أعلام وشخصياتضباط وقادة عسكريون

أنور بنّود

قائد جيش الإنقاذ (1948-1949) - رئيس أركان الجيش السوري (1949-1951).

الزعيم أنور بنود
الزعيم أنور بنّود

أنور بنّود (28 تشرين الثاني 1908 – 1972)، ضابط سوري من حلب، كان أحد الآباء المؤسسين للجيش السوري، تولّى قيادة جيش الإنقاذ خلفاً لفوزي القاوقجي وكان أحد قادة الجبهة السورية في حرب فلسطين الأولى سنة 1948. ثم أصبح رئيساً للأركان في 1949-1951 وبعدها ملحاً عسكرياً في تركيا حتى سنة 1952.

البداية

ولد أنور بنّود في حلب وكان والده محمود بنّود ضابطاً في الجيش العثماني. دَرَس المرحلة الثانوية في مدرسة الأركان العامة في إسطنبول ثم انتسب إلى الكلية العسكرية للقطعات الخاصة وتخرج برتبة ملازم يوم 1 تشرين الأول 1927. التحق بجيش الشرق التابع لحكومة الانتداب الفرنسي في سورية وعُيّن بداية في منطقة الجزيرة.(1)

المناصب العسكرية في زمن الانتداب

تدرج في المناصب العسكرية فكان نائب معاون آمر اللواء الأول في مدينة أنطاكية قبل سلخها عن سورية وضمها إلى تركيا سنة 1939. وفي 14 تموز 1942 رفّع أنور بنّود إلى رتبة مقدم وعُيّن مديراً لشؤون وزارة الدفاع ثم مرافقاً عسكرياً لوزير الدفاع الأمير حسن الأطرش ومن بعدها لرئيس الجمهورية الشّيخ تاج الدين الحسني قبل تعينه قائداً الفوج الثالث في جيش الشرق.(2)

وفي سنة 1945 عُيّن قائداً لقوات جيش الشرق في سهل البقاع وكان على رأس عمله عند جلاء القوات الفرنسية عن سورية في 17 نيسان 1946 لينضم فوراً من بعدها إلى صفوف الجيش السوري عند تأسيسه.

حرب فلسطين

قبل خمسة أشهر من صدور قرار تقسيم فلسطين سُمّي أنور بنّود آمراً للواء الثاني في مدينة القنيطرة، مُكلّفاً بتجهيز وتدريب المتطوعين في جيش الإنقاذ من السوريين والعرب. وعند بدأت الحرب في 15 أيار 1948، عينه رئيس الجمهورية شكري القوتلي قائداً للواء الأول في فلسطين، ليقود هجوماً تاريخياً على مستعمرة مشمار هايردن.(3)

رُفع أنور بنّود إلى رتبة عقيد في 16 أب 1948 وكُلّف بتشكيل قيادة اللواء الرابع في الجيش السوري، حيث طالب بتحرير القيادة العربية المشتركة من هيمنة ملك الأردن عبد الله بن الحسين ورئيس أركانه البريطاني جون باغوت غلوب (غلوب باشا). وعند تولّي حسني الزعيم قيادة الجيش في الأيام الأولى من حرب فلسطين عُيّن معاوناً له قبل أن يتم تعينه قائداً لجيش الإنقاذ خلفاً لفوزي القاوقجي في 26 تشرين الثاني 1948، بقرار من جامعة الدول العربية. من موقعه الجديد دافع أنور بنّود عن الجبهة اللبنانية في جبل عامل، وكُلّف بتشكيل الرتل السوري المؤلف من أربعة ألوية.

في عهد حسني الزعيم

في 29 آذار 1949 وقع انقلاب عسكري في دمشق قاده رئيس الأركان حسني الزعيم ضد رئيس الجمهورية شكري القوتلي. رقص أنور بنّود المشاركة بالانقلاب وحذر الزعيم من عواقب تدخل الجيش في شؤون السياسة. عُيّن بعدها مديراً للكلية والحربية في حمص وفي 1 تموز 1949 سمّي نائباً لرئيس الأركان وظلّ في منصبه حتى الإطاحة بحسني الزعيم ومقتله في 14 آب 1949. رفض المشاركة في الانقلاب الثاني الذي قاده اللواء سامي الحناوي على حسني الزعيم، وفي عهده رُفع إلى رتبة زعيم يوم 6 أيلول 1949.

رئيساً للأركان العامة 1949-1951

وبعد سقود الحناوي وسجنه نهاية ذلك العام، إثر انقلاب عسكري ثالث قاده العقيد أديب الشيشكلي، سمّي أنور بنّود رئيساً للأركان العامة، خلفاً لسامي الحناوي.(4)

عمل أنور بنّود مع أديب الشيشكلي على مضد ولكن موقفه المعارض لتدخلات الجيش في السياسة لم يتغير وقد أدى إلى إقصائه عن منصبه في 23 نيسان 1951، ليتم تعيينه ملحقاً عسكرياً في أنقرة حتى منتصف العام 1952، وهو منصب شرفي أراد الشيشكلي من خلالها إبعاد أنور بنّود عن مسرح الأحداث في سورية. وعندما جاء قرار عزله، اجتمع  الزعيم بنّود مع رئيس الحكومة خالد العظم وحذّره من عواقب تمادي الشيشكلي قائلاً: “ستصبحون تحت حكم الجيش.”(5)

التقاعد ثم العودة إلى الخدمة

أُحيل أنور بنّود على التقاعد سنة 1952 وابتعد طوعياً عن أي نشاط سياسي، رافضاً مباركة دستور الشيشكلي والانتخابات التي أوصلته إلى رئاسة الجمهورية سنة 1953. وبعد سقوط حكمه وعودة الحياة المدنية، أُعيد الزعيم بنّود إلى الخدمة العسكرية سنة 1956، بقرار من الرئيس شكري القوتلي (الذي كان قد عاد إلى رئاسة الجمهورية في أيلول 1955) وسمّي رئيساً للمحكمة العسكرية في شمال سورية، حيث ظلّ يعمل حتى قيام جمهورية الوحدة مع مصر سنة 1958.

الوفاة

تفرغ بعدها أنور بنّود لجمعية شؤون ضحايا الحرب وترأس جمعية المحاربين القدماء في حلب حتى وفاته سنة 1972. وقد عُرض 15 وساماً من أوسمته في المتحف الحربي بدمشق من سنة 1962 وحتى 1975، ومنها وسام الاستحقاق السوري بدرجاته الثلاث، والوسام الحربي السوري ووسام الإخلاص السوري ووسام النيل المصري الذي منحه إياه الملك فاروق الأول، ووسام الاستحقاق اللبناني من الرئيس اللبناني بشارة الخوري.

 

المصدر
1. جورج فارس. من هم في العالم العربي (دمشق 1957)، 94-952. نفس المصدر3. بني موريس. 1948: تاريخ الحرب العربية الأسرائيلية (باللغة الإنكليزية – جامعة يال 2009)، 2574. باتريك سيل. الصراع على سورية (باللغة الإنكليزية - لندن 1965)، 925. خالد العظم. مُذكّرات، الجزء الثاني (الدار المتحدة، بيروت 1972)، 270

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !