جامع الدقاق أو جامع الكريمي، جامع مملوكي شيّد في بداية القرن الرابع عشر في محلة القبيبات في حيّ الميدن الفوقاني. نُسب إلى القاضي كريم الدين بن هبة الله، وكيل السلطان عام 1318، وكان موضعه على الجانب الشرقي لشارع الميدان، وشرقي التربة الرشيدية. استغرق بناؤه مدة عام كامل، وكان يخطب فيه شيوخ من ذوي المكانة العلمية الرفيعة. تعرض الجامع للهدم والترميم أكثر من مرة، وتم تجديده سنة 1931، وكانت آخر أعمال الترميم سنة 2007.
الطراز المعماري
للجامع أربع واجهات مبنية من الحجر، الأولى هي الشمالية محاذية للأبنية السكنية في الحي وتبدو منها المئذنة، والثانية الشرقية والتي يتوسطها مدخل الجامع الشرقي وله باب خشبي مستطيل تعلوه مظلة خشبية بارزة. الواجهة الثالثة هي الجنوبية وهي متناظرة في منتصفها كتلة المحراب البارزة وتتوزع عليها أربعة شبابيك مستطيلة متناظرة مغطاة بشبك معدني ويعلوها كذلك أربعة عشر شباكاً متماثلاً.
أما الواجهة الرابعة الغربية فتطل على شارع الميدان ويظهر منها المدخل الغربي للجامع والمدخل الرئيسي في حين أن معظمها مغطى بالمحلات التجارية.
بالنسبة للمدخل الغربي فله واجهة مبنية من الحجر البازلتي الأسود والكلسي الأبيض، ويحتوي على باب معدني كبير تعلوه لوحة حجرية بيضاء تحيط بها زخارف نباتية ونقشت بداخلها الآية “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً” مع تاريخ يشير إلى منتصف القرن التاسع عشر، ويفتح الباب على دهليز طويل في نهايته باب واسع يؤدي للرواق الغربي لصحن الجامع. أما المدخل الرئيسي فهو عبارة عن بهو في صدره باب خشبي ضخم يفتح على الرواق الغربي والذي تغطيه قبة ترتكز على دعامات مزخرفة وسقف خشبي يرتكز على عقود حجرية. وللجامع رواق شرقي مشابه للغربي مع بعض الاختلافات كوجود دهليز ودرج.
صحن جامع الدقاق مربع واسع تتوسطه بركة كبيرة حجرية ذات 16 ضلعاً، ورصفت أرضيته بالحجر البازلتي الأسود والكلسي الأبيض، ولمئذنة الجامع شكل مربع بسيط خال من الزخارف، ونرى في أعلى كل ضلع من أضلاعها نافذة ذات عقد نصف دائري، وتعلو إحداها شرفة المؤذن الخشبية المثمنة ويحيط بها إطار خشبي بسيط الزخارف وتغطيها مظلة خشبية أيضاً. أما المحراب الذي جدد في نهاية القرن التاسع عشر فهو مزين بالرخام وتعلوه لوحة مزخرفة كتبت فيها الآية “فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب”، وعلى يمينه منبر رخامي.