
المدرسة القيمرية الكبرى، في حيّ القيمرية شرقي الجامع الأموي، بناها الأمير ناصر الدين القيمري في العهد المملوكي سنة 1276 وقد تحوّلت إلى مسجد في العهد العثماني. وقد سمّي الجامع شعبياً بجامع القطاط (جمع قطة)، لأنه كان ملاذاً للقطط الشاردة التي يتعهدها بعض ذوي الإحسان بالرعاية والطعام، وقد تُعرف أيضاً بالمدرسة العتيقة.
المدرسة عبر العصور
كانت المدرسة تعلم مبادئ اللغة العربية والنحو والصرف والرياضيات والعلوم الشرعية والفقهية، وسمّيت بالكبرى بسبب وجود المدرسة القيمرية الصغرى في حيّ العمارة. وبعد تحويلها إلى مسجد في العهد العثماني، وضع على مدخلها ساعة شمسية قام بتصميمها وصناعتها المهندس بديع الساعاتي.
ويتألف المسجد من 10 غرف للدراسة وفي ساحته بحرة مصنوعة من حجر، وفيه مصلّى صيفي ومصلّى شتوي بسبب اتجاه المدرسة الجنوبي، فالشمس عند غروبها تصل أشعتها إلى المصلى الشتوي فتنيره وتدفئه في صلاة الظهر والعصر، وهذا نادر في مساجد العالم الإسلامي.
بقيت المدرسة على حالها حتى سبعينيات القرن العشرين، حيث تم ترميمها لأول مرة، وبقي من بنائها القديم الواجهة الجنوبية وبعض الجدر الداخلية وخاصة تلك الموجودة من الناحية الشمالية. وقد أعيد ترميم وتأهيل المدرسة سنة 2004، حيث أزيلت السدّة التي كانت في المصلّى الصيفي، وتم تقليص حجم البحرة. بقيت المدرسة على حالها وظلّت الدروس فيها حتى مطلع الحرب السورية سنة 2010، عندما ألغي التدريس فيها بشكل كامل، وبقي المسجد قائماً.