إعلاميون

منى كردي

إعلامية سورية

منى كردي (2 تشرين الأول 1946) إعلامية سورية من مواليد حلب، تحمل إجازة في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق. قدمت العديد من البرامج الثقافية والسياسية والاقتصادية، وكان لها لقاءات مع شخصيات كبرى ورؤساء جمهورية وأدباء وفنانين كبار، وهي عضو في اتحاد الصحفيين.

وهي ذات مسيرة ممتدة لأكثر من خمسة عقود استطاعت خلالها أن تكون من رواد التقديم التلفزيوني السوري تاركة بصمة مهمة في الإعلام المحلي. قدمت نشرة الأخبار باللغة الفرنسية تلتها عدة برامج أشهرها “نجوم وأضواء” الذي واكب مرحلة انتقال التلفزيون السوري من الأبيض والأسود إلى الملون على مدى 11 عاماً.

دراستها

أمضت مرحلة الدراسة الأولى في مدرسة الفرانسيسكان (دار السلام حاليا)، وتعلمت على يد أساتذة متميزين، ونظام تعليم يعتمد على الحوار بين الأجيال وكانت الدراسة معمقة باللغتين الفرنسية والعربية، وكان هناك دائماً وقت مخصص للطلاب لمناقشة أغنية مميزة تظهر في تلك الحقبة، أو فيلم مميز حيث لم يكن هناك تلفزيون بعد، هذا النقاش نمّا لديها شغفاً إلى الثقافة.

وفي المرحلة الجامعية كانت ضمن ثلة من الطالبات اخترن جميعاً دراسة اللغة الفرنسية، مع أن التوجه في ذلك الوقت كان لدراسة الطب والصيدلة، وكانت تلك الحقبة مميزة أيضاً في حياتها فقد تعاون معهم الدكتور بدر الدين القاسم عميد كلية الأدب الفرنسي حينها، حين طلبن منه تخصيص غرفة في الكلية للقيام ببعض الأنشطة، وكن يجمعن خمس ليرات من كل طالب لتقمن فيها معارض للكتب لطلاب متميزين، ومعارض للرسم والنحت.‏

مسيرتها

دخلت العمل الإعلامي عبر إذاعة دمشق في العام 1968 كمحررة ومذيعة لنشرات الأخبار ومعدة ومقدمة برامج باللغة الفرنسية في القسم الفرنسي. تقول منى كردي عن دخولها الوسط الإعلامي:

«هذا الدخول حصل عن طريق صديقة لي تدعى هدى نحاس، وحين تقدمت إلى هذا العمل كان أهلي مسافرين واعتبرت أنه من الممكن أن أقنعهم بقبول هذه الوظيفة التي لم تكن مقبولة في الوسط الاجتماعي في ذلك الوقت.‏ وبعد عودة الأهل كان هناك نقاش طويل واختار لي والدي وظيفة بالبنك التجاري السوري (علاقات عامة) لفترة تجريبية مدتها ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة كنت أذهب إلى البنك في الصباح، ومن بعدها إلى الجامعة، ثم الإذاعة. وكان العمل مضنيا جسدياً وفكرياً إضافة إلى الضغوطات الاجتماعية وبالنهاية وبعد نقاش موضوعي مع الأهل اخترت الإذاعة وساعدني أهلي على نجاح اختياري.»

أول برنامج قدمته هو (ما يطلبه الجمهور) من الأغاني الأجنبية، وبعدها قدمت برنامج ثقافي اسمه (امرأة أين أنت الآن)، ثم الشؤون العالمية في الصحف العربية، وبعده برنامج سورية اليوم، اما البرنامج الذي تميزت به في الإذاعة فهو (قصة الأسبوع) فكان له جمهور أكثر من البرامج الأخرى لطريقتها المميزة في رواية القصة.

ومع بداية حرب تشرين في العام 1973 كان هناك حاجة لتقديم نشرة أخبار باللغة الأجنبية، حيث قامت بتحرير وتقديم نشرات أخبار باللغة الفرنسية طيلة فترة الحرب، وتقول عن تلك الفترة:

وفي اليوم التالي قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون، كنا داخل المبنى، طلب منا نحن النساء حينها إخلاء المبنى وتأجيل عملنا, لكننا نحن في القسم الفرنسي كنا جميعا من النساء إلا شاب واحد فكيف يتناوب على العمل بمفرده 24 ساعة. فطلبنا أنا وزميلي محمود الخاني من الإدارة الاستمرار لأنه يفترض ممن هم خارج دمشق أن يعرفوا أننا بحالة جيدة وأن القصف لم يؤثر علينا، وأذكر يومها نفضنا قطع الزجاج عن الكراسي التي سنجلس عليها أثناء التصوير.‏

بداية الشهرة‏

في بداية العام 1974 سافرت إلى هولندا لاتباع دورة حول إعداد وتقديم برامج تلفزيونية بهدف التخصص بالإعلام المرئي، وفي نهاية العام 1974 دخلت عالم التلفزيون بالإضافة إلى الإذاعة التي لم تتركها أبداً.

كانت الخطوة الأولى ببرنامج منوع يتحدث عن الفلكلور في العالم وأغنياته مع حكمت الصبان يدعى “أنغام من العالم”، وكان أول مخرج عملت معه هو أسامة الروماني ببرنامج دعي “فلاش” لكنه سافر إلى دول الخليج من أجل إخراج برنامج (افتح يا سمسم)، عندها اكملت مع المخرج عماد اليافي في برنامج “أنغام وصور”، ثم برنامج “نجوم وأضواء” الذي زاد من شهرتها وشعبيتها. قدمت بعدها برامج عديدة منها مقابلات مع فنانين كبار مثل عمر خورشيد وداليدا، ومع شخصيات كبيرة مثل رؤساء الجمهورية حيث التقت الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مرتين، والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان.‏ بالإضافة إلى لقاءات مع أدباء كبار منهم الأديبة كوليت خوري، والشاعر نزار قباني.

قرار الهجرة‏

ورغم ما حققته من نجاحات كان عليّها أن تختار بين شيئين بين عملها أو الهجرة إلى إسبانيا عام 1988 حيث يعيش زوجها المستقبلي، كان الخيار صعبا لذلك اختارت يوم عيد ميلادها أن يكون يوم زواجها. أثناء وجودها في إسبانيا اتصلوا معها من التلفزيون السوري لتعمل مراسلة أثناء الألعاب الأولمبية، وبعدها طلب منها تقديم برنامج ثقافي فكانت تبحث عن البرامج الثقافية العربية في مدريد وترسلها إلى الإذاعة والتلفزيون السوري. ومن ثم عملت مراسلة لتلفزيون الكويت، ولكن عندما أصبح عمر ابنها كمال ست سنوات وجدت أن الغربة ليست بحياة فكان الخيار العودة إلى دمشق ليتعرف ابنها على جذوره وليتعلم اللغة العربية.‏

وبعد عودتها جربت نفسها في برنامج واحد عن عيد الميلاد وقدمت مقابلة مع منوعات للأستاذ وديع الصافي، إلا أنها لم تعد تجد نفسها في الإعلام وخافت ألا يقبلها الجمهور، وخافت من تكرار نفسها ومن الفشل.‏

العمل الإنساني

بعد تعرفها على الدكتور عبد الرحمن عطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السابق، طلب منها أن تكون مستشارة للاجئين لدراسة احتياجاتهم خلال وجودهم على الأراضي السورية.‏ ومنذ عام 2015 عملت كمستشارة اجتماعية، ثم مديرة مشروع اللاجئين، ولاحقاً الناطقة الرسمية للمنظمة حتى عام 2018.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !