سياسيون ورجال دولة

خالد بكداش

أمين عام الحزب الشيوعي (1946-1995)

خالد بكداش (1912- 24 تموز 1995) زعيم سياسي ومؤسس الحزب الشيوعي السوري عام 1944. كان أول شيوعي يدخل برلماناً عربياً في خمسينيات القرن العشرين، والوحيد بين زملائه النواب الذي خالف الإجماع وغاب عن جلسة التصويت على قيام الوحدة السورية المصرية عام 1958. توجّه إلى موسكو ولم يعد منها إلا بعد سنوات على انقلاب الانفصال، وتحديداً عام 1966. ترأس الحزب الشيوعي حتى وفاته، ودخل في الجبهة الوطنية التقدمية التي أسسها حافظ الأسد في مطلع السبعينيات، كما مثّل الحزب في مؤتمرات عالمية عديدة، وترأس وفود الحزب الشيوعي إلى المؤتمرات التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي.

البداية

ولد خالد بكداش في دمشق بحي ركن الدين، وهو سليل عائلة كردية معروفة. خدم والده في الجيش العثماني أولاً، ثم في الجيش العربي خلال فترة حكم الملك فيصل سنة 1920. درس بكداش في مدرسة التجهيز الأولى، وكان من قياديي الحركة الطلابية. التحق بالجامعة السورية لدراسة الحقوق، لكنه لم يتمكن من متابعة دراسته بسبب نشاطه السياسي، فاشتغل في الصحافة المحلية مراسلاً ومترجماً ومحرراً، وعمل مدرساً خصوصياً للغة العربية والفرنسية والرياضيات، ومراقباً في معمل التبغ.

مسيرته السياسية

انخرط بكداش عام 1929 في صفوف الكتلة الوطنية، وبعد عامٍ واحد انتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني وهو في الثامنة عشرة من عمره. اعتقل مع عدد من رفاقه عام 1931 أثناء طباعتهم منشورات حزبية، وحُكم عليه بالسجن أربعة أشهر. بعد إطلاق سراحه، أسهم في تنظيم إضرابات عمالية في دمشق وحمص وحماة وبيروت، وعمل محرراً في صحيفة الفجر الأحمر الناطقة بلسان الحزب الشيوعي.

وفي عام 1933، أنتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب وقام بترجمة البيان الشيوعي ونشره، وهي أول ترجمة لكتاب كارل ماركس إلى العربية. غادر بعدها إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الماركسية، والتحق بمعهد لينين في موسكو، ثم بجامعة طشقند حيث تعلّم اللغة الروسية وقرأ الكثير من الأدب الروسي.

اختير رئيساً للوفود العربية المشاركة في المؤتمر السابع للأممية الشيوعية (الكومنترن) الذي عقد في موسكو عام 1935، ونال خلاله لقب “النسر العربي” من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين. وفي عام 1936، اختاره هاشم الأتاسي ليكون سكرتيراً لوفد الكتلة الوطنية المفاوض في باريس، الذي أبرم المعاهدة السورية الفرنسية. بعدها بعام، انتُخب أميناً عاماً للحزب الشيوعي وأصدر جريدة “صوت الشعب” الناطقة باسم الحزب، وخلال الحرب العالمية الثانية، عمل على دعم الاتحاد السوفييتي فأعيد انتخابه أميناً عاماً في المؤتمر الثاني للحزب عام 1944.

بعد انتهاء الحرب، عزز بكداش اتصالاته مع الأحزاب الشيوعية الأخرى، خاصة الأوروبية، وفي عام 1946 سافر إلى لندن لإجراء محادثات مع الشيوعيين البريطانيين، كما حضر اجتماعات سرية للحزب الشيوعي الإيطالي.  وفي عام 1947، شارك في المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي البريطاني، وتعززت مكانته في المحافل الشيوعية الدولية، ما أدى إلى تعينه من قبل الكومنفورم مديراً للحزب في الأقطار العربية عام 1948.

خالد بكداش وخالد العظم سنة 1954، ومعهم زعماء حزب الشعب ناظم القدسي ورشدي الكيخيا.
خالد بكداش وخالد العظم سنة 1954، ومعهم زعماء حزب الشعب ناظم القدسي ورشدي الكيخيا.

بكداش نائبا

تحالف خالد بكداش مع رئيس الحكومة الأسبق خالد العظم عام 1954 وانتُخب عضواً في البرلمان السوري، ليصبح أول شيوعي يحتل مقعداً نيابياً في أي بلد عربي. بلغ نفوذ الشيوعيين ذروته خلال هذه الفترة، وتغلغلوا في كل الدوائر الحكومية والعسكرية. وبصفة بكداش زعيماً للحزب الشيوعي، رافق رئيس الجمهورية شكري القوتلي في زيارته الوحيدة إلى موسكو عام 1956، طالباً الدعم لمصر أثناء العدوان الثلاثي. لكنه عارض الوحدة السورية المصرية عام 1958، وتغيّب عن جلسة التصويت في البرلمان. بطش جمال عبد الناصر بأعضاء الحزب الشيوعي في سورية، وغادر بكداش إلى موسكو، ثم عاد إلى دمشق بعد انهيار الوحدة وتحسّن العلاقات السورية – السوفيتية في عهد الرئيس نور الدين الأتاسي، الذي عيّن شيوعياً في الحكومة للمرة الأولى في تاريخ سورية.

بكداش والجبهة الوطنية التقدمية

شهد العام 1964 تفرّق الحزب الشيوعي السوري اللبناني، إلى حزبين استقل كل منهما في بلده وتزعّم بكداش الجناح السوري فيه. وفي عام 1969 أعاد المؤتمر الثالث انتخابه أميناً عاماً، ثم انضم إلى أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث الحاكم وأصبح عضواً في قيادتها عام 1972، ما أمّن له كذلك الفوز مجدداً بالمقعد النيابي عام 1973. أعيد انتخاب خالد بكداش مع ستة من أعضاء حزبه في انتخابات 1973، ومثل حزبه بجناحيه وزيران في الحكومة السورية عام 1977 والتي ترأسها اللواء عبد الرحمن خليفاوي.

خالد بكداش مع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.
خالد بكداش مع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ.

بكداش والجبهة الوطنية التقدمية

انقسم الحزب إلى حزبين عام 1964، وتزعّم بكداش جناحه السوري. وفي عام 1969، أعيد انتخابه أميناً عاماً، ثم تحالف مع حافظ الأسد وانضم إلى الجبهة الوطنية التقدمية وأصبح عضواً في قيادتها عام 1972. أعاده الأسد إلى البرلمان عام 1973، وشغل الحزب منصبين في حكومة عبد الرحمن الخليفاوي عام 1977.

الانشقاقات الداخلية

واجهت قيادته انتقادات شديدة في أوائل السبعينات بسبب فرديته وتسلطه، وفي نيسان 1972 انشق عنه ظهير عبد الصمد، ودانيال نعمة، ورياض الترك. ورغم تراجع نعمة وعبد الصمد لاحقاً إلا أن رياض الترك واصل معارضته وشكّل الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي. جُدد انتخاب بكداش أميناً عاما للحزب عام 1974، وشهد العام 1979 انشقاقاً جديداً قاده مراد يوسف، ثم انشقّ يوسف فيصل عام 1986 وشكّل الحزب الشيوعي السوري الموحد. رغم ذلك، بقي بكداش في موقعه، بسبب الدعم المطلق الذي تلقّاه من حافظ الأسد.

مؤلفاته

نشر خالد بكداش العديد من المقالات المتنوعة وأسهم في نقل الفكر الاشتراكي إلى اللغة العربية، وله كتاب:

حياته الشخصية

تزوج خالد بكداش من وصال فرحة عام 1951، التي أصبحت شيوعية بارزة وانتخبت لخلافته، قبل أن يخلفها ابنهما عمار بكداش في رئاسة الحزب.

وفاته

توفي خالد بكداش يوم 24 تموز 1995، عن عمر 83 عاماً.

المناصب الرسمية

المنصب الفترة سبقه خلفه
أمين عام الحزب الشيوعي السوري 1995-1946 أول من تولاه وصال فرحة

 

المصدر
مركز الشرقسناك سوريالموسوعة العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !