أعلام وشخصياتفنانون

ماري جبران

مطربة سورية

ماري جبران
ماري جبران

ماري بنت يوسف جبور (1907 – 7 حزيران 1956)، مطربة سورية من أصول لبنانية، بدأت مسيرتها في فلسطين وانتقلت إلى مصر قبل أن تحقق نجومية كبيرة في سورية وتصبح مطربة دمشق الأولى في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين. لقبت بماري الجميلة وحققت شهرة كبيرة في إذاعة دمشق عند تأسيسها سنة 1947 ولكنها توفيت باكراً وهي في أوج عطائها الفني سنة 1956.

البداية

ولِدت ماري جبران في بيروت، واسمها الحقيقي ماري جبور، وجاءت مع أبيها إلى دمشق في الحرب العالمية الأولى، هرباً من المجاعة التي ضربت جبل لبنان. توفي والدها في دمشق وانتقلت مع أمها للعيش مع خالتها في القدس، الممثلة المشهورة ماري جبران، التي أخذت عنها اسمها الفني. نشئت في وسط فني وفيه اكتشف موهبتها وبدأت تغني وترقص في الأعراس والمناسبات الخاصة، وتعلمت العزف على العود.

الانتقال إلى مصر

عملت مع فرقة الممثل المصري علي عسكر التي كانت تجول يافا وحيفا، وأطلق عليها أهل فلسطين لقب ماري الصغيرة تميزاً هن خالتها ماري الكبيرة. ولكن خالتها غارت من نجاحها وأساءت معاملتها فقررت العودة إلى دمشق وسلوك طريق احتراف الفن في ملاهيها الليلية. حضر الفنان المصري سلامة الحجازي إحدى حفلاتها وقرر أخذها معه إلى القاهرة وتبناها فنياً.  توجهت “ماري الصغيرة” إلى مصر وعملت في فرقة سلامة الحجازي من سنة 1921 ولغاية عام 1925، يوم عودتها إلى دمشق وتعاقدها من مع ملهى قصر البلّور على إحياء ثلاث حفلات طربية في الأسبوع.

المرحلة اللبنانية

ولكن عملها توقف بسبب اندلاع الثورة السورية الكبرى في صيف العام 1925، فسافرت إلى بيروت وعَمِلت في ملهى الكواكب. عادت إلى دمشق بعد انتهاء الثورة سنة 1927 وصارت تُغني في ملهى بسمار، مكان مقهى الكمال اليوم في زقاق الصخر. وفي مطلع الثلاثينيات تعرفت على الفنانة المصرية بديعة مصابني في سهرة خاصة بدمشق، وعرضت عليها العودة إلى القاهرة والعمل في فرقتها الاستعراضية.

المرحلة المصرية الثانية

عادت ماري جبران إلى مصر بعد غياب دام عشر سنوات وتعرفت على مُلحنين كبار أمثال محمد القصبجي وزكريا أحمد وداوود حسني.  قضت تسع سنوات متواصلة في مصر لقبت فيها بماري الجميلة والبعض سماها “ماري الفاتنة،” قبل أن يدبّ الخلاف بينها وبين بديعة مصابني، فقامت الأخيرة بإلغاء عقدها وإرسالها إلى سورية عشيّة بدأ الحرب العالمية الثانية سنة 1939.

العودة إلى دمشق

في دمشق عَمِلت ماري جبران في ملهى العباسية (مكان فندق سميراميس اليوم) وكانت حتى هذا التاريخ تغني أعمال مشاهير الملحنين، وليس لها من الأغنيات المخصصة باسمها إلا قلة قليلة. قررت أن يكون له المزيد من الأغنيات الخاصة بها وتعاملت مع كبار الملحنين السوريين، مثل رفيق شكري ونجيب السراج زوزكي محمد، الذي وضع لها العديد من القصائد والأغنيات العاطفية، وكان أشهرها أغنية زنوبيا سنة 1949. غنت في الإذاعة المحليّة التي أطلقتها فرنسا في ساحة النجمة وعند بدء بث إذاعة دمشق سنة 1947 دعيت ماري جبران لتكون الصوت النسائي الأول فيها.

الوفاة

بلغت ماري جبران قمّة مجدها الفني في سورية، وكرمت سنة 1950 من قبل نقابة الموسيقيين السوريين قبل خمس سنوات من وفاتها في 7 حزيران 1956، عن عمر ناهز 49 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان.

التكريم

كتب عنها الصحفي السوري عبد الغني العطري في سلسلة العبقريات وخصص الناقد الموسيقي صميم الشريف فصلاً كاملاً لها في كتابه الموسيقى في سورية وظهرت ماري جبران في رواية تياترو 1949 للروائي السوري فواز حداد. وقام جمع من المهتمين بالموسيقى العربية بجمع أرشيفها في موقع سماعي للطرب العربي الأصيل وأصدرت دار الأسد للثقافة والفنون ألبوماً كاملاً لها سنة 2000، مع إقامة حفل خاص تكريماً لمسيرتها، غنّت فيه المطربة ميادة بسيليس أغنيتها الشهيرة آه من عينيك وأهدتها إلى روحها.

من أشهر أغنياتها:

 

المصدر
1. عبد الغني العطري. عبقريات وأعلام (دار البشائر، دمشق 1996)، 259-262

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !