غادة بنت هشام مردم بك (1941 – 3 آب 2017) إعلامية سورية وأول مخرجة في التلفزيون السوري عند تأسيسه سنة 1960. أخرجت العديد من البرامج المنوعة مثل البيت السعيد ومجلة التلفزيون وبرنامج “نادي الأطفال.”
البداية
ولدت غادة مردم بك في بيروت وهي سليلة عائلة دمشقية عريقة، عرف منهم زعماء مثل جميل مردم بك، وشعراء مثل خليل مردم بك. عاشت طفولتها في حي بستان الرئيس القريب من محلة العفيف ودرست الثانوية العامة في مدرسة الفرنسيسكان، ثم سجلت في كلية الحقوق في الجامعة السورية ودخلت مسابقة مخرجين في التلفزيون السوري قبل إنطلاق بثه عام 1960.
عملها في التلفزيون السوري
وعن لحظة انطلاق التلفزيون السوري في 23 تموز قالت مردم بك في حوار مع جريدة الوطن السورية: “كنا في غرفة المراقبة وعندما قالوا: هنا تلفزيون دمشق، كانت لحظة رهيبة لا يمكنني وصفها وحتى الآن كلما أذكرها يقشعر بدني.” جاء قرار توظيفها من مؤسس التلفزيون ومديره الأول الدكتور صباح قباني، وقد وصفت علاقتها به قائلة: “أول ما دخلت مبنى التلفزيون أدخلني صباح قباني غرفة فيها طاولتين يجلس على واحدة منها شاب خاطبه باسم عادل وقال له: هالصبية بعهدتك علمها. تركني مع المذيع الكبير عادل خياطة ومن يومها بخاف منه ليش ما بعرف وبحسب له مية حساب.”
برنامج البيت السعيد
أختارها صباح قباني كمساعدة مخرج في نشرة الأخبار وهي في التاسعة عشرة من عمرها، وعملت بعدها مخرجة لبرنامج البيت السعيد الذي كانت تقدمه المحامية نادية الغزي، شقيقة زوجها المستقبلي المحامي غازي الغزي. حقق البرنامج نجاحاً كبيراً في سورية ومصر أيام الجمهورية العربية المتحدة وكان يذاع في القاهرة بعد يوم واحد من بثه بدمشق.
أعمال أخرى
أوفدها صباح قباني إلى مدينة ميونخ الألمانية لحضور دورة في الإخراج سنة 1961 وعادت قبل انقلاب الانفصال في 28 أيلول لتخرج عدد من برامج الأطفال والبرامج الثقافية. عملت مع الأديب عادل أبو شنب في برنامج مجلة التلفزيون، ومع المذيعة سعاد دبّاح في برنامج “نصف ساعة من وقتك.” ومن أبرز أعمالها كانت برامج المسابقات “أسود وأبيض، و”أبراج،” كما أخرجت برنامج “فكر واربح” مع الإعلامي خلدون المالح، وبرنامجي “الحظ وشيء آخر،” و”سؤال عالماشي.”
ظلّت تعمل في التلفزيون السوري سنوات طويلة وكان آخر أعمالها برنامج للأطفال بعنوان “صبيان وبنات” عام 2005، الذي نال جائزتي الإعداد والجائزة الفضية في مهرجان القاهرة، ومعه برنامج “مع الشعر” الذي كان يعده الشاعر عبد القادر قصّاب. وإلى جانب الإخراج التلفزيوني، عملت في الترجمة لصالح إذاعة دمشق، وترجمت العديد من القصص لمجلة أسامة الخاصة بالأطفال التي كانت تصدرها وزارة الثقافة السورية منذ سنة 1969.
تكريمها
كرمتها وزارة الإعلام في دار الأسد للثقافة والفنون بمناسبة العيد الذهبي للتلفزيون العربي السوري سنة 2010.
حياتها الشخصية
انتقلت للعيش مع أسرتها للسكن في حي المالكي سنة 1951، حيث تزوجت من المحامي غازي الغزي ابن رئيس وزراء سورية الأسبق سعيد الغزي ولها منه بنت اسمها راوية وولد سمي سعيد على اسم جده.
الوفاة
توفيت غادة مردم بك مساء يوم الخميس الثالث من آب عام 2017 عن عمر ناهز 75 عاماً. شُيع جثمانها ظهر يوم التالي من مشفى أمية بالعاصمة دمشق، وصلي عليه في جامع بدر بحي المالكي، حيث وارى الثرى في مقبرة باب الصغير.