رضا بن أحمد الصلح (1861-1935)، سياسي لبناني تقلّد مناصب إدارية رفيعة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ثم انتُخب نائباً عن بيروت في مجلس المبعوثان عام 1908. بعد تحرير سورية من الحكم العثماني، انتُخب عضواً في المؤتمر السوري العام، وعُيّن وزيراً للداخلية في حكومة رضا الركابي، ثم رئيساً لمجلس الشورى لفترة وجيزة دامت ثلاثة أيام. عاد إلى منصبه الوزاري في حكومة هاشم الأتاسي، التي شهدت معركة ميسلون وسقوط الحكم الفيصلي في سورية. هو والدَ رياض الصلح، رئيس وزراء لبنان، وجدَّ الأمير الوليد بن طلال (ابن علياء الصلح).
البداية
وُلد رضا الصلح في صيدا، وكان والده أحمد باشا أحد أبرز السياسيين في عصره، بينما كان جده حسن تقي الدين الحصني مفتي دمشق في أربعينيات القرن التاسع عشر. تلقى تعليمه في مدارس صيدا، ثم التحق بالعمل الإداري عام 1880 كاتباً في ديوان ولاية بيروت. وفي أيار 1883، عُيّن مديراً لناحية صيدا، حيث أشرف على بناء أول مدرسة حكومية في النبطية.
المناصب الإدارية
تدرج في السلم الوظيفي بين عامي 1885 و1900، فتولى مناصب قائمقام في صيدا والمرقب ومرجعيون وصور، ثم عُيّن في مدينة إصلاحية بجنوب الأناضول، قبل أن يعود إلى صيدا مرة أخرى في 23 تموز 1898. وفي 9 تشرين الأول 1900، نُقل إلى بعلبك، ثم أصبح متصرفًا لكربلاء عام 1902، فسالونيكا في اليونان (معقل جمعية الاتحاد والترقي السرية). استُدعي إلى إسطنبول لمقابلة السلطان عبد الحميد الثاني، وفي 11 نيسان 1907، عُيّن متصرفًا لمدينة بروزة اليونانية.
بعد انقلاب 1908، انتُخب نائباً في مجلس المبعوثان، وحضر الجلسة الافتتاحية في 17 كانون الأول. اختلف مع سياسة جمعية الاتحاد والترقي وعارض حملة التتريك حتى أصدرت السلطات العثمانية أمراً باعتقاله في آب 1915. واجه الجنود الأتراك بمقاومة شرسة، وطعن أحدهم بسكين، فسجنه جمال باشا (قائد الجيش الرابع العثماني في سورية)، ثم نُفي مع أسرته إلى الأناضول، حيث بقي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918.
في عهد الملك فيصل
بعد سقوط دمشق بيد القوات العربية عام 1918، بايع رضا الصلح الأمير فيصل بن الحسين، وعُيّن حاكماً لصيدا. ترشح لعضوية المؤتمر السوري العام وفاز بمقعد نيابة بيروت عام 1919، بينما مثل ابنه رياض صيدا وابن عمه عفيف صور. اتسمت الحكومة السورية الجديدة بالكثير من الشخصيات غير سورية، مثل المستشار نوري السعيد (العراقي)، ورئيس مجلس الشورى العسكري ياسين الهاشمي (العراقي)، ووزير الخارجية سعيد الحسيني (الفلسطيني).
في 99 آذار 1920، اختاره الفريق رضا الركابي وزيراً للداخلية في أول حكومة تشكلت بعد تتويج فيصل ملكًا. ثم صدر قرار بتعيينه رئيساً لمجلس الشورى في 3 أيار 1920، لكنه عاد سريعاً إلى منصبه الوزاري بعد يومين وبقي فيه حتى سقوط الحكم الفيصلي إثر معركة ميسلون في 24 تموز 1920.
الوفاة
عاد رضا صيدا إلى صيدا وبقي فيها حتى وفاته عام 1935.
المناصب
وزير الداخلية (9 آذار – 26 تموز 1920)
- سبقه في المنصب: رشيد طليع
- خلفه في المنصب: عطا الأيوبي
رئيس مجلس الشورى (3-5 أيار 1920)
- سبقه في المنصب: عبد القادر مؤيد العظم
- خلفه في المنصب: علاء الدين الدروبي