
بوابة الصالحية، أو ساحة يوسف العظمة، هي ساحة شهيرة وسط مدينة دمشق، يربط بينها وبين ساحة السبع بحرات شارع 29 أيار، ولا علاقة عقارية بينها وبين الصالحية القديمة الواقعة على سفح جبل قاسيون. فيها يقع مبنى محافظة دمشق، وهي ملاصقة لمنطقة البحصة ومجاورة لفندق الشام. وقد سُمّيت على اسم وزير الحربية يوسف العظمة الذي استشهد وهو يحارب الفرنسيين يوم 24 تموز 1920.
البداية
في نهايات القرن التاسع عشر، اشتد العمار في الصالحية، وكان يفصلها عن أحياء دمشق القديمة سلسلة من البساتين الخاوية، وكان يربط بينها طرق صغيرة ومتعرجة أنشأت في العهد العثماني.
وفي سنة 1903 فُتحت جادة رئيسية سمّيت بطريق الصالحية، تحوّلت مع مرور الوقت إلى مركز تجاري. مبتدأ جادة الصالحية كان من شمالي منطقة البحصة وكان امتداد الطريق النازل جنوباً مخترقاً الطرف الغربي من حيّ ساروجا.
أطلق على الطريق شمالي البحصة اسم “بوابة الصالحية،” وسمّيت الجادة بجادة الصالحية، علماً أنه لم يكن هناك بوابة في هذه المنطقة، وقد سمّيت بالبوابة رمزياً لكونها تؤدي إلى منطقة الصالحية الأصلية. ولما امتد العمار في هذه المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين، وشيّد من حولها محلّة الشهداء وشارع العابد، صارت يُعرف بالصالحية بعد أن أسقط الناس كلمة “بوابة” من اسمها.

تمثال يوسف العظمة
تعود قصة التمثال إلى الجالية السورية في مدينة ساو باولو بالبرازيل، عندما أطلق الدكتور خليل سعادة (والد أنطون سعادة) مبادرة أهلية لتمويل تمثال لوزير الحربية يوسف العظمة، شهيد معركة ميسلون. تجاوبت الجالية السورية مع هذه المبادرة وقامت بتنفيذ التمثال عن نحّات إيطالي.
وصل التمثال إلى دمشق في النصف الأول من العام 1938 وشُكّلت لجنة لاستلامه ووضعه في وسط بوابة الصالحية، مؤلفة من وزير الدفاع شكري القوتلي ووزير الخارجية فائز الخوري ونائب دمشق فخري البارودي. ولكن بعض المشايخ عارضوا هذه الفكرة، معتبرين أن التماثيل مرفوضة رفضاً قاطعاً في دين الإسلام.
نزولاً عند رغبتهم، وضع التمثال في حديقة هامشية في مبنى الأركان القديم، لكون العظمة شخصية عسكرية، وبقيت القاعدة التي أنشأت من أجله خاوية وسط بوابة الصالحية.
وظلّت الساحة من دون تمثال حتى سنة 1966 عندما وضع في وسطها تمثال للفلاح العربي، رمز ثورة حزب البعث. أمّا تمثال يوسف العظمة فقد تم نقله إلى مبنى الأركان الجديد في ساحة الأمويين، حيث تعرض لأضرار خلال القصف الإسرائيلي على العاصمة السورية خلال حرب تشرين سنة 1973.
وفي سنة 2007، نُقل تمثال الفلاح العربي إلى جوار مبنى اتحاد الفلاحيين، وفي مكانه وضع تمثال جديد ليوسف العظمة، واقفاً بلباسه العسكري وسيفه في غمده، عكس التمثال الأصلي الذي ظهر فيه يوسف العظمة رافعاً السيف في وجه الفرنسيين. ومع وضع التمثال الجديد، قامت محافظة دمشق بإعادة تأهيل الساحة وتم رصفها بحجر البازلت الأسود.

الساحة اليوم
تُعرف بوابة الصالحية لدى العوام اليوم بساحة يوسف العظمة أو بساحة المحافظة نسبة لمبنى محافظة دمشق في وسطها. ومن معالمها الحديثة بناء بنك عودة اللبناني وفندق الشام القريب منها والمُطل على تمثال يوسف العظمة.