منى كردي (2 تشرين الأول 1946)، إعلامية سورية من حلب ومن أبرز أصوات إذاعة دمشق ووجوه التلفزيون السوري في سبعينيات القرن العشرين. قدمت نشرة الأخبار باللغة الفرنسية وبرامج عدة كان أشهرها نجوم وأضواء الذي واكب مرحلة انتقال التلفزيون من الأبيض والأسود إلى البث الملون.
البداية
درست منى الكردي في مدرسة الفرانسيسكان (دار السلام حالياً) وتخرجت في جامعة دمشق حاملة شهداة باللغة الفرنسية. تعاونت مع عميد كلية الأدب الفرنسي الدكتور بدر الدين القاسم، الذي خصص لها ولزميلاتها غرفة للقيام ببعض الأنشطة الثقافية، كتنظيم معارض للكتب والرسم والنحت.
العمل في إذاعة دمشق
دخلت العمل الإعلامي عبر إذاعة دمشق سنة 1968 وعينت محررة ومذيعة لنشرات الأخبار ومعدة ومقدمة برامج باللغة الفرنسية. أول برنامج لها كان بعنوان “ما يطلبه الجمهور” من الأغاني الأجنبية، وبعده برنامج “امرأة أين أنت الآن” الثقافي. غطّت الشؤون العالمية في الصحف العربية، وقدمت بعدها برنامج “سورية اليوم،” ثم برنامج “قصة الأسبوع.” تقول منى كردي عن دخولها الوسط الإعلامي:
هذا الدخول حصل عن طريق صديقة لي تدعى هدى نحاس، وحين تقدمت إلى هذا العمل كان أهلي مسافرين واعتبرت أنه من الممكن أن أقنعهم بقبول هذه الوظيفة التي لم تكن مقبولة في الوسط الاجتماعي في ذلك الوقت. وبعد عودة الأهل كان هناك نقاش طويل واختار لي والدي وظيفة بالبنك التجاري السوري (علاقات عامة) لفترة تجريبية مدتها ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة كنت أذهب إلى البنك في الصباح، ومن بعدها إلى الجامعة، ثم الإذاعة. وكان العمل مضنيا جسدياً وفكرياً إضافة إلى الضغوطات الاجتماعية. بالنهاية وبعد نقاش موضوعي مع الأهل اخترت الإذاعة وساعدني أهلي على نجاح اختياري.
الأخبار الفرنسية
ومع بداية حرب تشرين سنة 1973 كان هناك حاجة لنشرة أخبار باللغة الأجنبية، تولّت منى الكردي مهمة تحريرها وتقديمها عبر أثير إذاعة دمشق. وعن تلك الفترة تقول:
وفي اليوم التالي للحرب قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون وكنا داخل المبنى. طلب منا نحن النساء حينها إخلاء المبنى وتأجيل عملنا. لكننا نحن في القسم الفرنسي وكنا جميعاً من النساء إلا شاب واحد، فكيف يتناوب على العمل بمفرده 24 ساعة؟ طلبنا أنا وزميلي محمود الخاني من الإدارة الاستمرار لأنه يفترض ممن هم خارج دمشق أن يعرفوا أننا بحالة جيدة وأن القصف لم يؤثر علينا، وأذكر يومها نفضنا قطع الزجاج عن الكراسي التي سنجلس عليها أثناء التصوير.
بداية الشهرة
في بداية العام 1974 سافرت منى الكردي إلى هولندا لاتباع دورة عن إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية، ومع نهاية العام دخلت عالم التلفزيون بالإضافة إلى عملها الإذاعي. كانت البداية من خلال برنامج منوع عن الفلكلور العالمي، جاء بعنوان “أنغام من العالم” وقد قدمته مع زميلها حكمت الصبّان. وكان أسامة الروماني أول مخرج عملت معه في برنامج “فلاش” قبل سفره إلى الكويت، ثم المخرج عماد اليافي في برنامج “أنغام وصور.” من أشهر برامجها كان برنامج نجوم وأضواء، قابلت من خلاله فنانين كبار مثل عمر خورشيد وداليدا، وشخصيات سياسية مثل الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان وخليفته فرانسوا ميتران، بالإضافة إلى لقاءات مع أدباء كبار منهم كوليت خوري ونزار قباني.
الهجرة ومن ثم العودة إلى سورية
هاجرت منى الكردي إلى إسبانيا للزواج سنة 1988 وظلّت تعمل مع التلفزيون السوري كمراسلة للألعاب الأولمبية في برشلونة سنة 1992. طلب منها تقديم برنامج ثقافي عربي من مدريد وعملت بعدها مراسلة لتلفزيون الكويت. وعندما أصبح عمر ابنها كمال ست سنوات قررت العودة معه إلى دمشق ليتعرف على جذوره ويتعلم اللغة العربية. جربت نفسها في برنامج جديد عن عيد الميلاد وقدمت مقابلة مع منوعات للفنان اللبناني وديع الصافي، إلا أنها لم تعد تجد نفسها في الإعلام وخافت من تكرار نفسها بانتقلت إلى العمل الإنساني عبر منظمة الهلال الأحمر ورئيسها عبد الرحمن العطار الذي عيينها مستشارة للاجئين العراقيين ودراسة احتياجاتهم بعد عزو العراق عام 2003. ومنذ عام 2015 عملت كمستشارة اجتماعية، ثم مديرة مشروع اللاجئين، ولاحقاً الناطقة الرسمية للمنظمة حتى عام 2018.