الحزب التعاوني الإشتراكي، حزب سياسي شعبوي ظهر في دمشق سنة 1940 واستمر حتى قيام جمهورية الوحدة مع مصر سنة 1958. كان الحزب برئاسة السياسي الشاب فيصل العسلي وقد حصل على تمثيل نيابي خلال السنوات 1947-1954.
البداية
ولد الحزب التعاوني الاشتراكي في دمشق سنة 1940 وكان يدعو إلى توحيد الدول العربية والإسلامية ومحاربة الانتداب الفرنسي في سورية. جاء في برنامجه السعي نحو العدالة الاجتماعية وردم الهوة بين العائلات الإقطاعية والفلاحين. توجه الحزب إلى جمهور الشباب وكان قسم الانتساب يتم في حفل سري يُقام داخل كهوف جبل قاسيون. وقد تحالف الحزب مع شكري القوتلي عند انتخابه رئيساً للجمهورية وفي سنة 1947 انتُخب فيصل العسلي نائباً عن الزبداني في المجلس النيابي السوري.
في مرحلة الانقلابات
من تحت قبة البرلمان، هاجم فيصل العسلي المؤسسة العسكرية ووجه لقائد الجيش حسني الزعيم اتهامات شتى، وصلت إلى حد الخيانة العظمى والتلاعب بقوت الجنود خلال حرب فلسطين الأولى. وقد شارك الحزب في المظاهرات التي عمّت البلاد خلال حرب فلسطين واصتدم مع حزب البعث، مما أدى إلى مقتل أحد الشباب البعثيين على يد أحد أعضاء الحزب التعاوني الاشتراكي.
وعند نجاح الانقلاب الأول والإطاحة بالرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949، أمر حسني الزعيم باعتقال فيصل العسلي بحذر أعمال حزبه وإغلاق مكاتبه بالشمع الأحمر. وجهت للعسلي اتهامات مختلفة، كان أبرزها إهانة المؤسسة العسكرية وشتم ضباط الجيش، وقد ظلّ سجيناً طوال فترة حكم حسني الزعيم من 1 نيسان ولغاية الإطاحة به ومقتله في 14 آب 1949.
بعد خروجه من السجن، خاض فيصل العسلي انتخابات سنة 1949 وفاز بالنيابة عن دمشق على قوائم الحزب التعاوني الاشتراكي. ولكنه عاد إلى صفوف المعارضة بعد وصول أديب الشيشكلي إلى الحكم سنة 1953 حيث تم نفيه خارج البلاد حتى آذار 1954. وعند سقوط حكم الشيشكلي عاد العسلي إلى سورية وحصل على رخصة لتفعيل عمل حزبه بدمشق، كما جُدد انتخابه نائباً في البرلمان السوري لغاية قيام جمهورية الوحدة مع مصر سنة 1958. يومها قرر الحزب حل نفسه تماشياً مع شروط الرئيس جمال عبد الناصر ولم يعود إلى أي نشاط سياسي بعد انهيار جمهورية الوحدة سنة 1961.