يعود تاريخ فن العجمي إلى العصر الأموي مع استقدام فنانين ومهندسين من بلدان مختلفة لتزيين الجامع الأموي، وتشتهر به مدينة دمشق بشكل خاص، ويتميز الحرفيون الدمشقيون بجمال تنفيذ الرسم العجمي ودقته، ويتوارثون المهنة أباً عن جد.
ويتميز رسم العجمي بالخطوط النافرة، والأشكال النباتية والهندسية المتداخلة واستخدام الخط العربي، والألوان الجميلة المتناسقة، وتعتبر منتجات العجمي من المنتجات الفاخرة التي لها شهرة كبيرة في معظم أنحاء العالم، وتضم العديد من المتاحف الكبرى قاعات دمشقية مزخرفة برسوم العجمي.
آلية تنفيذ العجمي
ترسم الأشكال المطلوبة على ورق خاص ويتم تثقيبه ثم طباعة الرسم بواسطة مسحوق الفحم الموضوع داخل كيس قماشي، على لوح خشبي بقياسات حسب الطلب والمكان، ومطلي بمادة عازلة للرطوبة. وبواسطة ريشة خاصة، ترسم الخطوط المطبوعة بمادة مؤلفة من الغراء العربي والجبصين، وتكون سماكات الخطوط واحدة وحوافها دقيقة، لذلك تتطلب حرفية عالية وتقنيات محددة في إمساك الريشة وتحريكها.
بعد أن تجف المادة التي تكوّن خطوط الرسم الأساسية، تلوّن تفاصيل الرسمة من عروق أو أشكال بشكل دقيق بالألوان الزيتية أو المائية، ويتم اختيارها حسب البيئة والمكان والبناء، ثم تحدد الخطوط الأساسية والنافرة باللونين الذهبي أو الفضي لتعطي واحداً من أهم تفاصيل الرسم العجمي.
بعد الانتهاء من تنفيذ الرسم تركب الألواح الخشبي في المكان المخصص لها، سواء أسقف الغرف أو حواف النوافذ أو الجدران أو الأبواب أو الأثاث وغيرها من أجزاء المنازل والقاعات والمكاتب. ويمكن أن تُطعم قطع العجمي بالصدف أو النحاس أو الزجاج.
وتحمل الزخارف المنفذة بطريقة العجمي معانٍ مختلفة حسب كل شكل، ورغم وجود زخارف ثابتة متوارثة، يعمل بعض الحرفيين على تطويرها وإضافة لمساتهم الخاصة.