معالم دينية

تربة آراق السلحدار وجامع الصحابي صهيب الرومي

تربة وجامع في حي الميدان

واجهة التربة

تربة آراق السلحدار وجامع صهيب الرومي، هما تربة وجامع يقعان عند بداية الطريق العام المؤدي إلى حي الميدان التحتاني المعروف حالياً بمنطقة الجزماتية، المسجد قديم وموجود قبل وجود التربة ومعروف باسم مسجد الصحابي صهيب الرومي، ويعتقد أنه مبني في العصر السلجوقي لتشابه طراز بناء المئذنة مع مآذن مساجد دمشق السلجوقية.

أمر بإنشاء التربة الأمير آراق السّلحدار نائب السلطنة المملوكية بمدينة صفد في فلسطين لتكون مكاناً يدفن فيه بعد موته

يعتقد العوام أن الصحابي صهيب الرومي مدفون ضمن المسجد، ولكن في الحقيقة هو توفي في المدينة المنورة، يشغل المكان اليوم مستوصف خيري تابع لمديرية الأوقاف.

عمارة التربة

يتميز البناء بواجهة مرتفعة مطلة على الشارع الرئيسي، مبنية بمداميك متناسقة من حجارة متناوبة بيضاء وصفراء (مشهرة)، وبيضاء وسوداء (بلقاء). تمتاز كتلة الواجهة بتناظر معماري فريد، تتوسطها كتلة المدخل الرئيسي الذي يتوزع على جانبيه شباكان مستطيلان مغشىً كل منهما بمصبعات أصلية من الحديد.

المدخل الرئيسي مكون من حجر غائر متوج بعقد مدائني ثلاثي كُسِيت ريشتاه بصفوف من المقرنصات المتصاعدة ذات الدلايات، في حين زينت قمة العقد بزخارف إشعاعية بارزة بشكل محارة أو صدفة، وتشغل المساحة أعلى العقد  زخارف هندسية محفورة بشكل شريط ثنائي يمتد لينعقد فوق قمة العقد بشكل دائرة حليت بقطع من القيشاني التركوازي اللون التي تساقط قسم كبير منها، ويتوسط أسفل حجر المدخل فتحة باب الدخول التي يعلوها نقش عريض مُسَجَّلٌ عليه نقش كتابي يتضمن نص التأسيس للتربة واسم بانيها وتاريخ البناء وبعض أوقافها مكتوبة بالخط النسخي المملوكي بحروف متوسطة مع وجود النقط والحركات إضاقة لبعض الزخارف النباتية، وهي كالآتي:

السّطر الأول: “بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشا هذه التربة المباركـة العبد الفقير إلى الله آراق بن عبد الله السلحدار نائب”، أما السّطر الثاني: “السلطنة الشريفة بصفد المحروسة، كان مملوك مولانا السلطان الملك الناصر محمد الشهيد بن الملك المنصور قلاوون”، السّطر الثالث: “تغمّده الله برحمته وأوقف عليها الحصة من بستان مليك والطبقة والإسطبل والحوانيت وذلك في شهور”، السّطر الرابع: “سنة خمسين وسبعمائة أحسن الله عاقبتها وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين”

عند الدخول إلى البناء عبر الباب الرئيسي، يفضي مباشرة إلى دهليز عريض له ثلاثة أبواب:

الباب عن يمينك (أي إلى الجهة الشماليّة) يفضي لغرفة مربعة كبيرة كانت مدفناً للأمير آراق السلحدار، يقال أنه كان يعلوها قبة قديماً ثم تم إزالتها ليحل مكانها سقف، لحين أعادت مديرية الآثار والمتاحف بناءها.

الباب عن يسارك (أي إلى الجهة الجنوبية) فهو يفضي لغرفة مماثلة تماماً لغرفة المدفن والتي كان يعلوها أيضاً قبة تم إزالتها، والتي أصبحت حالياً مصلى للنساء والذي يحتوي على محراب في جداره الجنوبي، أعادت مديرية الآثار والمتاحف بناء القبة حديثاً.

الباب الثالث في صدر الدهليز والذي يعلوه عقد نصف دائري فيوصل مباشرة إلى مساحة مربعة مغطاة بسقفٍ خشبيٍّ مستوٍ يفتح بجدارها الجنوبي إيوان مغطّى بسقفٍ مستوٍ يطلّ عليها بعقد نصف دائري من الحجر الأبلق، ويفتح بصدره محرابٌ مجوفٌ به عمودان رخاميان مدمجان يحملان عقداً نصف دائري، وبجانبه فتحتا شباك علوي وسفلي يطلان على صحن جامع سيدي صهيب الملاصق.

الدهليز

الترميمات

هناك معلومات قليلة عن تجديده بالعصر الأيوبي إبان حكم الملك الأيوبي (المعظم) ملك دمشق عيسى بن سيف الدين بن أبي بكر بن أيوب. كما أدخلت مديرية الآثار والمتاحف التربة ضمن مشروع ترميم متكامل يضم مسجد صهيب الرومي ومقامه والسبيل الملحق به، بدأت نتائجه تظهر بإعادة بناء القبتين بالكامل على طرازهما الأصلي.

لوحة الترميم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !