الشيخ رسلان، مسجد وزاوية صوفية وتربة تقع خارج منطقة باب توما من الشرق، بجوار نهر عقربا، لا يعرف تاريخ بناءها على وجه التحديد ويرجع إلى أنها بنيت في العصر السلطان نور الدين زنكي منتصف القرن السادس الهجري. وكان الشيخ رسلان الدمشقي قد أتخذ زاوية ورباطاً عند الخيمة التي نصبها خالد بن الوليد يوم دخوله دمشق، وقد ظلّ يقيم عندها حتى وفاته، فعرفت باسمه من يومها. وللشيخ رسلان مكانة كبيرة في دمشق وقد أسس مسجده عند سور دمشق الشرقي، وفيه تشكلت خلايا مقاومة ضد الصليبين.
الوصف المعماري
بُنيت مشيدة الشيخ رسلان على الطراز المملوكي، وكانت تتميز ببوابتين مرتفعتين معقودتين بالمقرصنات. كانت البوابة اليمنى مؤطرة بمقرصنات مربعة مزخرفة، يمر من أسفلها شريط مزرر، وفوق هذه البوابة قبّة ملساء مدببة مطلية باللون الأخضر ترتاح فوق رقبة مضلعة بطبقة واحدة تشكلها ثمانية أضلاع مزينة بأربع نوافذ توأم ضمن قوس، وهي بهذا تشبه رقبة تربة الأمير بدر الدين حسن المجاورة له.
أما البوابة اليسرى فبنفس ارتفاع وشكل البوابة اليمنى، إلا أنها تتميز باحتوائها لحشوة مربعة هندسية الزخارف يمر من أسفلها نفس الشريط المزرر المار عبر البوابة اليمنى، وعلى طرفي هذه البوابة حشوتان مستديرتان مزررتان تليهما إلى اليمين حشوة مربعة زخرفية أخرى فقدت كثيراً من تفاصيلها، وترتفع فوق هذه البوابة مئذنة بسيطة.
داخل زاوية الشيخ رسلان
كما تضم المشيدة حرم المسجد الكبير وفيه محراب ومنبر وحجرة تضم ثلاثة أضرحة، الأوسط هو ضريح الشيخ رسلان بن يعقوب بن عبد الله الجعبري الدمشقي النجار، أما الضريح الجنوبي فيضم أبو عامر المؤدب وهو معلّم الشيخ رسلان. أما الضريح الثالث فهو لأبي المجد، خادم الشيخ رسلان وفيه أيضاً ضريح إبراهيم بن عبد العزيز السندي خادم الضريح. كما دفن فيها الشيخ أحمد الحارون استناداً إلى الكتابة التوثيقية فوق الباب الأيمن، وكان آخر من دفن فيها الشيخ محمد صالح الفرفور.
تجديد الزاوية
جددت المشيدة في أواخر العهد المملوكي وأضيف إليها بالحجر الأبلق، ثم في أواسط القرن الحادي عشر الهجري، وأخيراً سنة 1988، حيث أكملت جدرانها في أعلاها بالمداميك الحجرية ذات اللونين المتناوبين الأبيض والأسود، بحيث زاد ارتفاع واجهتها عن ارتفاع البوابتين بمدماك واحد.