التربة البدرية، هي تربة مملوكية تقع عند الزاوية الشمالية الشرقية الخارجية لسور مدينة دمشق القديمة؛ ملاصقة للجدار الشمالي للتربة الرسيمية، جنوبي زاوية الشيخ رسلان، غربي مسجد خالد بن الوليد، ضمن جزيرة يحيط بها شارع ابن عساكر جنوباً والشيخ رسلان غرباً. أنشأها الأمير بدر الدين حسن سنة 1411 يوم كان في خدمة الملك المؤيد شيخ نائب طرابلس قبل أن يُصبح سلطاناً مملوكياً على مصر وبلاد الشام.
الوصف المعماري
جددت التربة بالمداميك الحجرية ذات اللونين المتناوبين الأسود والأبيض (الأبلق)، تعلوها قبة ملساء مدببة ومتجاوزة، ترتاح فوق رقبة مثمنة الأضلاع تزينها أربع نوافذ توأم مقوصنة داخل قوس، وأربعة محاريب مسطحة توأم ضمن قوس، ولا وجود لأي من العناصر الزخرفية في جدران هذه التربة. وللتربة ثلاث واجهات شمالية وجنوبية وشرقية ورابعة غربية ملتصقة بالتربة الرسيمية. أما الواجهة الشمالية فهي مبنية من سبعة مداميك حجرية كلسية ثم من الحجر الغشيم المغطى باللياسة والكلسة، وتحوي شباكين مستطيلين متماثلين مغطيين بمصبّعات معدنية بارتفاع مدماكين، يعلوهما ساكف مستقيم بارتفاع مدماك واحد؛ ثم عقد عاتق؛ وتنصف الشباكين في الأعلى قمرية دائرية.
أما الواجهة الجنوبية فهي مبنية من ثمانية مداميك حجرية كلسية تنتهي بإفريز حجري، ثم كُسيت حديثاً بمداميك من الحجر الأبلق (الأسود والأبيض) حتى نهايتها، وتنصّفها الكتلة الحجرية الخارجية للمحراب البارزة المؤلفة من ستة مداميك، وعلى جانبيها شباكان مستطيلان متماثلان مغطيان بمصبّعات معدنية، وترتكز قنطرة واسعة على زاويتها الشرقية؛ يتوصل عبرها إلى مسجد خالد بن الوليد.
الواجهة الشرقية كُسيت حديثاً بالحجر الأبلق (الأسود والأبيض) بكاملها، ينصّفها مدخل ذو ساكف مستقيم تعلوه لوحة التأسيس والترميم، ويحوي باباً مستطيلاً معدنياً مستحدثاً؛ وباباً خشبياً ذا مصراعين يؤدي إلى قاعة التربة شبه المربعة حيث التركيبة الحجرية لقبر الأمير بدر الدين في الثلث الجنوبي عن يسار الداخل إليها، كتب على لوحة التأسيس:
الفاتحة، بسم الله الرحمن الرحيم، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، تربة الأمير بدر الدين حسن المتوفى سنة 814هـ أنشأها عام 814هـ 1411م وفيها ضريح العارف بالله الشيخ بديع بن علي ظبيان الكيلاني ولد عام 1904 وتوفي عام 1986م، قام بهذا العمل الحاج بديع فلاحة 1411هـ 1990م.
الواجهات الداخلية للتربة شبه متماثلة، كُسيت حديثاً جدرانها بالرخام حتى ارتفاع الباب، ولها دعائم بارزة في أركانها الأربعة، تحمل عقوداً واسعة مدببة، وهي تحمل بالتالي رقبة القبة المثمنة الأضلاع والمبنية من الآجر، يحوي كل ضلع عقداً مدبباً ضمنه شباكان معقودان بعقد نصف دائري يتناوبان بين الفتح والإغلاق، وتمَّ الانتقال من الشكل المربع إلى الشكل الدائري بوساطة مثلثات كروية ركنية بارزة، وهذه الرقبة تحمل قبة نصف كروية مدببة ملساء ومدهونة باللون القرميدي ومبنية من الآجر، ويتوّج أعلاها هلال نحاسي.
الواجهة الداخلية الشمالية فهي تحوي شباكين متماثلين تعلوهما قمرية. والواجهة الغربية تنصفها خزانة جدارية (كتبيّة). والواجهة الجنوبية ينصّفها المحراب الحجري البسيط المعقود بعقد مدبب، وعلى جانبيه شباكان متماثلان معقودان بعقد نصف دائري تنصف أعلاهما قمرية دائرية. وأما الواجهة الشرقية فينصفها باب التربة المعقود بعقد مدبب مصمت.
.