أحمد عزت بن سليم الأستاذ (1865 – 18 آب 1959) محام سوري من دمشق، عَمِل في مكتب السّلطان عبد الحميد الثاني وعند تنحية الأخير عن الحكم سنة 1909، سمّي سكرتيراً لشقيقه السلطان محمد رشاد الخامس. أسس نادي الموسيقى السوري سنة 1928 وشارك في تأسيس معهد الموسيقى الشرقي مع نائب دمشق فخري البارودي عام 1950.
البداية
ولِد أحمد عزّت الأستاذ بدمشق ودَرَس في مدارسها وفي معهد الحقوق في إسطنبول. تعاطف مع القضية الأرمنية وفي إحدى جولاته على مراكز إيواء الأرمن في حماة، تعرف على فتاة أرمنية مجهولة القيد وتزوجها. أسلمت على يده وأطلق عليها اسم “حسنية،” وعاشت معه حتى وفاتها سنة 1931.
مع السلطان محمد رشاد الخامس
التحق أحمد عزّت الأستاذ بالعمل الحكومي، قاضياً في بلدة عين التينة بريف دمشق ثم كاتباً في قصر السلطان عبد الحميد الثاني في إسطنبول، الذي كلّفه بمرافقة غليوم الثاني إمبراطور ألمانيا في زيارته إلى دمشق سنة 1898. رفض الأستاذ الدخول في أي حزب أو تنظيم سياسي، وكان لهذا الحياد الفضل في بقائه في القصر بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد سنة 1909 وعدم تسريحه مع بقية الموظفين العرب المحسوبين على العهد الحميدي. انتقل الأستاذ للعمل مع السلطان محمد رشاد الخامس، سكرتيراً خاصاً في مكتبه طوال سنوات الحرب العالمية الأولى. وعند وفاة السلطان رشاد في تموز 1918، قرر الأستاذ العودة إلى دمشق والاستقرار فيها قبل أشهر قليلة من سقوط الحكم العثماني في سورية.
في نادي الموسيقى الشرقي سنة 1928
بعد عودته إلى دمشق عمل الأستاذ قاضياً في محكمة الاستئناف ومستشاراً قانونياً لرئيس الدولة أحمد نامي سنة 1927. كان مولعاً بالموسيقى الشرقية ويُجيد العزف على العود، فتعاون مع محمد كرد علي، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، على تأسيس نادي الموسيقى السوري وانتُخب مديراً له. دعا الموسيقار الحلبي توفيق صباغ للمشاركة في إدارة النادي، مع عدد من الفنانين الكبار مثل شفيق شبيب، الذي عُيّن مديراً فنياً للنادي، إضافة للباحث الموسيقي ميشيل الله ويردي. وفي هذا النادي نشأ بهجت الأستاذ، نجل أحمد عزّت، وتعلّم أصول الموسيقى الشرقية قبل أن يُصبح فنان مُحترف ومُطرب مشهوراً في إذاعة دمشق بعد تأسيسها سنة 1947.
نادي الموسيقى الشرقي سنة 1950
وبعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية سنة 1946 تعاون الأستاذ مع نائب دمشق فخري البارودي – ربيب بهجت الأستاذ – وأطلق معه مشروعه الجديد، نادي الموسيقى الشرقي في سوق ساروجا، الذي تخرج فيه المطرب الحلبي الكبير صباح فخري.
الوفاة
في منتصف الخمسينيات اعتزل أحمد عزت الأستاذ العمل الحقوقي وحوّل مكتبه الكائن في بناء العابد إلى منزل قضى فيه سنواته الأخيرة. وفيه توفي عن عمر ناهز 94 عاماً يوم 18 آب 1959.
عائلة الأستاذ
أَشْتَهِر بهجت الأستاذ في مجال الطرب وتزوجت شقيقته نبيهة بنت أحمد عزت من الوجيه حسن سامي اليوسف، ابن عبد الرحمن باشا اليوسف، وهي جدّة الكاتب السوري سامي مروان مبيّض، رئيساً لمجلس أمناء مؤسسة تاريخ دمشق.