
البرامكة، حي سكني وتجاري في وسط مدينة دمشق الحديثة خارج السور، فيه يقع البناء الرئيسي لجامعة دمشق الذي افتُتح في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1913.
يقع غربي محطة الحجاز وجنوبي جامعة دمشق، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى مقبرة البرامكة التي كانت فيه، وكانت تحتوي على قبور آل برمك (البرامكة).
في العهد الأموي
أما قبل ذلك فكانت البرامكة عبارة عن قرية في العصر الأموي، دُثرت ولم يعد لها وجود، وكان اسمها صنعاء دمشق. وتعود هذه التسمية إلى اليمنيون الذين نزلوا فيها وسمّوها باسم مدينتهم. وكان لها شأن كبير في زمن الفرع المرواني الأموي الذي ارتكز كثيراً على اليمانية. ثم غلب عليها اسم “تل الثعالب” الذي كان محادياً لها. وفي عصر المماليك، سُمّيت بمقبرة الصوفية. وفي البرامكة قبور عدد من مشايخ الإسلام أمثال ابن تيمية وابن كثير وابن صلاح الحنبلي وقطب الدين الخُضيري.
معهد الطب وجامعة دمشق
بقيت البرامكة مقبرة حتى نهاية العهد العثماني، عندما قرر السلطان عبد الحميد الثاني تحويلها إلى منطقة علمية، فأنشأ فيها المستشفى الحميدي، الذي عرف لاحقاً بمشفى الغربا، أو المستشفى الوطني بعد سنة 1946. وفيها كان معهد الطب العثماني، الذي افتتح في حيّ الصالحية في ذكرى جلوس السلطان عبد الحميد على العرش يوم 1 أيلول 1903 وتم نقله إلى منطقة البرامكة سنة 1913.
زمن الانتداب الفرنسي
في زمن الانتداب الفرنسي، أصبحت البرامكة مربضاً للدبابات الفرنسية وفيها كان مركز التلغراف العسكري أيام الثورة السورية الكبرى. وفي سنة 1923 تم دمج معهد الطب ومعهد الحقوق في مؤسسة تعليمية واحدة أطلق عليها اسم الجامعة السورية، التي تحول اسمها إلى جامعة دمشق سنة 1958.
البرامكة اليوم
إضافة للبناء الرئيسي لجامعة دمشق، تحتوي البرامكة اليوم على المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية والمؤسسة العامة للصناعات الهندسية، وفيها مقر الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ومدينة تشرين الرياضية وفرع دمشق للهجرة والجوازات.