أعلام وشخصياتعلماء ورجال دين

محمد بهجت البيطار

عالم وفقيه وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق

الشيخ محمد بهجت البيطار
الشيخ محمد بهجت البيطار

محمد بهجت البيطار (10 آذار 1894 – 29 أيار 1976)، عالم وفقيه ومجدد، كان أحد  مؤسسي نهضة التعليم في السعودية إضافة لكونه عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق.

البداية

ولد محمد بهجت البيطار في دمشق وهو سليل أسرة عِلمية عريقة من حيّ الميدان، وكان جدّه الشّيخ عبد الرزاق البيطار من أشهر علماء بلاد الشّام في القرن التاسع عشر. دَرَس في المدرسة الريحانية وفي المدرسة العازارية في منطقة باب توما، وتعلّم على يد علماء عصره ومنهم الشّيخ جمال الدين القاسمي والشّيخ بدر الدين الحسني، المحدث الأكبر في بلاد الشّام. بدأ حياته إماماً في جامع القاعة في الميدان خلفاً لوالده، وفي سنة 1917 تولّى الخطابة والتدريس في جامع الدقاق.

عمله في الحجاز

عينته وزارة المعارف السورية أستاذاً في مدارس الميدان الابتدائية سنة 1921، وبعدها بخمس سنوات تم إرساله إلى السعودية لحضور المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة. لفت الشّيخ البيطار انتباه الملك عبد العزيز آل سعود الذي طلب منه البقاء في الحجاز للمشاركة في تأسيس معهدها العلمي الشرعي.

وقام الملك السعودي بتعيينه عضواً في المحكمة الشرعية ومفتشاً عاماً على التربية ثم عضواً في مجلس معارف المملكة العربية السعودية. ظلّ الشّيخ البيطار متنقلاً بين مكة والرياض وجدة حتى سنة 1931 عندما توجه إلى لبنان للتدريس في مدرسة المقاصد الخيرية في بيروت، بعد إتمام جميع المهام الموكلة إليه في السعودية.

العودة إلى دمشق

وفي سنة 1936 انطلق الحكم الوطني في سورية بعد وصول هاشم الأتاسي إلى رئاسة الجمهورية وانتخب صديقه فارس الخوري رئيساً لمجلس النواب. دعاه الرئيس الخوري للعودة إلى دمشق واستئناف عمله في التدريس، فلبى الشيخ البيطار النداء وعاد إلى سورية مُدرّساً لمادة “الجوانب الأدبية من القرآن الكريم” في دار المعلمين.

ولكن الملك عبد العزيز طلب منه الذهاب إلى السعودية مجدداً لتأسيس دار التوحيد في مدينة الطائف. وقد تواصل الملك مع الرئيس شكري القوتلي لهذا الأمر فقام الرئيس السوري بإرسال الشّيخ البيطار إلى السعودية حيث بقي مقيماً فيها طيلة ثلاث سنوات.(1)

وعند عودته إلى سورية عُيّن عضواً في الهيئة التدريسية في جامعة دمشق سنة 1947، متخصصاً بمادتي التفسير والحديث. وقد عمل في هذه المرحلة على التأليف والنشر ونشط في مجمع اللغة العربية الذي كان قد انتُخب عضواً فيه منذ عام 1923.

المؤلفات

وضع الشيّخ البيطار عدداً من الدراسات الدينية في حياته، ومنها “نقد عين القرآن” (دمشق 1913)، “نظرة في النفحة الزكية” (دمشق 1922)، “قواعد التحديث في فنون مصطلح الحديث لجمال الدين القاسمي – تحقيق” (دمشق 1925)، “تفسير سورة يوسف” (دمشق 1939)، حياة شيخ الإسلام إبن تيمية (دمشق 1972)، و”الثقافتان الصفراء والبيضاء” (دمشق 1974). وقد نُشر كتابه الإنجيل والقرآن في الميزان في بيروت سنة 2014 بعد سنوات طويلة على وفاته. وقد وضع الشّيخ البيطار كتاباً عن تجربته في الحجاز، حمل بعنوان الرحلة النجدية الحجازي الذي صدر في دمشق سنة 1966.

 الوفاة

توفي الشّيخ محمد بهجت البيطار في دمشق عن عمر ناهز 82 عاماً يوم 29 أيار 1976.

المصدر
1. مروان البواب. أعلام مجمع اللغة العربية بدمشق في مئة عام 1919-2019 (مجمع اللغة العربية، دمشق 2019)، 107-110

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !