معالم

التربة التكريتية

تربة تقع في حي الصالحية

تقع في حي الصالحية عند سفوح جبل قاسيون، عند الزاوية الناتجة من تقاطع حي المدارس والطريق المتفرع منه والمتجه إلى الشمال الشرقي نحو طلعة عرودك، مقابل دار الحديث الأشرفية البرانية. تضم قبر الوزير تقي الدين بن علي بن مهاجر بن شجاع بن توبة الربعي التكريتي، وهو وزير المنصور قلاوون بدمشق الذي سكن دمشق وشرع بشراء الأملاك ليوقفها، ويرجع تاريخ بناءها كما ذكر الدكتور محمود مرسي في سياق أبحاثه عن الترب الباقية بمدينة دمشق من العصر المملوكي إلى سنة 1281 (أي بعد عامين تقريباً من تفويض الوزارة إليه بدمشق) والذي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان المنصور قلاوون على التتار فى وقعة حمص وذلك كما وردت بالنصوص المنقوشة والمسجلة على جدران غرفة المصلى بالتربة التكريتية والتى تضمنت آيات قرآنية ونقوش تدل على النصر. كان لهذه المدرسة كما بقية المدارس في العهد المملوكي دوراً ثقافياً وتعبوياً هاماً في فترة الحروب الصليبية.

تعرف أيضاً بالتربة الحمراء أو المدرسة تابوتلوك.

صفاتها المعمارية: تتألف من

أ- واجهة التربة:

تتميز التربة بواجهة جنوبية حجرية مبنية من الحجر الطحيني المشذب، تتوسطها بوابة مثل غيرها من مدارس الأمراء مزخرف أعلاه بالحجر المعجن مرتفعة معقودة بالمقرنصات تعلوها طاسة محززة مظلية الشكل، وفوقها ساكف الباب قطعة حجرية عليها نقش أشبه بزهرة ذات ست بتلات، وفي واجهة التربة وعلى طرفي البوابة أربع نوافذ منخفضة تزين سواكفها الحجرية زخارف هندسية منقوشة بالحجر من دون إملاء، وتعلوها سواكف عاتقة بسيطة، كما تعلو النافذتين اليساريتين حشوة قرصية ملساء (جامة) كاملة الاستدارة في وسطها قمرية مفتوحة لعلها كانت تحتضن حلية تزيينية في يوم من الأيام، ولم تعد موجودة اليوم.

المدخل

هناك النقش عمد مدخل التربة، نقرأ عليه الكتابة التالية موزّعة على سبعة أسطر:”بسم الله الرحمن الرحيم، جدّد هذا المسجد العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبد الله الطشتدار الملكي الصالحي في شهر رمضان المبارك سنة سبع وثلثين وستّمائة (١٢٣٩ للميلاد) تقبّل الله منه وغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين”.

القبة

ب- القبة:

ترتفع فوق المدفن قبة ملساء تستند إلى رقبة من طبقتين، الطبقة العلوية مؤلفة من ستة عشر ضلعاً فيها ثماني نوافذ متناوبة مقوسنة، وثمانية محاريب بصدفات ذات تسعة حزوز، أما الطبقة السلفية من القبة فمثمنة الأضلاع تزينها بالتناوب أربع نوافذ صماء مقوسنة، وأربع نوافذ توأم ضمن قوس. يعلو الطبقتين إفريز حجري مؤطر لها. القبة كانت متهدمة وأعيد بناؤها سنة ١٩٨٥حيث تم الكشف عن الحجر المكون للجدران حتى أسفل الطبقة السفلى لرقبة القبة وذلك في أعمال الترميم الأخيرة التي تمت في التربة، وأعيد إكساء القبة بالكلسة البيضاء من الداخل وبالطلاء الأحمر القرميدي من الخارج، واستخدم الزجاج المعشق في نوافذ رقبة القبة.

ج- التربة من الداخل: يتم الدخول من البوابة إلى دهليز بيضاوي الشكل مسقوف بالقبوات المتصالبة والمكسوة بالكلسة البيضاء، يفضي إلى قسمين:

  • قسم يميني (جنوبي شرقي) حيث تقع حجرة الدفن التي تضم الضريح، تظهر ضمن جدرانه البنية الإنشائية المؤلفة من أقواس حاملة ضمن جدران المدفن التي تصل سماكتها إلى المتر، وتعلو المدفن قبة ملساء (تم وصفها سابقاً). يتوسط الحجرة قبر مبني من الحجر، يعلو الأرض نحو ٤٠سم ، من دون أي كتابة تأريخية.
  • قسم يساري (جنوبي غربي) وهو عبارة عن مصلى له محراب يقع في الضلع الجنوبية متوسطاً نافذتي المصلى التي يطل منهما على جادة المدارس. تغطي المصلى قبوة متقاطعة تغطي فواصل تقاطعها أشرطة من الزخارف الجصية تمتدّ على ثلاث جدران وهي فريدة من نوعها في دمشق ذات طابع مغربي-أندلسي، يعتبر هذا القسم أهم بكثير من المدفن لما يحويه من زخارف مماثلة للزخارف الموجودة في طليطلة وقرطبة وغرناطة، وتتألف عناصر الزخرفة من: خط ثلث سميك، وخط كوفي أندلسي متطاول وكثير العقد، إضافة إلى أشرطة هندسية متشابكة وتكوينات نجمية ترسيمية ضمن حقول وأقراص، مع عناصر تزيينية على شكل سعف النخل، أو أوراق رمحية ومروحية، أو أوراق ملتفة في دوائر أو حلزونات، أو مع سوق ممدد.

قام المستشرق الألماني اينو ليتمان بقراءة الكتابات التي تضمنتها الزخارف الجصية فجاءة كالتالي:

على الجدار الغربي وعلى المستطيل العلوي كُتب “بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً والله العظيم وهو الأكبر”، وتتكرر فوق الأشرطة الكتابية التزيينية وتحتها الكلمات التالية: “وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”، ثم: “وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»، وفي الوسط وقبل الكتابة الزخرفية الكلمات التالية: «خلق السموات والأرض وإن الله عليم”

وفي الجدار الشمالي في وسط الزخارف فوق النافذة كلمة: “طه”، وفوق الكتابة الزخرفية وتحتها وإلى جانب النافذة باستثناء الإطار الداخلي تتكرر العبارة “وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم” ، وهناك شريطان آخران استخدما كإطار داخلي للنافذة، شريطان شاقوليان وآخر أفقي، يتضمنان النصوص التالية: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي”.

ج- القسم الجنوبي: يؤدي في نهايته إلى دار سكنية ملاصقة للتربة.

الترميمات:

لقد رممت التربة في سنة ٢٠١٠ على نفقة أحد المحسنين، وشملت أعمال الترميم كامل عناصر التربة. وهي اليوم تستخدم مصلى لسكان الحي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !