الشهر: يوليو 2023

  • كنيسة الزيتون

    كنيسة الزيتون أو كاتدرائية سيدة النياح، تقع في حارة الزيتون في دمشق القديمة قرب الباب الشرقي، وهي مقر أبرشية دمشق للروم الملكيين الكاثوليك، ويعود تاريخها للنصف الأول من القرن التاسع عشر، وتعد من أكبر الكنائس الملكية الكاثوليكية في العالم. بنيت كاتدرائية سيدة النياح عام 1834 كما تشير اللوحة الرخامية على بابها الرئيسي، وكتب عليها: “بنيت هذه الكنيسة الكاتدرائية على تذكار انتقال السيدة المجيدة الدائمة الشفاعة في عهد بطريركية الحبر الجليل المثلث الرحمات السعيد الذكر السيد مكسيموس مظلوم.”

    التاريخ

    وجاء بناء الكنيسة وتأسيس بطريركية مستقلة لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق حينها كعلامة فارقة في تاريخ الطائفة، بعد أن حصل أبناؤها على حرية العبادة وممارسة الشعائر في عهد إبراهيم باشا المصري، فاشترى أبناء الطائفة قطعة أرض كان فيها كنيس يهودي قديم ومهجور وتحيط بها أرض واسعة فيها أشجار زيتون وذلك من وكيل طائفة اليهود المقيم في إسطنبول، ودُفع ثمن الأرض من تبرعات أعيان الطائفة ومن مال الوقف، ثم بنيت ودشنت وتم افتتاحها، وبادر البطريرك مظلوم لنقل المقر البطريركي من دير المخلص في قضاء الشوف إلى دمشق إثباتاً للوجود الكاثوليكي فيها ولأهميتها روحياً وسياسياً وإدارياً.

    تعرضت الكنيسة لدمار وتخريب أثناء أحداث عام 1860، ونتيجة لذلك تجدد بناؤها على مساحة أوسع عام 1865 وبجهود مجموعة من المهندسين والحرفيين الدمشقيين وذلك في عهد البطريرك غريغوريوس يوسف الأول كما تشير اللوحة الرخامية الرئيسية، ورممت كذلك عام 2000 في عهد البطريرك مكسيموس الخامس حكيم.

    تبوأ السدة البطريركية منذ تأسيس الكاتدرائية عشرة بطاركة: مكسيموس الثالث مظلوم وهو أول بطريرك للطائفة، اكليمنضوس بحوث، غريغوريوس الأول سيور، بطرس الرابع جريجيري، كيرلس الثامن جحا، ديمتريوس الأول قاضي، كيرلس التاسع مغبغب، مكسيموس الرابع صايغ، مكسيموس الخامس حكيم، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، يوسف العبسي.

    الطراز المعماري

    يمتد بناء الكنيسة بشكل عرضاني، ويتجه نحو الشرق، وفوقه برجان يعلوهما صليبان، وأمامه رواق مبني من الحجارة البازلتية السوداء ويضم عدداً من العواميد، وعلى جدارها الخارجي الغربي هياكل وأيقونات عديدة.

    لها باب رئيسي نحاسي مزخرف محاط بالرخام تعلوه لوحة رخامية مزخرفة كتبت عليها عبارة باليونانية والعربية: “أنا أقول لك أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”، وأسفلها تواريخ بناء وتجديد الكنيسة. وعلى جانبي الباب أيقونتان للسيدة العذراء والقديس جاورجيوس يعود تاريخهما لأواخر القرن التاسع عشر.

    نمط الكنيسة من الداخل فخم بازيليكي، يضم صحنها ثلاثة أسواق مقسومة بأعمدة ضخمة مستديرة بحجارة بازلتية سوداء وتيجان مزخرفة، وأرضيتها رخامية. لها قبة نصف مستديرة تستند إلى رقبة مضلعة باثني عشر ضلعاً وفيها نوافذ ملونة ورسوم جدارية للإنجيليين الأربعة، وفي وسطها صليب بيزنطي الشكل بأذرع متساوية.

    وإضافة إلى الباب الرئيسي للكنيسة لها بابان جانبيان من جهتي الشمال والجنوب، ولها طابق ثانٍ يطل على صحن الكنيسة مع درابزين حديدي، وشبابيك في الجهات الغربية والجنوبية والشمالية.

