مدرسة الفرنسيسكان (دار السلام) في دمشق، مدرسة مختلطة بمرحلة التعليم الأساسي فقط، وللإناث في المرحلة الثانوية تقع في شارع الشعلان التجاري بقلب المدينة.
وهي من المدارس المتفوقة عبر تاريخها في دمشق، يعود اسم “دار السلام” إلى “رهبان الفرنسيسكان” الذين سموا هذه المدرسة نسبة إلى القديسة جان دارك بالفرنسية (Jeanne dArc)، المقاومة الفرنسية التي استطاعت تحرير مدينة “أورليانز” الفرنسية من براثن الاحتلال الانكليزي عام 1429، وأحرقت حية بقرار من محكمة الاحتلال وهي في /19/ من عمرها، وقد تم إعطاؤها لقب قديسة عام 1920.
تاريخ البناء
يعود تاريخ هذا البناء إلى عام 1925 حيث بني على مراحل؛ القسم الأول منه– الذي يضم الباب الرئيسي- كان عبارة عن “دير للراهبات”؛ يحتوي على سكن للأخوات وكنيسة وميتم للأطفال، ثم توسع البناء شرقاً وغرباً ليلحق بالدير مدرسة ضمت قسمين داخلي وخارجي.
ظل الدير مرتبط بالمدرسة؛ يداران من قبل الراهبات إلى عام 1968، حيث جرى تأميم المدرسة وفصل المدرسة عن الدير، وأصبحت المدرسة تدار من قبل مديرية تربية دمشق، أما الدير والكنيسة الموجودة فيه فبقيت “للراهبات الفرنسيسكان”. مدرسة دار السلام الخاصة ظلت إلى عام 1968 تدرس المراحل الدراسية التي تبدأ من الحضانة إلى الشهادة الثانوية بالمنهاجين السوري والفرنسي، والطلاب الذين يدرسون المنهاج بهاتين اللغتين كانوا يحصلون على الشهادتين الاعدادية والثانوية من وزارتي التربية السورية والفرنسية على حد سواء. كما أن المدرسة التي أديرت من قبل الراهبات في السابق، ما تزال تستعين بخبرتهن إلى اليوم، خاصة فيما يتعلق باللغة الفرنسية وبعض المواد الأخرى.
“دير الفرنسيسكان” في دمشق هو الدير الثاني في سورية بعد “دير الفرنسيسكان” في حلب الذي بني عام 1912 في أواخر عهد العثمانيين، حيث ضم “دير فرنسيسكان دمشق” أربعين راهبة عندما افتتح عام 1925، ولكن عددهن الآن لا يتجاوز ست راهبات، ويوجد علاقات تعاون إلى اليوم تجمع المدرسة مع الراهبات اللاتي يتقن اللغة الفرنسية.
أقسام البناء
يقسم بناء “مدرسة دار السلام” إلى أقسام تضم المراحل التعليمية المتعاقبة من الروضة إلى الثانوي، وتنحصر الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية بالإناث، وهي مكونة من ثلاث طوابق أساسية، وسكن علوي للطالبات، ويمكن تمييز البناء الأصلي والأقسام التي ألحقت به فيما بعد من أجل التوسع، ورغم الانفصال بين المدرسة والدير إلا أن الكثير من الأبواب والغرف ما تزال متداخلة بشكل توءمي فيما بينهما.

المدرسة تضم /47/ صفاً لكافة المراحل التعليمية، وتتسع لحوالي /2000/ طالب وطالبة، معظمهم من المرحلة الابتدائية، والمدرسة تعتبر بحد ذاتها تحفة عمرانية، تعد من أهم معالم “حي الحبوبي“، الذي يعتبر باكورة الأحياء التي نظمت على أساس المخطط الفرنسي لدمشق خلال فترة الانتداب.
أبرز خريجي المدرسة
- سلمى الحفار الكزبري، أديبة سورية.