
قتيبة الشهابي، (1934 – 17 شباط 2008) طبيب أسنان ومؤرخ ومصور ورسام وأستاذ جامعي سوري، من مواليد مدينة دمشق.
والده الأمير أحمد الشهابي الذي كان أحد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق، حيث كان طوال فترة الثورة رئيساً لمحكمة الاستقلال في قرية «الحتيتة» في الغوطة الشرقية، والذي عانى طويلاً مرارة النفي واللجوء إلى شرقي الأردن حتى صدور العفو عن الثوار من قبل سلطات الانتداب الفرنسي. ثم سكن الأمير أحمد والد قتيبة مدينة الحسكة، حيث كان قاضياً (نائب عام)، ثم عمل محامياً.
دراسته
درس الدكتور قتيبة الشهابي المرحلة الابتدائية في مدرسة دوحة الأدب أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا حيث كان مدرسوه عرباً في تلك المدرسة التي أسست خصيصا للرد على المدارس الفرنسية آنذاك.
أحب الشهابي التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، فاقتنى أول كاميرا وكان ثمنها آن ذاك ليرة سورية واحدة، فبدأ بممارسة الهواية حتى أصبح محترفاً.
أما في الإعدادية فقد أضاف إلى جعبة هواياته هواية المطالعة وكتابة القصة، وقد فاز بمسابقة القصة التي أجرتها “مجلة عصا الجنة” لصاحبها الأديب نشأت التغلبي.
وبالرغم من أن والد الدكتور الشهابي كان محامياً، لم يسمح له بدارسة الحقوق بعد نيله شهادة الثانوية العامة في الفرع الأدبي. فما كان من الشهابي إلا أن يختار دراسة طب الأسنان، وكان في ذاك الوقت مسموحاٌ لحملة الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي بأن يدرسو طب الأسنان في سوريا. بالرغم من ذلك، لم يحب الشهابي أبداٌ طب الأسنان، فكان في أول شهر من الدراسة يبكي لعدم فهمه شيئاً من المنهج. ولكن بتصميمه وقوة إرادته، خاض سنين الدراسة الجامعية والدراسات العليا وأصبح من المميزين بعمله بشهادة زملائه ومرضاه.
أنا لا أخشى الموت، أنا أقهره بالعطاء والإبداع، وكل إنجاز جديد لي يعطيني يوماً جديداً آخر، ولقد مشيتُ في طريق اخترته بكل رضاي، وكانت شجرتي خصبة وأعتز بثمارها.
سيرته المهنية
بدأت رحلته بالبحث التاريخي والتوثيق بالصور حينما كلفته وزيرة الثقافة – حينها – الدكتورة نجاح العطار في العام 1985 بالبحث التاريخي عن مدينة دمشق. واجه الشهابي العديد من الصعوبات في البحث بسبب قلة المصادر وقلة التوثيقات الخاصة بالأحداث التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق.

فنزل الشهابي إلى قلب المدينة القديمة، واشتمل أول إصداراته “دمشق تاريخ وصور” على أكثر من 500 صورة لمعالم دمشق، قديمها وحديثها، وأكثر من عشرين خريطة لها، وصور لشخصيات وطنية وأجنبية ولأنشطة الحياة اليومية والاجتماعية، وقد عُدّ الكتاب يومها “بيبلوغرافيا” مصورة تعيد النبض والألق للقسمات الدمشقية الجميلة.
كان الشهابي يغيب شهوراً يمضيها في الطواف بمكتبات الأسواق والمدارس والجوامع، لينبش في رفوفها الكتب المهترئة، والمخطوطات المنسية فيهذّبها وينفض عنها الغبار ويعكف عليها بحثاً وتنقيباً، وصوّر ذلك كله وسجّله بطريقة علمية وفنية، ثم شرع في مرحلة ثانية من البحث جال فيها على طائفة من المعمّرين ودوّن رواياتهم المخزونة في الذاكرة، وانطلق متأبطاً “كاميرته” إلى الأوابد والمعالم العمرانية بدمشق، وأخذ طوال شهور يصوّر الأسواق والحارات الضيقة والبيوت الدمشقية، التقط بعينه الفاحصة وعدسته الأمينة كل التفاصيل الجميلة.
قتيبة الشهابي الفنان الذي حمل دكتوراه في جراحة الأسنان من لندن، كان أستاذاً أكاديمياً متميزاً في كليتي الفنون الجميلة وطب الأسنان، وكان المؤرخ الذي وثق لصمود دمشق أمام الغزاة في كتابه “صمود دمشق أمام الحملات الصليبية” ولغنى دمشق الديني ووحدتها الوطنية في كتابيه “مآذن دمشق تاريخ وطراز” و”أديرة وكنائس دمشق وريفها”.
كما استحضر أصوات أهل الشام في كتابه “طريف النداء في دمشق الفيحاء” وعيون الرحالة الذين زاروها في كتابه “دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين”.
مناصب وخبرات
- عضو في الهيئة التعليمية في كلية طب الأسنان – جامعة دمشق (1963-1994)
- أستاذ التشريح الفني في كلية الفنون الجميلة – جامعة دمشق
- عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق
- عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب
- متخصص بالتصوير الضوئي من لندن
- خبير ثقافي في وزارة السياحة
- مستشار وزير السياحة (2000-2007)
- عضو هيئة تحرير مجلة دليل السائح
- عضو لجنة تسميات الشوارع في دمشق
مؤلفاته
كتب قتيبة الشهابي 27 مؤلفاً مطبوعاً، ستة منها مؤلفات علمية تتضمن أربعة كتب جامعية تدرس في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق بالإضافة إلى معجمين إنكليزي – عربي عن مصطلحات طب الأسنان والمصطلحات الطبية. كما يوجد سبع عشرة مؤلفاً من مؤلفاته في مكتبة الكونغرس الأمريكي.
في مجال التاريخ والتراث والآثار:
- دمشق تاريخ وصور
- هنا بدأت الحضارة (سورية تاريخ وصور)
- أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية
- مآذن دمشق تاريخ وطراز
- معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية
- مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية
- معالم دمشق التاريخية
- أبواب دمشق وأحداثها التاريخية
- زخارف العمارة الإسلامية في دمشق
- النقوش الكتابية في أوابد دمشق
- دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين
- طريف النداء في دمشق الفيحاء
- صمود دمشق أمام الحملات الصليبية
- معجم دمشق التاريخي (ثلاثة أجزاء)
- الطيران ورواده في التاريخ الإسلامي
- نقود الشام
- عباقرة وأباطرة من بلاد الشام
- أديرة وكنائس دمشق وريفها
- أضرحة آل البيت والمقامات الشريفة في سورية (بالعربية والفارسية)
- معجم المواقع الأثرية في سورية
- تاريخ ما أهمله التاريخ
وفاته
توفي في 17 شباط 2008 عن عمر ناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع مرض السرطان.