الحزب التعاوني الاشتراكي، حزب سياسي أسس بدمشق على يد النائب فيصل العسلي سنة 1940 واستمر بالعمل لغاية قيام الوحدة السورية – المصرية سنة 1958. وصل رئيسه إلى المجلس النيابي سنة 1947 وكانت خطبه النارية ضد ضباط الجيش من الأسباب الرئيسية التي شجّعت حسني الزعيم على القيام بانقلابه العسكري يوم 29 آذار 1949.
البداية
ولد الحزب التعاوني الاشتراكي في دمشق مطلع الحرب العالمية الثانية وكان يدعو إلى توحيد البلاد العربية لمحاربة الاستعمار البريطاني في فلسطين والعراق والفرنسي في سورية ولبنان. سعى الحزب إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وردم الهوة بين العائلات الإقطاعية والفلاحين. توجه فيصل العسلي نحو الشباب وكان قسم الانتساب إلى حزبه يتم في حفل سري داخل كهوف جبل قاسيون. تحالف الحزب التعاوني الاشتراكي مع شكري القوتلي عند انتخابه رئيساً للجمهورية وفي انتخابات عام 1947 فاز العسلي بالنيابة عن منطقة الزبداني، حيث كانت أملاك أسرته.
مواجهة حسني الزعيم
عرف العسلي بخطبه النارية في المجلس النيابي ومهاجمته المتكررة لقائد حسني الزعيم الزعيم أثناء الحرب الفلسطينية عام 1948. وجه للزعيم اتهامات عدة، بالتلاعب بقوت الجنود وتسليحهم بسلاح “فاسد،” شارك أعضاء حزبه في المظاهرات التي عمّت شوارع دمشق مطالبة باستقالة الزعيم ورئيس الحكومة جميل مردم بك. وفي إحدى المظاهرات اشتبك أنصار العسلي مع أحد أعضاء حزب البعث وقتلوه، ما أثار موجة من الغضب في الأوساط السياسية وأدى إلى تدخل مباشر من الرئيس القوتلي الذي طلب إلى العسلي تسليم القاتل إلى الشرطة.
وبعد وصول حسني الزعيم إلى الحكم إبان انقلابه على القوتلي في 29 آذار 1949، أمر باعتقال العسلي وأغلق مكاتب حزبه بالشمع الأحمر. وجهت له تهمة تحقير المؤسسة العسكرية وشتم قيادة الجيش، وبقي سجيناً لغاية الانقلاب على الزعيم ومقتله في 14 آب 1949.
عاد الحزب التعاوني الاشتراكي إلى نشاطه المسبق وفي انتخابات 1949 فاز العسلي مجدداً بمقعده النيابي قبل أن يعود إلى صفوف المعارضة في عهد أديب الشيشكلي. أمر الشيشكلي بحل الحزب ونفي العسلي إلى لبنان لغاية آذار 1954، حيث عاد إلى دمشق ودخل المجلس النيابي ممثلاً عن حزبه للمرة الثالثة والأخيرة.
النهاية
نزولاً عن رغبة الرئيس جمال عبد الناصر بحل كل الأحزاب السياسية في سورية عند قيام جمهورية الوحدة سنة 1958 اتخذ العسلي قراراً بحل الحزب التعاوني الاشتراكي طوعياً وأنهى دوره في الحياة السياسية السورية.