أعلام وشخصياتسياسيون ورجال دولة

فيضي الأتاسي

أحد مؤسسي حزب الشعب

فيضي الأتاسي
فيضي الأتاسي

 

فيضي بن طاهر الأتاسي (1898 – 25 تشرين الأول 1982)، سياسي سوري من حمص وأحد مؤسسي حزب الشعب عام 1948. نادى بالوحدة مع العراق وتولّى أرفع المناصب الحكومية، فكان وزيراً للمعارف والعدل في زمن الانتداب الفرنسي، ثم وزيراً للاقتصاد والدفاع في عهد الاستقلال، إضافة لتعيينه ثلاث مرات وزيراً للخارجية قبل قيام الوحدة مع مصر عام 1958. عرف بمعارضته للمعسكر الشرقي في الحرب الباردة، يوم كان وزيراً للخارجية.

البداية

ولد فيضي الأتاسي في مدينة الكرك، وهو سليل الأسرة الأتاسية الحمصية العريقة. دَرَس في إسطنبول، وعُين رئيساً لبلدية حمص في بداية عهد الانتداب الفرنسي. شهدت رئاسته للبلدية جرّ المياه من المحلّة الجديدة وفتح شارع أبو عوف. في صيف العام 1920، أصبحت مدينة حمص تتبع لدولة دمشق التي أسسها المفوض السامي هنري غورو، انتُخب الأتاسي ممثلاً عنها في مجلس دمشق التمثيلي. مارس نشاطه النيابي حتى إنهاء التجربة الفيدرالية في 1 كانون الثاني 1925، وعند اندلاع الثورة السورية الكبرى في صيف ذلك العام، أيدها الأتاسي وأبرق إلى عصبة الأمم في جنيف، مطالباً بتدخل المجتمع الدولي لوقف العدوان الفرنسي.

مرحلة الانتداب (1923-1946)

على الرغم من قربه الشديد من عمّه هاشم الأتاسي، إلا أن فيضي الأتاسي لم ينتسب إلى الكتلة الوطنية التي أسسها هاشم الأتاسي مع رفاقه في عام 1927. لكنه أصبح كاتباً في الجمعية التأسيسية المنتخبة لوضع دستور جديد للبلاد عام 1928، والذي كانت للكتلة الوطنية فيها غالبية المقاعد. في منتصف الحرب العالمية الثانية، عُيّن الأتاسي وزيراً للمعارف في حكومة حسن الحكيم الأولى، في 20 أيلول 1941، وكان عليه وضع مناهج موحدة لمدارس جبال العلويين وجبل الدروز، بعد ضمهم إلى سورية. وعند وفاة رئيس الجمهورية تاج الدين الحسني في كانون الثاني 1943، شُكّلت حكومة انتقالية للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، عُيّن فيها الأتاسي وزيراً للعدل والمعارف والشؤون الاجتماعية.

تأسيس حزب الشعب (1948)

بعد جلاء الفرنسيين عن سورية في 17 نيسان 1946، عمل مع رفاقه على تأسيس حزب الشعب المعارض لحكم رئيس الجمهورية شكري القوتلي، تحديداً بعد تعديل الدستور للسماح للقوتلي بولاية دستورية ثانية. ترأس رشدي الكيخيا وناظم القدسي الحزب الجديد الذي ضم في صفوفه الأمامية فيضي وعدنان الأتاسي، نجل هاشم الأتاسي. جميع قادة الحزب كانوا يسعون إلى إقامة وحدة عربية شاملة، تكون بدايتها بين سورية والعراق، ما أدى إلى اتهامهم بالسعي للإطاحة بنظام سورية الجمهوري.

الانقلاب الأول (29 آذار – 14 آب 1949)

في 29 آذار 1949، قاد حسني الزعيم انقلاباً على الرئيس شكري القوتلي وعرض على حزب الشعب التعاون. اختلف الأتاسي ورفاقه في موقفهم من الانقلاب، فرأى أن مشاركتهم بالحكم ستساهم في عودة البلاد إلى النظام البرلماني الصحيح، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، فيما اعتبر رشدي الكيخيا أن مشاركة حزب الشعب ستُعطي شرعية للزعيم، ولعهده “المخالف للدستور.” لكن الكيخيا لم يمانع دخول الأتاسي في أول حكومة شكلها الزعيم في 15 نيسان 1949، إلا أنه استقال منها بعد ثلاثة أيام.

