
فيصل بن حكمت العسلي (1918-2015)، سياسي سوري ومؤسس الحزب التعاوني الاشتراكي، أحد الأحزاب اليسارية المبكرة في سورية. انتُخب نائباً في البرلمان عام 1947، وكان لمهاجمته المستمرة لقادة الجيش في أعقاب حرب فلسطين دور هام في نقمة العسكريين، وتحريك حسني الزعيم للقيام بانقلاب على الرئيس شكري القوتلي في 29 آذار 1949.
البداية
ولد فيصل العسلي في دمشق، وكان والده حكمت العسلي أحد المجاهدين في الثورة السورية الكبرى. درس القانون في الجامعة السورية وبدأ حياته المهنية مفتشاً في مصلحة الحبوب، ثم قاضياً في محكمة صلح الزبداني، وبعدها مستنطقاً بدمشق (قاضي تحقيق). أسس في العام 1940 الحزب التعاوني الاشتراكي الذي دعا إلى محاربة الانتداب الفرنسي وتوحيد الدول العربية وتحريرها من الهيمنة الأجنبية، مع إقامة حكم اشتراكي في سورية يردم الهوة الكبيرة بين ملاكي الأراضي والفلاحين.
الحياة السياسية
أيد العسلي وحزبه انتخاب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية عام 1943، انتُخب نائباً عن الزبداني عام 1947. صوت لصالح تعديل الدستور للسماح للقوتلي بولاية رئاسية ثانية، وعند اندلاع حرب فلسطين في أيار 1948، اتخذ موقفاً عنيفاً من قائد الجيش حسني الزعيم واتهمه بالفساد، مطالباً بإحالته إلى القضاء العسكري. غضب الزعيم من هذا الهجوم ودعا بعض الضباط إلى اجتماع سري في القنيطرة لتنظيم معروض ضد العسلي ومطالبته بوقف حملته التحريضية. هددوه أيضاً باللجوء إلى القضاء، ولكن الرئيس القوتلي رفض استلام معروضهم وحولهم إلى وزير الدفاع خالد العظم، الذي تعامل معهم بخفة واستهزاء.
دوره في انقلاب عام 1949
في الساعات الأولى من انقلاب 29 آذار 1949، أمر الزعيم باعتقال العسلي ونقله مكبلاً مهاناً إلى سجن المزة. خُتمت مكاتب الحزب التعاوني الاشتراكي بالشمع الأحمر، واعتُقِل عدد كبير من أنصار العسلي. وبعد سقوط الزعيم ومقتله في 14 آب 1949، استعاد الحزب رخصته وعارض حكم أديب الشيشكلي العسكري عام 1953. نفي العسلي إلى لبنان، وصدر قرار جديد بحظر نشاط حزبه في سورية.
العودة إلى المجلس النيابي
مع سقوط الشيشكلي في شباط 1954، عاد العسلي إلى سورية وانتُخب نائباً عن دمشق في المجلس النيابي. أيد الوحدة السورية المصرية عند قيامها في شباط 1958، استجابة لرغبة الرئيس جمال عبد الناصر بحل جميع الأحزاب السياسية، اتخذ قراراً بإنهاء نشاط الحزب التعاوني الاشتراكي في سورية.
السنوات الأخيرة والوفاة
غادر فيصل العسلي دمشق بعد وصول حزب البعث إلى الحكم سنة 1963، وعمل مستشاراً في وزارة الداخلية السعودية، ثم اختاره الملك فيصل بن عبد العزيز ليكون معتمداً له في أوروبا ومشرفاً على القصور الملكية السعودية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. عاش سنواته الأخيرة في جنيف، حيث توفي عام 2015، عن عمر 98 عاماً.