أدباء وكتابأساتذة وتربويون

عز الدين التنوخي

عالم لغوي وأحد مؤسسي مجمع اللغة العربية ووزارة المعارف السورية

عز الدين بن علم الدين التنّوخي (1889 – 23 حزيران 1966)، مربي وعالم لغوي سوري من دمشق وأحد مؤسسي وزارة المعارف السورية. شارك في الثورة العربية الكبرى سنة 1916، وكان أحد مؤسسي مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1919. أسس وترأس تحرير مجلّة الرابطة الأدبية في دمشق سنة 1921، وكان أحد مؤسسي مجلة التربية والتعليم في العراق مع ساطع الحصري سنة 1927، إضافة لعمله مدرساً في الجامعة السورية في الفترة ما بين 1948-1953.

البداية

ولد عز الدين التنوخي في دمشق ودرس القرآن الكريم في المدرسة السباهية ثم أكمل تحصيله العلمي في المدرسة الرشدية قبل الانتقال إلى فلسطين مع أسرته حيث التحق بمدرسة الفرير الفرنسية في مدينة يافا. أرسله والده إلى مصر للدراسة في الجامع الأزهر، عاد بعدها إلى دمشق واتخذ ركناً في الجامع الأموي لإعطاء الدروس الدينية التي تحمل الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي. أكمل دراسته العليا في المدرسة الزراعية الفرنسية في غرينيون وعند تخرجه باختصاص تطعيم الأشجار الدقيق والنادر، عُيّن مدرساً زراعياً في بيروت وانتسب إلى المنتدى الأدبي الذي كان قد أسسه عبد الكريم خليل في إسطنبول.

الثورة العربية الكبرى

سيق التنوخي إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العثماني سنة 1914 وخدم في حلب قبل انشقاقه والتحاقه بالثورة العربية الكبرى سنة 1916. عُيّن مديراً للزراعة في مملكة الحجاز التي أعلنها الشريف حسين من مكة والتحق بعدها بقوات الأمير فيصل ودخل معه دمشق فاتحاً في 3 تشرين الأول 1918.

المرحلة الفيصلية والعمل في العراق

في عهد الاستقلال الأول، سمّي عز الدين التنوخي مديراً للرسائل في مديرية الصحة السورية وعضواً في شعبة التأليف والترجمة التابعة لديوان المعارف. شارك في تحويل الديوان إلى وزارة المعارف مع ساطع الحصري وحضر الاجتماع التأسيسي لمجمع اللغة العربية الذي دعا إليه محمد كرد علي في المدرسة العادلية الكبرى يوم 30 تموز 1919. وبعد احتلال سورية وفرض الانتداب الفرنسي عليها، أسس مجلة الرابطة الأدبية في أيلول 1921 وتولّى رئاسة تحريرها قبل أن يتم إيقافها من قبل السلطات الفرنسية بعد عام واحد على صدور عددها الأول. عُيّن التنوخي بعدها مترجماً في مديرية البرق والبريد، لكنه استقال من وظيفته ورحل إلى بغداد ليعمل مدرّساً في دار المعلمين الأولية ثم أستاذاً في دار المعلمين العالية. أصدر من بغداد مع ساطع الحصري مجلة التربية والتعليم ابتداء من سنة 1927، وكلفه الأخير بنقل كتاب “الطبيعيات” للعالم الفرنسي إرنيست رينان إلى اللغة العربية. أثناء عمله في العراق ترجم التنوخي الكثير من الكتب العلمية إلى اللغة العربية، منها كتاب “مبادئ الفيزياء” الذي ظلّ يُدرس في المدارس العراقية سنوات طويلة.

العودة إلى سورية

عاد عز الدين التنوخي إلى سورية سنة 1932 وشغل أمانة سر مجمع اللغة العربية لغاية عام 1936، كما عمل مدرساً للعربية وآدابها في ثانويات حمص ودمشق، ثم مديراً لمعارف مدينة السويداء سنة 1942. وفي مطلع عهد الاستقلال عن الفرنسيين، سمّي مفتشاً في وزارة المعارف وفي سنة 1948 أستاذاً لمادة علوم البلاغة في الجامعة السورية حتى بلوغه سن التقاعد عام 1953.

السنوات الأخيرة والوفاة

تفرغ التنوخي بعدها للعمل في مجمع اللغة العربية وانتخب سنة 1957 عضواً في لجنة مطبوعاته، كما شارك في وضع “المعجم العسكري” بقسميه الفرنسي – العربي والإنجليزي – العربي الصادر عن القوّات المسلّحة في الجمهورية العربية المتحدة سنة 1961. انتخب عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العراقي، وبعدها سنة 1964 نائباً لرئيس مجمع اللغة العربية بدمشق حتى وفاته عن عمر ناهز 77 عاماً يوم 24 حزيران 1966. دفن في مقبرة الباب الصغير وكرمته وزارة التربية بإطلاق اسمه على مدرسة حكومية في حيّ المزة فيلّات شرقية، وفي سنة 2024 وضع نجله الدكتور عبد الكريم التنوخي كتاب بعنوان “المجتمع البغدادي في عصر التنوخي” الذي صدر عن دار الكتاب في بغداد.

مؤلفاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !