البيمارستان القيمري، مجمع صحي بني على سفح جبل قاسيون في العهد الأيوبي سنة 1258. أَنشَأه سيف الدين القميري أحد أمراء الأيّوبيين، صدقة على روح زوجته بنت الأمير عز الدين، وقد اشتهر البيمارستان في سنوات لاحقة وبات الحي المجاور له يعرف باسم “الشيخ قيمر” اختصاراً للقيمري.
وصف البيمارستان
يعد البناء من أجمل عمارات دمشق الأثرية بتخطيطه وبزخارفه الجميلة، ابتداء من المدخل الذي غُطّيَ سقفه بالمُقرنصات الحجرية الملونة، مقعرة على نحو كروي، وفي أسفلها سطران من الكتابة النّسخية تشتمل على أوقاف البيمارستان. وتشير الكتابة بأن “الأمير سيف الدين بن أبي الفوارس بن موشك القميري” أمر بإنشائه سنة 1258 في أيَّام الملك الصَّالح نجم الدين أيوب. أما جدارن المدخل فهي مبنية بطريقة الأبلق (تناوب الحجارة الملونة) وحجارته متناوبة بين اللونين الأصفر والأسود، بالإضافة إلى مصاطب حجرية على جانبيه مخصصة للجلوس والانتظار.
يفضي المدخل لباحة سماويَّة تتوسَّطها بحرةُ ماءٍ مربَّعة الشكل تقريباً زودت زواياها بأماكن مخصصة للجلوس، تحيط بها أربعة إيوانات:
- الايوان الشمالي الذي يلي المدخل مباشرة ويضم مصطبتين طويلتين خصصتا للمعاينة الخارجية.
- الايوان الجنوبي وهو أجمل أجزاء البيمارستان تعلوه قبة منحنية زيّنت بزخارف جصية دائرية، يحيط بالقبة نقش لخط نسخي مكرر من صيغة التوحيد ملونة بالأحمر على صفحة خضراء.
- أما الإيوانان الشرقي والغربي غطيا بأسقف منحنية.
نلاحظ أن جميع الكلمات المنقوشة على جدران البيمارستان يتداخل بها زخارف نباتية متشابكة وهي على درجة عالية من الاتقان، تتضمن أزهار اللوتس بالإضافة لعناصر أخرى على الطريقة الصينية.
أما أهم مميزات البيمارستان القميري هي استجرار المياه من نهر يزيد عن طريق ناعورة ترفع الماء له، وقاعاته التي قسّمت بحسب الاختصاصات لمعالجة أمراض متنوعة: قاعة لتجبير العظام، وأخرى للجراحة، وقاعة للأمراض النفسية، وقاعة للأمراض الباطنية وغيرها، مع مَرافقها من نوافذ في جميع الغرف المطلة على مدينة دمشق وحدائق الصالحية.
ممن ولي النظر على البيمارستان القيمري محمد بن قباد المعروف بالسكوني الدمشقي الحنفي مفتي الشام، وممن خدم من الأطباء في البيمارستان القيمري بالصالحية إبراهيم بن إسماعيل بن القاسم بن هبة الله بن المقداد القيسي.
البيمارستان حالياً
أعيد تجديد البيمارستان عدة مرات، إلا أنه أغلق في سنوات الحرب السورية ولم يُفتح بعد انتهاء المعارك المحيطة بندينة دمشق سنة 2018.