسام القديس ألكسندر نيفسكي من قبل القيصر.

مجاعة الحرب العالمية الأولى

عُرف عن غريغوريوس مساندته سكان الشّام أثناء المجاعة التي استفحلت في البلاد في سنوات الحرب العالمية الأولى، حيث فتح باب المقر البطريركي في الكنيسة المريمية أمام المحتاجين من كل الطوائف. خلال فترة الحرب استدان غريغوريوس أكثر من عشرين ألف ليرة ذهبية لمساعدة المتضررين من ويلات الحرب ولتأمين ثمن القمح اللازم لإطعام الجائعين. كما أنه اضطر لبيع صليب ذهبي كان قد أهداه إياه القيصر نيقولا الثاني خلال زيارته لروسيا لتغطية النفقات.

البطريرك حداد والأمير فيصل

أعلن البطريرك غريغوريوس الرابع تأييده للأمير فيصل بن الحسين عقب تولّي الأخير زمام الحكم في دمشق مع خروج القوات العثمانية من سورية في تشرين الأول عام 1918. وأيد مطالب المؤتمر السوري العام بوحدة الأراضي السورية – ومن ضمنها فلسطين – واستقلالها ورفض نظام الانتداب أمام لجنة كينغ كراين التي عينها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون للوقوف على آراء أبناء المنطقة في مستقبل بلادهم.

وعند تتويج الأمير فيصل ملكاً على سورية في 8  آذار 1920 قام غريغوريوس بمبايعته. في أعقاب هزيمة الجيش العربي أمام القوات الفرنسية في معركة ميسلون واضطرار فيصل لمغادرة دمشق قبل دخول الفرنسيين وكان غريغوريوس من بين الذين خرجوا لوداعه. شاب التوتر علاقات غريغوريوس الرابع مع سلطات الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان بسبب مواقفه المؤيدة لفيصل والرافضة للانتداب، وقام الفرنسيون بالتضييق عليه والتحريض ضده مما دفعه للإقامة في لبنان حتى وفاته.

وفاته

توفي البطريرك غريغوريوس الرابع حداد في 12 كانون الأول 1928 وشيع جثمانه خمسون ألفاً من أهالي دمشق المسلمين والمسيحيين. أطلقت المدافع مئة طلقة وطلقة تحيةً للبطريرك الراحل، فيما رافق الموكب الجنائزي مئة فارس أرسلهم فيصل، بعد أن أصبح ملكاً على العراق. وُوري غريغوريوس الرابع الثرى في المدافن البطريركية في الكاتدرائية المريمية بدمشق.

المناصب

بطريرك بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس (6 آب 1906 – 12 كانون الأول 1928)
المصدر
1. اسد رستم. كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى, الجزء الثالث (بيروت 1988)، 3272. نفس المصدر، 333-3343. "غريغوريوس بطريرك المشرق". مجلّة التراث الأرثوذكسي،“ العدد الثاني، السنة الثامنة. كانون الاول 20114. أسد رستم. كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى، الجزء الثالث (بيروت 1988) 364-3705. نفس المصدر6. نفس المصدر7. يوسف الحكيم. سورية والعهد الفيصلي (دار النهار، بيروت 1966)، 104

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !