فندق فكتوريا، أول فندق ضخم عرفته مدينة دمشق، شيّده الوجيه أحمد عزت العابد على ضفاف بردى سنة 1879 استعداداً لاستقبال ملكة بريطانيا فكتوريا التي رغبت بزيارة دمشق، فسُمي تيمناً بها. لكن الزيارة لم تتم بسبب مرض الملكة، وبقي الفندق محتفظاً باسم الملكة ثم سمي “فندق قصر الرشيد،” حتى أزيل في منتصف القرن العشرين وظهر مكانه بناء الحايك التجاري. واستمرت المنطقة بأكملها تعرف بإسم “فكتوريا” حتى اليوم، بما فيها من جسر ومبانٍ ومحلات تجارية مختلفة.
تميز فندق فكتوريا بطراز أوروبي في الواجهة الخارجية، ومزيج من العمارة الأوروبية والشرقية في الداخل بما يخص النوافذ والزخارف والأسقف والأعمدة وغيرها. تألف من ثلاثة طوابق، وسقف هرمي قرميدي، واعتبر من أجمل مباني دمشق حينها، وجهز بأحدث التجهيزات والمعدات المتوافرة في ذلك الوقت.
أشهر النزلاء
استقبل فندق فكتوريا العديد من الشخصيات المهمة وزواراً عرباً وأجانب، بعضها كان يقيم فيه أو يعقد اجتماعات في أجنحته. من أبرز هؤلاء كان جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع، الذي اتخذ من فندق فكتوريا مقراً له في زمن الحرب العالمية الأولى، وكذلك فعل خليفته جمال باشا المرسيني. وفي أعقاب الانسحاب العثماني عن دمشق سنة 1918، نزل في الفندق كل من الجنرال إدموند ألنبي، قائد الجيش البريطاني في الشرق الأوسط، وممثله العسكري توماس لورنس. وفي بهو الفندق عقد لورنس اجتماعه الشهير مساء 1 تشرين الأول 1918 وعزل فيه الأمير سعيد الجزائري عن حكم المدينة.