لورنس الشعلان (1913- 1976)، هو حمد بن طراد بن سطام الشعلان، أحد شيوخ البادية السورية ومن أشهر القبائل العربية المسيطرة على مثلث الحدود الأردنية العراقية السعودية. سمّي بلورنس نسبة إلى الكولونيل توماس إدوارد لورنس، الضابط البريطاني الذي شارك العرب في ثورتهم ضد العثمانيين سنة 1916. شيّد قصراً لنفسه بدمشق وصارت المنطقة كلها تعرف بمحلّة الشعلان، حيث كانت مدرسة الفرنسيسكان وعدد من الدور الدمشقية العريقة.
البداية
ولد الشيخ حمد الشعلان قبل ثلاث سنوات من اندلاع الثورة العربية الكبرى، وتغير اسمه إلى “لورنس” بعد زيارة الكولونيل لورنس لأبيه سنة 1916. نشأ الشيخ حمد – أو لورنس – في بادية الشام، وكان الأكبر بين أخوته. أصبح فارساً ماهراً وكان مولعاً بالصيد، وقد تعددت زيجاته، فتزوج من قبائل الروله والشعلان والدلمان وعنزة والمعجل وآل مهيد وآل مرشد وبني خالد. وله من الأولاد فيصل، واللواء عبد الله، والعقيد ممدوح، وسامي، وحمود الشعلان.
مسيرته
منحه الملك عبد الله بن الحسين أرضاً واسعة في الأردن سنة 1947 واستقر لورنس في منطقة الفيضة. بدعم مباشر من الملك الأردني، شارك لورنس فرسان الروله في حرب فلسطين سنة 1948 وشكل من قبيلته جيشاً استطاع إلحاق الهزيمة بالعصابات الصهيونية، ما أطلق مقولة: قبيلة رويل موريتهم الويل.
وفاته
في ليلة عيد الفطر عام 1976، كان لدى الشيخ لورنس عشاء فخرج بعده العشاء لتوزيع الصدقات على المحتاجين وكان من عادته توزيعها بنفسه. وفي منتصف الليل أحس بألم في رأسه، وكان الألم يأتيه من حين لأخر ولكنه رفض أن يزور الطبيب، وبعدها سقط مغشيا عليه فأخذه ابنه عبد الله لمدينة الرطبا في العراق وكانت تبعد حوالي 80 كم عن منزلهم.
وصلوا الحدود العراقية الساعة الثالثة فجراً فأجمع الأطباء بضرورة نقله إلى بغداد، وبالفعل جهزت مروحية لنقله إلا أن الأطباء رفضوا ذلك بسبب الضغط الجوي. فنقل إلى بغداد بالسيارة وأودع المستشفى وتبين أنه مصاب بجلطة ونزيف حاد في الدماغ. ولأن إمكانيات الطب كانت محدودة في ذلك الزمان اقترح الأطباء نقله إلى أمريكا وبالفعل جُهزت الطائرة ولكنه توفي قبل نقله إليها. نقل جثمانه إلى الأردن ودفن في الفيضة.