عودة الحياة النيابية

بعد الإطاحة بالزعيم وإعدامه في 14 آب 1949، دعا مهندس الانقلاب الجديد سامي الحناوي السياسيين الكبار إلى اجتماع موسّع في مبنى الأركان العامة بدمشق، حضره ناظم القدسي ورشدي الكيخيا وفيضي الأتاسي مع بقية قادة حزب الشعب. في هذا الاجتماع تقرر عودة هاشم الأتاسي إلى الحكم وتأليف حكومة برئاسته، سُمّي فيها القدسي وزيراً للخارجية، والكيخيا وزيراً للداخلية، والأتاسي وزيراً للاقتصاد. لكنه نُقل إلى وزارة المعارف بعد استقالة الوزير ميشيل عفلق في 19 تشرين الثاني 1949، وحلّ خالد العظم مكانه في وزارة الاقتصاد.

قادة حزب الشعب مع الرئيس صبري العسلي (من اليمين): علي بوظو، فيضي الأتاسي، صبري العسلي، معروف الدواليبي.
قادة حزب الشعب مع الرئيس صبري العسلي (من اليمين): علي بوظو، فيضي الأتاسي، صبري العسلي، معروف الدواليبي.

تعاقب الأتاسي من مناصب عدة، منها وزارة العدل والشؤون الاجتماعية، كما عُين وزيراً للخارجية ثلاث مرات: الأولى في 9 آب 1951، الثانية في 1 آذار 1954، والثالثة في 29 تشرين الثاني 1954. عارض حكم أديب الشيشكلي بشدة، ووقف مع عمه الرئيس هاشم الأتاسي، الذي دعا المعارضة إلى اجتماع كبير في داره في حمص. بعد تولّيه الرئاسة في تموز 1953، أمر الشيشكلي باعتقال فيضي الأتاسي مع عدد كبير من قادة حزب الشعب، لكنه أطلق سراحهم قبل مدة قصيرة من سقوطه ونفيه خارج البلاد يوم 25 شباط 1954.

فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.
فيضي الأتاسي مع ملك العراق فيصل الثاني.

الأتاسي وعبد الناصر

في أول انتخابات أجريت بعد عودة الحياة النيابية إلى سورية سنة 1954، عاد فيضي الأتاسي إلى المجلس النيابي، وفي عام 1958، صوّت لصالح الوحدة السورية – المصرية على الرغم من تحفظاته على الطريقة التي أقيمت بها. أيّد جمال عبد الناصر في بداية الوحدة، لكنه سرعان ما انقلب ضده بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي في أيلول 1958، الذي طال الكثير من أملاك آل الأتاسي. كما عارض قرار التأميم الصادر بحق كبرى المصانع والمصارف في تموز 1961، قبل شهرين من انقلاب الانفصال يوم 28 أيلول، والذي أطاح بجمهورية الوحدة.

السنوات الأخيرة والوفاة

في مرحلة الانفصال، أعيد انتخاب فيضي الأتاسي للمرة الأخيرة نائباً في البرلمان السوري ورئيساً للجنة الشؤون الخارجية. اعتزل العمل السياسي بعد انقلاب البعث إلى السلطة في 8 آذار 1963، مع صدور قرار نهائي بحلّ حزب الشعب. عاش بقية حياته متقاعداً ومتنقلاً بين دمشق وحمص حتى وفاته عام 1982، عن عمر ناهز 84 عاماً.

المناصب في زمن الانتداب الفرنسي

المنصب الفترة سبقه خلفه
وزير المعارف 20 أيلول 1941 – 17 نيسان 1942 محسن البرازي خليل مردم بك
وزير المعارف 25 آذار – 17 آب 1943 خليل مردم بك نصوحي البخاري
وزير العدل 25 آذار – 17 آب 1943 منير العباس عبد الرحمن الكيالي
وزير الشؤون الاجتماعية 25 آذار – 17 آب 1943 منير العجلاني أُلغي المنصب

المناصب الرسمية في عهد الاستقلال

المنصب الفترة سبقه خلفه
وزير الصحة والشؤون الاجتماعية 17-14 نيسان 1949 أحمد الرفاعي خليل مردم بك
وزير المعارف 17-14 نيسان 1949 محسن البرازي خليل مردم بك
وزير المعارف 14 آب – 14 كانون الأول 1949 ميشيل عفلق هاني السباعي
وزير الاقتصاد 19 تشرين الثاني – 27 كانون الأول 1949 خالد العظم معروف الدواليبي
وزير الدفاع 27-24 كانون الأول 1949 عبد الله عطفة أكرم الحوراني
وزير العدل 27 كانون الأول 1949 – 23 أيار 1950 زكي الخطيب زكي الخطيب
وزير الخارجية 9 آب – 28 تشرين الثاني 1951 خالد العظم شاكر العاص
وزير الخارجية 1 آذار – 19 حزيران 1954 خليل مردم بك عزت صقال
وزير الخارجية 29 تشرين الأول 1954 – 13 شباط 1955 عزت صقال خالد العظم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !