نادية الغزّي (1936-)، كاتبة ومحامية وإعلامية سورية من دمشق، شاركت في تأسيس التلفزيون السوري سنة 1960 وكانت أول سيدة تظهر على الشاشة في برنامج “البيت السعيد.” شغلت عضوية مجلس إدارة جمعية أصدقاء دمشق ومجلس حكماء مؤسسة تاريخ دمشق وهي كريمة سعيد الغزي، رئيس وزراء سورية في خمسينيات القرن العشرين.
البداية
ولدت نادية الغزي في حيّ الحلبوني دمشق سنة 1936، كان والدها سعيد الغزي سياسي ومحامي لامع تولّى رئاسة الحكومة السورية في مرحلة الخمسينيات. أما والدتها بلقيس المور فهي ألبانيّة من شبه جزيرة مورة. درست في الكلية العلميّة الوطنيّة ونالت شهادة بالحقوق من الجامعة السورية، قبل تزوجها من المحامي نزار بقدونس.
برنامج البيت السعيد
بطلب من الدكتور صاح قباني، المدير المؤسس للتلفزيون السوري، انضمت إلى أسرة التلفزيون عند إطلاقه في زمن الوحدة السورية المصرية وكانت أول سيدة تظهر على الشاشة في برنامجها العائلي “البيت السعيد” الذي أخرجته غادة مردم بك (زوجة شقيقها المحامي غازي الغزي). حقق البرنامج نجاحاً كبيراً وكتبت عنه جريدة الأهرام المصرية في عددها الصادر يوم 5 كانون الأول 1960: “نادية الغزي: صاحبة البرنامج الذي أحبته القاهرة.”
العمل بالمحاماة
توقف عملها التلفزيوني في زمن الانفصال بعد استقالة صباح قباني من منصبه، وتفرغت للعمل بالمحاماة مع والدها والكتابة في مجلّة طبيبك ومجلة المرأة العربية. وفي حديثها عن المحاماة قالت: “انخرطت بالعمل في المحاماة حتى التّقاعد، عملت مع الوالد وهو المعروف بمحامي الشّعب وقتئذٍ، فكانت لي حصة من خبرته، فتعرفت إلى البلد والناس بكل مستوياتهم.”
الحياة الأدبية
تنوعت موضوعات نادية الغزي الأدبية منذ سنة 1980، من الطب والتغذية إلى الزينة والمجوهرات، وعملت على توثيق التّراث الشّعبي في العادات والتّقاليد والتداوي بالأعشاب. وقد تحدث عن هذا التنوع قائلة:
كان لي التّوجه نحو التّراث الحقيقي سواء كان على الحجر، أو في كتاب، أو مروياً، أو عادات وتقاليد، أو تراثاً طبياً. أما الفكرة الرّئيسة التي دفعت بي إلى التفكير بحضارة الطعام، فله حكاية خاصة؛ فعندما كنت في بلاد الغربة دُعيت لتناول سندويشة الفلافل، فرحبت بالعرض وتوجهنا إلى المقصد، وبعد الاستفسار اتضح لي أن المحل يقدم “الفلافل” على أنها تراث له، فاندفعت وأردت تثبيت تراثنا، فكتبت في موسوعة الطعام؛ فالطعام حضارة وفن، ونظمتها بقصصي وحكاياتي.
انتُخبت عضوًا في مجلس إدارة جمعية أصدقاء دمشق وفي اللجنة العليا للاحتفالات دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. وفي نهاية عام 2017 أصبحت عضو مجلس حكماء في مؤسسة تاريخ دمشق.
مؤلفاتها
- العبور إلى الشر (دار الفكر 1982)
- قضايا خاصة جداً (دار طلاس 1991)
- شروال برهوم (دار الشادي- 1993)
- حضارة الطعام في بلاد الرافدين وبلاد الشام (دار الفكر 2001)
- نساء حلبيات (اتحاد الكتاب العرب 2006)
- أسرار في صناديق الحياة الزوجية (دار الفكر 2009)
- الطرق الشرقية القديمة للتخلص من الحر (وزارة الثقافة السورية 2017)