سيدات سوريات

الملكة حزيمة

ملكة سورية (1920)، ملكة العراق (1921- 1935)

 

حزيمة بنت ناصر (1884 – 27 آذار 1935) زوجة الملك فيصل الأول وملكة سورية عام 1920، ثم ملكة العراق من عام 1921 وحتى وفاتها. وهي والدةُ الملك غازي، وجدة الملك فيصل الثاني آخرِ ملوك العراق، إضافة إلى كونها شقيقةَ الملكة مصباح، زوجة عبد الله بن الحسين ملكِ الأردن.

البداية

وُلدت الأميرة حَزيمة في مكة المكرمة، وكان والدُها الشريف ناصر أحدَ أعيان الأسرة الهاشمية في الحجاز وشقيق الشريف حسين بن علي. تزوّجت من الأمير فيصل بن الحسين عام 1904، بينما تزوّجت شقيقتُها مصباح من أخيه الأمير عبد الله. عاشت طفولتَها وشبابَها في مك ، مع زيارات متقطعة إلى إسطنبول بعد انتخاب زوجها نائباً في مجلس المبعوثان سنة 1908. ولازمت مكة عند اندلاع الثورة العربية الكبرى سنة 1916، وبعد انهيار الحكم العثماني في سورية عام 1918، انتقلت إلى دمشق مع أولادها:

المرحلة السورية

في كتاب سكة الترامواي، يصف المؤرخ السوري سامي مروان مبيّض حياةَ الأميرة حَزيمة في دمشق قائلاً:

دُهشت حَزيمة بمقدار التقدم والرقيّ الذي وجدته في دمشق، وأول ما وقع على ناظريها كان أعمدةَ الكهرباء الممتدةَ على طول شوارع المدينة، والتي لم تكن قد رأت مثلَها من قبل إلّا في إسطنبول. حضر سائقٌ شركسي إلى محطة الحجاز لنقلها مع أولادها إلى القصر الملكي في منطقة المهاجرين، رافعاً علمَ الثورة العربية الكبرى على سيارته. كانت السياراتُ قليلةً جداً في دمشق يومئذٍ، ولم يكن فيها إلّا عددٌ محدودٌ من شرطة المرور، بأيديهم شاراتٌ يدويةٌ حمراء وخضراء، يرفعونها على مفارق الشوارع الكبرى لتنظيم حركة السير. أدّوا لها تحيةَ احترام عند مرورها أمامهم، بصفتها ملكةَ سورية الجديدة.

بعد أيام من وصول الأميرة حَزيمة إلى دمشق، جاء وفدٌ نسائي للترحيب بها، تتقدمه زهراء اليوسف شقيقةُ عبد الرحمن باشا اليوسف، وأسماء عيد، زوجةُ وزير المالية فارس الخوري. تفاجأت الأميرة بلباسِ ضيفاتها، فجميعهن دخلن سافراتِ الرأس والوجه، على الرغم من وجود الحرّاس والخدم في القصر.

ويضيف مبيّض:

استقبلت حَزيمة ضيفاتِها بغطاءِ الرأس التقليدي الذي كانت ترتديه في منزل عمّها في مكة، ظناً منها أنه فرضٌ مُلزمٌ في مدينة إسلامية لُقّبت بـشام شريف أيام الحكم التركي. وتبيّن لها أن جميع السيدات الضيوف كنّ متعلماتٍ، يجيدنَ القراءة والكتابة، وبعضهنّ يتقن الفرنسية والإنجليزية معاً. لم يطلبنَ منها أي خدمة أو وساطة، بل جئن ليعرضنَ خدماتهن عليها. حدّثنها عن أنفسهن وعن مدينتهن، وفتحن لها أبوابَ بيوتهن، وتعاملن مع أسرتها برفقٍ شديد، بلغ في بعض الأحيان درجةَ الشفقة، كون إحدى بناتها معوّقة، وهي الأميرة رفيعة، التي كانت تُعاني من شللٍ كاملٍ نتيجةَ سقوطها من يد إحدى الخادمات وهي رضيعة.

الخروج من دمشق

في 8 آذار 1920، تُوّج الأمير فيصل ملكًا، وأصبحت الأميرة حَزيمة ملكةً على سورية، لكنها لم تظهر معه في العلن، ولم تقم بأي دور سياسي، مقتصرةً نشاطَها على المناسبات الاجتماعية المخصصة للنساء. وبعد سقوط الحكم الفيصلي في سورية في 24 تموز 1920، عادت حَزيمة مع أولادها إلى مك ، ثم انتقلت للعيش في العراق عام 1924، بعد ثلاث سنوات من مبايعة زوجها ملكًا.

الملكة الأم

بعد وفاة الملك فيصل في 8 أيلول 1933، أصبحت حَزيمة “الملكةَ الأم” في المملكة العراقية، إثر مبايعة ابنها الوحيد غازي ملكًا. توسّع نشاطُها في العراق، حيث رعت جمعيةَ نهضة المرأة العراقية، ومؤتمرَ المرأة الشرقية الذي عُقد في بغداد سنة 1932، وألقت فيه كلمةَ الافتتاح. وعانت كثيراً في سنواتها الأخيرة من هروب أكبر بناتها، الأميرة عزة، إلى أوروبا للزواج من رجلٍ أجنبي، ما أدّى إلى طردها من الأسرة الهاشمية، ومن العراق.

الوفاة

تُوفيت الأميرة حَزيمة في بغداد يوم 21 آذار 1935 ودفنت في المقبرة الملكية في الأعظمية، بعد عامين على وفاة زوجها، وقبل أربع سنوات من وفاة ابنها الملك غازي في حادث سير سنة 1939.

المناصب

ملكة سورية (8 آذار – 24 تموز 1920)
  • سبقها في المنصب: لا يوجد
  • خلفها في المنصب: ألغي المنصب
ملكة العراق (21 آب 1921 – 27 آذار 1935)

لقراءة المزيد

  • سامي مروان مبيّض، سكة الترامواي: طريق الحداثة مر بدمشق (دار رياض نجيب الريس، بيروت 2023)
  • علي العلاوي، فيصل العراق (باللغة الإنجليزية، جامعة يال 2014)

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !