
الأمير طاهر الجزائري (1871-1937)، وجيه سوري من أصول جزائرية، عارض الحكم الطوراني التركي في بلاد الشّام واعتقل في زمن الحرب العالمية الأولى وفي عهد الانتداب الفرنسي. انتخب عضواً في مجلس الشورى سنة 1920 وشارك في التخطيط للثورة السورية الكبرى سنة 1925. هو حفيد المجاهد الأمير عبد القادر الجزائري ووالد العلّامة الأثري الأمير جعفر الجزائري، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق ومؤسس متحف دمشق الوطني.
البداية
ولد الأمير طاهر الجزائري في فلسطين ودرس على يد الشيخ محمد المبارك الحسني الجزائري في دمشق، قبل التحاقه بالمدرسة العازارية بمحلّة باب توما ثم بالمدرسة السلطانية ببيروت. عمل بداية في الزراعة، ونشط في جمعية إيفاد البعثات العلمية إلى أوروبا قبيل الحرب العالمية الأولى.
معارضته للحكم التركي في سورية
عمل في الجمعيات السرية المناهضة لجمعية الاتحاد والترقي في إسطنبول، وعقد اجتماعاً للثائرين العرب في مزرعته الكائنة في حوش بلاس، ما أثار حفيظة جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية. أمر جمال باشا باعتقاله وتمّت إحالته إلى الديوان العرفي في مدينة عاليه، مع الأمير عمر الجزائري، أصغر أبناء الأمير عبد القادر الجزائري.
حُكم على الأمير عمر بالإعدام ونُفّذ الحكم بساحة المرجة بدمشق صبيحة يوم 6 أيار 1916. أمّا الأمير طاهر فقد حُكم عليه بالأشغال الشاقة مدى الحياة، بتهمة ترتيب فرار المناضل عبد الغني العريسي، أحد زعماء بيروت، من قبضة المخابرات العثمانية.
قضى الأمير طاهر سنة كاملة في المعتقل قبل اطلاق سراحه، ليتم اعتقاله مجدداً بسبب علاقته بزعيم الجولان أحمد مريود. حُكم عليه بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة، وقد ظلّ الأمير طاهر معتقلاً حتى أيلول 1918، عندما فتحت أبواب السجون بالتزامن مع سقوط الحكم العثماني في سورية ودخول القوات العربية مدينة دمشق، بقيادة الأمير فيصل بن الحسين، نجل قائد الثورة العربية الكبرى الشريف حسين بن عليّ.
مع الملك فيصل الأول (1918-1920)
بايع الأمير طاهر الأمير فيصل بن الحسين حاكماً عربياً على سورية وتم انتخابه عضواً في مجلس الشورى سنة 1919. حافظ على منصبه حتى شهر آب من العام 1920، عندما جاء قرار عزله بأمر من المفوض السامي الفرنسي هنري غورو بعد احتلال دمشق وفرض الانتداب الفرنسي على سورية. وكان الاعتقال الثالث في زمن الفرنسيين في مطلع العشرينيات، بتهمة التخطيط وتمويل محاولة اغتيال مدير الأمن العام الفرنسي المسيو بيجان.
الثورة السورية الكبرى سنة 1925
شارك الأمير طاهر في التخطيط للثورة السورية الكبرى سنة 1925، بالتعاون مع قائدها العام سلطان باشا الأطرش. ألقى القبض عليه للمرة الرابعة سنة 1925، ليتم إطلاق سراحه من سجنه في قلعة دمشق يوم 18 تشرين الأول 1925، خلال العدوان الفرنسي على العاصمة السورية.
الوفاة
اعتزل الأمير طاهر الجزائري العمل السياسي لأسباب صحية، وتوفي في دمشق عن عمر ناهز 66 عاماً سنة 1937.