قتيبة بن أحمد الشهابي (1934 – 17 شباط 2008) مؤرخ، ومصور، وطبيب أسنان، وأستاذ جامعي سوري. يعود له الفضل في إحياء المكتبة الدمشقية في تسعينيات القرن العشرين عبر مجموعة من الأبحاث والمؤلفات عن أبنية دمشق، ومساجدها وأسواقها التاريخية، وتعد كتبه الأبرز والأكثر شهرة ورواج في العصر الحديث.
البداية
ولد قتيبة الشهابي بدمشق وكان والده الأمير أحمد الشهابي قاضياً وأحد دعائم الثورة السورية الكبرى في غوطة دمشق. عُيّن في أثناء الثورة رئيساً لمحكمة الاستقلال في قرية حتيتة التركمان، فصدر أمر فرنسي باعتقاله ولجأ مع أسرته إلى إمارة شرق الأردن. وبعد صدور عفو عنه عاد وعمل قاضياً في مدينة الحسكة، ثم محامياً بدمشق.
أحب قتيبة الشهابي التصوير الفوتوغرافي منذ طفولته، فاقتنى أول كاميرا وبدأ بممارسة الهواية حتى أصبح محترفاً. درس طب الأسنان في جامعة دمشق، وتخرج بعدها طبيباً جراحاً من لندن في مطلع ستينيات القرن العشرين. عاد إلى سورية وعُين أستاذاً في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق أولاً، ثم في كلية الفنون الجميلة من سنة 1963 ولغاية 1994. وفي سنة 2000 سمّي مستشاراً لوزارة السياحة، وعضواً في هيئة تحرير مجلّة دليل السائح، إضافة لتعيينه في لجنة تسمية شوارع العاصمة التابعة لمحافظة دمشق.
أنا لا أخشى الموت، أنا أقهره بالعطاء والإبداع، وكل إنجاز جديد لي يعطيني يوماً جديداً آخر، ولقد مشيتُ في طريق اخترته بكل رضاي، وكانت شجرتي خصبة وأعتز بثمارها.
سيرته المهنية
بدأت رحلته بالبحث التاريخي، والتوثيق بالصور حينما كلفته الدكتورة نجاح العطار – وزيرة الثقافة حينها – بإجراء أبحاث معمقة عن تاريخ دمشق لصالح وزارة الثقافة سنة 1985. أولى إصداراته كان كتاب دمشق تاريخ وصور عام 1986، وفيه نُشر صوراً لأكثر من 500 معلم دمشقي، وأكثر من عشرين خريطة، وصوراً لشخصيات وطنية.
كان الشهابي يغيب شهوراً يمضيها في الطواف بمكتبات الأسواق، والمدارس، والجوامع، لينبش في رفوفها بحثاً عن الكتب المهترئة، والمخطوطات المنسية فيهذّبها وينفض عنها الغبار، ويعكف عليها بحثاً وتنقيباً. صوّر ذلك كله وسجّله بطريقة علمية وفنية، ثم جال على طائفة من المعمّرين، ودوّن رواياتهم المخزونة في الذاكرة. انطلق بعدها إلى الأوابد والمعالم العمرانية، وأخذ طوال شهور يصوّر الأسواق والحارات الضيقة والبيوت الدمشقية.
الوفاة
بعد صراع طويل مع مرض السرطان توفي الدكتور قتيبة الشهابي بدمشق يوم 17 شباط 2008 عن عمر ناهز 74 عاماً.
مؤلفاته
حصيلة مؤلفات قتيبة الشهابي وصلت إلى سبعة عشرين كتاباً، منها أربعة كتب جامعية تُدرس في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق ومعها معجم مصطلحات طب الأسنان: إنكليزي – عربي (دمشق 1999)
في مجال التاريخ والتراث والآثار:
- دمشق تاريخ وصور (دمشق 1986)
- هنا بدأت الحضارة (دمشق 1988)
- أسواق دمشق القديمة (دمشق 1990)
- مآذن دمشق: تاريخ وطراز (دمشق 1993)
- معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الإسلامية (دمشق 1995)
- مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية (دمشق 1995)
- معالم دمشق التاريخية، مع الباحث أحمد إيبش (دمشق 1996)
- أبواب دمشق وأحداثها التاريخية (دمشق 1996)
- زخارف العمارة الإسلامية في دمشق (دمشق 1996)
- النقوش الكتابية في أوابد دمشق (دمشق 1997)
- دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين (دمشق 1998)
- طريف النداء في دمشق الفيحاء (دمشق 1998)
- صمود دمشق أمام الحملات الصليبية (دمشق 1998)
- معجم دمشق التاريخي – ثلاثة أجزاء (دمشق 1999)
- الطيران ورواده في التاريخ الإسلامي (دمشق 1999)
- نقود الشام (دمشق 2000)
- عباقرة وأباطرة من بلاد الشام (دمشق 2004)
- أديرة وكنائس دمشق وريفها (دمشق 2005)
- أضرحة آل البيت والمقامات الشريفة في سورية (بالعربية والفارسية)
- معجم المواقع الأثرية في سورية (دمشق 2006)
- تاريخ ما أهمله التاريخ (دمشق 2006)
- ساحة المرجة ومجاوراتها في دمشق (دمشق 2008)