أساتذة وتربويونسيدات سوريات

عزيزة مريدن

مربية وأكاديمية سورية من الرائدات

عزيزة مريدن (1929-1992) أديبة سورية تحمل درجة الدكتوراه من مواليد دمشق، ودرست فيها، كانت مثالاً للنزاهة والموضوعية في عملها، فهي لم تجامل أحداً، قد تركت بصمات واضحة في نفوس طلابها الذين انتشروا في مجالات التعليم وسواها في سورية والعالم العربي، وكانت مثالاً للأستاذ المعطاء بكلّ ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى.

شهد لها معاصروها بسعة الحافظة وحدة الذكاء ونشدان الكمال في دراساتها، وقد قال فيها عبد الكريم الأشتر: «كانت تجد سعادتها في تأدية الفروض الدينية والالتزام بالعمل… سيأتي يوم تذكر فيه عزيزة مريدن الأديبة صاحبة الأسلوب الحيّ المشرق، والمرأة التي اخترقت جدار السكون، والأستاذة التي علمت أجيالاً من الناس».

دراستها

أتقنت اللغتين العربية والفرنسية خلال دراستها ما قبل الجامعية، ثم انتسبت إلى دار المعلمات بدمشق لدراسة التربية وأصول التدريس مدة سنتين بعد حصولها على الشهادة الثانوية، ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وحصلت على الإجازة عام 1951، فدّرست عدة سنوات في ثانويات دمشق للبنات، فأوفدتها وزارة التعليم العالي للحصول على درجة الماجستير من معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة.

قدّمت رسالتها الأولى بإشراف سهير قلماوي، وكان موضوعها «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي»، وندبت للتدريس في كلية الآداب بعد حصولها على درجة الماجستير، ثم أوفدت ثانية إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، وقدمت أطروحتها بعنوان «القصة الشعرية في العصر الحديث» بإشراف سهير قلماوي.

مسيرتها

عُينت في كلية الآداب بجامعة دمشق، فكانت المرأة الأولى التي دخلت هذه الكلية أستاذة، ثم اختيرت للقيام بتعريب التعليم في بلاد المغرب العربي، فعملت في جامعة محمد الخامس بالرباط لتحقيق هذا الهدف (1973- 1976)، ثم عادت إلى جامعة دمشق، ثم أعيرت ثانية إلى المملكة العربية السعودية؛ لتعمل في كلية البنات في جدة (1980-1981).

درّست الأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وأشرفت على عدد كبير من طلاّب الدراسات العليا من سوريين وعرب، وظلَّت على رأس عملها إلى أن وافتها المنية؛ ولذلك كرّمتها جامعة دمشق بأن سمّت إحدى قاعات التدريس في كلية الآداب باسمها.

مؤلفاتها

ألّفت عزيزة مريدن عدداً من الكتب الجامعية التدريسية فضلاً عن أطروحتيها في الماجستير والدكتوراه، وأهمّ مؤلفاتها: «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي» (664 صفحة)، مؤلّف من خمسة فصول تناولت الباحثة فيه البيئتين الجغرافية والأدبية في المهجر الجنوبي والنشاطات الأدبية للعرب المهاجرين إلى تلك البقاع، من صحافة وجمعيات؛ لتقف بعد ذلك عند موضوع من أهم موضوعات الشعر المهجري، وهو الوطنية في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتناول: الحنين إلى الأوطان، والشعر الوطني أو شعر المناسبات السياسية. وقد وضعت يديها على كل ما يتصل بهذا الموضوع في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتوقف بعد ذلك عند مفهوم الإنسانية في هذا الشعر، وتخلص إلى الخصائص الفنية لشعر القومية والإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !