سوق الحميدية، من أشهر أسواق دمشق، وأهم أسواق المشرق العربي. كان مركز ثقل الاقتصاد الدمشقي في النصف الأول من القرن العشرين، وقد وصفه المؤرخون بأنه مدينة تجارية صناعية في قلب دمشق القديمة، ووصفه الباحثون بأنه درّة الأسواق وأجملها، وهو مغطًى بالكامل بسقف من الحديد مليء بالثقوب الصغيرة التي تنفذ منها الشمس أثناء النهار ومبلط بحجر البازلت الأسود.
تُباع فيه اليوم كافة أنواع البضائع وأهمها المصنوعات النحاسية والأرابيسك والمصدفات والأقمشة بكافة أنواعها الحريرية والقطنية والمطرزات والصناعات التراثية وكافة أنواع الملابس الجاهزة وأدوات الزينة والأحذية والديباج والمفروشات والسجّاد والذهب والتحف والهدايا والتراثيات.
تاريخه
يمتدّ سوق الحميدية من ساحة المسكية عند الباب الغربي من الجامع الأموي، التي كانت تُعرف بسوق الوراقين، حتى جادة السنجقدار غرباً، بطول 600 متر وعرض خمسة عشر متراً، وجاءت تسميته نسبة إلى السلطان العثماني عبد الحميد الأول الذي دُشن في عهده القسم الغربي من السوق، ووُسّع في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. وكان قبل سنة 1780 يعرف باسم سوق الأروام. وقاية من الحريق، سُقف السوق بالحديد والتوتياء في عهد رئيس بلدية دمشق محمد فوزي باشا العظم سنة 1900، وتفرّع عنه عدة أسواق صغيرة مثل سوق البورص في الجانب الشمالي، المختص بأعمال الصرافة، وسوق الحرير في الجانب الجنوبي، وسوق الخيّاطين وسوق الأروام في القسم الغربي.
ومن أهم الأحداث التارخية التي شهدها سوق الحميدية:
- حريق كبير يوم 27 نيسان 1912، انتشر بسرعة بسبب سقف السوق الخشبي، أدى إلى مقتل وجرح العشرات.
- مظاهرات نسائية كبيرة مطالبة بإطلاق سراح الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بعد اعتقاله سنة 1922، قادتها زوجته سارة مؤيد العظم بالتعاون مع نازك العابد.
- قصف دمشق في 18 تشرين الأول 1925 إبان محاولة احتلال السوق من قبل الثوار في أثناء الثورة السورية الكبرى.
- حملة مقاطعة وحرق البضائع اليهودية سنة 1935، التي ترأسها الصناعي توفيق قباني.
- وضع شريط أخضر على مدخل سوق الحميدية، قام رئيس الكتلة الوطنية هاشم الأتاسي بقطعه معلناً انتهاء الإضراب الستيني في 2 آذار 1936.
- إضراب تجار غرفة تجارة دمشق احتجاجاً على قرار التأميم الصدار عن حكومة أمين الحافظ سنة 1965.
معالمه
- المكتبة العربية ودار نشر أحمد عبيد الذي كان يصدر عنه مجلة “أنفس النفائش” أثناء الحرب العالمية الأولى.
- سينما راديو (سينما ومسرح النصر) التي هُدمت سنة 1983 ووقف على مسرحهها فنانين كبار مثل رفيق شكري وعبد اللطيف فتحي وفائزة أحمد.
- بوظة بكداش، أقدم محل بوظة في دمشق.
الأسواق المتفرعة
تتفرع عن سوق الحميدية وتحاذيها أسواق كثيرة يصل عددها إلى أكثر من عشرين سوقاً تاريخياً غير السوق الرئيسي. وهي أسواق مهنية تخصصية عرف كل واحد منها باسم مهنة السوق وتخصصه، نذكر منها:
- سوق مدحت باشا وهو سوق مسقوف مثل الحميدية، سمّي على اسم الوالي العثماني مدحت باشا
- سوق البزورية وفيه يباع كل شيء يتعلق بالأغذية والحبوب والبذورات المجففة والزيوت والبهارات
- سوق الحريقة المتخصص بالأقمشة
- سوق الخيّاطين
- سوق الصاغة
- سوق العرائس المتخصصة بلوازم الأعراس
- سوق المناخلية
- سوق العصرونية
- سوق القباقبية
- سوق الحرير
- سوق المسكية
- سوق القيشاني الذي تباع فيه الكلف والأزرار وسواها
- سوق الصوف لبيع الأصواف ومشتقاتها
- سوق القطن
- سوق العبي للعباءات العربية
- سوق البورص مقابل دخلة بكداش، حيث كانت تداولات بورصة دمشق قبل عام 1963.
شخصيات من سوق الحميدية
ومن الشخصيات التي ولدت وعاشت في سوق الحميدية وتفرعاته، نجد:
- الشاعر خليل مردم بك
- الكاتب المسرحي عدنان مردم بك
- رئيس الحكومة جميل مردم بك
- الناشر أحمد عبيد
- عبد الهادي الرباط، أحد مؤسسي الشركة الخماسية
- بشير رمضان، رئيس غرفة تجارة دمشق سنة 1965.