
شاكر مصطفى (1921-1997)، باحث ومؤرخ وأستاذ جامعي، لُقب بأديب المؤرخين ومؤرخ الأدباء. عمل في الحقل الدبلوماسي ومثل سورية في عدة دول منها مصر والسودان والبرازيل، وكان وزيراً للإعلام سنة 1966.
وهو أحد مؤسسي جامعة الكويت وله مؤلفات وأبحاث تاريخية عدة عن الدولة العباسية وعن صلاح الدين الأيوبي وعن الأندلس، إضافة لأبحاث كثيرة عن تاريخ مدينة دمشق.
البداية
ولِد شاكر مصطفى في أسرة فقيرة وصغيرة وكان والده يعمل سمّاناً في دمشق وعمومه يعملون بالزراعة في غوطتها الشرقية. دَرَس في مدارس دمشق وحصل على منحة للدراسة في مصر، حيث أتم تحصيله العلمي في جامعة الملك فؤاد الأول في القاهرة.
تفوق في دراسة التاريخ وكانت إدارة الجامعة المصرية تريد إرساله إلى جامعة أكسفورد للتخصص ولكن الحكومة السورية رفضت وأصرت على عودته ليكون مُدرّساً في ثانويات درعا جنوب البلاد. التحق بعدها بالتدريس الجامعي في دمشق وأصبح أميناً للجامعة السورية في منتصف الخمسينيات.
العمل الدبلوماسي
وفي سنة 1956 عينه الرئيس شكري القوتلي مُلحقاً ثقافياً في مصر ومن ثمّ قائماً بأعمال السفارة السورية في السودان. وعند قيام الوحدة السورية المصرية سنة 1958 عُين الدكتور شاكر مصطفى سفيراً في بوغوتا عاصمة كولومبيا حتى سنة 1961.
وفي زمن الانفصال (1961-1963)، أصبح شاكر مصطفى قنصلاً في البرازيل، وفي عهد البعث، عُيّن وزيراً للإعلام في حكومة صلاح البيطار، ولكن هذا المنصب لم يستمر إلّا شهر ونيّف، من 1 كانون الثاني وحتى انقلاب 23 شباط 1966، عندما تم الإطاحة بالبيطار وحكومته من قبل اللواء صلاح جديد.
في جامعة الكويت
ترك شاكر مصطفى العمل الحكومي من بعدها وعاد إلى مهنة التدريس، ولكن في دولة الكويت هذه المرة وليس في دمشق، حيث دُعي ليكون أحد مؤسسي جامعة الكويت. عمل ضمن هيئتها التدريسية طوال واحد وثلاثون سنة، وضع خلالها أهم كتبه وأبحاثه مثل “دولة بني العباس” (1973)، مدينة للعلم: آل قدامة والصالحية (1982)، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني (1988)، وكتاب تاريخنا وبقايا صور (1989).
مؤلفاته
في مطلع حياته المهنية، وضع الدكتور شاكر مصطفى عدداً من المؤلفات في دمشق، كان من بينها حضارة الطين (1955) وفي التاريخ العباسي (1957). وبعد العودة من الكويت، نشط في التأليف مجدداً في دمشق، ووضع مؤلفات هامة مثل الأندلس في التاريخ (1990)، المظلومون في التاريخ (1995)، المكتشفون في التاريخ (1996)، بين الأدب والتاريخ (1996)، من ذكريات الغزو الفرنجي: وجوه من العهد الصليبي (1996)، صلاح الدين: الفارس المجاهد والملك الزاهد المفترى عليه (دمشق 1998)، وفي التاريخ الشامي (1998).
وله كتاب موسوعي بعنوان التاريخ العربي والمؤرخون: دراسة في تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام، صدر باربعة أجزاء في بيروت خلال السنوات 1978-1993. وجاء بعده موسوعة دول العالم الإسلامي التي صدرت في بيروت أيضاً في مطلع التسعينيات.
الوفاة
توفي الدكتور شاكر مصطفى في دمشق عن عمر ناهز 76 عاماً سنة 1997.