جامع الأفرم، جامع قديم يقع على سفح جبل قاسيون في منطقة المهاجرين، شمال شرق ساحة عدنان المالكي اليوم، سمّي على اسم الأمير المملوكي جمال أقوش الدين الأفرم سنة 1306. وكان جامع الأفرم في العصر المملوكي واحداً من ستة عشر مسجداً بدمشق وضواحيها سمح أن تقام بها صلاة الجمعة.
الجامع عبر العصور
هُدم جزء من الجامع يوم غزو تيمورلنك مدينة دمشق سنة 1401، وتضرر كثيراً إثر زلزال دمشق الشهير سنة 1759، فأمر السلطان عبد الحميد الأول بترميم جزء بسيط منه. وفي سنة 1879، قام الوالي العثماني مدحت باشا باستخدام بعض حجارته لرصف الطريق المؤدي إلى الصالحية.
وبقي الجامع على هذا الحال حتى سنة 1909، حيث قام أحد الوجهاء، وهو داوود بن عبد الجبار اليسوي بترميمه على نفقته الخاصة. وقد أوصى أن يُدفن فيه عند وفاته سنة 1917.
أعيد بناء المسجد وفق الطراز المملوكي في عهد الرئيس شكري القوتلي سنة 1956 مع الحفاظ على اسمه الأصلي وإدخال عناصر من الحجر الأبيض والإسمنت عليه. وتُعرف الجادة التي يقع فيها بجادة الأفرم.
وصف الجامع
يتألف الحرم من غرفة فيها دعامتان حجريتان تحملان سقفاً خشبياً، وفيها محراب من الجبس وثماني نوافذ صغيرة، وفي كل جهة من الجهات الأربع شباكان، وإلى الجانب الأيمن للحرم حديقة صغيرة فيها قبر داوود اليسوي. وللمسجد منارة حجرية حسنة أنشأها الشيخ داوود بمعاونة الوجيه الدمشقي رضا القوتلي، وفي الصحن ثلاث غرف اتخذها أولاد داوود منزلاً ومدرسة يُعلمون فيها الأطفال والأيتام.
أما بوابة المسجد فقد ظهرت فيها بعض أعمال التزيينات الطفيفة، ولكنها ليست بالقدر الكافي كما هي المساجد التي بنيت في الحقبة نفسها، وأخذت المئذنة شكل المآذن ذات الطراز الشامي بتأثير مملوكي غني بالزخارف، فجذعها مثمن الأضلاع تتخلله أربعة كوى ضيقة ذات شرفة صغيرة مزخرفة، وهي ذات شرفة مثمنة مزخرفة بالمقرنصات الجميلة في أسفلها، وبها الأشرطة التزيينية، يحيط بها درابزين حجري مفرغ بالرسوم الهندسية، وتنتهي المئذنة بجذع بسيط ومنه إلى الذروة البصلية المتوجة بتفاحتين وهلال مغلق.