    تضم الكنيسة الكثير من الأيقونات ضمن هياكل رخامية تظهر القديسين ومريم العذراء ومشاهد من حياة السيد المسيح، وكذلك ضمن الأيقونستاس الذي يفصل صحن الكنيسة عن قدس الأقداس ويضم قرابة 40 أيقونة تنتمي جميعها لنمط الفن الروسي. وتضم الكنيسة أيضاً متحفاً يحتوي على أيقونات سورية تعود للقرن التاسع عشر وأوانٍ مقدسة.

    وإلى جانب الكنيسة الأساسية، يضم المجمّع الدار البطريركية ودار القديس نقولاوس ومركز التنشئة اللاهوتية والإكليريكية الصغرى والمحكمة الروحية لأبناء الطائفة والجمعية الخيرية لفقراء الطائفة ونادي القديس جاورجيوس لرعايا الأطفال ومجموعة من القاعات والغرف للنشاطات وبيت الطالبات المخصص لاستقبال الطالبات الجامعيات.

    كلية اللاهوت الخاصة

    عام 2019 تأسست بموجب مرسوم تشريعي أول كلية تعنى بتدريس العلوم اللاهوتية في سورية تحت اسم كلية اللاهوت الخاصة وتتبع لبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك ويقع مقرها فيها، لتصبح كلية معترفاً بها من قبل وزارة التعليم العالي. وجاء هذا المرسوم كتطور لعمل الكلية التي بدأت فعلياً عام 2002 في عهد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام تحت اسم “مركز التنشئة المسيحية” وكانت تمنح درجة تخرج بعد دراسة اللاهوت التي تمتد لأربع سنوات.

  • مدرسة الآسية

    مدارس الآسية الخاصة في حي باب توما في دمشق القديمة، تأسست في القرن السابع عشر في المقر البطريركي للروم الأرثوذوكس، وهي من أقدم وأعرق المدارس التي ما زالت قائمة حتى اليوم. اشتق اسم مدرسة الآسية من شجر الآس الموجود في باحة بنائها، ويعني في اللغة العربية الفصحى الدعامة والبناء المحكم أساسه، وكذلك الطبيب المحسِن.

    التاريخ

    تأسست مدارس الآسية الخاصة في دمشق على يد البطريرك أفتيموس كرمة عام 1635، وأعيد تنظيمها عام 1840 على يد الخوري يوسف حداد في بناء تابع للوقف. وفي عام 1851 أنشئت فيها أكاديمية لاهوتية ومدرسة أكاديمية للموسيقى البيزنطية نافست أكاديميات روسيا واليونان، وتخرج منها حينها طلاب منهم مطران اللاذقية ملاتيوس الدوماني ومطران بيروت غفرئيل شاتيلا.

    أحداث عام 1860

    تعرضت للدمار والتخريب أثناء أحداث عام 1860، واستشهد الخوري يوسف حداد ومعظم أساتذتها، في حين عمل الأمير عبد القادر الجزائري على حماية مئات الطلاب الذين كانوا فيها واستضافهم لديه. وحالت هذه الأحداث دون تحويلها إلى جامعة كما كان مخطط الخوري حداد.

    طلاب الأسية

    وحتى بدايات القرن العشرين كانت تنافس بمناهجها أهم المدارس والجامعات في المنطقة، إذ كانت تدرّس مواد فروع جامعية هي الطب والصيدلة والهندسة والتجارة واللغة العربية واللغات الفرنسية والإنكليزية واليونانية والروسية والإيطالية والتركية. ودرّس فيها شخصيات كبيرة مثل الأديب اللبناني عيسى إسكندر معلوف، وقسطنطين زريق، الذي أصبح رئيساً للجامعة السورية سنة 1949، والأديب ميشيل الله وردي، الذي ترشح لجائزة نوبل سنة 1951، وفائز الخوري، الذي عُيّن وزيراً للخارجية سنة 1941، وقد تولّى شقيقه الرئيس فارس الخوري إدارة المدرسة الأسية سنة 1899.

    مدرسة الآسية اليوم

    تراجعت المدرسة أثناء الحرب العالمية الأولى كما هو حال كافة المدارس الأرثوذوكسية نتيجة موقف الحكومة العثمانية من الطائفة على اعتبارها موالية لروسيا القيصرية واليونان، ثم استعادت ألقها في السنوات اللاحقة. تضم المدرسة اليوم كافة المراحل من الروضة وحتى الثالث الثانوي بشقيه العلمي والأدبي. وفي عام 2002 افتتحت مدرسة الآسية – جرمانا (شرق دمشق) في عهد البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم، لمواكبة التوسع العمراني والسكاني في دمشق.

     

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !