حمام الملك الظاهر، واحد من أقدم الحمامات العامة في مدينة دمشق القديمة وسوريا وحتى العالم استمراراً بأداء وظيفته دون انقطاع حيث يعود تاريخ إنشاؤه إلى النصف الثاني من القرن العاشر خلال الفترة الفاطمية، يقع في حي العمارة الجوانية، زقاق الملك الظاهر المتفرع من جادة البحرة الدفاقة، جانب المدرسة الظاهرية.
تاريخه
يعود تاريخ هذا الحمام إلى عام (375 هجري – 985 ميلادي)، واسمه الأصلي حمام العقيقي نسبة إلى بانيه أحمد بن الحسين العقيقي المتوفى 376هـ، وكانت داره دار العقيقي هي المكتبة الظاهرية حاليًا، وكان يسكن فيها أيوب والد صلاح الدين. وقد اشترى الدار والحمام من العقيقي الملك المملوكي السعيد ناصر الدين عام (1277م – 676هـ)، وسمَّاه باسم والده الملك الظاهر بيبرس، وجعل الدار مدرسة وسمَّاها المدرسة الظاهرية قبل أن تصبح المكتبة الظاهرية.
أقسامه
الحمام يتألف من ثلاثة أقسام: البراني وفيه بحرة مضلعة من الحجر الوردي ونافورة مياه وهو المكان المخصص لاستقبال الزبائن ووضع أمتعتهم وإماناتهم في الفتحات والرفوف الخشبية وفيه إيوانات يتم الصعود إليها بدرجات حيث يستريح الزبون فيها ويتناول بعض المشروبات قبل الدخول والحصول على أدوات الحمام الخاصة به كالمناشف والقبقاب.
القسم الوسطاني الذي يحوي الأجران الرخامية وأدوات الحمام حيث ينتقل الزبون بعد إنتهاء حمامه منه إلى القسم الجواني الأشد حرارة عن سابقيه، والذي تتم فيه عملية التدليك والتكييس، وبعد إنتهاء الحمام يخرج الزبون بالتسلسل من الجواني إلى الوسطاني إلى البراني للحفاظ على درجة حرارة الجسم وعدم التعرض للأمراض.
حديثا
يقول مالك الحمام الحالي بسام كبب أنهم يعملون بهذه المهنة المتوارثة أباً عن جد منذ أكثر من 1037 عاماً حيث كان جده شيخ كار الحمامات لافتاً إلى أن عملهم خف بعض الشيء نتيجة تواجد الحمامات في أغلب البيوت وتحولت طقوس الحمامات إلى منحى آخر حيث بات بالنسبة لأهل الشام مكاناً للسيران والنزهة وقضاء أوقات ممتعة فيه إضافة إلى أنه أصبح تقليداً لإقامة حفلات الأعراس للنساء والرجال.
يعمل بالحمام عدد من الأشخاص منهم الناطور المسؤول عن استقبال وخدمة الزبائن داخل الحمام ضمن قسمي البراني والوسطاني، والمكيس المسؤول عن تلييف الزبون في القسم الجواني، والتبع المسؤول عن تغسيل رأس الزبون ومساعدة المكيس في عمله والقيام بشطف وتنظيف الأقسام وتجهيزها، والأميمي المسؤول عن إيقاد النار وتسخين الماء.