المرادية – أو المدرسة النقشبندية البرّانية – مدرسة في حارة الورد في محلّة بسوق ساروجا وسط مدينة دمشق، أنشأها العالم الشيخ مراد بن علي البخاري النقشبندي في العهد العثماني وكانت بالأساس خاناً للهو والفجور. حولها الشيخ مراد إلى مدرسة مرموقة سنة 1697، فيها مكتبة نفيسة بلغ عدد مجلّداتها 246 نُقلت فيما بعد إلى المكتبة الظاهريّة. شُبّهت المدرسة المرادية بالأزهر في مصر وأطلق عليها البعض لقب “أزهر دمشق.” ومُرادٌ بن عليّ هو سمرقنديّ الأصل والمولد، هاجر إلى الديار الهنديَّة وكانت حينذاك تحت حُكم السُلالة المغوليَّة التيموريَّة، فأخذ الطريقة النقشبنديَّة وتصوَّف وحجّ وتنقل بين البلدان الإسلامية واستوطن دمشق.
وصف المدرسة
تتكوَّن المدرسة من صحنٍ مفروش بالفسيفساء ومُصلَّى ومدفن. وإلى شمال الصحن وغربه سبع غُرف للمُجاورين وإلى الجنوب ثلاث قناطر ومن ورائها المُصلَّى، وهو مُؤلَّف من غُرفة واسعة ذات قوسٍ عظيم، وفيه محرابٌ ومنبر، وإلى يمين المحراب قبَّة فخمة بحيطانٍ مُزخرفة تحتها قبران كبيران.
مصير المدرسة المرادية
تعرضت المدرسة إلى دمار شديد وسقطت مئذنتها في زلزال عام 1759، وجاءت بعدها مرحلة طويلة من الإهمال والتهالك في عمارتها الأساسية. ظل الجامع قائماً وبحسب المؤرخ المعاصر أكرم حسن العلبي فإن إمام المسجد الشيخ أحمد رمضان كان مقيماً في إحدى غرف المدرسة سنة 1989 ولكن القسم الشرقي منها “اختلس بكامله وأصبح داراً للسكن.” ويضيف العلبي أنّ ملجأً بني أمام واجهتها القبليّة.