باب النصر، من أبواب دمشق المستحدثة في الجهة الغربية للسور الكبير، ولا علاقة له بأواب دمشق الرومانية السبعة الأصلية. لم يعد باب النصر موجوداً اليوم فقد أزيل منذ عام 1863 وكان موضعه عند مدخل سوق الحميدية. عُرف أيضاً بباب دار السعادة وباب السرايا وقد وصفه ابن عساكر بباب الجنان بسبب ما يليه من جنان وبساتين، وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السادس الهجري.
البداية
بني باب النصر في عهد السلاجقة في أواخر القرن الخامس الهجري، عندما قاموا بترميم سور دمشق مع الإبقاء على الأبواب الرومانية القديمة.
وقيد فُتح الباب ليكون قريب من قلعة دمشق التي شيّدت في عصرهم بهدف تخديم المناطق الشمالية الغربية من مدينة دمشق بعد أن أصبحت ذات أهمية كبيرة بسبب القلعة. وكان باب النصر ثالث باب حديث يُفتح في دمشق بعد باب الفرج وباب السلام.
في العصر الأيوبي والمملوكي والعثماني
أعيد العمل به في العهد الأيوبي بعد ترميم وتأهيل دفاعات دمشق الأمامية، مثل السور والقلعة، وقد أطلق عليه اسم “باب النصر” نسبة للسلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي. وفي عهد المماليك أصبح اسمه “باب دار السعادة” نسبة لدار السعادة، أو مركز حكم أمراء الدولة المملوكية في دمشق، القريب من باب النصر.
وفي عصر الدولة العثمانية سمّي بباب السرايا لأنه يفضي من داخل المدينة القديمة إلى السرايا القديمة التي أنشأها الوالي كنج يوسف باشا في ساحة المرجة بين الأعوام 1807-1810.
إزالة باب النصر
وقد بقي باب النصر قائماً حتى سنة 1863، عندما قام الوالي محمد رشدي باشا بإزالته لتوسيع مدخل سوق الحميدية. بعد سقوط الدولة العثمانية وإنشاء الحكم العربي في دمشق، أمر الملك فيصل الأول بتغيير أسماء الشوارع العثمانية، فأزيل اسم جمال باشا عن الشارع الممتد بين محطة الحجاز و مدخل سوق الحميدية وسمّي بشارع النصر، نسبة لباب النصر.