جامع تنكز (أو دنكز)، جامع أثري في شارع النصر على نهر بانياس، يعود بنائه إلى العهد المملوكي، سمّي على اسم بانيه الأمير المملوكي سيف الدين تنكز، ولكن العاوم من الدمشقيين حولوا الاسم إلى “دنكز.”
الجامع عبر العصور
كانت المحلّة التي شيّد فيها تعرف سابقاً بحكر السمّاق، وقد تحولت إلى منطقة تجارية منذ إقامة الجامع في وسطها خلال العهد المملوكي. عند افتتاح الجامع أقيمت أول صلاة جمعة فيه في العاشر من شعبان، حيث كانت الخطبة يومها للشيخ نجم الدين علي بن داود بن يحيى الحنفي المعروف بالفقجازي، وحضر الصلاة الأمير سيف الدين والقضاة والأعيان والقراء والمنشدين.
وخلال فترة الحكم المصري في دمشق (1831-1840)، تحول الجامع إلى ثكنة عسكرية بأمر من الحاكم إبراهيم باشا، ابن والي مصر محمد علي باشا. وبعد هزيمة جيش محمد علي وانسحابه عن سورية، أقامت الدولة العثمانية مدرسة حربية في الجامع، قبل أن يُصبح ثكنة عسكرية في زمن الحرب العالمية الأولى. وعند تحرير البلاد من الحكم العثماني سنة 1918، تم إخلاء العسكر من داخله، بطلب من الشيخ بدر الدين الحسني، وبقي جامعاً طوال فترة حكم الملك فيصل الأول وفي زمن الانتداب الفرنسي (1920-1946). استخدمه الرئيس شكري القوتلي لإطلاق حملته الانتخابية سنة 1943، وقد تعرض الجامع لدمار كبير خلال العدوان الفرنسي على مدينة دمشق يوم 29 أيار 1945.
قامت الدولة السورية بترميم الجامع ولكنها وفي سنة 1951، قررت هدمه وبناء مسجد جديد مكانه، مع الإبقاء على مأذنته المملوكية ومحرابه القديم وعلى قبر الأمير تنكز المجاور له. وقد أقامت مديرية أوقاف دمشق مدرسة شرعية للبنات في جزء من صحن المسجد القديم.
وصف الجامع
لجامع تنكز واجهة حجرية فيها أربعة أبواب، اثنان يؤديان إلى القبلية واثنان إلى الصحن الذي فيه بركة كبيرة تجري بها مياه نهر بانياس، وإلى يمين الداخل من الباب الأول ضريح الواقف وولده. محراب المسجد مصنوع من الحجر كذلك المنبر وفوق موقف الخطيب قبة صغيرة، وفي الجهتين الشرقية والغربية غرف أرضية وعلوية، وفي الجهة الشمالية تقوم المئذنة العالية التي تعد من أروع المآذن اتقاناً وبساطة. وفي الجامع عشرون نافذة وفي وسط صحنه كان يمر نهر بانياس ليتوضأ منه المصليين، وبه ناعورتان يملآن ويفرغان إلى حوضين الأشجار داخل صحن الجامع.